أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عاطف سلامة - الشعبية بين اللا والنعم؟















المزيد.....

الشعبية بين اللا والنعم؟


عاطف سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 4850 - 2015 / 6 / 27 - 09:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أكثر المواقف ارتباكاً هو القول "لا" كونها تحمل تبعات أقل بكثير مما تحمله "نعم".
ونتيجة لعوامل سياسة كثيرة ومؤثرات داخلية وخارجية وتداخل النقاشات ، يتحمل الـ"نعم" تبعات الدفاع ، لتثبيتها ، ما يتطلب من المد والجذر الكثير..
وهناك تعدد في توجهات القيادات بين الداعي لنقاش الـ"نعم" والساعي لبحث إمكانية العدول عن الـ"لا" ومع وجود بعض القيادات الوسطية الداعية للتريث وانتظار القرار الأصوب فيكون ميلهم إلى الـ"لا" أفضل كون انه لا متسعا لوقت إضافي ، ويجب أن تحسم الأمور !
إذن ، الاسهل والاصوب أن يؤخذ بوجهة النظر القائلة "لا"، كون الضغط والمتطلبات تقع على مسئولية من قال :"نعم"
فـ"لا" تعتمد على التصيد في الماء العكر ، في حين أن معيقات كثيرة تتبع الـ"نعم "، أما الـ"لا" فتنتظر ، بل تتمنى فشل الـ"نعم" ، حتى تقول: أرأيتم ، كنا على صواب وكانوا على خطأ ، تقديراتنا للموقف كانت أنضج وأعمق !
وبين فشل الـ"نعم"واثبات أن هذه الـ"لا"، كانت في حينه صوابا ، يكون الوقت قد مرّ ، وتغيرت وتبدلت الأحوال.. والكثير من المياه جرت في النهر.
السؤال كم ابعدت نفسك عن الفعل الحقيقي ؟ وكيف يمكننا أن نجعل التنظيم يصحح مساره ويتمسك بـ "نعم" ليضع نفسه في مواجه استحقاقات داخلية وخارجية ، ويقتنع بأن الخدمات التي يمكنه تحقيقها بالـ"نعم"ستكون أفضل وأكثر؟؟
الخدمات التي يمكن للتنظيم تقديمها،يمكنها أن تغفر له قول "نعم" ، حتى وإن كانت على حساب مزيدا من الشقاء والتعب ، ونزولا عند رغبة الجماهير والعناصر والأصدقاء والمؤازرين، وذلك كي لا تصل الأمور الى مزيد من الخسارة على الصعيد الداخلي ،وابتعاد العناصر ومزيدا من التصعيد الاجتماعي والمعيشي الذي يمكن استخدامه لاحقاً بالضغط السياسي وزجه في الخلافات القائمة بين الحاكم ومعارضيه.
وحين يأتي هنا استحقاق "لا"فإنه يأتي فقط لتسجيل المواقف للزمن والتاريخ، في حين أن الوقت يجري ، ومن لا يقتنص الفرص ويعرف كيف تورد الإبل سيبقى خارج سياق الفعل ورد الفعل ، وبالتالي خارج التاريخ
انطلاقا من مقولة أن "الثابت هو الشيء الوحيد المتغير" فإننا نقول :"أن المواقف السياسية يجب أن لا تبقى ثابتة ، لذا ، يجب أن تتخذ ، وأن يتم الدفاع عنها" و(كونك نصبت نفسك)،يجب عليك اتخاذ المواقف الحازمة في الوقت والزمان المناسبين ، وتغيير وتبديل المواقف واجب مع كل مرحلة جديدة.
وكون الموقف غالبا ما يكون بـ"لا" ونعود لاحقا لنذكر بأن الموقف كان صحيحا ، فإن الفعل السياسي والتأثير بالتأكيد سيتراجع كون من يتخذ موقف الـ"لا" سيكون خارج الحسبة والتأثير (ما بين اتخاذ القرار وفشله بعد حين) وعليك الأخذ بالحسبان كم ستتغيب عن الساحة وعن صناعة القرار بانتظار أن يأتي الوقت ويتم الاعلان عن الفشل) لتقول: أرأيتم لقد كان موقفنا صائبا !
ومن قال "لا" يذكرنا في الوقت الضائع (الذي نكون قد نسينا بأن الموقف كان "لا"انذاك كان صحيحا ، كون هذا الموقف لم يعد مهما في هذا الوقت ، لقد كان مهما في حينه ، ولأن الموقف بـ"لا" هروبا من المواجهة ، وهروبا من تحمل المسئولية ، يكون اسلس واسهل ، ويبعدنا عن المجازفة ، وعن أعباء قد تواجهنا
نعرف جميعا أن السياسة "فن القذارة"ومن لا يريد أن يتسخ من أفعالها عليه أن يبتعد عنها ، وانطلاقا من القول الشهير "من لا يعمل لا يخطئ" لذا الـ"لا" تقلل من العمل ولا تلفت النظر ، ولا تبعات ولا مسئولية تجاهها. وبـ "لا" يبتعد التنظيم عن عالم السياسة ، وتثبت أنه متخوف من تبعات "النعم"
ولنفترض أنكم بـ "اللا" نجحتم على مدار عشرات السنوات، ما هي النتيجة التي جنيتموها من هذه "اللا"، في حين أن الخسارة بالقياس كانت أكبر بكثير مما لو اتخذتم قرار بـ "نعم" في حينه
السياسة والنزاهة نقيضان ، وفن الممكن هو أن توفر وتخدم وتساعد بكل الطرق والوسائل ،ولو تمسكتم بالنزاهة وحدها ستجدون أنفسكم بعيدين كل البعد عن تلبية مطالب الجماهير والعناصر على حد سواء.
لا أريد أن يفهم البعض أنني أدعو للابتعاد عن النزاهة ، ولكن الاستفادة من الـ"نعم"، قد تكون أفضل من الـ"لا"، وإن لم يكن لتثبيت موقف ما ، فليكن نزولا عند رغبة من يبحث عن "النعم"، وهم كثر ، فالجميع يبحث عن الغنائم ، فالخدمات والمصالح هي سيدة الموقف ولا تأتي إلا عبر الـ"نعم"، وهي من تنتشلكم من تحت الركام ، ومن الضائقة المالية والتنظيمية ،وتمنحكم مفتاح المحاصصة والتوظيف (الذي بعد فشل الـ"نعم" سيبقى استحقاقا لمن نالها)، لذا ، عليكم التقدم ودخول المجازفات والقول"نعم" ودفع الاستحقاقات والحصول على نصيبكم ، وبهذا ستكونون من الكاسبين .. والى حين حدوث تغييرات يخلق الله ما لا تعلمون. ألا تنظرون الى حرب توظيف عناصر حماس؟؟ والتي لو حققته فقط ستكون قد حققت نصرا لا مثيل له في فترة زمنية وجيزة؟!
وهنا لا أقصد موضوعا بعينه ، ولكنني أطلب المجازفة والعمل على "نعم" بل وتجربتها مرة وحصد نتائجها التي بالتأكيد ستكون أفضل بكثير من "اللا"
ففي الوقت الذي يمكن الاستفادة من "مناصب ، توظيف ، الحصول على المال ، فتح ابواب رزق ، تسهيل المهام ، "يكون الوقت قد مضى ليأتينا من يذكرنا بأن الموقف كان سليما ، ..وأهلا بسليم !!
ألا تنظرون الى العناصر؟ ، ألا تعرفون ظروفهم! ، ألا يهمكم تسولهم ؟! السؤال ما الذي ستخسرونه لو اتخذتم موقف بـ "نعم" لدخول الحكومة القادمة ؟؟
يجب النظر للازمة الداخلية أيضا فرفاقكم يتخلون ويغادرون ، كون مصالحهم تتضرر مع مرور الوقت ! ومن كثرة "اللا" يصبح العناصر فاقدين للثقة كون أعمارهم تجري دون النظر إليها؟ وأسرهم تكبر وتجوع ؟
قد يستمر قول "لا" عام ، عامان ، سنة ، سنتان ، لكنه لا يستمر لدهر أو حقبة تاريخية فاصلة ، أو مدى الحياة ، كون نتائج الـ"لا" كارثية ، وما التراجع الشعبي إلا لعدم تقديمكم يد العون والمساعدة ، فلا مال ، ولا حتى عمل عسكري حقيقي ، فكيف ستحافظون على بقائكم ؟!وكذلك، تصاب العناصر بالتوتر والقلق والتعب، فحين يعلمون بأن لا أفق فسيرفضون الواقع و كل شيء ويهربون إلى حيث لا رجعة.
ولكي لا تختلط الأمور ويصل العناصر لطريق الملل والتعب والإحباط فمن العطاء علينا أن نقول "نعم" في بعض الأحيان كطريقة لتنظيم الوقت، وإعطاء ترتيب الأولويات ومنح الأعضاء حقوقهم، وقبول التحدي.

