أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - عصابات و مافيات بواجهات دينية وسياسية تحت الطلب















المزيد.....

عصابات و مافيات بواجهات دينية وسياسية تحت الطلب


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4862 - 2015 / 7 / 10 - 23:20
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الوضع الأمني في العراق أصبح لا يطاق ولا يمكن الإشارة لهُ إلا وقيل عنه أنه أصبح من سيء إلى أسوأ، ولا يُذكر إلا مرادفاً للانفلات الأمني المتعدد الجوانب وبجانبه تنامي قدرة واتساع الميلشيات الطائفية التي تشكل اليوم هاجساً أمنياً خطراً ليس لدى ملايين المواطنين العراقيين فحسب وإنما حتى القوى السياسية الوطنية والديمقراطية والبعض من القوى السياسية المتنفذة في السلطة، وخير مثال ظهور العصابات التي تندرج تحت مسميات دينية أو سياسية وطنية لكنها تعمل وفق مخططات إجرامية رهيبة، وهذه الظاهرة برزت بشكل قوي بعد السقوط والاحتلال وتطورت تدريجياً حتى أصبحت تقاسم المؤسسات الأمنية القوة والسلاح والتأثير، وحسبما نعرف لا توجد بشكل نصي كلمة مافيات أو مافيا في اللغة العربية وهي كما توصلنا إليه من البحث عن أصلها فقد أشار العديد من الأخصائيين في اللغات بأنها (في اللهجة السيسيلية mafiusu) و ( mafioso ) في الإيطالية وتعني مافيا وقد نشأت في صقلية أبان القرن التاسع عشر ثم انتقلت إلى العالم ولكي لا نبقى في البحث والشرح فقد صارت في البلدان العربية تستعمل في أحيان كثيرة بدلاً عن عصابة أو عصابات، فبدلاً من القول أن العصابات الطائفية تقتل الناس على "ريحة الاسم والمال " نقول المافيا الطائفية الفلانية تغتال على الاسم أو تساهم في الفساد أو تستغل اسم الحشد الشعبي، أو مافيا الفساد تنخر في جسد الدولة العراقية، فعلى سبيل المثال وفي هذا المضمار نشرت السومرية نيوز/بغداد بتاريخ 4 / 8 / 2015 خبراً عن اعتقال ( 28 ) شخصاً يستغلون اسم الحشد الشعبي في سرقاتهم وأعمالهم الإجرامية وأعلنت مديرية إعلام الحشد الشعبي في بيانها إنها ألقَتْ القَبْضَ على ثلاثِ عصاباتٍ بمناطق بغداد تستغل اسم الحشد الشعبي وتجمع التبرعات باسمه لمنافع شخصية وقد القي القبض عليهم وقد قامت" قوة من الأمن داهمت مكتبا يدعي صلته بالحشد الشعبي في شارع 62 بمنطقة الكرادة ببغداد، وتم إلقاء القبض على خمسة متهمين بينهم أمين سر ما يسمى (تجمع دعاة العراق) احمد رسن مهنا" ( نرى أن الاسم رنان وله وصفة وطنية كتجمع دعاة العراق) مثلما ذكرنا سابقاً أن هناك مافيات تدعي بالدين والطائفية والوطنية تغطية لفسادها وأعمالها الإجرامية، هذه العصابات أو المافيات تختلف في طريقة تصفيتها للأمور عن المنظمات الإرهابية التكفيرية ولو أن هذه الأخيرة تعتبر عصابات أو مافيات تنتهج القتل والتدمير، تختلف في الأسلوب والطريقة لا في جوهر النهج الإجرامي في القتل إذا كان بواسطة التفجير والعبوات الناسفة واحتلال المناطق أو كاتم الصوت أو الاعتقال غير القانوني أو الخطف ثم التصفيات هو كما يقال " يك حساب " وتعني بالكردية " حساب واحد" أي الشيء نفسه والسرقات والاتوات وسرقة المال العام والمحسوبية والحزبيات واستغلال اسم الجيش والشرطة والمخابرات الشيء نفسه أي مرة ثانية " يك حساب ". فلا توجد اختلافات في فن القتل والتدمير وتخريب الوحدة الوطنية بين العصابات أي المافيات التكفيرية وبين المافيات الطائفية، وللاثنين تسميات لها قدسية دينية أو وطنية أو تستغل أسماء الله الحسنى أو البعض من الأئمة والخلف الصالح وبهذه التسميات تشمر ساعديها للكسب الحرام والقتل الفردي والجماعي الذي يدخل القاتلين للجنة ويدخل من يذبح هذا الإنسان بحجة الدين والشريعة ، الإنسان الذي هو اثمن رأس مال في هذا الكون والذي قال الله عنه " إنا خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " وحسب تفكيرهم المريض سيدخلهم ذبح الإنسان للجنة التي وعد الله بها عباده لمجرد اختلافه فكرياً ، هؤلاء الذين يلبسون الدين " كدشداشة " فضفاضة حسب قياساتهم ويطلقون أحكامهم التعسفية وكأنها قوانين ملزمة التطبيق من قبل العصابات المافيوية، كيف يمكن أن نفهم أن كل مجموعة تدعي لنفسها حقاً إلهياً أو حزبياً أن تعيث بالأمن وبحياة الناس فساداً ولنا تجارب جمة في هذا المجال، وكيف يفسر وبعد سنين عديدة أن تقوم مجاميع مسلحة تحت راية أحزاب تدعي أنها تعمل من اجل الاستقرار وبسط الأمن ولمصلحة الوطن بأعمال مسلحة خارقة لأبسط التعاليم الدينية والقوانين المرعية، وللمثال البسيط وهو من آلاف الأمثلة أن تقوم مجموعة مسلحة ترتدي الملابس العسكرية بالاعتداء على مقر اتحاد الأدباء العراقي لمجرد اختلافه عن أفكارهم أو لمآرب خبيثة أخرى! وكيف أن تقوم مجموعة مسلحة تنتمي لأحد