أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عاطف سلامة - الاعلام وتحديات الفلتان الأمني















المزيد.....


الاعلام وتحديات الفلتان الأمني


عاطف سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 1936 - 2007 / 6 / 4 - 05:32
المحور: الصحافة والاعلام
    


الإعلام الفلسطيني يحتل دورا هاما وفاعلا ،بل ومفصليا فيما يدور في الشارع الفلسطيني من فوضى السلاح والفلتان الأمني ،هذا الدور فرضته التحديات الداخلية ، وما تحمله من آفاق المستقبل الذي يسعى الجميع بما فيهم أصحاب الكلمة بأن يبنوا مجتمعا حرا مستقلا مستقرا (رفض الاحتلال منحه إياه)، وبالمثل رفض المجتمع الفلسطيني الاحتلال، وكل ما هو مستغرب ومستهجن ودخيل على عاداته وتقاليده ودينه من اقتتال وفوضى وفلتان أودى بحياة أبرياء كثر 0
ففي الوقت الذي لعب فيه الإعلام دورا فاعلا في تسجيل حركة التاريخ ،وكل ما يجري على الأرض الفلسطينية باعتباره وجها من وجوه العملية التعبيرية للشعب الفلسطيني ، وكواجهة وسلطة رابعة تتصدى لكل عمليات التشويه والتخريب والسرقة والاقتلاع ؛ومن أجل حماية الشخصية الوطنية الفلسطينية من الاندثار والتبديد والذوبان وإرساء دعائم مناهضة الاحتلال وفضح جرائمه وإيقاظ الضمير الجماهيري دوما نحو التحرر واثبات الوجود الفلسطيني كوجود إنساني له بعده الحضارى0
الإعلام الفلسطيني بخصوصيته ودقة عمله واتساع دوره وواجباته يلعب دورا هاما في توعية الرأي العام الفلسطيني والعربي والدولي في تصدير الفعل النضالي الجماهيري الفلسطيني الى داخل فلسطين وخارجها وكذلك التأثير وإقناع المؤسسات ووكالات الأنباء المختلفة بوجهة النظر الفلسطينية0
الصحافة ؛وان كانت وظيفة اجتماعية مهمتها توجيه الرأي العام وتأطيره؛إلا أنها تعني الالتزام الوطني ،لذا فإن الصحفيين الفلسطينيين هدفهم الأول :العمل على رفع صوت معاناة شعبهم من الاحتلال وفضح جرائمه لان الصحافة كما يقول الانجليزي "واكهم ستيد" شيء بين الفن والعبادة ،وليس أفضل من أن يؤمن الإنسان بقضية عادلة في محرابها، فالصحافة بدورها احدي المظاهر الصدامية اليومية مع احتلال يفرض قوانينة على الأرض بقوة السلاح وبكل الوسائل المتاحة ،فهي تشق طريقا شاقا وشائكا ومعقدا ؛لذا يعمل الإعلام الفلسطيني على تفادي العثرات من فلتان وفوضى السلاح بمكان00فمن هنا نرمى الى الكشف عن مدى المعاناة اليومية والصعوبات التي يواجهها الصحفيون والصحافة بشكل عام تحت فوضى السلاح والفلتان الأمنى0

