أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد حياوي المبارك - من نصرٍ... إلى نصر















المزيد.....

من نصرٍ... إلى نصر


عماد حياوي المبارك
(Emad Hayawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4841 - 2015 / 6 / 18 - 11:18
المحور: كتابات ساخرة
    


من نصرٍ... إلى نصر

في ساعة المغرب... كنت أعبر جسر الشهداء عائداً من شارع النهر لسيارتي التي أركنتها بساحة الشهداء، كانت مكبرات الصوت (لود سبيكر) في كل مكان تذيع ـ وللمرة الأولى ـ نص خطاباً مترجماً عن الإمام الخميني...
(كان ارحم عليّ أن أجرع السُّم على أن أرضى بالقرار 598 ...)*.
كان من الغريب أن أستمع في شوارع بغداد، لنص خطاب موجه للإيرانيين وليس للعراقيين. لم استطع تجميع كلمات ترجمته للعربية بسبب صدى الصوت وكأنك تستمع لنداء في محطة قطار أو مطار.

كانت الأيام من صيف عام 88 تمر ثقيلة على الإيرانيين، والانتصارات المتتالية التي حققتها عمليات تحرير الفاو وما بعدها توحي لنا بأننا قد ثنينا (ذراع) الإيرانيين هذه المرة لا محالة.
فقد قامت الجحافل المنتصرة، برغم هيجان نهر دجلة وفيضانه وتهديد الإيرانيون بنسف سد دوكان، بتطهير كل الأراضي العراقية، تتحرك وتناور براحتها أمام جيش إيراني منكسر مهزوم متقهقر في عمق أراضيه.
أخبار الانتصارات العراقية المتتالية هذه التي وصلت لطهران من الجبهات، دفعتهم لـ (نفض) التراب عن قرار مجلس الأمن 598 وقبولهم به مكرهين بعدما صار ملحّاً عليهم التوقيع عليه، وهم نفسهم من رفضه قبل عام ليدفع الطرفان مزيداً من الدماء والأموال.

في يوم النصر العراقي على إيران في حرب السنين الثمانية أحتفل العراقيون، لكن ليس كباقي البشر، فقد أدت الطلقات النارية العشوائية في السماء لإصابة بل وموت العديد ممن كان قد خرج للاحتفال، حتى من أحتفل برش الماء، فقد أساء استخدامه حين بالغ بالفعالية واستخدم مياه ومعدات غير مناسبة فأستفز بفعلته الآخرين فأثيرت مشاكل عرضية كثيرة...
أحدهم في شارع السعدون، قام (بحرق) دراجته البخارية وسط الفوضى، ويبدو أنه كان يود التخلص منها بمشهد كوميدي، لكنه تفاجأ بتوبيخ أصحاب السيارات القريبة لأن الوقود أمتد مشتعلاً تحت سياراتهم!

نحن نتكلم عن (نصر) شهده العراقيون، وعن شعور فطري بالغبطة والسعادة والمرح، وهي مناسبات يعيشها ويعبّر عن مشاعره المواطن بمختلف الطرق والأساليب، فالشعوب تحتفي بمرور ذكرى عزيزة حتى لو أنها حزينة، كونها قدوة لأجيال قادمة دُفع من أجلها الغالي والنفيس...
في تايلند، لديهم احتفال سنوي تشترك فيه البنات والأولاد (أنتوشات وأنتوشين) برش الماء على المارة بمسدسات بلاستيكية واستخدام مفرقعات صوتية يوفروها بالأسواق كوسيلة للإثارة والمتعة، ولما طالبونا أن نتعرف على هكذا تقليد ونشاركهم فيه، أخبرناهم بأن العراقيون قد مارسوا هذه الفعالية بشكل عفوي لكن... للأسف ما كان متحضراً ولا جميلاً!
هكذا هي حياة البشر وتاريخهم، يحتفون بذكرى معارك وحروب جرّت الويلات عليهم، والذريعة دوماً ـ يقولون ـ أنها ذكرى يوم (نصر).
ومع أن بعض الحروب دخلتها الشعوب طلباً للسلام، لكنها قليلة وسرعان ما ينشد الجميع النهاية حين يشتعل فتيلها، لإدراكهم بأن ثمن (النصر) في بعض الأحيان غالٍ وأثره الاقتصادي والنفسي قاسٍ وبعيد المدى...
× × ×