الأحزاب السياسية والأجهزة الأمنية العراقية في بغداد ( وحسب البعض من المصادر شوهدت سيارات كتائب حزب الله في العراق ) بالسيطرة على مبنى المركز الصحي بزيونة الذي لا يبعد عن مركز العاصمة بغداد كما يقال سوى أمتار وتقوم بعد ذلك هذه المجموعة بالاشتباك المسلح مع الأجهزة الأمنية وعناصرها التابعة لغرفة عمليات بغداد وقد أدت الاشتباكات إلى سقوط عدداً من القتلى، اشتباكات مسلحة في وسط العاصمة أو احتلال مبنى وان خصص حسبما أشير إليه لتدريب الحشد الشعبي بعد منتصف الليل مما يزيد الاضطراب الأمني ويقلق المواطنين الأبرياء لا بل يدخل الرعب إلى قلوبهم أكثر مما هو عليه بينما كل الشرفاء في الجيش والشرطة والبيشمركة والحشد الشعبي وأبناء العشائر يقاتلون الإرهاب وداعش ويقدمون عشرات الشهداء والمصابين ومئات الالاف من النازحين والهاربين واللاجئين والبعض يتجاوز على الأمن ويخلق المشاكل والرعب للمواطنين الذين هم في غنى عنها، وبعد انتشار الخبر بشكل واسع وتناولته وسائل الإعلام عراقية وعربية وأجنبية حيث أصبح كما يقال " علمٌ فوقه نار " قام السيد سعد المطلبي عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد بالتبرير التالي ونشرته وكالة عين العراق نيوز "أن هناك تنسيقاً بين القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي والحشد الشعبي بشأن تسليم المستوصف العسكري في منطقة زيونة للحشد الشعبي ليكون مقراً للتدريب فقط ، وعندما أرادت أحدى فصائل الحشد الدخول إلى المبنى اعترضتها القوات الأمنية التي لم تكن تعلم بوجود تنسيق مع القائد العام للقوات المسلحة بهذا الصدد ".
ــــ أي تنسيق.. أيها السيد سعد المطلبي ولماذا بعد منتصف الليل وليس في وضح النهار؟ ــــ وهل من المعقول أن القوات الأمنية لم تكن تعلم بوجود تنسيق مع حيدر العبادي وهناك عشرات من أجهزة الاتصالات السريعة التي من الممكن التوصل لمعرفة الحقيقة؟
ــــ ماذا تعني جملة حول الاشتباك المسلح التي ذكرته هيئة الحشد الشعبي للمدى برس / بغداد يوم الجمعة 10 / 7 / 2015 " حصول الاشتباكات بين عناصر الحشد والشرطة الاتحادية لسوء فهم بين الطرفين"؟ وماذا سيحدث إذا كان هناك سوء فهم بين الميليشيات المسلحة وبين الجيش والشرطة ومن هو الذي سيحل الإشكال بعد أن يسقط عشرات الضحايا من الجانبين أو من جانب المواطنين المدنيين الأبرياء؟
ــــ وكيف يفسر لنا السيد سعد المطلبي ردود فعل وزير الداخلية محمد الغبان الغاضبة حول الموضوع عندما أعلن عن استيائه من انفلات " الميليشيات المسلحة وعدم انضباطها واحتلال مبنى شرق بغداد " وبدعوة صريحة لحيدر العبادي " في التصدي إلى المجموعات المسلحة التي تنتمي إلى أحزاب معينة وتمارس أعمالا خارجة على القانون " وهو يعني بالضبط ما حدث في زيونة والمستوصف الطبي ويعني بالضبط الميليشيات المسلحة خارج القانون لكنها تدعي أنها غير ذلك .
لقد أصبح العراق مرتعاً خصباً للجريمة المنظمة والعشوائية بسبب تعدد الجهات التي يتخندق البعض منها في السلطة أو تابعة لبعض الكتل والأحزاب السياسية ، وأصبحت هذه الميليشيات رضينا أم أبينا أقوى من الجيش والشرطة لا بل أصبح الأخيرين في المرتبة الثانية لما تمتلكه هذه الميليشيات من قدرات عسكرية ومادية وبشرية وهذا ما يشكل خطراً مستقبلياً على الأوضاع في البلاد، وسيكون من الصعوبة بمكان اتخاذ قرار حكومي بإخضاعها إلى القوات المسلحة لا بل حتى تحييدها وليس حلها لأنها ستكون أول من يحمل السلاح بالضد من هذه القرارات وعند ذلك ستحدث الطامة الكبرى ولا نستبعد صورة لبنان وما يفعله حزب الله وغيره بالعرقلة للبنان موحد ومستقل عن إي قرار وتدخل خارجي، لأننا سنكون أمام واقع مر ومضر بمصلحة العراق ككل إذا لم يستطع حيدر العبادي وحكومتة في الإسراع بوضع الحشد الشعبي تحت إدارة القائد العام للقوات المسلحة وليس تحت أوامر الجنرال الإيراني قاسم سليماني الذي نشرت وسائل الإعلام مجدداً صورته محاطاً بأفراد من الحشد الشعبي في مواقع قتالية قرب بيجي ، على القائد العام للقوات المسلحة في العراق أن ينهي ازدواجية الحشد الشعبي ويقوده مباشرة وان يجمع فيه كل مكونات الشعب لكي يتخلص من المافيات والميليشيات الطائفية، لكي يضبط عدم الانجرار لقتال بين المكونات أوسع وأكثر مما هو عليه الوضع في البلاد، عليه أن يوسعه بحيث يكون قاعدة راسخة للوحدة الوطنية وبعيداً عن تأثيرات إيران أو أية جهة خارجية أخرى..
لا يحتاج الأمر إلى شرح طويل لان المافيا أو الميليشيات الطائفية هي سرطان يجب أن تضع حكومة حيدر العبادي خطة تكتيكية واستراتيجية للتخلص منها ومن شرورها التدميرية لأنها لا تقل أذية وخطورة عن المنظمات التكفيرية وفي مقدمتها ما يسمى " بالدولة الإسلامية في العراق والشام " داعش" .



