أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تفروت لحسن - صور رمضانية مغربية















المزيد.....

صور رمضانية مغربية


تفروت لحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4864 - 2015 / 7 / 12 - 09:36
المحور: الادب والفن
    


1 - الإسلام المخفف والدين المجفف بالمغرب
نقصد بالإسلام المخفف دين اليسر، الدين الذي يخفف على المكلف في أمر العبادة كما المعاملة، أما الدين المجفف، قياسا على الحليب المجفف، فهو الدين الجاف، الثقيل، الذي ينفر المتعبد ويلجمه بقيوده. هذا التمييز بين الثقيل والخفيف في التعبد الديني هو ما يمكن من فهم فلسفة الدين في المغرب.
نعم لقد عرف التدين في المغرب خلال العقد الأخير تطورا جذريا خطيرا، على مستوى شكل العبادة وصولا إلى القيم، حتى في أبسط مظاهرها اليومية. ففي سنوات السبعينات والثمانينات عشنا الدين بشكل خفيف ومخفف. وهنا تحضرني مظاهر كثيرة تشهد على هذه الواقعة، من ذلك مثلا :
- كنا نكتب ( ص ) كلما ذكر اسم الرسول محمد، وفي حالات أخرى نكتب ( صلعم )، اختصارا للعبارة " صلى الله عليه وسلم ". بل وكان المدرس، وهو يملي دروس التربية الإسلامية ينطق " صلعم " دون عقد. لكن اليوم لو نطق الأستاذ بذلك ، أو إذا لم يذكر عبارة الصلاة والسلام كاملة لكفر واتهم بالإلحاد والزندقة.
- في القسم الخامس، ولحفظ سورة الرحمن كان المدرس يحفظنا عبارة " خرم يوكي سييف فيهود فكاف فلهوم...."، وهي العبارة التي يمثل كل حرف بداية لسورة قرانية، تجنبا للغلط بفضل تكرار عبارة " فبأي الآء ربكما تكذبان ". كان لاكتشاف المعلم دور بيداغوجي. لكن لو فعل ذلك اليوم لتم تكفيره وتلفيقه أشياء أخرى.
- كنا نذهب إلى " الجامع" أو " المسيد" منذ السنوات الأولى في الطفولة، ذكورا وإناثا دون تمييز ولا فصل، ومنا الحفاة والعراة، بتعبير لفي ستراوس، كنا ننسج الحكايات ونحكي النكث حول نوادر الفقهاء، بل وننتقد الفقيه عبر أغانينا الطفولية. كان " الجامع " مجالا لتطوير الميولات النفسية الأكثر عمقا، كان مجالا لتقوية الذاكرة، للعب، للتواصل وحتى للفرجة. اليوم نلبس البرقع للطفلة، حتى التي ما تزال تتبول في فراشها. نجبر الصغير على السجود في الصلاة والخشوع، رغم أن عقله لا يتجاوز بطنه. وحتى قول الرسول " صلى الله عليه وسلم " : " علموهم في سبع " لا يؤخذ بعين الاعتبار. الإسلام المجفف يثقل كاهل الأطفال بأكثر من طاقتهم.
- كان الإسلام المغربي، بالأمس، دينا اجتماعيا، ثقافة تنظم بموجبها العلاقات الفردية والجماعية. كل شيء كان بسيطا، في العبادات والمعاملات. لكن اليوم تعقدت الأمور ؛ كثر الحديث عن اللحية والشارب، عن الدخول إلى المرحاض باليمنى أو اليسرى، عن صحة غسل الجنابة بماء البحر، عن جواز تعدد الزوجات، عرفيا، عن البرقع، وهل يجوز السلام مع المرأة باليد... أصبح الإسلام المغربي اليوم جافا، أدخلت عليه تعديلات من الشرق والغرب، فحولته إلى ضده.
- كانت العبادات خفيفة، والمضحك أن الحاج (ة ) يقيم مأدبة، بل وحفلة بالموسيقى العصرية، حين عودته من مكة، ويجلب الهدايا بما فيها العطور الغالية، أو جلاليب وقفاطين شرقية. أما اليوم فالحج معناه الصرامة و"القسوحية"، وكل أشكال التشاؤمية.
