أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ أبو كيلة - القديسة فيرينا














المزيد.....

القديسة فيرينا


محفوظ أبو كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 4859 - 2015 / 7 / 7 - 14:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فيرينا المصرية (عام 280م – أول سبتمبر 344م ) وتعنى كلمة فيرينا باللغة القبطية الثمرة الطيبة، نشأت فى قرية جراجوس بمركز قوص محافظة قنا. وفى القرن الثالث فى عصر دقلديانوس جندت الامبراطورية الرومانية فرقتين من منطقة طيبة للمساهمة فى حماية حدود الامبراطورية نظرأ لما عرف عن أبناء هذه المنطقة من شجاعة فى القتال. كان ضمن التشكيل كتيبة طيبية قوامها 6600 جندى، ذاع صيتها حيث كان على رأسها القائد موريس وهو رجل شجاع تقى من مدينة طيبة. واذ كانت مصر ولاية تابعة لدقلديانوس فقد أصدر أوامره بترحيل فرقة القديس موريس إلى غرب أوروبا لمساعدة زميلة امبراطورالغرب مكسيميان لإخماد ثورة شعبية بجنوب شرق فرنسا. ، فى هذا الزمن كانت قنا تشهد تقدماً علمياً كبيراً فى مجال الطب، حيث كان تعليم الطب وممارسة التطبيب رسالة ودورا تنتقل من جيل إلى جيل. فأهلت خبرة فيرينا الطبية وعلمها بقواعد التمريض للعمل فى هذه الكتيبة الطبية مع بعض الفتيات القبطيات " المصريات " اللاتى يقمن بالتطبيب ورعاية الجرحى. وعندم قتل جميع أفراد الكتيبة الطيبية فى إحدى المواقع العسكرية فى غرب أوروبا لم ترجع فيرينا إلى مصر، وذهبت تسير فى إتجاه جبال الألب السويسرية واعتكفت فى كهف ضيق بسولوتورن بشمال سويسرا على الحدود مع المانيا، مع مجموعة من الفتيات اللاتى قدمن معها من مصر، وكانت تخرج سرا إلى القرى المحيطة لتقدم أعمال الرحمة والمحبة للفلاحين والفقراء، وحدث أن اكتشف الحكام الرومان أمرها فأمروا بسجنها، ولكنها بعد أن خرجت من السجن ورجعت الى مكانها فى الكهف مع زميلاتها وعادت لما كانت تفعله قبل سجنها وظللن يحيكن الملابس ويقمن بأعمال التمريض سرا، حتى لا يكتشف أمرهم، ظللن هكذا حتى انتهى عصر الإمبراطورين دقلديانوس وماكسيمان عام 305، وبدأ عصر الإمبراطور قسطنطين الكبير الذى اعترف بالمسيحية كواحدة من الديانات المصرح بممارستها فى الإمبراطورية الرومانية، وذلك فى مرسوم ميلان الشهيرعام 313م ، فانطلقت فيرينا برسالتها وكانت تهتم اهتمامًا خاصًا بتعليم السكان أصول النظافة الشخصية. ، وبدأ الأهالى يتعرفون عليها تدريجيأ وتعلمت فيرينا لغتهم وأجادتها إجادة تامة. وكانت تخدم سكان المنطقة من خلال معرفتها بالتمريض ودرايتها بفوائد بعض الأعشاب واستخدامها كعقاقير لأمراض كثيرة وعلمتهم النظافة الجسدية بالإغتسال بالماء، وتسريح الشعر والإهتمام بالنفس، وعُرفت بينهم بـ ‘‘صاحبة الفلاية’’، حيث استخدمت موروثها الفرعوني في مجال النظافة ونشرت بينهم ثقافة استخدام المشط المزدوج ‘‘الفلاية’’ لتصفيف الشعر وقتل حشرات الرأس، كما نشرت بين الفتيات السويسريات ثقافة المحافظة على عفتهن، وكانت تقوم بتلك الأعمال طواعية دون مقابل، حيث كانت فيرينا ورفيقاتها تجدن حياكة الملابس وتطريزها ويبعن عمل أيديهن لشراء الطعام ولوازم الحياة. وقد توافد عليها سكان المنطقة المحيطة بالكهف الذى تعيش فية، وشاع فى المنطقة أن الرب يسوع يصنع عجائب كثيرة على يديها تشفى كثيرين من المرضى. وعملت هى والفتيات على نشر تعاليم إيمانها المسيحى فى تلك المنطقة.. حتى أمن كل الناس بالمسيح ربأ وفاديأ على يديها، وتوحدت بعد ذلك فى قلاية منفردة فى حب المسيح. وتُرسم أيقونة القديسة فيرينا وهى تحمل مشط وجرة ماء فى يديها وهذا للدلالة على طبيعة خدمتها والعمل التى كانت تقوم به.
وانتقلت القديسة فيرينا الى السماء فتوفيت عن عمر يناهز ٦-;-٤-;- عاماً، وبني فوق مكان دفنها في مدينة تمبورتاخ بسويسرا كنيسة ، وعند منتصف الجسر المقام على نهر الراين بين سويسرا وألمانيا يوجد لها تمثال وهى تحمل جرة بها ماء واليد الخرى تمسك بمشط، ويبلغ عدد الكنائس التي تحمل اسمها في سويسرا وحدها 70 كنيسة وفى ألمانيا 30. ويعد يوم وفاتها أول سبتمبر 344م،عطلة رسمية تحتفل فيه المؤسسات الرسمية وأفراد الشعب السويسرى. ‏كما‏ ‏يوجد‏ ‏لها‏ ‏تمثال‏ ‏رائع‏ ‏مقره‏ ‏في‏ ‏سفارة‏ ‏سويسرا‏ ‏بالقاهرة‏ ‏في‏ ‏شارع‏ ‏عبدالخالق‏ ‏ثرت‏. ‏ ‏‏منحوت‏ ‏بالحجم‏ ‏الطبيعي‏ ‏وهي‏ ‏ممسكة‏ ‏إبريقا‏ ‏بإحدي‏ ‏يديها‏ ‏وباليد‏ ‏الأخري‏ ‏مشطا‏, ‏وقد‏ ‏أقيم‏ ‏نفس‏ ‏التمثال‏ ‏في‏ ‏جميع‏ ‏المناطق‏ ‏التي‏ ‏زارتها‏ ‏القديسة‏ ‏في‏ ‏سويسرا‏ ‏ونقشت‏ ‏تحت‏ ‏التمثال‏ ‏عبارة‏: ‏الفتاة‏ ‏التي‏ ‏علمت‏ ‏سويسرا‏ ‏النظافة‏ ‏وعلمت‏ ‏فتياتها‏ ‏العفة‏ ‏والطهارة‏. ‏وقد‏ ‏نظمت‏ ‏معارض‏ ‏وحفلات‏ ‏موسيقية‏ ‏متتالية‏ ‏في‏ ‏مدن‏ ‏سويسرا‏ ‏وألمانيا‏ ‏الغربية‏ ‏لعرض‏ ‏حياتها‏ ‏شعرا‏ ‏وتصويرا‏ ‏وموسيقي‏ ‏شارك‏ ‏فيها‏ ‏أشهر‏ ‏الفنانين‏ ‏والشعراء‏ ‏والرسامين‏ ‏مثل‏ ‏الشاعرة‏ ‏سيلجا‏ ‏والتر‏, ‏والرسامة‏ ‏ماريا‏ ‏هامنز‏ ‏عام‏ 1996, ‏وتذاع‏ ‏برامج‏ ‏أخري‏ ‏في‏ ‏إذاعة‏ ‏سويسرا‏ ‏خاصة‏ ‏بها‏. ‏كما‏ ‏توجد‏ ‏لها‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏المزارات‏ ‏التاريخية‏ ‏التي‏ ‏دعت‏ ‏باسمها‏ ‏مثل‏ ‏بئر‏ ‏فيرينا‏ ‏في‏ ‏تسورتساخ‏ ‏بألمانيا‏, ‏وصخرة‏ ‏فيرينا‏ ‏في‏ ‏سولوتورن‏ ‏ومياه‏ ‏فيرينا‏ ‏في‏ ‏بادان‏, ‏وقد‏ ‏حفظ‏ ‏جسد‏ ‏القديسة‏ ‏فيرينا‏ ‏في‏ ‏مزار‏. ويعتبرها كثير من المؤرخين أم الراهبات في أوروبا.
ولا يعرف كثير من المصريين أن فتاة مصرية عاشت في وسط أوروبا، وجسدها مدفون في إحدى كنائسها منذ أكثر من خمسة عشر قرناً. ويرسمونها على هذا النحو تخليداً للدور الذي قامت به في العناية بالمرضى وتعليم الأهالى العادات المصرية كالنظافة والإستحمام،. وفي عام 1986 أحضر وفد من كنيسة القديسة فيرينا بزيورخ بسويسرا جزء من رفاتها لمصر، وفي 22 فبراير 1994 قام البابا شنودة الثالث بتدشين كنيسة القديسة فيرينا بمبنى أسقفية الخدمات بالأنبا رويس، ويتم الاحتفال بهذه الذكرى من كل عام. وتحتفل الكنيسة القبطية بعيد نياحتها يوم 4 توت من كل عام. وفى 1 سبتمبر 2012 قام الأب أرسانيوس بإحضار جزء آخر من رفات القديسة فيرينا من سويسرا.



