أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - فارس حميد أمانة - صناعة الكهرباء في العراق .. أرقام وحقائق















المزيد.....

صناعة الكهرباء في العراق .. أرقام وحقائق


فارس حميد أمانة

الحوار المتمدن-العدد: 4864 - 2015 / 7 / 12 - 14:44
المحور: الطب , والعلوم
    


الصيف الحارق في العراق لا زال مستعرا بدرجات حرارته فائقة الارتفاع والتي تتجاوز أحيانا 50 درجة مئوية ويتسائل الناس عموما عن الكهرباء والقطع المبرمج ومعاناة الصائمين والمصاريف الاضافية التي يتكبدها من يعاني لتعويض جزء من فترات الانقطاع ... الخ .. الذي لا يعرفه المختص بصناعة الكهرباء هو ضياع نسبة كبيرة لا يستهان بها من الانتاج ان قسرا حينا لطبيعة الانتاج التي تتطلب هكذا نسبة ضياعات أو هدرا ممكن السيطرة عليه لتقليصه حينا آخر ..

في يوم انجاز هذه الدراسة المتواضعة كانت الوحدات التوليدية التابعة لمنطقة الفرات الأوسط تنتج 2300 ميغا واط من أصل الطاقة التصميمية لتلك الوحدات والبالغة 6000 ميغا واط أي بنسبة انتاج مقدارها 38% فقط .. أين اختفت النسبة الأكبر المتبقية ؟
ان الوحدات التوليدية مشابهة لمحركات السيارات من ناحية الطاقة القصوى .. ولتقريب ذلك فان محرك سيارة السباق والقادر على تحقيق سرعة قصوى تتجاوز أحيانا سرعة مقدارها 350 كيلومتر بالساعة قادر على دفع السيارة للوصول الى السرعة القصوى لكن ليس لفترة طويلة بل لفترة زمنية قصيرة تطول أو تقصر تبعا لعوامل كثيرة لعل أهمها وأخطرها الزيادة المتسارعة في حرارة المحرك بسبب الاحتكاك ودرجة حرارة الجو ..

يمكن على نفس الأساس دفع الوحدات التوليدية للطاقة القصوى بل حتى تجاوزها أحيانا لكن هذا يبقى مرهونا بالفترة الزمنية التي تعمل بها الوحدات التوليدية بالانجاز الأقصى الذي يكون مرهونا بنفس العوامل منها درجة الحرارة الناتجة عن ذلك ومدى تناسبها مع درجة حرارة الجو حين الانجاز ومدى حداثة أو تقادم الأجزاء والمنظومات المختلفة للوحدات التوليدية .. سنأخذ هنا مثالين حقيقيين هما محطة المسيب البخارية ومحطة المسيب الغازية لتقريب تلك العوامل حول الضياعات في انتاج الطاقة الكهربائية .

محطة المسيب البخارية :

دخلت محطة المسيب البخارية الخدمة عام 1987 والتي كانت أكبر محطة كهرباء في العراق الى ما قبل انجاز محطة الزبيدية البخارية مؤخرا وتبلغ طاقتها الانتاجية القصوى 1220ميغا واط بواقع 320 ميغا واط لكل وحدة توليدية من الوحدات الأربع والتي كان من الممكن دفعها للحمل الأقصى بداية عمرها التشغيلي الا ان التقادم في المنظومات طيلة تلك السنوات أوصل تلك الوحدات الى طاقة قصوى لا تتجاوز في أفضل أحوال التأهيل حملا مقداره 220 ميغا واط للوحدة التوليدية الواحدة أي بنسبة تقريبية مقدارها 69% أي ان أول نسبة ضياعات من انتاج محطة المسيب البخارية ومقدارها 31% قد تم معرفتها .. ان تقليص هذه النسبة يستدعي تحديث أو تبديل أجزاء أكثر الا ان ذلك يكون بمبالغ مالية لا تتناسب مع نسبة التقليص المكتسبة بسبب التقادم .. والخلاصة في هذه الفقرة ان الرجوع بالوحدات التوليدية المنوه عنها الى طاقتها التصميمية سيكون شبه مستحيل .. وأذكر هنا ان الوفد العراقي المفاوض قبل عشر سنوات ( وكنت أحد أفراده ) مع وفد وكالة جايكا اليابانية لتنفيذ القرض الياباني قد فشل في فرض مقترحه تعطيل وحدتين توليديتين واستخدام قطعها ومنظوماتها كمواد احتياط للوحدتين الآخريتين وانشاء وحدتين جديدتين بدلا من تأهيل وحدتين قديمتين لا يمكن الرجوع بطاقتيهما التصميميتين كما كان سابقا عند بدء تشغيلهما .