الإعلام بين نير الاحتلال وفوضى الفلتان الأمني
يعاني الصحفي الفلسطيني الكثير حين قيامه بتأدية مهامه التي تمليها عليه مهنه الصحافة، فهو يعيش في قلق وخوف باعتبار ظاهرة الفلتان الأمني وفوضى السلاح تمنع الحصانة الأمنية والاجتماعية التي نصت عليها كافة قوانين الصحافة والمطبوعات والنشر في العالم0
فالصحفي الفلسطيني يعاني من عذابات كبيرة تتمثل في الاتجاهات التالية :
أولا: الظروف القهرية التي فرضت عليه، فوجود الاحتلال و الاجتياحات المتكررة تحول دون وصول الصحفي إلى موقع الحدث كونه فلسطيني(فهو مستهدف) فالموت في انتظاره0
ثانيا: عدم منح الصحفي الفلسطيني التصريح اللازم لتغطية الأحداث كباقي الصحفيين (إذا ما وقع حدثا ما داخل أراضي 1948)0
ثالثا :الواقع الذي يصيب القائمين على الصحافة بالإحباط و التراجع حيث الموضوعية في نقل الأحداث، ما يتعارض مع واقع اجتماعي تتحكم فيه العشائرية و القبلية و العائلية خاصة و أن الشارع الفلسطيني يخاف الصحافة و يحسب لها ألف حساب لأنها لغة الحق والحقيقة والقوة، ولهذا تستخدم العائلات المتقاتلة شتي أنواع الأسلحة الخفيفة لإبعاد الصحفيين عن مكان الحدث 0
إن عدم مقدرة الصحفي الفلسطيني الوصول الى مكان الحدث يجعله يغطيه عبر شهود العيان الذين لهم رأيا بما حدث،أو عن طريق عقد الصفقات فيها الكثير من التنازل من جانبه المهني ليحصل على أدق وصف ممكن للحدث، وهنا فإن المتلقين الذين شهدوا الحدث(وأثناء متابعتهم كيف وصلت الصورة لوسائل الإعلام) تجعلهم يفقدون الثقة في بعض الصحفيين ؛كون الصحفي لم يأخذ الرواية منه مباشرة؛ أو أن ما أوصله للصحفي ليس كالذي سمعه أو شاهده في وسائل الإعلام ،كل هذا يقلل من مصداقية وموضوعية الصحفي الفلسطيني لدى المتلقين ؛كونه لم يستطع القيام بمهامه ونقل الحدث بالصورة التي يريدها الجمهور0
ورغم أن القضية خارجة عن نطاق قدرة الصحفي نظرا لعوامل منعه من الوصول للحقيقة عن قرب من جهة ، وكثرة الروايات المتناقضة التي يتلقاها من جهة ثانية، إلا أن الصحفي نفسه لا يملك أي حق في الدفاع عن نفسه أمام الجماهير المعنية التي تأثرت بالحدث (ولها وجهة نظر فيه) ذلك لأن المادة الصحفية تكون قد صدرت 0
ومع تكرار العملية يزداد الجفاء ، وبين هذا وذاك يتأثر الجانب النفسي للصحفيين ؛حيث تسعى الآلة العسكرية الإسرائيلية أن تخلق صحفيا غير ذي كفاءة ومشكك في مصداقية المعلومات التي يحصل عليها من جهة ، ومن الجهة الأخرى تحاول جهات (الفلتان الأمني) والخارجة عن القانون ،والمقتتلون من العائلات أن تؤثر على الصحفي كي يكتب ما يرضيها وينقل روايتها حسب مزاجها تعزيزا لغرورها ، ولهذا التصرف أثر نفسي يحبط معنويات الصحفي0
ولكن تبقى روح المقاومة والتحدي وأمانة المهنة، تجعله في كثير من الأحيان يتحدى كلا الطرفين؛وهي التي تدفعه لقبول التحدي كواجب وطني يحتم عليه خوض معركة الإعلام واثبات أن الصحافة سلطة رابعة ،والعمل الدؤوب لتخطي هذه الحواجز الضيقة جدا، وبروح التحدي والنضال بهدف الوقوف على الحقيقة ومع الشعب في قضاياه المصيرية، ولإطلاع قطاعات شعبنا على حقيقة الأوضاع القائمة بكل شفافية وموضوعية ؛سواء من جهة الاحتلال أو من جهة الفلتان الأمني، وعلى الجميع أن يرضى بالنتيجة0