نَصَرَ ينصرُ، والفاعل ناصر والمفعول به منصور...
مَنْ ينصُرَ أحداً فإنه يُعينه ويؤيده، فقولنا... نَصَرَ المطر الأرض، أي سقاها وشملها بجوده لتعطي الخير والبركة.
لذا فدعونا نقترب من هكذا (نصر) ولنسترسل مع حكايات عنه بعيدة عن ثمنه الغالي...

ببداية أعوام السبعينات، استوردت (مصلحة نقل الركاب) حافلات مصرية لنقل الركاب لمدينة بغداد أسمها (نصر) من أجل تشجيع التكامل الاقتصادي العربي، كانت الشركة النتجة قد كتبتْ أسم الحافلة على واجهتها بلصق نقطة النون بالكلمة، بدت وكأن الكلمة (مصر)، ولأنها مصرية ومن اجل وحدة الأمة العربية وعدم إفشال رسالتها الخالدة، رضينا بتغيير النون لميم ولتصبح بدل (نصر) باصات (مصر)!
كانت الغاية منها دعم أسطول الحافلات الانكليزية ذات الطابقين (الليلاند) التي أرهقتها وتكالب على تدميرها الركاب وحرارة الطقس وزحام الطرقات وردائتها.
كنا نعتقد أن الحكومة بخطوتها الجريئة هذه، إنما هي جادة (للتخلص) من بقايا العهد الملكي (البائد) والاستعمار البريطاني البغيض ورمي كل متعلقاته بمزبلة التاريخ، ومنها هذه الباصات المرتبطة بشوارع بغداد والتي خدمتنا بكل أمانة حتى ناسبها أطلاق الجميع عليها تسمية (أمانة)*.
أول ما دخل الباص المسكين (نصر) الخدمة، صاح الويل واستغاث ثم أعلن عجزه التام، فبعد أن دار عليه فصلي صيف، باعته الحكومة ـ أمام تشفي (الليلاند) ـ للقطاع الخاص وأستبدلوه (بأيكاروس) الهنكارية، التي كانت تسير كالدودة في شوارعنا لأنها كانت بدل أن ترفع طابقاً فوقها، صُممت لتسحبه، فلم تصمد هي الأخرى أمام معطيات شوارع بغداد القاسية!
أواسط السبعينات، تم التعاقد على شراء موديلات (ليلاند) حديثة وأخرى ألمانية (مان) ذات طابقين، في وقت كانت الانكليزية القديمة لا تزال تصارع الحياة وتأبى الاستسلام.
× × ×

كان أحد أولاد عمي قد وُلد نهاية شهر تموز عام 1958 أي بعد أيام على قيام الثورة على الملوك... فأسموه (نصر).
والده كان أصغر الأعمام، ولشدة تقارب والديّ منه، فقد ساهما بتزويجه، وحين رزق بولد بكر، وعرفاناً بجميلهم طلب أن يقوما بتسمية الصبي، فأسمياه اسم مركب حيث كان ذلك شائعاً حينها، فكان (علاء الدين) أي علو منزلة الدين.
بعد ذلك جاءهما أخي فأسمياه (صلاح الدين)، ثم جاء أبن عمي (نصر الدين)...
ولما ولدتُ بعد الثورة بشهرين، أختار أبي لي اسم (كريم) تيمناً بالزعيم، لكن أمي رفضت، لأنه وبهذا الاسم لا يمكنني الانضمام لطابور الأسماء المركبة، فلم نسمع بـ (كريم الدين)، فاتفقا على أسم (يقبل) به الدين فكان... (عماد الدين).
إلا أن (الجـِدّة) التي ولدتني اعترضت: شخبصتونا الدين... الدين، وين الناس من الدين، راح اكتبه ببيان الولادة بس عماد، وشتسوون سووا!
كان قوة شخصيتها ـ رحمها الله ـ هو ما أنقذني وحررني من (الدين) حتى اليوم!
× × ×