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتظار النتيجة والإحالة للقضاء والمحاكمة القانونية
- لم تكن عَبَرات عابرة
- العقدة المستفحلة لحكام تركيا حول حقوق الكرد في تركيا
- مَنْ يريد نظاما رئاسياً مركزياً بدلاً من النظام البرلماني؟!
- خفافيش الظلام تحاول غلق نافذة النور في اتحاد أدباء العراق
- سعي محموم لتغليب الطائفية على الوطنية
- مأساة النازحين والمهجرين والباقين مزدوجة
- مدن ترحل في العزلة
- هل يدرك بعضهم معنى المفهوم الأمريكي - فك الارتباط ؟!-
- العظة من الأحداث دليل لفهم الواقع واستشراف المستقبل
- هل نحتاج إلى شعار لمجرد شعار أم عمل جامع؟
- لتظهر الحقيقة بظهور التقرير في قضية سقوط الموصل !
- مصيبة إعادة تسليح داعش من قبل الجيش العراقي
- الهلال الشيعي والمخاطر المحدقة حول وحدة العراق
- تجيير فلسفة النقد الديني لتجريح المشاعر الإنسانية
- جاءوا في عهدتهم غبار القنب الهندي
- الدولة الكردية بين الحقيقة والحلم...!
- هل تقسيم العراق هو الحل للأزمة السياسية والطائفية؟
- الإسراع في عقد مؤتمر المصالحة الوطنية ضرورة وطنية ملحة
- الايجابية في المفاوضات للحلول السلمية ولكبح التدخلات


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - عصابات و مافيات بواجهات دينية وسياسية تحت الطلب