أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - كوب شاي














المزيد.....

كوب شاي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4854 - 2015 / 7 / 2 - 16:13
المحور: كتابات ساخرة
    


يحكى أنه كان هنالك في إحدى الأحياء السكنية حشاش يعيش وفي حياته الكثير من المصائب والمشاكل وكانت أغلبية مشاكله تأكل وتشرب معه, وفي يومٍ من الأيام جلس أمام باب الدار يتحسر على حياته وأمامه كوب من الشاي الأسود ينظر إليه ويطيل النظر كثيرا, وكان صدفةً يمر من نفس الشارع أحد المتسولين والفضوليين الذين يحشرون أفهم في كل شيء ويحاولون كسب أي شيء من الناس مهما كان صغيرا أو كبيرا, ولحسن حظ الحشاش نظر المتسول في كوب الشاي الذي صنعه الحشاش ليشربه على رواقة أمام باب الدار, ومن دون أن يدري الحشاش مد المتسول يده إلى كوب الشاي بعد أن طلب من الحشاش أن يعطيه من مال الله, وأخذ المتسول كوب الشاي والحشاش ينظر إليه بكثير من الاستغراب , وفي لحظة سرية شرب المتسول كوب الشاي وأخذ نفسا ميقا والحشاش ين إليه بمزيد من الدهشة والاستغراب وقال له:

- ما الذي فعلته؟ شو اللي سويته يا رجل!! إنت مجنون.

- لا مش مجنون.

- إذا ما الذي فعلته؟.

- لا شيء هداك الله,كل الذي فعلته أنني طلبت منك من مال الله ولم تعطنِ.

- ليس عن هذا أسألك.

- إذاً عن أي شيء تسأل؟

- أسألك عن كوب الشاي.

- وهل كنت تعز على متسول مثلي أن يشرب من أمامك كوب من الشاي؟.

- يا رب السماء...يا إلهي...ما الذي يحدث لي اليوم بحق السماء.

- يا رجل لا توجد هنالك أي مشكلة, المسألة لا تتعدى أن تكون كوبٌ من الشاي.

أخذ الحشاش يجهش بالبكاء ويضرب أخماس بأسداس, ومن ثم أخذ يشد بشعر رأسه, فقال له المتسول:

- يا رجل كل المسألة عبارة عن كوب من الشاي ليست أكثر ولا أقل.

فنظر الحشاش على المتسول والدمعات يتساقطن من عينيه وقال:

-أنا رجل متعوس جدا...فقدت في العام الماضي أمي وأبي في حادث سير فضيع جدا, وبعدها بأقل من شهر طردتني الشركة التي كنت أعمل فيها براتب جيد جدا لأنني صدمت سيارة الشركة بسيارة أجرة وتسببتُ بوفاة 3 أشخاص ودفعت الشركة الكثير من المال لأهالي الضحايا ...حتى غدوت بلا عمل, فقام البنك بملاحقة كفلائي الذين كفلوني يوم استدنت من البنك ونظرا لأنني توقفت عن العمل فإن البنك سيخصم قيمة القرض من الكفلاء الذين بدورهم هددوني بالسجن عن طريق محامي وكلوه بالقضيه إن لم أدفع للبنك.. وزوجتي غضبت مني وذهبت إلى بيت أبيها ورفعت عليّ قضية طلاق وطالبتني بنفقتها ونفقة العيال, وصاحب البيت أيضا رفع عليّ قضية في المحكمة لطردي من البيت الذي استأجرته منه نظرا لأنني منذ عدة أشهر لم أدفع أجرة البيت, وصاحب السوبرماركت المجاور لبيتي رفض إعطائي أي مواد تموينية ووكل أحد المحامين برفع قضية عليّ أمام المحكمة لأسدد ثمن المواد التموينية منذ عدة أشهر, ولهذا السبب ضاقت بي الدنيا وتنكر الأصدقاء والأقرباء لي ولم يتعرف أحد عليّ, فقررت الانتحار, ولكن ما يحزن في الموضوع أنك ظهرت أمامي وعطلت عليّ عملية الانتحار من خلال شربك لكوب الشاي الذي وضعتُ فيه السُمَ لكي أتخلص من الحياة؟ أفلا يدعو هذا بنظرك إلى الحزن والاكتئاب والبكاء؟



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحمد لله على نعمة أمريكا
- العيش داخل الوطن العربي أكبر مذلة
- يهدي من يشاء ويضل من يشاء
- من سيدخل الجنة نحن أم هم؟
- رفض التراث
- أبنائي
- معظم الحروب حروب أهلية
- شهر رمضان
- ابو الدخان في رمضان
- المثقفون في الدول العربية
- حين نكذب نكره أنفسنا وحين نصدق يكرهنا الناس
- الأطباء يدفنون أخطاءهم والمعماريون يعيشون مع أخطائهم
- من حقي أن أعيش بكرامة
- كنتْ
- فاقد حاسة الذوق 2
- الحس الإنساني
- نادين فراشتي السمراء
- العلاقات الأسرية بين الماضي والحاضر
- الأشرار والأخيار
- أسوأ المعاملات


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - كوب شاي