توحي كلمتي نصراني ونصرانية بكلمة (نصر)، لكن ليس لهما ـ في الواقع ـ علاقة بالكلمة، وإنما هي متأتية من مدينة (الناصرة) بفلسطين ومنسوبة لمن يدينون بدين السيد المسيح.
يقول النصراني في صلاته (باسم الأب والابن والروح القدس... الله الواحد).
في العقيدة المسيحية، يعتبرون أن الله ظهر بثلاث صور، الصورة الأولى قبل ولادة السيد المسيح، وهي صورة الأب الذي خرج لإبراهيم وموسى عليهما السلام، ثم بصورة الابن في شخص يسوع حينما ظهر وبشر برسالته، وصورة روح القدس... التي ترشدهم لطريق الحق، وهو ما تمسّك به وعاظ المسيحية ومبشريها في أداء مهماتهم بنشر الدعوة حول العالم...
ثلاث مذاهب رئيسية لدى قوم (عيسى)...
الكنيسة المتمثلة بالبابا بروما وأتباعها على امتداد الأرض هم أصحاب المذهب الكاثوليكي، وهم ـ يقولون ـ أنهم الأصل في الديانة التي انتقلت من شرق المتوسط (فلسطين ومصر) لليونان وايطاليا عبر البحر المتوسط. إلا أن الأرثودوكس ـ مسيحيو أوربا الشرقية ـ يقولون بأن الكنيسة الشرقية هي الأصل، لذا لهم طقوس وممارسات وكنائس تختلف حتى بمراجعها ولهم (بابوات) لا يخضعون لسلطة الفاتيكان. والبروتستانت، وهم مجموعة انشقت عن تعاليم الكنيسة في روما على يد القس الألماني (مارتن لوثر)، وهو المذهب الغالب في شمال أوربا...

كثيرة بالتأكيد التعاليم المسيحية وما دعى به السيد المسيح وكتبهم السماوية من خير للبشرية، الصلاح ومساعدة الغير والنهي عن القتل بغير الحق والزنا والسرقة والخيانة... لكنها كانت مجرد كلمات يتناقلها الفرد ولم يَعِها، وأن وعاها فلا يطبقها، وإن طبقها فليس هناك من مؤيد له، مع أنها أشارت كبقية الأديان والشرائع، للثواب والعقاب...
الواقع الحياتي كشف بأن الأقوى من التهديد والوعيد بسوء العاقبة وبنار جهنم الذي خطته كل الأديان في كتبها المقدسة، تلك النار التي لم تثنِ زيد على فعل الجريمة ولا عمر عن قول البذيء وممارسة الفواحش، هو (الضمير)... ضمير الإنسان وما يتحكم به، هذا الشيء الخفي هو الواعظ لسلوكنا وهو الدفة التي توجه سلوكنا في الحياة...

... كنا قد ذكرنا في سياق مقالنا هذا بأن ثمن النصر والحرية والسلام، يمكن أن تدفعه الشعوب فواتيراً طويلة من دمها وأموالها ومدنها العامرة، وهو أمر يتكرر في نشر الرسائل السماوية ليصاحبها في أحيان كثيرة سفك دماء بريئة، وبرغم أنها أديان تنادي بالسلام لكن مؤيدوها هم أول من يخترق تلك المبادئ...
لا يمكن اعتناق فكر بالقوة، ومن يعتنقه مُكرهاً، سيرتد يوماً ويخرج عنه حين تزول أسبابه.
لقد كان للسيف ـ يحدثنا التاريخ ـ حضوراً في نشر المسيحية كما في الإسلام، فقد ساهمت المسيحية المتعصبة في القرون الوسطى باضطهاد الملايين وقتل نحو سبعة ملايين من اليهود والإسلام في أوربا ومن السكان الأصليين في القارات والبقاع التي تقوم الكنيسة بالتبشير فيها، وقد تسببت الكنيسة المتزمتة وغذّت، صراعات كالحروب الصليبية ونزاعات حتى بين مذاهبها، واضطهدت وابتزت البسطاء مادياً وحتى جسدياً.
× × ×