- باختصار، كان الإسلام المغربي دين يسر، دين فرح ومرح، دين نسك لا رياء، دين أخوة ومحبة. لكن اليوم كثرت القيود والقيود، فتجد داخل أسرة واحدة، داخل زنقة واحدة، في نفس المسجد، أصحاب الصلاة بالسدل أو الطلق – حركة اليدين وقت الصلاة -. أصحاب المذهب كذا وأصحاب كذا، أهل ... كثرت الشيع وعقدت الأمور الدينية وساد الكثير من الفهم والفاهمين حتى صار اللافهم هو سمة التأسلم المغربية.
2 - في عدمية ليالي رمضان :
يقال أن لرمضان طقوسه، لكن مايميز هذه الخصوصيات في المغرب هو العدمية، في النهار كما في الليل. ففي النهار تبقى نسبة السكريات في الدم هي المهيمنة على الجسد والمحددة للفكر. تتوقف الة الجسد وتسيطر انفعالات النفس في النهار. الكل يحسب الدقائق، يقتل الوقت بشتى الممكنات : المطبخ للنساء والتسوق للرجال، والرياضة للشباب، والحاسوب لليافعين والصراخ والرقص للأطفال. بعد الإفطار وبعد أداء الدين التعبدي الرمضاني. تفتح العدمية الرمضانية أبوابها الليلية. هنا تمتلىء المقاهي ويعتكف الكثيرون على لعب الورق " الرامي"و " الرونضة" و " ضاما و ... والاخرون يتخفون داخل علب الانترنيت للفرجة من نوع خاص، نعم في الليل تسود العدمية، فيصبح الحرام حلالا، حتى مطلع الفجر. والاخرون يجلسون تحت الجدران في النميمة والغيبة يهيمون. انها العطلة ورمضان.
3 - الطفولة في رمضان أو " اللي تصحر مع الدراري يصبح فاطر "؟
نظرا لتصورهم الخاص للزمن، وبحكم عدم قدرتهم على تحمل قيم الجمل، قيم الدين، وبسبب عمرهم العقلي والواقعي - حسب بياجي -، يكون لشهر رمضان خصوصيات عند الأطفال. فهم يستيقظون في الصباح كباقي أيام السنة، يلتهمون ما بقي من الصحور، يخرجون الى الزنقة، يرقصون وبلعبون، بل ويدعون انهم صائمون، دون أن يعرفوا من رمضان الا ما يحاول الراشد شحنهم به، اعادة الانتاج. ما يضحك عند اطفال رمضان هو معيار الصيام، يكفي ان تخرج لسانك، وان كان لونه ابيض، فانت صائم. انها العبادة المخففة.
سألني أحد الأطفال يوما عن الصيام، فقلت انه مرتبط بعدد سنوات الشخص، والطفل يصوم حسب عدد سنوات عمره، بطريقة متفرقة. هذا تحايل على الطفولة، لانني أتذكر أن أباءنا يمنعوننا من الاستيقاظ في الصحور، بدعوى الفريت " بو الصحور". كان ذلك في زمن " بوعو ".
ورغم تغير الظروف فمازال الاظفال يزيننون شهر رمضان، بحركاتهم و صياحهم، ببراءتهم. لكن لماذا التقليل من شأن الطفولة بالقول : " اللي تصحر مع الدراري يصبح فاطر "؟
4 - التلفاز المغربي في رمضان أحلى بدون قنوات عمومية!!!
أحسن ما فعلت وزارة الاتصال المغربية في رمضان هو حذف دوزيم زميدي 1و الاولى في الطريق من التلفزة العادية، تلفزة الأمس،أما أنا فلست من عشاق التلفزة، لهذا فأنا لا أتوفر على صحن مقعر، ولا على لاقط هوائي، وحتى تلفازي يعود لعشرين سنة. لكن رغم ذلك، وفي كل شهر رمضان وبصيغة الالزام والضرورة، كنت أجد نفسي وقت الفطور أمام " انتاجات التلفزة المعربية ". فكنت ملزما رفقة أبنائي بمشاهدة الرداءة التلفزية. لكن، والحمد لله تمت ازالة القنوات المغربية المجانية من صندوق تلفازي، بدعوى شراء " تن ت ". وهذا اليوم من رمضان اكتشفت ان صندوقي لا يتوفر الا على الاولى " اتم "، في انتظار ازالتها. لاول مرة اعود الى سنوات السبعينات، حيث كانت الاولى وبالتوقيت، حينعا كنا محصنين من برامج الكذب والابتذال.