#محفوظ_أبو_كيلة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درية عونى: شخصية من مصر
- تقى الدين المقريزى: شخصية من مصر
- مجدى عبد الملاك: شخصية من مصر
- شخصية منمصر: دكتور فرج فودة
- دكتور فرج فودة: شخصية من مصر
- هيباتيا: شخصية من مصر
- -;-كيف تشكلت دولة الجزائر
- كيف تشكلت دولة تونس
- كيف تشكلت دولة ليبيا
- كيف تشكلت دولة السودان
- كيف تشكلت دولة لبنان
- كيف تشكلت دولة سوريا
- كيف تشكلت دولة العراق


المزيد.....




- ترامب مشيرًا إلى وجود شار محتمل لـ-تيك توك-: مجموعة من الأثر ...
- شابة تتعرض لهجوم مفاجئ في مياه عكرة نسبيًا على شاطئ بأمريكا. ...
- هذا المطوّر ابتكر تطبيقًا لمكافحة ممارسات ضباط الهجرة والجما ...
- قطاع المتاحف في السودان: خسائر فادحة جراء السرقات والتدمير ا ...
- تكنو
- قادر على رصد الصواريخ فرط صوتية وبالونات التجسس: ما هو رادار ...
- إيران: أكثر من 900 قتيل خلال الحرب وطهران تندد بالسلوك -الهد ...
- إيران تكشف عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية خلال حرب الـ12 يوما ...
- مسح شامل للبشرة لرصد المشاكل وتقديم الحلول
- -لمحاسبة إسرائيل وأمريكا-.. إيران تُطالب بضمانات للعودة إلى ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ أبو كيلة - القديسة فيرينا