أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح يوسف - عن هزيمة التنوير في العالم الإسلامي !













المزيد.....

عن هزيمة التنوير في العالم الإسلامي !


صلاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4836 - 2015 / 6 / 13 - 10:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قرأت مقالاً جيدا للكاتب هشام حتاتة حول علاقة المثقفين بالتنوير، وبعدها قرأت له هجوماً على الباحث التنويري سيد القمني لأن الأخير اتهمه بسرقة " بنات " أفكاره.
رابط المقال:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=469942

والحقيقة أن قيام نزاع على الأفكار التنويرية في حد ذاته أمر مؤسف، ذلك لأن المفكرين والفلاسفة والمناطقة والباحثين قد فشلوا عبر التاريخ في نسف أوهام الدين الإسلامي، فقد ساهم ابن سينا إمام الملاحدة في عصره في مكافحة الميتافيزيقا، وكذلك ابن الرواندي والمعري وأبو حيان التوحيدي والعشرات غيرهم، إلا أنهم جميعاً هزموا أمام الخطاب السلفي الذي يستند إلى النصوص المقدسة.
وفي العصر الحديث حاول طه حسين أن يقرأ شيئاً من المسكوت عنه ولكنه عاد وتراجع أمام حملات التكفير فكتب " الوعد الحق " !!
أما الروائي نجيب محفوظ فقد أبدع روايته الأثيرة " أولاد حارتنا " فلم يسلم من طعنة سكين !!!
وعندما قام المبدع والباحث فرج فودة بقراءة تاريخ الخلافة الإسلامية قُتل ولم يخرج في تشييع جثمانه سوى عشرات !!!!
أما الإسلاميون في لبنان فقد كانوا بالمرصاد للمفكر والباحث الشيوعي حسين مروة، فتم اغتياله بالآية ( قتل الخراصون ) .. أي المشككون !!!
وكذلك عاد الكاتب الروائي المبدع الطاهر وطار إلى مجاملة الإسلاميين قبل موته.
وخلاصة القول أن ثمة مشكلة كأداء تعترض طريق التنوير أمام وحشية الخطاب الديني وسخافته وتجارته بالأوهام والشعوذات والأضاليل.
لا سيد القمني ولا هشام حتاتة سينجحون في تحقيق أي تقدم أمام جحافل الجهلاء الذين لا يكفون شرهم عن المجتمع بل يتكاثرون ويتناسلون لكي يفاخر بهم محمد يوم القيامة !!!

لقد أدركت سلطات الفساد والاستبداد منذ عصر الأمويين، أهمية تعليم العقيدة الإسلامية للأطفال لأن العلم ( يقصدون الدين ) في الصغر كالنقش في الحجر ! فتعليم الخرافات والقوى الخارقة يدمر مباديء تكوين العقل العلمي الذي كافح فؤاد زكريا لأجل حمايته دون جدوى !!
عالم الاجتماع الياباني أوتوهارا كتب بعد خبرة 40 عاماً في المجتمعات العربية ( العرب متدينون جدا فاسدون جداً ) وهنا تكمن عبقرية أوتوهارا، فقد اكتشف السر الذي عجز عنه التنويريون في بلادنا، وهو علاقة التدين بالفساد، وهو الأمر الذي حاولت إيضاحه خلال خمس سنوات من مساهمتي مع 4000 صديق ومتابع على الفيسبوك وللأسف فقد كانت النتائج لا تعدو بعضاً من علامات الإعجاب، لكن مع ظهور تيار لدى الباحثين الغربيين يؤكد بأن أخلاق النبي محمد هي أحد أسباب فساد المسلمين بوجه عام، وما حادثة شارلي إيبدو إلا دليلاً على أن رسامي تلك المجلة قد هرسوا للمسلمين دملاً يفيض صديداً !!