الإعلام الفلسطيني في مرمى فوضى السلاح
تكررت الاعتداءات على الصحفيين الفلسطينيين والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية على أيدي جماعات مسلحة وغيرها دون رادع، ما يجعل هذه الاعتداءات تشكل مساسا خطيرا بالحق في حرية الرأي والتعبير وحرية الإعلام ، وبناء عليه فقد أوصى خبراء في مجال الإصلاح الأمني بضرورة إعداد وبلورة خطة إستراتيجية ملائمة للإصلاح الأمني تستجيب للظروف والاحتياجات والاهتمامات الوطنية مؤكدين على أهمية ووجوب توفر القرار السياسي والإرادة السياسية لإحداث الإصلاح الأمني وإعداد فلسفة أمنية موحدة مبنية على أساس الحفاظ على الأمن المجتمعي وحماية المؤسسات والصحفيين وإعادة تشكيل سلطة قضائية قادرة على جلب الحقوق ؛ونائب عام قوي وقادر ، ودعوا المواطنين للخروج من دائرة ثقافة الخوف وعدم التردد في تقديم الشكوى ضد أي مسئول أيا كان موقعه ؛إلا أن أحدا لم يستطع لجم هذه القوة الخارجة عن القانون ،أو حتى وقف الانتهاكات التي تمارسها سواء أجهزة أمنية أم عصابات ،أم العائلات ؛ وعليه فقد استمرت الاعتداءات دون الاهتمام بكل من ينادي باحترام الحريات العامة والإقرار بأن القانون هو الفيصل0
ما يلي يوضح ما آلت إليه الأمور:
- اقتحم عدد من المسلحين الملثمين مكتب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) وحطموا محتوياته واعتدوا بالضرب على المراسل الصحفي عمرو يحيى الفرا0
- اعتدى عدد من المتظاهرين الغاضبين على المصور الصحفي محمد أحمد غريب ،والذي يعمل لصالح (وكالة فلسطين برس للأنباء) بالضرب المبرح مستخدمين العصى0
- اعتدى عدد من المتظاهرين على كل من المصور الصحفي خالد جمال بلبل، الذي يعمل لصالح تلفزيون فلسطين، والصحفي موفق مطر الذي يعمل لصالح صحيفة الحياة الجديدة، وقام المعتدين بتحطيم الكاميرات الخاصة بالصحفي موفق مطر والاعتداء عليه بالضرب المبرح0
- تلقت الصحافية في جريدة القدس الفلسطينية سحر شاكر شاهين اتصالا هاتفيا يهددها بالاعتداء عليها على خلفية نشر خبر صحفيا0
- اقتحم عشرات المسلحين إذاعة صوت العمال وفجروا مجمع الكهرباء والاتصالات،وأطلقوا النار بكثافة في المكان،وكسروا الباب الخلفي بعد عدم مقدرتهم اقتحام المقر من الداخل0
- إصابة الصحفي جمال أبو نحل مصور قناة العربية برصاصة، كما اختطف الصحفي مراد أبو شباب مراسل إذاعة الشباب أثناء تغطيته للأحداث التي وقعت بين القوة التنفيذية وقوات الأمن الوطني 0
- مسلحون مجهولون يطلقون النار على منزل الصحفي حسن التيتي مراسل قناة الجزيرة القطرية، ومصور( وكالة رويترز العالمية )في نابلس0
- إصابة المصور الصحفي أسامة السلوادي مصور صحيفة الحياة الجديدة بعيار ناري طائش خلال قيام مسلحين بإطلاق النار في الهواء في إحدى المسيرات بمدينة رام الله0
- هاجم مسلحون ملثمون إذاعة صوت الشعب التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقاموا بالاعتداء على الإذاعة والعاملين داخل مبنى الإذاعة،كما واعتدى على العاملين والضيوف وألحقوا دمارا بأجهزة الحاسوب وأجهزة الهندسة الإذاعية وأثاث المكاتب والمعدات ومقتنيات الاذاعة0

