أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شوكت جميل - سدرة المنتهى و ultimus sidera















المزيد.....

سدرة المنتهى و ultimus sidera


شوكت جميل

الحوار المتمدن-العدد: 4856 - 2015 / 7 / 4 - 04:53
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اللغة ليست ديناً ، كما أن اللغة ليست حكراً على دين ، و حينما يكون التعصب للغة أو التعصب عليها سبيلنا في تأصيل الألفاظ ، فما أفقره من تأصيلٍ سيان أكان هذا الوازع للتعصب دينياً أم قومياً...و هذي مقدمة رأيتها لازمة.

أما تأثير اللاتينية على اللغة العربية فقديم غير منكور ، ممتد من قبل ظهور النصوص المقدسة في جزيرة العرب إلى ما بعدها ، و كيف لا ؟ ، و قد كانت أوصر الصداقة على أشدها بين العرب و الروم،و بالأخص العرب المسيحيين ،في الشام و أطرافها ، الموالين للأمبراطورية الرومانية الحاكمة و لغتها اللاتينية ، و كانت الرحلات التجارية متصلة دائمة من قلب الجزيرة العربية إلى بيت المقدس و الشام و هما تحت الحكم الروماني ، ثم هجرات اليهود بعد خراب أورشليم إلى شبه الجزيرة العربية ،و قد حملوا معهم إليها _فضلاً عن مفرداتهم العبرية_ ما حمله إياهم الإستعمار الروماني الطويل لبلادهم من مفرداتٍ لاتينية .


و سنحاول التأصيل للفظة "سدرة" ،(سدرة المنتهى) ،و الواردة في سورة النجم ، و التي تصف طرفاً من قصة الإسراء و المعراج :((... وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ-;---;-----;-------;---- (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ-;---;-----;-------;---- (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ-;---;-----;-------;---- (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ-;---;-----;-------;---- (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ-;---;-----;-------;---- (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ-;---;-----;-------;---- (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ-;---;-----;-------;---- (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ-;---;-----;-------;---- (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ-;---;-----;-------;---- (9) فَأَوْحَىٰ-;---;-----;-------;---- إِلَىٰ-;---;-----;-------;---- عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ-;---;-----;-------;---- (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ-;---;-----;-------;---- (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ-;---;-----;-------;---- مَا يَرَىٰ-;---;-----;-------;---- (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ-;---;-----;-------;---- (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ-;---;-----;-------;---- (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ-;---;-----;-------;---- (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ-;---;-----;-------;---- (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ-;---;-----;-------;---- (17) لَقَدْ رَأَىٰ-;---;-----;-------;---- مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ-;---;-----;-------;---- (18)..))

أما المفسرون ، و أكثرهم من أهل اللغة ، فلم يختلفوا كثيرا على معنى "سدرة" ،و ذهبوا في أنها نوع من الأشجار ،أو شجرة "النبق" على وجه التخصيص ،و أنها قائمة في أقصى أو "منتهى" السماوات ،فمنهم من يضعها في السماء السادسة ،و منهم من يضعها في السابعة ، غير أنها ليست كشجر النبق الذي نألفه ، فإنما هي كبيرة كل الكبر حتى تخرج من أطرافها أنهاراً كالنيل و الفرات ، و تبدو هذه الشجرة في وصفهم مقاربة لشجرة الحياة و أنهار الجنة كما وردت في سفر التكوين ، و فاتهم أن الجنة التوراتية إنما كانت على الأرض ،فيما حديث الإسراء و المعراج عن الأفلاك و البروج السماوية ، كما أن جلالة إيقاع الآيات السابقات و فخامته تشي بشيء أكبر بكثير من شجرة نبق ، فلم يكن أمامنا بد من البحث عن أصلها في غير لغة العرب ..فلم أجد خيرا من :
“ultimus sidera” اللاتينية لتعطي معنى أكثر طبيعية و اتساقا مع باقي الآيات في النص.