لذا سأشكر وزارة الاتصال على قرصنة قنواتنا، على ازالة القنوات المجانية، رغم أن المواطن يؤدي الضرائب ويدفع دون ان يحس المال للاعلام المغربي.
التلفاز المغربي أحلى بدون قنوات مجانية.
5 - الحيطة من الإمساك
ما أن دقت المدفعية بطلقاتها، و نفت النفار في الهواء رنينه، حتى أدركت أن الأمر يتعلق بحلول شهر الصيام. في هذه اللحظة تذكرت ذلك الدرس الذي شحن به ذهننا بدعوى التعلم في الصغر كالنقش على الحجر، ذلك الدرس الذي يعرف رمضان بأنه " الإمساك عن شهوتي البطن والفرج ". طبعا يصعب على العقل البريء أن يفهم العبارة. لكن مع تقدم العمر تنجلي الدلالة ويرتفع اللبس. نعم الصيام يرادف الإمساك بالمعاني التالية :
- امتناع عن تناول الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. هنا أسمع أن بعض الناس البسطاء يتساءلون عن صحة الصيام في حالة تسرب نقطة ماء بالسهو إلي البطن، خلال المضمضة مثلا.
- الامتناع عن ممارسة الجنس. هنا أفكر في صيام الذين يتسكعون في الطرقات والأسواق، وأعينهم شاردة وأفواههم مفتوحة، وهم يتفحصون النساء اللائى يدرجن في الأسواق. فهؤلاء المتجولون ومن معم من الذين يقضون يومهم أما التلفاز أو الحاسوب، يصعب الإقرار بإمساكهم عن التشهي، فهم يتشهون الجنس نهارا كما يتشهون لوازم الإفطار، بما فيه من حلويات.
- الامتناع عن الكلام، ويستفاد من شكل الوجوه العبوسة والمتشائمة التي تصادفها في كل الأماكن العمومية، في الشارع، في الإدارة، في السوق ...بدعوى الصيام – الترمضينة - يمتنع هؤلاء عن الكلام، وعن السلام، وعن الابتسامة.
- الامتناع عن المردودية في العمل. هذا ما تدركه في تعاملك مع الغير، في الإدارة وفي العمل. كل شيء يتعطل، وكل المصالح تؤجل. مرة بعدم القدرة أو التفرغ للعبادة. أليس العمل عبادة ؟؟؟
- الامتناع عن الإخراج، إنه مشكل الإمساك، وبلغة الطب " القبض "، فالصائم يصاب بهذا المرض في الأيام بسبب كثرة ما يبتلعه بعد الإفطار. حذار من هذا الإمساك. فالمرض الحقيقي هو أن تبتلع كل شيء ولا تخرج أي شيء. رمضان مبارك
6 - في جهل العوام لدور المسجد الحرام

طفت على السطح في الآونة الأخيرة ظواهر لغوية، عند العوام، تتعلق بالمساجد. بحيث نصادف بعضها يتنافى و الوظيفة التعبدية والمهام الاجتماعية للمسجد. ومن ذلك :
- إلحاق اسم المسجد بشخص أو مدينة أو حدث تاريخي، كأن يقال مسجد فلان ( شخصية تاريخية أو سياسية أو من الأعيان... ). أو مسجد كذا ... وهذا فيه إيحاء بالإسناد والتملك، وكأن المسجد ملك لذلك الشخص أو إرث له. وهذا يتناقض مع روح المسجد. علما أن أول اسم للمسجد في الإسلام هو " المسجد الحرام. ويكفي أن تفهم قوله عز وجل في السياق. حيث قال تعالى : " وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ". سورة الجن، الآية (18). طبعا لا عيب في تسمية المساجد، لكن يجب وضع الاسم بين قوسين. مثلا مسجد " س " أو مسجد " ع ".