أكثر ما أعجبني في الفيلسوف الإنجليزي بيرتراند راسل هو شغفه بتدمير البديهيات، بينما في بلادنا ما زال العامة يعتقدون أن ثمة مخلوقات وكائنات غير مرئية تتدخل في حياتهم، وأن البحر يمكن بعون الله أن ينشق بضربة عصا، كما يمكن لله أن يهلك قرية بأطفالها وشيوخها من أجل ناقة، وأن نبياً قد دعا قومه للإيمان 900 سنة ولما لم يستجيبوا شكاهم إلى الله الذي قرر أن يثأر لنبيه فأغرق الكون بما عليه !!!
بمعنى آخر أن تصديق العقيدة وخوارقها يؤدي إلى تكون عقل لا علمي، أو بمعنى أدق سخيف، لا يدرك حجم السذاجة والغباء في متعلقات وحيثيات القصص الديني، وهو ما ينقلنا إلى سؤال آخر أكثر خطورة، وهو كيف يمكن إنارة عقول من هذا النوع ؟؟!
ثمة إشكالية حقيقية هنا لم يتطرق لها أحد من قبل، وهي هل يمكن تنوير العقول الغيبية الفاسدة ؟! هل يمكن تنوير البلهاء ؟؟!
من واقع تجربتي لمدة خمس سنوات على التفاعل اليومي في مواقع التواصل، أؤكد للأستاذ هشام وللأستاذ القمني غياب أي لغة مشتركة مع القوم يمكن من خلالها تطوير أفكار جديدة تتعلق باحترام حياة الإنسان وحقوقه في هذه الحياة لا سيما حقه في اختيار طرق تفكير علمية مثلما فعلت الأمم التي تقدمت.

لكن يوجد عوامل أخرى لفشل التنوير، مثل ضخامة وشراسة الآلة الإعلامية للدين، فمقابل كل مقال توجد مئات بل آلاف المواقع التي تبث السموم وخزعبلات الإعجاز العددي والعلمي للقرآن.
في الحقيقة أن التنوير في بلادنا يجب أن يبدأ من حيث بدأ كوبرنيكوس، ذاك أن القرآن يعتبر الأرض مسطحة وأنها ثابتة لا تدور وأن الشمس هي التي ( تجري لمستقر لها )، أما بخصوص منظومة الأخلاق التي تؤسس لها عقيدة الإسلام فهي ماثلة أمامنا في الرشوة والفساد ونهب المال العام والعداء للعلم وتزوير مصطلحات العلم والعلماء لكي تنسب إلى حفنة من الأغبياء والآفاقين والدجالين بحسبان الدين " علم " وأن العارفين به " علماء "، دون أن يخترعوا شيئاً أو يبتكروا شيئاً أو يبدعوا أمراً.
أما أخلاق النبي محمد كما أوضحتها كتب التراث السني، فقد أسست للإجرام المقدس، سواء في مذبحة بني قريضة، أو في طلاقه لزوجته سودة بنت زمعة فقط لأنها شاخت !!! ولا ننس قيامه باغتصاب صفية ليلة قتله لأبيها وزوجها أو في تشريعه لاغتصاب وسبي نساء الكفار المهزومين في الحرب، وهنا على الفلسطينيين أن يشكروا اليهود لأنهم لا يغتصبون بناتهم وزوجاتهم كما تفعل داعش في اليزيديين والدروز أو كما فعل نبيهم محمد يوم أوطاس !!

في الختام لا نعلم ماذا سيكون مصير التنوير مع تناسل المتخلفين والجهلاء، وعشرات الفضائيات وآلاف المواقع هذا خلاف تثقيف الأسرة والمساجد والشارع، فكل شيء يدعو للإحباط، ولكن ثمة خيط رفيع قد يضيء النفق، فلا يمتلكون الآن إحراق الصحف الإلكرتونية ومواقع التواصل كما حرقوا كتب ابن رشد !

دمتم بخير



#صلاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة التنوير في العالم الإسلامي !
- هل خُلق الإنسان في أحسن تقويم ؟!
- ماذا لو وصلنا لحافة الأرض ؟!
- لماذا لست مسلماً ؟!
- انتقائية الإسلام وانفصام المسلمين
- الأسباب الشرعية لحرق الطيار الأردني !!
- في نقد العقل الإسلامي
- رسالة عاجلة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي
- إلى الرئيس الفرنسي هولاند !
- لماذا تركت الإسلام ؟! كتابي الجديد
- سمك لبن تمر هندي – ردا على مقال شامل عبد العزيز !
- حقيقة المرأة في الإسلام !
- نهاية الإسلام !
- لا تلوموا داعش !
- هكذا صنعوا الأنبياء !
- شكرا طلعت خيري .. شكرا - داعش - !
- جولة عاجلة في دهاليز الإسلام !
- ما أحوجنا إلى القرامطة !
- عن فساد التعليم العربي الإسلامي !
- جذور الإرهاب الإسلامي


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح يوسف - عن هزيمة التنوير في العالم الإسلامي !