أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - نهجٌ مدمّرٌ لحاكمين !















المزيد.....

نهجٌ مدمّرٌ لحاكمين !


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 4839 - 2015 / 6 / 16 - 15:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حُذّرَ و قيل و كُتب الكثير عن مضار و مخاطر المحاصصة الطائفية العرقية رغم قناعة البعض في البداية بكونها تحقق وحدة الشعب . . الاّ ان المحاصصة تطبقّت و استمرت بعقلية طائفية، حتى سعّرت العداء الطائفي و الديني و العرقي و وضعت بيد ذلك العداء كراسي حكم، و دمّرت و حطّمت و تحطّم الدولة و المجتمع بل و ادّت الى عقبات كأداء تعيق التوجّه لتلاحم قوى الشعب العراقي بمكوناته، بوجود من يثير الفتن الطائفية من موقعه في قمة الحكم و هو محفوظ بأنواع الحصانات . .
فالسيد المالكي الأمين العام لحزب الدعوة الحاكم، الذي حكم كرئيس وزراء و قائد عام مباشر للقوات المسلحة، الذي اعتمد التعيينات الفردية التي شخّصها بمفرده في تسمية القادة الكبار للوحدات العسكرية و الأمنية، بغلق ملفات و حصرها بيده و التلويح بها عند حاجته، وسط اسكات مبرمج بانواع الاتهامات و الاغتيالات و سكوت آخرين و انشغالهم بمغانمهم، و وسط اشاعة الرعب باطلاق الرصاص الحي على متظاهري المطالبات الحياتية . .
المالكي الذي حكم غالبية سنين الفترة التي اعقبت سقوط الدكتاتورية ـ طيلة 9 سنوات من 12 سنة ـ و تسبب فيها بتكوّن حكم فردي يسير على طريق مكوّن بعينه وسط اثارة انواع الفوضى و الصراعات و الصدامات مع المكوّنات العراقية الأخرى و بين احدها و الآخر بشعار (ماننطيها) سئ الصيت، حكم فردي حكَمَ فيه (مختار العصر) كما اطلق على نفسه . . الذي رغم انهائه دورتين حكوميتين، لم يطق بعدها التنازل عن كرسيه لخلف دستوري اصولي وفق نتائج الإنتخابات التي جاءت لتؤكّد على التبادل السلمي للسلطة . .
و رغم انه كان المسؤول الأول من موقعه كقائد عام للقوات المسلحة، عن خسارة الموصل و بالتالي سقوطها بيد داعش و المسؤول عن مذبحة سبايكر التي فقد فيها المئات من خيرة شباب الوطن ارواحهم بالخداع و التضليل، التي تؤكدها وسائل اعلام متنوعة . . استمر المالكي و يستمر على مهاجمة نهج رئيس الوزراء الجديد الدكتور العبادي في نشاطه و سياسته الداعية الى وحدة صفوف كل المكونات لمواجهة داعش الارهابية، و التي تواجه انواع الصعوبات و خاصة تلك التي تكوّنت كنتائج لحكم المالكي الطائفي .
و فيما يستمر السيد المالكي في محاولته تزعم القوة المسلحة الناهضة " الحشد " في مواجهة داعش و التي تكونت و تتوسع على هدي نداء المرجعية العليا للسيد السيستاني و فتواها بالجهاد الكفائي و بوحدة الصفوف بغض النظر عن الدين و الطائفة و العرق . . و بعد تصريحاته النارية التي بيّن فيها انه يواصل هدفه باستلام السلطة و عودته كالسابق، ( استنادا إلى التأييد الشعبي القوي الذي يتمتع به ؟؟ ) على حد تعبيره، معززاً علاقاته علناً ومنذ تحرير تكريت . . بميليشيات شيعية في الحشد الشعبي، كما لو كان لا يزال في منصبه السابق، حين قال ( انهم يشعرون بالولاء له . . لأنه اسس تلك الميليشيات عندما كان في السلطة، و هم مخلصون له . . ).
اثارت تصريحاته المتلفزة و المنشورة في تجمّع عشائري في الهندية في ذكرى سقوط الموصل، و هو متمتع بكل مواقعه و تأثيراته في الدولة من موقعه كنائب رئيس الجمهورية و موقعه في حزبه . . تصريحاته التي يسميّ فيها مايجري في البلاد بكونه ثورة طائفية لسنّة في مواجهة شيعة بعد تأكيدات سابقة له بأن " حرب انصار الحسين في مواجهة انصار يزيد مستمرة " ؟؟ (1)، و غيرها من الاوصاف التي لاتذكّر الاّ بتنظيرات و دعوات الدكتاتور صدام و قمعه الدموي لانتفاضة الشعب العراقي عام 1991 التي اتّهم فيها الشيعة و الأكراد بالخيانة .
فيهاجم السّنة و الاكراد بكونهما المسببين لضعف الجيش و بالتالي انحلال وحداته، لهروبهما منه في الموصل و تسببا بسقوطها ؟؟ على حد تعبيره، و يطالب باعدام من هربوا دون تحديد، يفهم منه كأنما اثارة استعداء كبير ضد الاكراد و السّنة في هذه الظروف الخطيرة. و يهاجم اوساطاً شيعية كبيرة بوضوح العبارة لكونها عارضته، باعتبارها (متأثّرة بافكار بعثيين و تكفيريين) ؟؟
ليطرح الحشد الشعبي كبديل للجيش (لأن الجيش تحطّم على حد تعبيره) (2) دون اي ذكر لمئات مليارات الدولارات التي تصرّف هو بها لإعادة بناء الجيش و تدريبه و تسليحه، في سلوك تمويهي لصرفيات زمن حكمه التي لم يقدّم بها قوائم صرف، في طرح لايمكن وصفه الاّ بكونه استهانة و استهزاء بجهود رئيس الوزراء و الحكومة الحالية الساعية الى وحدة الجميع لمواجهة داعش، التي يشكّل فيها الجيش و تحسينه و تسليحه و تدريبه و اصلاحه و تلبية احتياجاته عنصراً هاماً لتحقيق وحدة القوات المسلحة لكونه جزء من الدولة تأريخياً و لأنه يشمل بمظلته و انظمته و اختصاصاته و انواع وحداته كل الشعب بانواع مكوناته من خلال الخدمة الالزامية فيه .
ويرى مراقبون و خبراء انه بسلوكه هذا و بتصريحاته، لا يشجّع الاّ الى ظهور اقطاب طائفية متزايدة مواجهة تتحرّك و تنشط على نهج طائفي كنهجه . . كمحافظ الموصل المُقال اثيل النجيفي و الملاحق بالتحقيق بسقوط الموصل . . الذي يلوّح بذات الاسلوب الطائفي المفرّق للصفوف و كأنه هو الذي يمثّل السنّه في البلاد، من جهة.
و من جهة اخرى، و فيما تسببت تصريحات السيد المالكي بغضب و استغراب اوساط بارزة شيعية و سنية اجتماعية و اكاديمية، برلمانية و سياسية . . في وقت أكدت فيه لجنة الأمن والدفاع البرلمانية أن ( المالكي كان هو المسؤول المباشر، وبالتالي كنا نأمل منه أن يقدم ما بحوزته من معلومات إلى لجنة سقوط الموصل البرلمانية، وأن يشكل هو لجنة تحقيق حكومية ويقدم المقصرين إلى القضاء كجزء من مسؤولياته بوصفه القائد العام للقوات المسلحة) كما تناقلت وكالات انباء دولية و اقليمية و داخلية، و يتساءل كثيرون هل هو بتصريحاته الآنفة يراهن على قوة مسلحة ما من التي اسسها كما مرّ قوله ؟؟ بعد فشل جهوده في تزعّم قوات الحشد الشعبي، و مواجهة السيد العبادي صعوبات على طريق وحدتها رغم اجتيازه لها ؟؟
و يرى مراقبون و محللون مستقلون بان هذه الطروحات لايفهم منها للاسف الاّ تشديد الاستقطاب و الصراع الطائفي و محاولة تكتيل و تمييز باطلة بين طائفة صديقة و طائفة عدوّة و السير على تفسير طائفي اصمّ خطير للاحداث، و يرى سياسيون بارزون انها قد تستهدف استعداء اهل السنّة اكثر و دفعهم للارتماء باحضان داعش كمنفذ وحيد لخلاصهم، لتصورهم ماهية تبعات كلمات المالكي عليهم و على نسائهم و اطفالهم، لأنهم جرّبوا قساوته و قساوة اجراءاته الدموية بحقهم و كيف انه خلط باجراءاته القاسية كرئيس وزراء ماكان يجري في الموصل و الانبار من مطالبات مشروعة سلمية باعمال الارهاب، الأمر الذي وظّفته داعش الإجرامية لصالحها و لإحتلالها بعدئذ.
انها كلمات نائب رئيس جمهورية و رئيس حزب حاكم يتمتع بكل الصلاحيات ولم يجرِ اي توقف لمحاسبته و مساءلته او معاقبته وفق الدستور، على سلوكه السياسي المدمّر و على اخطائه الكبيرة و الاتهامات الكبيرة الموجهة اليه من اطراف بارزة في العملية السياسية لاتقلّ شأناً عن موقعه.

