أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - مدن ترحل في العزلة














المزيد.....

مدن ترحل في العزلة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4836 - 2015 / 6 / 13 - 23:42
المحور: الادب والفن
    


في بادية المدن البدوية
ترهبني العزلةْ
ترهبني فكرة أن ابني بيتاً
أو غرفة خوفاً من صاعق .
توجعني أحلام اليقظة
أتقلب طول الليل
وأعد النجم المترامي فوق رؤوس البدو الرحل
فيغني الرجل الحالم تحت مياه البحر الأبيض
وينادي البحر الأحمر
" البحر بيضحكْ مهموماً
والبحر الغدار الراجل لا يرحم**"
أعجيبٌ أمر القلب؟
ليس عجيباً،
أن يشغل وجداني، الصوت القابع في صدري المنفى
يعذرني من يسمع صوتي
فيبشر بالقادم من عمق شجوني
صوت الريم الهارب سراً
قرب الخيمات الجنيات
لا صوتاً اسمع في المنفى
إلا صوت أنين الريم المرسوم على الوجه المختوم
الصرخة ليس لها معنى
إن كانت خافتة
أو كانتْ مسموعةْ
لكن الأمر المعتاد
في ظل القطران المغلي
القطران المتربع فوق الهامات
أغريبٌ لا معنى قرار؟
ليس غريباً أن تنزف حتى العظمِ بيادق كانتْ
تتقاذف فن اللغط المسموم
فتغوص الأرجل.. جرداء كلون الأرض العطشى
في منقار فتاوى مشغوفة باللون، وبأقفاص القطران
أن تنظر في الأفق
وتتابع ذاك الصوت المخزون
صوتٌ يتدرج في ماخور الحرفة
إلا لو كانتْ امرأة..
امرأةٌ من أصداف البحر
امرأةٌ حبلى بالألياف البشرية
تنقل صوت البحر وأصوات الجنيات
في الخيمة المعزولة.
امرأةٌ كانتْ تبكي جسداً خاوي
من أملٍ في نفخة ريح
أبواب الخيمة في الربع الخالي
بوابات جحيمٍ مكتومة
بدماء كالشمع الأحمر
لا يدخلها إلا الباكي
والمتحسر
والشاكي
المتعفر
والراكض خلف الأشجار
بتراب المدن العزباء..
مدنٌ تسكر من قحطٍ، قرب المقبرة الباكر
قرب الفسحة من رمل متخثر
أدماء تلك دماء نساءٍ مختومات ؟
أدماء المرقومات بلون أسود؟
أدماء المختارات بحكم الفسحةْ؟
أدماء البيض المفقوس بوطء الأقدام؟
تتوطد في أعراس دماء الخيمة
وجهات في التقسيم الجغرافي
تتقاسمْ كل جهات البادية..
مدن تتقلب بالمقبولات
حيث شرار التفجيرات
يتقافز عند المنحدرات
مدن ترخي، تتوخى الخدر المستعجل .
.............................
.............................
أتدثر في بادية المدن المسحورة بالمدعوات
اسمع أصوات بكاء مجروح
أسنين العتمة لا تنهي
جزعي المكبوت؟
هذا الدمع المسفوح!.
مدنٌ تسقط في التبشير
مدنٌ تستيقظ في التفجير
مدنٌ تقفز فوق الذاكرة
مدنٌ كالمومياء تحاكي المنصوص
تجلس فوق رماد الوقت المشبوه
تركع في سابقة الركض بلا أهداف..
أمَوتٌ يمشي في الطرقات؟
هذا المخزون بلا ميلاد
أمَوتٌ في الطرقات؟
من يقبل بالقتل ؟
سننٌ تقبل بالقتل الميراث
وتقول الدنيا خير
والمدن البادية راحت تتنابذ بالألقاب
ونساء في سوق نخاسة عصرية
كدليلٍ للرجعةْ
وشعارات التضليل المسبوقة بالوعد القادم
الوعد دخول الفردوس دون حساب
وشعارات تغلق نور العقل
كدليل للتزييف
كي تغلق بوابات المدن المعطوبة أصلاً بالعِصّابات..
فتراودني الفكرةْ
أن لا ابني بيتاً
أو أسكن غرفةْ
في مدنٍ يملأها الخوف من الماضي
وتخاف المستقبل!
** للشاعر المصري احمد فؤاد نجم بتصرف
1 / 6 / 2015
ـــــــــــــــــــــــــــــ



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يدرك بعضهم معنى المفهوم الأمريكي - فك الارتباط ؟!-
- العظة من الأحداث دليل لفهم الواقع واستشراف المستقبل
- هل نحتاج إلى شعار لمجرد شعار أم عمل جامع؟
- لتظهر الحقيقة بظهور التقرير في قضية سقوط الموصل !
- مصيبة إعادة تسليح داعش من قبل الجيش العراقي
- الهلال الشيعي والمخاطر المحدقة حول وحدة العراق
- تجيير فلسفة النقد الديني لتجريح المشاعر الإنسانية
- جاءوا في عهدتهم غبار القنب الهندي
- الدولة الكردية بين الحقيقة والحلم...!
- هل تقسيم العراق هو الحل للأزمة السياسية والطائفية؟
- الإسراع في عقد مؤتمر المصالحة الوطنية ضرورة وطنية ملحة
- الايجابية في المفاوضات للحلول السلمية ولكبح التدخلات
- شواهد حيّة تفند التصريحات المموهة غير الفطينة!
- غول الفساد شريك لغول الإرهاب والميليشيات
- متى يرى النور قانون الأحزاب في العراق؟
- اللجنة التحقيقية البرلمانية مطالبة بإظهار حقيقة سقوط الموصل
- دمشق حلم الحالمين
- دمشق أرومتي
- اتهام البعض منظمات حقوق الإنسان بالتحيز وتلفيق الأخبار 2
- اتهام منظمات حقوق الإنسان بالتحيز وتلفيق الأخبار


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - مدن ترحل في العزلة