هناك نسبة ضياع آخرى مهمة وواضحة وهي حاجة كل وحدة توليدية الى ما يقرب من 22 ميغا واط لكي تعمل ( وهذه الكمية تختلف من محطة الى آخرى حسب الحجم والتصميم ) وهذه الحاجة تتمثل بالدرجة الأولى بمضخات دفع المرجل الضخمة BFP ومضخات الوقود COP وعدد كبير من المراوح والمضخات الآخرى مع أجهزة تبريد خاصة بالوحدات التوليدية ويضاف الى ذلك القدرة المصروفة على انارة الطواريء وتغذية شاحنات البطاريات المختلفة الأنواع والاستخدامات ولا ننسى القدرة المصروفة على الاستهلاك البشري مثل الانارة العادية ( وهي غير انارة الطواريء التي تعمل عند الانطفاء ) وغلايات الشاي والثلاجات وأجهزة التكييف ... الخ . ان هذا الاستهلاك يمثل أكثر من 7% من طاقة الوحدة التوليدية الواحدة وللأسف لا يمكن التحكم الا بتقليص نسبة ضئيلة جدا من ذلك متمثلة بترشيد استهلاك العاملين في المحطات للطاقة المهدورة كما ان تهالك بعض الأجزاء المهمة وتراجع انجازها المفترض يحتم أحيانا ارتفاع النسبة وكمثال على ذلك فان الوحدة التوليدية في محطة المسيب في بداية عمرها ( أي جديدة ) تحتاج الى ادخال مضختي تغذية مرجل بالعمل لكن الوضع الحالي يحتم أحيانا ادخال ثلاث مضخات تغذية مما يجعل نسبة الضياع ترتفع أكثر من 7% .

هناك نسبة ضياع آخرى الا انها قليلة جدا تتمثل في خسائر نحاسية وتيارات دوامة وخسائر هسترة بسبب مرور الطاقة المنتجة من الوحدات التوليدية الى محولات القدرة ثم عبر خطوط النقل بجهودها الكهربائية المختلفة ولا تزيد هذه النسبة عن 0.25% من كمية الطاقة المارة بهذه المفاصل .. فعلى سبيل المثال ان أنتجت الوحدة التوليدية 320ميغا واط فان الخسارة ستكون هنا أقل بقليل من 1ميغا واط أما في حال نزول حمل الوحدة التوليدية الى 220ميغا واط فستكون الخسارة بحدود 0.5ميغا واط للوحدة الواحدة .

يتبين من العرض السابق ان أكثر من 38%من الطاقة التصميمية لمحطة المسيب الحرارية مفقودة بسبب التقادم والخسائر والضياعات التي لا بد منها وهذه قيمة كبيرة تقارب 460ميغا واط .

محطة المسيب الغازية :

بنيت محطة المسيب الغازية قبل أكثر من عشر سنوت بطاقة تصميمية مقدارها 500 ميغا واط بواقع 50 ميغا واط لكل وحدة من الوحدات التوليدية العشر . لا يمكن عمليا الوصول الى طاقة الانجاز الأقصى لكل وحدة وهي 50ميغا واط الا بظروف درجات حرارة متدنية جدا ( ما دون التجمد ) ولفترات زمنية قصيرة جدا لا تتجاوز دقائق معدودة حيث ان ارتفاع درجات الحرارة بسبب الاحتكاك سيجبر المشغل على النزول بالحمل الى ما يتراوح بين 38-40 ميغا واط صيفا وبحدود 40-43 ميغا واط شتاءا في أحسن ظروف تشغيل منظومات التبريد Chillers ونظافة مرشحات الهواء وهي قطع استهلاكية ... الخ .. وهذا يعني عمل الوحدات التوليدية بمديات تتراوح بين 76% الى 86% وبهذا تكون نسبة الضياع من الطاقة التصميمية تتراوح بين 14%الى 24% اعتمادا على اختلاف درجات الحرارة بين فصلي الشتاء والصيف .