16 / 6 / 2015 ، مهند البراك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. راجع الرابط : http://www.youtube.com/watch?v=7Pkw7Zgknhs
2. في محاولته التهرب من كونه المسؤول الأول عن تسمية قيادات الجيش (بالوكالة) لأبعاد تعييناته عن موافقة البرلمان لكونها بالوكالة و ليست مسؤوليات اصلية، و دون اي تطرق لحصره الوزارات العسكرية بيده هو شخصياً في حكوماته .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملكية ارض الثروات و وحدة البلاد !!
- عن تلاحم عشائر الانبار و الحشد الشعبي !
- من اجل تفويت الفرصة على مشاريع التقسيم !
- ماذا يريد السيد المالكي بتصريحاته ؟؟
- سلاماً حزب الكادحين !
- مخاطر الراية الطائفية في مقاتلة داعش !!
- شرط النصر : حصر السلاح بالدولة !!
- لماذا لايمكن التصالح مع الإرهابيين ؟؟
- تشارلي و الإرهاب، الى ماذا ؟؟
- في عيد الجيش !
- المصالحة و الديمقراطية الإدارية . .
- هل داعش منظمة اسلامية حقّاً ؟؟ (2)
- هل داعش منظمة اسلامية حقّاً ؟؟ (1)
- التجنيد الإلزامي يوحّد الصفوف !
- الإنتصار على الارهاب ليس بالسلاح و الفكر فقط !
- التدخّل البريّ لمواجهة خطر تحطّم الجميع !
- حرس وطني او قوات بريّة اميركية ؟
- في نواقص مواجهة الارهاب !
- الشيوعيون على عهدهم في مواجهة داعش
- الأيزيديون الأحبة يا جرحنا الجديد !!


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - نهجٌ مدمّرٌ لحاكمين !