وعندما نعلم كيف نقول "نعم" لأمور حياتنا ،سنتعلم حينها متى نقول "لا"، وهذا يأتي عندما نعرف كيف نرتب أولوياتنا، فمثلاً عندما تكون أمور شعبنا من أولوياتنا سنعرف كيف نقول "لا" لأمور قد تستهلك جهدنا وتنسينا مبادئنا،
وعندما يكون التنظيم هو "نعم" في حياتنا ستكون "لا" هي الرد لكل طلب قد يبعدنا عنه أو يجعلنا نقصر في مسؤوليتنا حياله
، وعندما نقول "لا" لعدونا ، حينها نفهم موقف تنظيمنا، وستكون "نعم" هي الرد اذا ما كان فيها مصلحة لشعبنا وتنظيمنا
هناك أسباب كثيرة قد تدفعنا لأن نقول "نعم" ونحن في قرارة أنفسنا نعني "لا"، منها ما يختلف مع مبادئنا وخوفنا من أن نؤذي مشاعر شعبنا وعناصرنا برفضنا طلباً لهم، أو خوفاً من أن نتصف بأننا لا نستطيع أن نصطف لوحدتنا ومساعدة شعبنا
وهنا يجب أن نؤكد على شيء وهو: عندما نرفض "المشاركة في الحكومة"لا يعني هذا رفضنا لهذه الحكومة، ولكن ببساطة: إننا نرفض القيام بما يطلب منا.. وكثير من الجماهير تفضل أن نتصف بالأمانة معهم ونرفض الطلب من البداية، بدلاً من أن يتحملوا عاقبة الرفض في منتصف الطريق أو عدم تأديته في الوقت المناسب.
وعندما نرفض طلباً ما ونقول: "لا" فليس معنى هذا أننا أنانيون، ولكن قد يكون الرفض أفضل شيء نقدمه لشعبنا ومسؤولياتنا التنظيمية الأخرى، فـ"لا" هنا تعني الاختلاف مع التوجهات العامة ، وعدم التزامنا باستحقاقات الـ"نعم"
ولكن في هذه الحالة علينا أن نقدم الخدمات على أكمل وجه سواء لجماهير شعبنا أو لعناصرنا
السؤال : إذا كنا قادرون على ذلك ، فأهلا بالـ" نعم" ، وان كان العكس ،فعليكم إعادة النظر بالموقف مرة أخرى
قد تكون "لا" حماية للشعب والتنظيم من الوقوع تحت الضغط الممارس على الشعب الفلسطيني فالاستحقاقات والمتطلبات الكثيرة للـ "نعم" قد تؤدي لمزيد من القلق والتعب والقهر الشعبي فلا نفيد ولا نستفيد.
وقد يكون قول "لا" مبكراً حماية لأنفسنا مما سلف ذكره والشعور بالذنب وعدم المقدرة من حماية شعبنا وعناصرنا ،وبالتالي يتولد الشعور بالغضب وخيبة الأمل عندما لا نستطيع أن ننجز ما وعدنا الآخرين بأننا سنقوم به.
ولكن الخوف من أن يشعر الشعب بخيبة أمل إذا رفض الطلب، لذا، يجب أن يسبقه النظر إلى "عناصر التنظيم"، ومعرفة هل ستشعر بخيبة أمل إذا قبلت بالأمر.
معرفة رأي التنظيم تسهل عملية الاختيار بين الاقتراحات المتوفرة، فتستطيع أن ترفض ما لا يناسب توقعاتهم، وتقبل ما يتناسب معهم
على القيادة أن تعيش حياة متوازنة، تأخذ وتعطي، فلا تأخذ دائماً فيكرهها من حولها ، ولا تعطي دائماً، فتصل لمرحلة تكره فيه نفسها.