الصحافة والمؤسسة الأجنبية هدفا سهلا لفوضى السلاح

تأتى الاعتداءات والجرائم على الصحفيين الأجانب والمؤسسات الأجنبية ضمن حالة الفلتان الأمني وفوضى السلاح، وكانت هذه الجرائم قد تصاعدت حدتها خلال العامين الماضيين0
وفقا لتوثيق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان،فقد نفذت جماعات فلسطينية مسلحة 20 جريمة اختطاف استهدفت 45 موظفا دوليا يعملون في مؤسسات صحفية وتنموية وانمائية0
يعزو البعض ظاهرة الاعتداء على الإعلاميين سواء الفلسطينيين أو الأجانب الى حالة اللا أمن التي تعيشها مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية،أما البعض الآخر وهو الأقرب الى الحقيقة ، فيعزو ذلك الى الدور الذي يمكن للإعلام أن يلعبه للكشف عن أسباب الانفلات الأمني والقائمين عليه0
وفيما يلي نماذج لخطف صحافيين أجانب واقتحامات وتدمير للعديد من المؤسسات الأجنبية:-
- مسلحون ملثمون قاموا باختطاف الصحفي البريطاني (آلن جونستون) في مدينة غزة، والذي يعمل لصالح مؤسسة ال BBC0
- مسلحون ملثمون قاموا باختطاف الصحفي الأسباني (ربيرتو) في مدينة دير البلح، والذي يعمل لصالح مؤسسة التعاون من أجل السلام0
- اختطف مسلحون ملثمون صحفيين أجنبيين بعد أن اعترضا طريقيهما،وهما(ستيف سنتافى)وهو أمريكي الجنسية ويعمل مراسلا لمحطة(Fox News) الأمريكية،و(اولاف ويغ) نيوزلندي الجنسية ،ويعمل مصورا صحفيا في المحطة ذاتها،بالإضافة الى المترجم المرافق خليل الفيشاوى0
- ،اقتحم 30 مسلحا ملثما فندق الديرة بمدينة غزة،واختطفوا ثلاثة رعايا أجانب وسط إطلاق نار في أرجاء المكان، وهم:(الفريد ياقوب زادى) فرنسي الجنسية،ويعمل مصورا صحفيا لدى وكالة(سيبا) للأنباء و(كالورين لورو)فرنسية الجنسية،وتعمل صحفية لصالح مجلة(آل) الفرنسية و(يانغ يونغ) وهو كوري الجنسية0
- في قطاع غزة ،حاولت مجموعة من الشبان الغاضبين ،اقتحام مقر التلفزيون الألماني ،غير أنهم لم يتمكنوا من اقتحام المكتب ،فاضطروا الى تحطيم الباب الخارجى0
- اقتحام وتدمير وتخريب،وإضرام النار في مكاتب تمثيل دبلوماسية ومقرات منظمات إغاثية ومؤسسات ثقافية،وجرائم اختطاف طالت رعايا دوليين بمن فيهم صحفيون ومظفو منظمات اغاثية وتنموية ،مما أدى الى بث حالة من الترهيب والترويع لرعايا مدنيين يؤدون مهمات إنسانية لخدمة الشعب الفلسطيني، ما أدى الى إخلاء كافة الموظفين الدوليين في قطاع غزة بما فيها مكاتب التمثيل الدبلوماسي ووكالات الأمم المتحدة، وأجسامها المختلفة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ،وغيرها من المؤسسات والوكالات الصحفية ،فأصبح قطاع غزة شبه خال من الأجانب تقريبا0