- عادة ما يفتخر أهل الرياء من العوام بترديد عبارات من قبيل : صليت في مسجد " س "، فقيه مسجد " ع " أفضل من مسجد " ب ". ففي لوك ذكر المسجد على الألسن نوع من التباهي بالتعبد، بشكل يخرج العبادة من مجالها الخالص إلى مجال التفاخر والتباهي. للأسف تظهر هذه العادات في أيام رمضان، وكل أيام الجمعة. فالإسلام الحنيف دين نسك، لا يميز بين المساجد كما يميز الرعاع بين درجات المقاهي والفنادق، والصلاة فرض لا يستلزم التلامز والتباهي لا في اللباس ولا في اختيار المساجد المصنفة، كأن الصلاة بها تدر ربح الحسنات حسب عدد النجوم.
7 - من " زواج المتعة " إلى " طلاف المتعة "أو " متعة الزواج "
هل يعترف المغاربة ب" زواج المتعة " ؟ وما الفرق بين " متعة الزواج " وزواج المتعة ؟
أسالت قضية صحفي الجزيرة الكثير من المداد والمزيد من السجال، خاصة حول لجوء الصحفي إلى " زواج المتعة "، المعتبر زواجا عرفيا في القانون المغربي، والممنوع قضائيا. لكن المتأمل في مدونة الأسرة بالمغرب يلاحظ توارد مفهوم " المتعة " في فصول مدونة الأسرة، خاصة ما تعلق بالطلاق.
فعلا هذا الواقع يعرفه كل من كتب عليه الطلاق. ففي هذه الحالات يحضر بقوة حكم المتعة وقيمتها. وكأن فعل الطلاق يشهد على أن ما مضى من الزواج لم يكن إلا متعة من طرف الزوج، الذي تمتع بجسد المرأة، بحيث لا يجوز للرجل أن يطالب نفقات المتعة من المرأة في حالة استباقها لطلب الطلاق: هذا ما تنص وتنطق بع بعض سطور المدونة، مثلا :
- " تشمل مستحقات الزوجة الصداق المؤخر إن وجد ، ونفقة العدة ، والمتعة التي يراعى في تقديرها فترة الزواج والوضعية المالية للزوج ، وأسباب الطلاق ، ومدى تعسف الزوج في توقيعه " .
- " إذا تعسف الزوج في إيقاع الطلاق يلزم بجبر الضرر اللاحق بالزوجة و يراعى عند تقدير المتعة , أما بخصوص التطليق للشقاق يلزم المتسبب في وضعية الشقاق بتعويض الزوج الآخر جبرا للضرر اللاحق به و لا تحكم المحكمة بالتعويض للطرف الآخر في الشقاق إلا إذا طلبه المتضرر . أما في الطلاق فتقضي به المحكمة تلقائيا دون طلب – عند تقدير المتعة – " .
وضعية – مشكلة تقف عائقا أمام التمييز بين " زواج المتعة " و" متعة الزواج "، والحل هو تجنب اللجوء للطلاق لأن الرجل سيكون ملزما بدفع كل أيام المتعة السالفة، وبأموال خيالية !!!
8 - " واش زوكات " ؟
سأني أحد متأسلمي رمضان : هل يجوز الإفطار على الزواكة أم الأذان ؟ لم أجبه. لكن تذكرت أننا قديما كنا تفطر ونصوم بالزواكة، بل لم يكن لدينا فكرة عن السؤال. طبعا، كان في مدينتي مسجد كبير واحد، ويصعب سماع الأذان لضعف صوت مكبر الصوت ، وكنا نسمع لرنين " الزواكة " التي مازالت تصيح فوق برج الوقاية المدنية. بل أتذكر في طفولتي أن الزواكة زوكات مع 11 نهارا لإعلان عيد الفطر، رغم أن الناس باشروا صيام الثلاثين يوما. فما الفرق ؟
9 - الحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلال عند مسلمي أوروبا !!!!!