ان كل وحدة توليدية تحتاج الى طاقة كهربائية تستهلك للمضخات ومنظومات التبريد والأجهزة المساعدة والاستهلاك البشري كما مر علينا في فقرة محطة المسيب البخارية وتقدر هنا بحدود 3 ميغا واط لكل وحدة توليدية وهي نسبة قيمتها 7.8% من أدنى انتاج صيفي أو 7% من أعلى انتاج شتوي .. وباضافة خسائر الشبكة المنوه عنها سابقا ستكون الضياعات ما بين 21% في الشتاء الى 32% في الصيف ..

عوامل آخرى :

ان هناك أسبابا أخرى لانخفاض الانتاج يتمثل في ايقاف اضطراري لبعض الوحدات بسبب الأعطال الطارئة أو الايقاف الاضطراري لوحدات أخرى بسبب شحة الوقود المجهز أو بسبب انخفاض ضغط الغاز المجهز لبعض الوحدات الغازية من قبل وزارة النفط ( على سبيل المثال محطة النجف الغازية ) بسبب الصيانة أو التسربات أو لأسباب كثيرة والذي يؤدي أحيانا الى انزال حمل الوحدة التوليدية الى حدود انتاج تتناسب مع كمية الضغط .. وفي حال استمرار الضغط بالنزول الى حدوده الدنيا الممفترضة يتم اطفاء الوحدة قسريا ولا ننسى الروتين المطبق في تجهيز المحطات بالمواد الاحتياط .

ويبقى الحديث في موضوع صناعة الكهرباء في العراق حديثا ذا شجون .



#فارس_حميد_أمانة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطايا شرقية
- دعوة هادئة .. للجنون
- الخيط الرفيع
- الأزمنة الصعبة
- البوق
- الوردة السوداء
- اشراقة صباح
- اكتواء
- مومس .. قط .. وشبح
- بيغيدا .. ليغيدا .. ومستقبل مسلمي أوربا المجهول
- شارلي ايبدو .. فاجعة التطرف الديني .. أم فاجعة التحرر الفكري ...
- الطيف العراقي .. تنوع وتسامح .. الجزء الخامس والأخير
- الطيف العراقي .. تنوع وتسامح .. الجزء الرابع
- الطيف العراقي .. تنوع وتتسامح .. الجزء الثالث
- الطيف العراقي .. والتسامح الديني .. الجزء الثاني
- الطيف العراقي .. والتسامح
- تأليف واخراج المسرحيات السياسية .. ذلك الفن الجديد
- الساحة السورية .. من يصارع من ؟
- كوباني .. معضلة اختلاف الرؤى بين الحلفاء والمتصارعين
- الشرق والخليج يدا بيد ضد داعش .. صحوة متأخرة أم ماذا ؟


المزيد.....




- استطلاع: الأهل يعانون من الإرهاق الشديد والعزلة والوحدة.. ما ...
- الصين تتهم الولايات المتحدة بتشديد العقوبات وفرض حصار تكنولو ...
- Vivo تطلق ساعة مميزة يمكنها الاتصال بالشبكات الخلوية
- فوائد تناول الأسماك الزيتية للصحة
- رائدا فضاء روسيان ينفذان مهمة خارج محطة الفضاء الدولية
- يا لولو يا لولو في نونو .. تردد قناة وناسة كيدز Wanasah 2024 ...
- كرواتيا تستقبل أول دفعة من مقاتلات -رافال- الفرنسية بالمياه ...
- لولو صارت شرطية.. تردد قناة وناسه بيبي الجديدة 2024 على جميع ...
- الشاي السيرلانكي مقابل التكنولوجيا الايرانية
- هل تنتقل المواجهات النووية إلى الفضاء؟.. وما خطورة نظام النب ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - فارس حميد أمانة - صناعة الكهرباء في العراق .. أرقام وحقائق