أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عزام يونس الحملاوى - رمضان والمسحراتى














المزيد.....

رمضان والمسحراتى


عزام يونس الحملاوى

الحوار المتمدن-العدد: 4845 - 2015 / 6 / 22 - 19:17
المحور: المجتمع المدني
    


رمضان والمسحراتى
بقلم الكاتب // عزام يونس الحملاوى
المسحراتي هي مهنة يطلقها المسلمون على الشخص الذي يوقظهم طوال شهر رمضان الكريم لتناول وجبة السحور, حيث لم تكن هناك وسائل تنبيه مثل اليوم , ولقد كان المسلمون يعرفون وقت السحور من خلال وسائل مختلفة : ففى عهد الرسول عليه الصلاة والسلام, كانوا يعرفون وقت السحور بأذان بلال بن رباح، ويعرفون المنع بأذان عبدالله ابن أم مكتوم، حسب الحديث الشريف الذي رواه البخارى ومسلم "إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم"0 اما فى عهد عصرالدولة العباسية, فقد كانت بداية ظهورمهنة المسحراتى باستخدام الطبلة فى عهد الخليفة المنتصربالله، وكان عتبة بن إسحق أول من طاف شوارع القاهرة ليلا فى رمضان بالطبلة لإيقاظ أهلها ودعوتهم إلى تناول طعام السحور فى العام 238 هجرية 853 ميلادية، ليصبح اول مسحراتى أيقظ الناس على الطبلة بذهابه ماشياً على الاقدام من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص.اما المسحرون من أهل اليمن, والمغاربة, فكانوا يطوفون على البيوت يطرقونها بالنبابيت، بينما كان المسحّرون من أهل الشام يطوفون على البيوت ويعزفون على العيدان والطنابير,اما أهل مصر فاستخدموا الطبلة لايقاظ الناس0 لهذا اصبح شهر رمضان لايكتمل الا بالمسحراتى لارتباطه بتقاليدنا وعاداتنا الشعبية الرمضانية، فقبل الإمساك بساعتين يبدأ المسحّراتي جولته الّليلية موقظاً ألناس على دقات طبلته وصوته الجميل الذى يتغنى بأجمل الكلمات والتهليلات, والأناشيد الدينية ,واعتماده على الجمل التي ترحب برمضان, وبفكرة القيام والعبادة، ويتم إنشادها بطريقة تجعل الناس يستيقظون على سماعها، ولأن الإنشاد مع تطور وتوسع المدن لم يعد كافيا، بدأ المسحراتي يستعين بالطبلة ويدق عليها وينشد جمله المعهودة مما يضفي سحرا خاصّا على المكان، ومن العبارات المشهورة للمسحّرين قولهم:
يا نايم وحّد الدّايم يـا غافي وحّـد الله 000يا نايم وحّد مولاك اللي خلقك ما بنساك,
قوموا إلى سحوركم جاء رمضان يزوركم000يا مؤمنين بالله يا موحدين بالله
قوموا كفاية نوم هي الحياة كام يوم؟ 00وبالصلاة والصوم يرضى علينا الله,
نويت بكرة إن حييت, الشهر صايم والفجر قايم.. ورمضان كريم , وغيرها من الكلمات التى يتغناها المسحراتى حيث يشق بها سكون الليل، متجولا بين الازقة والشوارع ليوقظ السكان كبارا وصغارا قبل أذان الفجر بساعتين, لتناول وجبة السحور التى تعينهم على صيام يوم رمضان.ومع تقدم الزمن وتطور المجتمعات تكنلوجيا, أصبحت هذه المهنة شبه منقرضة بعدما كانت مشهورة في بلاد مثل: السعودية, والبحرين, وقطر,والكويت ,وبعض دول شمال أفريقيا مثل: تونس ,والسودان, وليبيا, وسوريا, وغيرها.اما عن تسميات المسحراتي في الدول المسلمة فإنها لا تختلف من دولة إلى أخرى إلا في الإمارات فقط, حيث يعرف المسحراتي بأبو طبيلة, ويختلف الزي الذي يرتديه المسحراتي تبعا للبلد الذي يعيش فيه، كما أن اداة الايقاظ التي يستخدمها تختلف من بلد لاخر. ومن المتعارف عليه فى شهر رمضان إنه يتم تقسيم الأحياء بين المسحراتية لأنهم يحصلون على أجرتهم من الناس في آخر الشهر، فيقدم لهم الناس بعض المال, والهدايا, والحلويّات, ويبادلونهم عبارات التّهنئة بالعيد السّعيد0 لقد اختفى المسحراتي عن الكثير من الدول العربية, ولم يصبح له تواجدا إلا في مصر فقط ,وذلك بسبب التطور, والتكنولوجيا, والتغير الثقافي ,والعادات والتقاليد التي بدأت في الاختفاء والانتهاء بفعل الزمن ومرور الأجيال, إلا أن هناك وسائل أخرى ظهرت تنناسب مع المدن الكبرى, وتحل محل المسحراتي منها استخدام السيارات بمكبرات الصوت حتى توقظ الناس مستخدمة الأناشيد الدينية بصوت مرتفع, وهذا يمكن أن يوقظ كل سكان الأبنية، وكذلك اعتماد الكثير من الناس على المنبهات, أو حتى الهواتف، وبهذا اصبحت جميع الدول تعاني من غياب المسحراتي في شهر رمضان الكريم ، حتى اصبح عملة نادرة وبدا ينقرض من تراثنا.



#عزام_يونس_الحملاوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى اصحاب المعالى الجالسون على الكراسى
- اهمية المبادئ والقيم والاخلاق فى المجتمع
- سلبية الفصائل الفلسطينية فى انهاء الانقسام وبناء الدولة الفل ...
- فى ذكرى النكبة: شعب يناضل لاستعادة الارض وقياداته تردح لبعضه ...
- لماذا صنع الربيع العربى فى بعض الدول العربية فقط؟
- البلاد ضاقت باهلها ياحكومتى غزة ورام الله
- ذنوبنا في رقاب كثيرة!!
- الى من يدعون الوطنية؟؟؟؟؟
- وقفة على اطلال غزة
- كفى00احترموا عقول شعبكم ولاتخدشوا الراى العام
- بالتسامح والشراكة والتصالح وليس بالتخوين والكذب نبنى فلسطين ...
- مستقبل غزة وسبابها الى اين؟
- همنا وطن
- عزيزى المواطن 00 انت مسؤول
- متفائل رغم الالام والجراح
- الام واوجاع شعب
- العمل في قطر 0000هجرة طوعية أم إجبارية
- حال شباب غزة
- اليكسا وتحمل المسؤولية
- استحقاقات المرحلة وانهاء الانقسام


المزيد.....




- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عزام يونس الحملاوى - رمضان والمسحراتى