يذكرني مقطع من كلام عبد الله العروي في روايته " أوراق "، بتصريحه أنه
اكتشف في هجرته لفرنسا أنه مسلم. ربما يمكن لكل مهاجر لبلد اخر أن يكتشف هويته اللغوية والدينية والثقافية في بلاد الغربة بصيغة أكثر عمقا. هذا مع حدث لي قبل عشر سنوات في زيارة لأوروبا. فأنا في الضاحية الباريسية صدمت لأول مرة بمشاهدة محلات تجارية تكتب بخط عربي وفرنسي عبارات من قبيل " لحم حلال "، مواد غذائية حلال. لم أستوعب في البداية هذا الموضوع. وبعد مدة علمت أن الأمر يتعلق بالدبيحة على الطريقة الإسلامية. لم أعتد على الأمر لإن في المغرب لا نطرح السؤال حتى وان تعلق الامر بالدبيحة السرية. الاكثر من هذا انني في يوم ما صدمت في واقعة فريدة. إذ استضافني أحد معارفي، فقمت بشراء بعض الحلويات لاطفاله جريا على العادة المغربية. ولما دخلت بيته قدمت الحلوى للاطفال بكل سذاجة. تلقفها الرجل من ايدي الاطفال، وسألني هل هي حلال ؟ أجبته بكل عفوية إنها من عرق جبيني، فهي حلال. وقبل أن أنفعل هم يشرح لي " أن في بعض المواد يوجد الجيلاتين - شحم الخنزير-". ضحكت لانني اعرف في المغرب أن الجيلاتين يوجد في صباغة البيوت. المهم بدأ ينصحني بالتأمل في المحتويات حاصة حرف E 000- E001. بعد هذه الواقعة لاحطت أن لفظ " حلال " له اهمية كبرى في اوساط المهاجرين، وله تأويل ديني حاص. أشياء كثيرة حلال عندهم، بل بعضهم من جلب تاويلات اخرى للاسلام اليننا..... وفي الحقيقة أن اسلام أوروبا عو خليط من المذاهب والناتج عن اختلاط الجنسيات للمسلمين. لكن لا يتجاوز النقاش مستوى المأكولات واللباس.
10 - الإسلام والعامية الدارجة
تجري ألسنة الكثير من عوام المسلمين المغاربة بعبارات تناقض في جوهرها روح الإسلام، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر :
- جوابا عن سؤال " اش كاين " يقول العامة " كاين الله، ومن غيروا كذاب ". فالشطر الثاني من العبارة فيه إساءة للرسل والأنبياء وحتى الصحابة، الموسومين بالصدق في القول والعمل.
- " اللي دار الذنب يستاهل العقوبة "، عبارة ذات أصل مسيحي، فالمسيحية هي التي تسير في هذا الاتجاه. بل في القول تعطيل للذات الالهية ولقدرتها. وهذه مسألة خاض فيها المتكلمون، وهي ما يعرف بمسألة الوعد والوعيد.
- " الله يشافي كل من هو مسلم "، فيها حيف ضد الإنسانية، فالمريض كيفما كان جنسه ودينه يحتاج منا العناية، فكيف نستثنيه حتى من الداء بالشفاء.
- " لهلا يضيقها على كل من هو مسلم "أو " الله يفرج على كل من هو مسلم "، عبارة تضاد الدين الإسلامي السمح، دين التسامح، كما جسدته السيرة النبوية الشريفة.
11 - نصيحة رمضانية لما تبقى من شهر الصيام :
" على الانسان أن يكون عارفا بحجم معدته " : نيتشه
وعلى باقى مناحي الحياة تصلح الوصفة: استعارة المعدة
فلا تبتلع الا بحجم معدتك، واهضم واخرج ما ابتلعت حتى ولو كان صلبا وعسير الهضم. ولا نتس أن تهضم تجارب حياتك حتى العسيرة منها. تحرر من ذاكرة الجمل، ففي ذلك شفاء بحول الله.
