أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إمانويل ماريو - تصرُف مُشين لا ينِم عن المسئولية














المزيد.....

تصرُف مُشين لا ينِم عن المسئولية


إمانويل ماريو

الحوار المتمدن-العدد: 4855 - 2015 / 7 / 3 - 19:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صيرورة الأحداث بشكلها الحالي في ولاية الإستوائية الوسطى، لا يُنبئ بمُستقبل مُشرق لمجتمعات الولاية خاصة عقب أن أخذت طبيعة الأحداث فيها منحى أخر بإتهام والي الولاية مجتمع "باري" بزعزعة أمن الولاية على مختلف الطرق التي تربط العاصمة جوبا ومحافظات الولاية عن طريق متمردين مواليين للمتمرد "لادو قوري" وأنهم يتصرفون كالحكومة، ولم يَسكُت مُجتمع "باري" على تصريحات الوالي ليردوا عليه يوم أمس الأول بمؤتمر صحفي وصف فيها تصرف الوالي بالعدائية تجاه المجتمع.
قبل الخوض في تفاصيل الأمر، فإن التصريحات التي أدلى بها الوالي في حق مجتمع "باري" تصرُف مُشين لا ينِم عن المسئولية الدستورية التي كُلف بها الوالي، فالوالي شخص إنتخبه جميع مواطني الولاية بغض النظر عن قبيلته، وأن يصل الوالي إلى مرحلة يهاجم فيها مجتمعاً معيناً وبإسم في ولايته هذا أمر وسابقة خطير يستحق الوقوف عليه والتعامل معها بحزم لا يؤول الأمر إلى ما ليس في مصلحة المجتمع خاصة ومجتمعنا يعاني من التشرذم والقبلية.
لا أعلم الكثير عن طبيعة الصراع الحاصل بين مجتمع "باري" ووالي الولاية في شخصة، ولكن تصريح الوالي بمُهاجمة مجتمع "باري"، يوضح أن الوالي يُضمر عداءاً مُبطناً ضد المجتمع وبصورة شخصية، وإلا لما شخصن الوالي مُشكلته، فإذا كان مُشكلة الوالي مع المجتمع في أن مجتمع "باري" يتحرك في الخفاء للإطاحة به من على منصبه فإن هذا أيضا لا يُبرر تصرفه فكان له أن يتوصل إلى تفاهمات بعيداً عن تصعيد الأمر في أجهزة الإعلام، ولكن أعتقد أن يصل الأمر إلى صفحات الصحف فهذا يبين أن الأمر قد خرجت عن السيطرة وأن الوالي أصبح لا يتحمل ما يستفزه من التصرفات التي يحدث تُجاهه.
لم يجانب الوالي الصواب في تصريحه من ناحيتين الناحية الأولى هو أن السلوك الإجرامي الذي ينتشر في مختلف مُدن جنوب السودان والنهب المسلح في الطرقات العامة، لا يُمكن لأي عاقل كان أن يسندها إلى مُجتمع معين أو قبيلة معينة، فالمُجرمون هُم عبارة عن مجموعة إتفقت لإرهاب الناس والعيش من قطع الطُرق والنهب والسرقة، وما شجعتهم على ذلك هو إنتشار السلاح فقط ، لذا يُعقل أن يتفق قبيلة بأكملها إلى تعمد الإخلال بالأمن العام لمُجرد أن شخصية الحاكم لا تُعجبهم، وجانب أخر فإن مسألة قطع الطُرق ونهب المُواطنين المُسافرين لا ينصر فيها عِصابات النهب المُسلحة أفراد قبيلتهم وبالتالي لا يُمكن أن يكون حجة منطقية للوالي للتصرف بعدائية تجاه قبيلة بعينه.
أما الناحية الثانية فهي طبيعة الصراع سياسيا، فالصراع الحالي يُرجعه البعض إلى مُنذ فترة الإنتخابات العامة التي شهدت تنافساً شرساً بين المُتمرد الحالي "الفريد لادو قوري" السيد الوالي حينما التي مني فيها "لادو" بهزيمة أمام الوالي وهو ما لم يتقبلها خصوم اللواء "كلمنت"، حلفاء "الفريد" الذين رأو بأن الإنتخابات قد زُور لصالح اللواء "كلمنت واني". ولا يختلف إثنان بأن الصراعات السياسية موجودة في كل ولايات البلاد تقريباً بغض النظر عن طبيعة تكوين تلك الولاية ولكن لم يصل الصراع في أي ولاية إلى حد شخصنة القضايا وهو ما لم يكن الوالي موفقاً فيها.
وتصريح الوالي الذي أدلى بها تجاه مجتمع "باري" لا أرى فيها سوى خلق فتنة وكراهية بين قبائل ولاية الإستوائية الوسطى لأن الحاكم وفقا للدستور لديه صلاحيات للتعامل مع أي مجتمع، وأ خلاف بين الحاكم وأي مجموعة يجب أن يتم تسويتها عن طريق الحوار لمعرفة ماذا حدث للتوصل إلى الحل، ولكن يبدو أن سعادة الحاكم قد نسى في غفوة أنه وحاكم ولاية ومسئول عن كل القبائل في الولاية، فصرح بناءاً على ميوله القبلي وهذا لا يساهم في غير دمار النسيج الإجتماعي.



#إمانويل_ماريو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعمال المشاكل الصغيرة أولى من إهمالها (1-2)
- -المَوقِف- تَعبُر إلَىَ العام الثاني
- إرجاع سلطة تصاديق (LC) للبنك لا تكفي
- إعمال المشاكل الصغيرة أولى من إهمالها (2-2)
- الحمد ل(جايكا) والوحدة الهندسية
- وزير الزراعة يضع النقاط فوق الحروف
- عن مجلس إدارة الهيئة القومية للكهرباء
- إعادة توزيع التراكتورات يبدو خياراً منطقياً
- جون كيري والمحكمة المختلطة
- القاهرة وجوبا ... حوار المصالح والتوازنات


المزيد.....




- -بدنا هدنة-..مباحثات الدوحة على وقع لقاء نتنياهو وترامب في و ...
- هآرتس: أميركا تبني لإسرائيل منشآت عسكرية بمليارات الدولارات ...
- وزير الطوارئ السوري للجزيرة نت: 80 فريقا تعمل لإطفاء حرائق ا ...
- هكذا خانت أوروبا نفسها لأجل إسرائيل
- عاشوراء في طهران.. من الشعائر إلى سرديات الهوية الوطنية
- مفاوضات النووي معلقة بين رفض طهران شروط ترامب وجهلها بما سيف ...
- احتفاء بالظهور الأحدث للـ -زعيم- وألبوم عمرو دياب الجديد.. ا ...
- تداول فيديو للحظة -احتراق سفينة إسرائيلية- هاجمها الحوثيون.. ...
- البيت الأبيض: إنهاء الحرب في غزة أولوية قصوى لترامب
- مصرع مسلح بعد استهدافه مبنى لحرس الحدود الأمريكي في تكساس


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إمانويل ماريو - تصرُف مُشين لا ينِم عن المسئولية