أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - العيش داخل الوطن العربي أكبر مذلة














المزيد.....

العيش داخل الوطن العربي أكبر مذلة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 29 - 13:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أيام زمان كانت الحكومات العربية تطرد من تغضب عليه خارج البلاد إلى اسبانيا أو فرنسا أو مالطة, كانت تنفي خارج البلاد من تغضب عليه سياسيا , كما حدث ذلك مع سعد زغلول مؤسس حزب الوفد هو ومحمد محمود ومجموعة من الأصدقاء , حصل ذلك معه هو واثنين من رفاقه سنة1919م حين تم نفيهم إلى مالطة وبعد ذلك ترحيلهم إلى جزر(سيشل) في المحيط الهندي بقرار من (اللنبي), كان الاستعمار الغربي أيضا مثله مثل الحكومات العربية ينفي ويطرد المعارضين إلى خارج البلدان العربية , كما حث مع أمير الشعراء أحمد شوقي حين تم نفيه إلى إسبانيا عام 1915م , وهنالك من كان ينفي نفسه بنفسه إلى خارج البلدان العربية إن لم تنفه الدولة, وهنالك من كان يستقيل من منصبه جراء تدخل الدولة والقوى الأمنية وتشدد رقابتها على المجتمع كما حدث ذلك في مصر مع الليبرالي العربي العظيم (أحمد لطفي السيد) حيث قدم استقالته من رئاسة جامعة القاهرة مرتين, مرة عندما تم طرد طه حسين من الجامعة ومرة عند اقتحام الأمن المصري لحرم الجامعة.

المهم في الموضوع وبغض النظر عن أسماء المنفيين إلى خارج البلدان العربية حيث تطول القائمة ولا حصر لها, المهم أن الدولة كانت تطرد الناشطين سياسيا خارج أوطانهم حيث يتم إبعادهم بالقوة عن ساحة العمل السياسي والثقافي ولكن من الملاحظ جيدا اليوم أن الآية أصبحت معكوسة ومقلوبة وبأن المعادلة أيضا أصبحت معكوسة حيث الأنظمة العربية اليوم لا تنفي الناشطين والمعارضين إلى خارج أوطانهم كما كان يحدث ذلك في بدايات القرن المنصرم , وهذا لا يعود إلى سبب من أسباب التقدم الديمقراطي في الوطن العربي لأن الديمقراطية في الوطن العربي فضيحة وعليها شهود, إذاً لماذا لم تعد الحكومات العربية تنفي المثقفين والمعارضين إلى خارج البلدان العربية؟.

أيام زمان كانت إذا غضبت على شاعر أو كاتب و ناشط حقوقي فورا تنفيه إلى خارج حدود الوطن, كانت تأخذه وتلقي به خارج الوطن تماما كما تمسك أنت بحشرة وترمي بها في حاوية النفايات خارج البيت أو سلة النفايات تحت مجلى الطعام في منزلك, اليوم المعادلة اختلفت, صارت الحكومات العربية تحافظ وتحرص كل الحرص على عدم خروج المثقف إلى خارج الوطن, صارت تمنعه من السفر, تحتجز جواز سفره, تسحب منه شهاداته العلمية, تتخذ كافة الوسائل المتاحة وغير المسموح بها حرصا منها لكي لا يغادر المثقف خارج وطنه.

الحكومات العربية اليوم تمنع المثقف من السفر خارج الوطن لأنها تعلم أن العيش في الوطن وإجبارا لمثقف على العيش في وطنه هي أكبر عقوبة يستحقها المثقف عن جداره,العيش داخل الوطن معناه الفقر والعازة والظلم والتجني, العيش داخل الوطن معناه النفي والاستبداد, ل الدول لأوروبية تحترم المنفيين والمطارين والمظلومين والدول العربية والملوك العرب لا يرغبوا بنفي المثقف خارج الوطن, هم يريدون من المثقف أن يعيش داخل الوطن لأن الوطن لا يحترم لا العمل السياسي ولا العمل الثقافي وبالتالي وبهكذا وضع تضمن الحكومات العربية عيشة ذليلة للمواطن العربي , داخل الوطن, لا وظائف ولا أعمال حرة ولا استثمار ولا ثقافة ولا حرية, داخل الوطن العربي كوابيس ومطاردات وملاحقات بشتى وسائل الملاحقات الأمنية , داخل الوطن العربي مجازر وفساد وظلم وحرائق وكذب ودجل وشعوذة, داخل الوطن العربي حرمان من الحياة الكريمة وعدم التقدير والولاء فقط للجهل وللخرافات وللحُكام الظالمين والمستدين, وهذه أكبر عقوبة من الممكن أن يستحقها الناشط وهذه الحياة لن يجد المواطن العربي مثلها ولا حتى في أتعس دولة أوروبية, العيش داخل الوطن أكبر مذلة, والعيش في الغربة فيها عزة وكرامة, آخر ما يفكر به الحكام والرؤساء والملوك العرب هو احترام القانون واحترام الإنسان وتأمين لقمة العيش لهم والحد الأدنى من الكرامة والحد الأدنى من التعاطي بالثقافة,العيش داخل الوطن العربي أكبر مذلة وأكبر وأكثر عقوبة يستحقها المواطن المحترم, ولعنة الله على كل الحكام العرب.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يهدي من يشاء ويضل من يشاء
- من سيدخل الجنة نحن أم هم؟
- رفض التراث
- أبنائي
- معظم الحروب حروب أهلية
- شهر رمضان
- ابو الدخان في رمضان
- المثقفون في الدول العربية
- حين نكذب نكره أنفسنا وحين نصدق يكرهنا الناس
- الأطباء يدفنون أخطاءهم والمعماريون يعيشون مع أخطائهم
- من حقي أن أعيش بكرامة
- كنتْ
- فاقد حاسة الذوق 2
- الحس الإنساني
- نادين فراشتي السمراء
- العلاقات الأسرية بين الماضي والحاضر
- الأشرار والأخيار
- أسوأ المعاملات
- فضل العلمانية على الديانات
- الحمام 2


المزيد.....




- تحطيم الرقم القياسي العالمي لأكبر تجمع عدد من راقصي الباليه ...
- قطر: نعمل حاليا على إعادة تقييم دورنا في وقف النار بغزة وأطر ...
- -تصعيد نوعي في جنوب لبنان-.. حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد إ ...
- البحرية الأمريكية تكشف لـCNN ملابسات اندلاع حريق في سفينة كا ...
- اليأس يطغى على مخيم غوما للنازحين في جمهورية الكونغو الديمقر ...
- -النواب الأمريكي- يصوّت السبت على مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- شاهد بالفيديو.. العاهل الأردني يستقبل ملك البحرين في العقبة ...
- بايدن يتهم الصين بـ-الغش- بشأن أسعار الصلب
- الاتحاد الأوروبي يتفق على ضرورة توريد أنظمة دفاع جوي لأوكران ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - العيش داخل الوطن العربي أكبر مذلة