مثلما نفسر الماء بالماء، فأن النصر يعني النصر، وفي واقع حياتنا كشعب عراقي، لم نعِش نصراً حقيقياً تتلهف له القلوب وتسعد به النفوس، وحتى لو تحقق فلا نعرف كيف نعيشه ونتمتع به.
أحد أعضاء (كومبني) الجامعة اسمه... (نصر)، كان مصدر الأفلام الحديثة ومُخطط مغامرات وسفرات المجموعة، كان يفتخر باسمه ليس لمعناه كما يتبادر للذهن، وإنما لأن اسمه الثلاثي جملة مفيدة... (نصر كامل فاتح).
... يقول (نصر) أن أبيه (كامل) جعل من أسمه (نصراً كاملاً)، إلا أن جده (لاص) هذا النصر الكامل وجعله (فاتحاً)!
قلنا: ولِمَ لا تعتبر أن جدّك (فاتح) بدل ما يكون (غالق) باب النصر بوجه خلق الله!
قال (نصر): فاتح، غامق، غالق... أول مرة أشوف جُملة مفيدة لكنها... غير مفيدة!.

تحياتي لكل نصر ولكل منتصر!

عماد حياوي المبارك

× يسمي العراقيون الحافلات التي تقلهم حسب عائديتها، فكانت (الأمانة) لارتباطها بأمانة العاصمة، و(مصلحة) بمصلحة نقل الركاب... وحتى (منشأة) بالمنشأة العامة لنقل المسافرين بين المحافظات...
× القرار 598 صدر عن مجلس الأمن في 20 تموز عام 1987 فوافق عليه العراق مباشرةً ورفضته إيران وهاجمته بشدة، لكن وبعد عام وبنصيحة من القائد الأعلى للجيش والحرس الثوري الإيراني، أقتنع الإمام الخميني بضرورة الموافقة عليه ووقف أطلاق النار حين أكدت التقارير بأن المعركة لا تسير في الصالح الإيراني...
لم يصدق الشعبين ولا العالم ذلك حتى خرج الإمام عن صمته وأذاع موافقة إيران على القرار مؤكداً أنه في صالح الأمة الإسلامية...
× الغاية والمنفعة، سرد مبسط عما ملأ شوارع بغداد يوماً بفوائده، وعرفاناً بجميل السيد (لليلاند) الطويل المدى، والـ (نصر) المصري الذي لم يدُم طويلاً.
وعن أيام الـ (نصر) العراقي على إيران، وأسلوب احتفاء العراقيين به.
وعن النصرانية ديناً ومذاهب، وحقيقة أن السيف كان في تاريخها حاضراً.



#عماد_حياوي_المبارك (هاشتاغ)       Emad_Hayawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جواسيس (غشمة)
- حواس وعجايا
- فيكتوريا
- عادلون
- رحلات الصد ما رد...
- أذكياء لكن... أغبياء
- شكراً عم (جيليت)
- حارث
- مَثار النقعِ
- ختيارية زمن الخير
- دينار... أبو العباس
- هنا شارع السعدون
- عناكب
- شادي
- طوبة كريكر
- طابع أبو الدينار
- مجرد خلخال
- دقّ الجرس
- حدث في (الفاكانسي)
- وقودات


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد حياوي المبارك - من نصرٍ... إلى نصر