أما “ultimus” فتعني القصوى أو المنتهى أو الأبعد مسافة و منها “ultimate” الإنجليزية.
أما “sidera” ، و حروفها الصوتية ˈ-;---;-----;-------;----sɪ-;---;-----;-------;----də-;---;-----;-------;----rə-;---;-----;-------;---- ،فتعني النجم أو السحابة النجمية و بروج السماء ،و الأجرام السماوية عامةً ، و اللافت هنا أن السورة اسمها "سورة النجم" !،فإذا نطقنا سدرة عند الوقف ؛قلنا "سدره أو سدرا " فكأنها و الالاتينية سواء ،فيكون معنى الآية "عند سدرة المنتهى": عند أقاصي السحب النجمية في الأفلاك.

و ما زال الإنجليز يستعملون الإسم "sidra" و هو اسم يطلق على الإناث ،و يعني المتألقة كالنجمة..أما النيزك بالإنجليزية فـ "siderite"

و من الجدير بالذكر هنا ،وجود معنى آخر لـ “sidera” اللاتيني و يعني الزوبعة العاصفة أو الدوامية ، و قد كانت ترى المجموعات النجمية البعيدة كسحب من الغاز المضطرب و الذي يدور حول نفسه ،و في يومنا هذا ما لبثت تسمى بعض المجرات بالمجرات الدوامية ، Whirlpool Galaxy ، وهنا نصل إلى لفظة السديم العربية ، وهو طبقاً لمعجم الغني: تَكَاثُفُ أوْ تَجَمُّعُ نُجُومٍ بَعِيدَةٍ تَظْهَرُ وَكَأَنَّهَا سَحَابَةٌ خَفِيفَةٌ ، أوْ بُقَعٌ ضَعِيفَةُ النُّورِ ، كَمَا يَتَكَوَّنُ السَّدِيمُ مِنْ غَازَاتٍ مُضِيئَةٍ شَدِيدَةِ الحَرَارَةِ ، تَدُورُ حَوْلَ نَفْسِهَا...كسحابة من التراب والغاز في الفضاء..و يدلنا معجم الوسيط على أن السديم هو السِّدِر!..و السّدْر عند العرب هو البحر الذي لا يرون له نهاية ،و شتان بينه و بين شجرة النبق!...و من الجدير بالذكر أن الجذر اللغوي و بعض اشتقاقاته لـ “sidera” قد ورد في الفولجاتا و هي الترجمة اللاتينية للكتاب المقدس بعهديه و التي قام بها القديس جيروم في القرن الرابع للمسيح ؛ كما سيرد في المسطر أدناه.

التفاصيل اللغوية:

أعتمدنا في الجانب الالاتيني على قاموس (لاتيني _إنجليزي)
Lewis & Short Elem. Lewis
.............................1_

Verb
sidus, sideris
Definitions:

constellation
star
tempest (Vulgate 4 Ezra 15:39)
...................................................2_
Adjective
sidereus, siderea, sidereum
#


Definitions:

heavenly
relating to stars
star-like
starry
.......................

sidera noun pl neut nom
sidera noun pl neut acc

و تعني :
a group of stars, constellation, heavenly body
......................................................3_
ultimus

و تعني :


farthest, most distant, most remote, uttermost, extreme, last



#شوكت_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكوين
- المُصَوِّر و المُصَوَّر
- ملوكُ الشرقِ و قروده
- ما بين المؤمن و الكافر
- الغريب
- عيونُ الفَرَس
- حديثُ المُنَظِّفِ و المُنَظَّف
- الهوة
- ما لا يريد
- سين_جيم(هنّ و هم)
- حتمية إقصاء الفكر الظلامي
- ثلاثية:السولار و القمح و الأفيون
- ومضة الطوفان
- الطفل دفنّاه
- ثورة عشق قديم
- إلى الحوار المتمدن و قرّاءه
- جدلية الألم و القيامة
- المتمرد مصلوباً
- المحتزم المحترم
- لويس عوض:الرجل و المأساة


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شوكت جميل - سدرة المنتهى و ultimus sidera