- في قطاع غزة، قامت مجموعة مسلحة بمحاولة اختطاف مواطن أمريكي الجنسية يدعى(جيمس ايكونور)0
- في قطاع غزة، قامت مجموعة مسلحة باعتراض سيارة يستقلها أربعة مواطنين يعملون في مؤسسة أطباء العالم الفرنسية، وتم اختطافهم واقتيادهم بسيارتهم الى جهة غير معلومة،وهم:(ديانا تيراني)فرنسية الجنسية، و(آ ن بركيز) فرنسية الجنسية، وبسام زقوت وخالد الحمامى0
- فى قطاع غزة،اقتحمت مجموعة من المسلحين مقر الاميديست الأمريكية وقامت بتحطيم النوافذ والعبث بمحتويات المؤسسة0
- في قطاع غزة،توجه متظاهرون الى مقر الاتحاد الأوروبي وتمكنوا من اقتحامه وتحطيم نوافذ المقر الزجاجية،وأضرموا النار في إطارات السيارات داخل المقر،وألقى أحد المهاجمين قنبلة يدوية داخل المقر غير أنها لم تنفجر0
- في قطاع غزة،تمكن متظاهرون من اقتحام المجلس الثقافي البريطاني وحطموا محتوياته من الداخل وأضرموا النار في بعض أركان الطابق الأرضي، كما أشعلوا النار في سيارة كانت متوقفة داخل المركز0
- في قطاع غزة،اقتحمت مجموعة من المسلحين الملثمين المدرسة الأمريكية،وقاموا باختطاف أربعة من المدرسين الأجانب وهم:(أوليس شيريسيا)، و(كى بينيت) وكلاهما يحمل الجنسية الاسترالية و(ريموند مكداد)،و(دانيل شين)وكلاهما يحمل الجنسية الكندية0
- فى قطاع غزة،اقتحم مسلحون مكتب مؤسسة (جامب ستارت) التابعة للأمم المتحدة،وقاموا باختطاف مدير المؤسسة ويدعى(آدم بيرزا موسكى) ويحمل الجنسية البولندية0
- في قطاع غزة ،حاولت مجموعة مسلحة اقتحام مكتب الخدمات القنصلية البريطانية الذي كان مغلقا،فلم تتمكن المجموعة من اقتحام المكتب0
- في قطاع غزة،اقتحم خمسة ملثمين مقر الصليب الأحمر في خان يونس وحطموا البوابة الخارجية وصعدوا الى مكاتب الموظفين واختطفوا تحت تهديد السلاح رئيس بعثة الصليب الأحمر(جوليان جروس كلور) وهو سويسري الجنسية0
- في قطاع غزة، حاول عدد من المسلحين اختطاف مواطن فرنسي، غير أن قوة أمنية تمكنت من إجلاء المواطن الفرنسي من المكان ،بعد أن وقع اشتباك مسلح بين أفراد الشرطة الفلسطينية والمسلحين ،وقد أسفر الاشتباك عن مقتل الشاب جاسر شعبان ريحان،وإصابة تسعة آخرين بينهم اثنان من الشرطة0
- فى قطاع غزة ،أقدم عشرين مسلحا على اعتراض سيارة يقودها المحاضر الجامعي (دوغلاس جونستنون)وهو أمريكي الجنسية وأجبروه على النزول منها واقتادوه الى جهة غير معلومة0
- في قطاع غزة ،سلسلة اعتداءات على مؤسسات ومراكز ثقافية أجنبية وذلك احتجاجا على الرسومات الكاريكتيرية المسيئة للنبي(عليه الصلاة والسلام) التي نشرتها احدي الصحف الدنمركية، وأعادت نشرها بعض الصحف في النرويج وألمانيا وفرنسا0