#عاطف_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة الوحدة والفتور الشعبي
- هل إنهاك الغزيّين يجعلهم يقبلون المشروع الحمساوي ؟
- مبادرة خريج عاطل لحل خلافات فتح وحماس !
- لمن يتمنون عودة الاحتلال للخلاص من حماس !!
- التعليقات على الأخبار فشة غل لا أكثر
- الإعلام الفلسطيني وخطاب الردح على الشاشات
- في الذكري العشرين لرحيل ناجي العلي ..الكاريكاتير السياسي ..أ ...
- سيناريوهات محتملة بعد انقلاب غزة
- رسالة عاجلة إلى أعضاء المجلس المركزي ل م.ت.ف
- موقف الأغلبية الصامتة من أحداث غزة
- قوات بدر .. ملف يفتح من جديد
- الاعلام وتحديات الفلتان الأمني
- النكتة السياسية..نقد مباشر وصريح
- بعد اتفاق مكة.. نحو السلم الأهلي ونبذ ثقافة الموت


المزيد.....




- اخترقت جدار منزل واستقرت في -غرفة نوم-.. شاهد مصير مركبة بعد ...
- مصر تعلن اعتزامها التدخل لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أ ...
- -القسام- تفجر عبوة -رعدية- بقوة إسرائيلية خاصة وتستهدف ناقلة ...
- قصة الصراع في مضيق هرمز منذ الاحتلال البرتغالي وحتى الحرس ال ...
- هولشتاين كيل يصعد للبوندسليغا للمرة الأولى في تاريخه
- البحرين تدعو للتدخل الفوري لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة ومن ...
- طلبت منه البلدية إخفاء قاربه خلف السياج.. فكان رده إبداعيا و ...
- استطلاع: نصف الأمريكيين يعتبرون الإنفاق على مساعدات أوكرانيا ...
- حاكم بيلغورود: 19 شخصا بينهم طفلان أصيبوا بالقصف الأوكراني ل ...
- مشاهد جديدة لسقوط حافلة ركاب في نهر ببطرسبورغ


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عاطف سلامة - الشعبية بين اللا والنعم؟