12 - رعاة اللغو والإلغاء :
يقال كلها يلغي بلغاه، و معنى "اللغا في اللغة هو اللغو، واللغو هو الكلام الذي لا فائدة منه، صحيح التركيب فارغ من المعنى، لا يتاسب المفام، ولذلك يدعو الفقيه يوم الجمعة التاس الى الامساك عن الكلام داخل المسجد، " فمن لغى، فلا جمعة له ". لكن لا يتوقف أمر اللغو على الجمعة، ففيه أنواع وألوان : لغو المقهى، لغو الشارع، لغو الاعلام، لغو السوق، لغو القسم...ورغم تعدد اللغو في لغة المغاربة، فان أهمها هو اللغو السياسي، لغو الحكومة والبرلمان، " كلها يلغي بلغاه " على مدى التاريخ السياسي للمغرب. نعم تشاهدهم في البرلمان يلغون ويتلاغون. الا ان ما يميز حكومة اليوم واغلبيتها ومعارضتها انها جمعت بين اللغو ومنطق الالغاء : اللغو في الخطاب والالغاء في الممارسة، من ذلك :
- الغاء الزيادة في الاجور
- الغاء دعم صندوق المقاصة
- الغاء سن التقاعد والخق في التقاعد التسبي
- الغاء الحق في الدراسة الجامعية للموظف
- الغاء، الغاء، الغاء.....ولغو ولغو
13 - من رعاع رمضان :
بعد صلاة العصر في رمضان تكثر الحركة، خاصة في الأسواق الشغبية. وفي زيارة عابرة يمكنك أن تدرك أن الناس في هذا المكان مراتب وأنواع :
- الإنسان الناهق : هذا الذي يمثله بعض الباعة الذين يصيحون وينادون الزبناء للاقبال على بضاعتهم. حنجراتهم ابواق طبيعية يمكن ان تسبب عاهة للأذن.
- الإنسان الناعق : يظهر على أصحاب التمضينة الذين يدخلون في الخصام والمشادات الكلامية، ولا يخرج من جلقوشهم الا العبارات المغربية التي تبذأ بحرف " ق "
- الإنسان السارق : هؤلاء الناشالون الذين يبحثون عن فرض للتلضض، لسل محفظة، انهم فنانون محترفون، تكثر في رمضان مماراستهم.
- الإنسان اللاصق : يظهر في البعض ممن يتبعون بعض النساء، كما يختارون مواد فطورهم. انهم الذين يقتلون الوقت الرمضاني بطريقتهم.
- الإنسان " الحازق "- معذرة - : الذي يظل يتسول في كل مكان، طالبوا الشفقة يكثرون في أيام رمضان، رغم وجود الفطور المجاني، فهذا النوع يبحت عن الفلوس.
الأنسان العايق : يصيع وقته في ملاعب الاحياء، يصيح، يصرخ، يشجع هذا الفريق، حتى الفطور. رياضة رمضان.
والأنواع تتناسل فقط في رمضان



#تفروت_لحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - طائر الفينيق - أو ابن رشد راهنيا
- الفارماكوس - pharmacos - أو الفيروس البشري
- الممكن والمستحيل في نظرة نيشه للعالم
- الرياضة الفلسفية في زمن العدمية
- الإنسان اللاهث أو - إنسان : - هذا لي -
- القرف والاشمئزاز في المجتمع المعيف ( المعيوف )
- الإنسان الهجين و ثقافة - البغال -
- - أنا مدمن، إذن أنا موجود، عفوا أنا معدوم -
- راهن الفلسفة ورهان الفكر النقدي
- إشكالية تحديد معايير اختيار الكتاب المدرسي بالتعليم المغربي
- نيتشه : الفيلسوف طبيب المجتمع
- لدروس الخصوصية لعلوم التربية : صورة جديدة لأزمة التعليم المغ ...
- - الفلسفة كما نحيا بها - : تجربة بيير أَضُو Pierre Hadot
- الفلسفة والتربية : الإبهام المزدوج
- في الحاجة الى -الفلسفة التطبيقية-
- الفلسفة في متناول الجمهور : انتعاش أم انكماش
- درس الفلسفة بين : - الأستاذ - الطبيب - و - الأستاذ - الكناشي ...
- بعض مفارقات - مفهوم العقل - عند عبد الله العروي
- في التربية على حقوق الإنسان


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تفروت لحسن - صور رمضانية مغربية