الإعلام ومواجهة فوضى السلاح والفلتان
بالرغم من النجاحات التي حققها الإعلام الفلسطيني في بدايات انتفاضة الأقصى على مستوى مخاطبة الرأي العام الفلسطيني والعربي والغربي،حينما تم التركيز على معاناة الشعب الفلسطيني،لأن هذه المفاهيم لامست المشاعر والعواطف وداعبت روح الإنسان وحياته، إلا أن هذه اللغة لم تتواصل أو تتطور ؛بل تراجعت مع التغيير الذي حدث في الفترة الأخيرة في حالة الفعل الشعبي الجماهيري وإنجرار جزء منه الى حالة الفلتان الأمني والتصعيد الداخلي والاقتتال بين العائلات وتكريس العشائرية ،وبالتالي ارتفاع وتيرة القتل والعنف ، وهنا اقتصر دور الإعلام على رصد الأحداث ضمن إطار نقل القصة الإخبارية بتحفظ شديد انطلاقا من خوف الصحفي الذي أصبح بدوره يمارس الرقابة الذاتية على كتاباته0
في الوقت الذي كان فيه الإعلام يصنع حالة دائمة من الدعوة لثقافة الحوار داخل المجتمع ابتداء من الأسرة عن طريق تغطية فعاليات الندوات وورش العمل والمحاضرات التي طالما عالجت إشكاليات مجتمعية جمة ؛أهمها الفلتان الأمني وتفشي ظاهرة حمل السلاح في الشارع 00وغيرها ،إلا أن فوضى السلاح كانت أقوى؛ فاستطاعت شد الصحفي الى الابتعاد عن التثقيف من داخل القاعات ونقل توصيات المحاضرات والندوات والورش المختلفة ، والتوجه الى تغطية الحدث وما يدور من قتل في الشارع 0
ومع ذلك فقد وجهت النداءات والتوصيات( لكل من رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الوزراء إسماعيل هنّة، ووزير الداخلية سعيد صيام 00وغيرهم)عبر مذكرات شعبية موقعة بمئات الأسماء تطالبهم بوضع حد فوري ونهائي لحالة الفلتان الأمني التي استشرت في الجسد الاجتماعي الفلسطيني ؛خاصة الصحفيين والإعلاميين ،وأصبحت تشكل خطرا حقيقيا يهدد النسيج الإجتماعي وحرية الكلمة ،وطالبت المذكرات بالعمل على توفير الأمن والأمان للوطن والمواطن والصحفي وفرض سيادة القانون واتخاذ إجراءات أكثر فاعلية بحق العابثين بمصلحة المواطن ومحاكمة المسئولين عن هذه الحالة مهما كانت مواقعهم ومكانتهم الوظيفية ،والعمل على فرض سيادة القانون من خلال تفعيل القضاء عبر استقلاليته الكاملة0
يقول السيد رئيس الوزراء إسماعيل هنية:"سيظل ذلك الاقتتال نقطة سوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني، لكننا ينبغي أن نضعه في إطاره الصحيح ، بحيث لا نغفل عن الأطراف التي حركته أو التداعيات التي سبقته وأدت إليه ،فمعلوم للجميع أن ثمة خلافا في النهج السياسي بين فتح وحماس ، وهو أمر لا غضاضة فيه، لكن آخر ما تخيلناه أن يتحول ذلك الخلاف إلى صراع تستخدم فيه المكائد والرشاشات"0
تكمن أهمية الإعلام في قوته التي يستمدها من المواطنين ،وتكمن قوة الإعلاميين في اتحادهم مع بعضهم بغض النظر عن خلافاتهم الشخصية والمهنية والسياسية0
الفعاليات التي تنطلق للتنديد بالاعتداءات على الصحفيين؛ عادة ما تخلو من المشاركة الجماهيرية لغير الصحافيين وبعض السياسيين ، والسبب يرجع الى أن الإعلام لم يستطيع أن يخلق رأيا عاما حول هذه القضية أو قضايا تخص الإصلاح الداخلي ،الأمر الذي أدى الى وقوف جمهور المواطنين موقف المتفرج على أرصفة الطريق التي مرت من خلالها الفعاليات بل ذهب بعض آخر للتهكم على مأساة قد تطاله في يوم ما 0
نستنتج مما تقدم أن كل الجرائم التي أرتكبت ما هي إلا انتهاك لحقوق المواطن والإنسان الفلسطيني ،وكذلك الضيف الأجنبي ،وتشكل اعتداء سافرا على سيادة القانون وامتدادا واستمرارا لحالة الإنفلات الأمني المستشرية في الأراضي الفلسطينية في ظل غياب إجراءات قانونية جديدة من جانب السلطة الفلسطينية في مواجهة وملاحقة الضالعين فيها وتقديمهم للمحاكمة 0
لا بد من التصدي للاعتداءات المتكررة على المؤسسات الصحفية والإعلامية والمؤسسات الدولية والصحفيين والرعايا الأجانب ،وعلى الفصائل الوطنية والإسلامية أن تتحمل مسؤولياتها أيضا الى جانب السلطة وإدانة هذا العمل الإجرامي ورفع الغطاء الفصائلي والعشائري عن المجرمين والقتلة0
يجب حماية العمل الصحفي وضمان ممارسة الصحفيين المحليين والدوليين لعملهم بحرية كاملة،واتخاذ الاجراءات القانونية بحق الذين يخطفون الأجانب وتقديمهم للمحاكمة0
العمل على احترام العمل الصحفي والإعلامي وبذل كل جهد من أجل قيام الصحفيين والمؤسسات الإعلامية بعملهم في نشر المعلومات وتناقلها بحرية تامة0
نرى أن هذه الجرائم والاعتداءات على الصحفيين والمؤسسات المحلية والدولية وعمليات الخطف هي إهانة للشعب الفلسطيني وتشويه لنضاله العادل والمشروع من أجل الحرية والاستقلال ،كما أننا نفقد التعاطف والتأييد الدوليين في مواجهة جرائم الحرب التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي والتي كان أخرها مجزرة بيت حانون0



#عاطف_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النكتة السياسية..نقد مباشر وصريح
- بعد اتفاق مكة.. نحو السلم الأهلي ونبذ ثقافة الموت


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عاطف سلامة - الاعلام وتحديات الفلتان الأمني