أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوزيف بشارة - هجوم الأقصر الإرهابي وما أشبه الليلة بالبارحة














المزيد.....

هجوم الأقصر الإرهابي وما أشبه الليلة بالبارحة


جوزيف بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 4833 - 2015 / 6 / 10 - 18:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليوم أدرك الإخوان المسلمون وشركاؤهم ما يمكن أن يؤلم حقاً أي نظام حاكم في مصر؛ الهجوم على الأماكن السياحية واستهداف السيّاح الأجانب. هجوم اليوم على معبد الكرنك بالأقصر قد يعني نقلة جديدة في مواجهة الإخوان المسلمين مع النظام، وقد يعني بداية النهاية لمواجهة الدولة مع الجماعة الإرهابية. هكذا تُعلمنا دروس التاريخ.

في نوفمبر عام 1997، وفي خضم معركة الدولة عندئذ مع الجماعات الإرهابية، هاجمت الجماعات الإسلامية معبد الدير البحري بالأقصر، فقتلت 58 سائحاً معظمهم من السويسريين واليابانيين. قام الرئيس مبارك عندها بزيارته الشهيرة لموقع الحادث، وأصدر قراراً فورياً بعزل وزير الداخلية حسن الألفي. قيل وقتها أن الألفي لم يستطع العودة إلى القاهرة في الطائرة التي أقلته إلى الأقصر. عيّن مبارك الحبيب العادلي بدلاً منه.

هاج العالم الغربي على نظام مبارك بسبب مقتل العشرات من رعاياه، وقام بممارسة ضغوط جبّارة عليه لاثنائه عن استخدام الحل الأمني في مواجهة قضية الإرهاب. لم يتوقف الأمر عند المطالبة بالإفراج عن قيادات الجماعات الإرهابية، وبإعادة دمج الإسلاميين في العملية السياسية، بل بلغ الأمر أن قام الغرب بمنح اللجوء السياسي للمئات من قيادات الجماعات الإرهابية، تحت راية حقوق الإنسان، بدعوى حمايتهم من قمع نظام مبارك.

وبالفعل استجاب نظام مبارك لضغوط الغرب لحماية نظامه. من الناحية السياسية، سمح مبارك، من جديد، بدخول جماعة الإخوان المسلمين الانتخابات البرلمانية عام 2000، التي نجح فيها لهم 18 عضواً، وكان من محمد مرسي الذي عاد ليصبح رئيساً للجمهورية بعد رحيل نظام مبارك، وفي عام 2005 دخل الإخوان المسلمون الانتخابات البرلمانية مرة أخرى وحققوا نجاحاً غير مسبوق، حيث نجح لهم 88 عضواً، فشكلوا الكتلة البرلمانية المعارضة الأساسية لنظام مبارك.

على الصعيد الأمني، تفتق ذهن وزير الداخلية الجديد عندئذ الحبيب العادلي عن فكرة التفاوض مع الجماعات الإرهابية. وما أدراكم بنتائج تفاوض العادلي مع الإرهابيين. كانت النتائج كارثية على مصر ونظام مبارك معاً.

أفضت المفاوضات إلى تصالح النظام مع الجماعات الإرهابية، وروّج العادلي لمبادرة المراجعات الفقهية التي تم بمقتضاها وقف أعمال العنف المنظم مقابل الإفراج عن أعداد كبيرة من قيادات الجماعات الإرهابية وألاف من أعضائها. لم يكن الإفراج عن أولئك هو الثمن الذي دفعته مصر. كان الثمن أكثر خطورة، إذ سمح العادلي بمقتضى مبادرة المراجعات بإطلاق أيادي الإرهابيين في مدن وقرى ونجوع مصر حتى تحول كل شبر في ريف وصعيد مصر إلى وكر للتطرف والكراهية وإنكار ورفض الأخر.

بالنسبة لنظام مبارك الذي رضخ لضغوط الغرب حتى يبقى في السلطة، فقد كانت مفاوضات العادلي مع الإرهابيين البداية الحقيقية لنهايته. إنهار نظام مبارك بعد أسبوعين من التظاهرات التي شاركت فيها فصائل عديدة من الشعب المصري ولكن قادها من الخطوط الخلفية زعماء الإخوان المسلمين وعدد من السياسيين المعارضين الذين نجح الإخوان في خداعهم.

هجوم اليوم ليس بمستوى هجوم 1997 لأنه لم يسفر عن ضحايا. لكن سيكون من المثير رؤية كيف سيواجه النظام الحالي مسألة الهجوم على السيٌاح؟ ما أشبه الليلة بالبارحة، فالضغوط الدولية على نظام السيسي كبيرة لإجباره على فتح باب العودة السياسية للإخوان المسلمين، ولكن هل يقبل السيسي بعودتهم؟ هل يرضخ السيسي امام ضغوط الغرب للبقاء في السلطة؟ ترى هل تتكرر مأساة 1997 مرة أخرى؟

أرجو ألا نرى حبيباً عادلياً جديداً على رأس وزارة الداخلية، وأرجو ألا نسمع عن مبادرات يجري بمقتضاها تسليم ما تبقى من مصر للمتطرفين، وأرجو أن يكون السيسي استوعب درس مبارك. أرجو ألا يقبل النظام الحالي بمراجعات فقهية صورية مع الإخوان تُتخذ كوسيلة للعودة إلى الشرعية. التجربة السابقة مريرة لازلنا نتجرع علقمها، ولا نريد تكرارها من جديد.



#جوزيف_بشارة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين تركيا وإسرائيل
- حقوق المرأة في منطقتنا بين الموروثات والتطرف
- قصتي مع الشهداء الأقباط المذبوحين في ليبيا
- ثلاثة تحديات تواجه السيسي (1)
- الإرهاب الأعمى والحكم العبثي بإعدام 528 إسلاميا في مصر
- باسم يوسف يسقط أمام السيسي بالضربة القاضية الفنية
- حجارة حمدين صبّاحي وبيته الزجاجي
- دور سياسي لفيروس -سي- في مصر!
- حمدين صباحي والبلالية وانتخابات الرئاسة المصرية
- المثقفون والسيسي بين الرفض المنطقي والأيديولوجيات الجوفاء
- ترشيح السيسي: يوم حداد على المجتمع المدني في مصر
- لماذا لا يجب أن نعبأ بغياب الشباب عن الاستفتاء في مصر؟
- مرسي -يتابع- مجازر الأقباط
- عمر البشير وموعد مهم مع العدالة
- محاكمة اليوم الواحد تخذل مباديء ثورة الياسمين
- رفيق حيبيب وتجميل وجه حزب الإخوان
- وهم دولة الإسلاميين المدنية
- أزمة إمبابة بين عجز وفشل المجلس العسكري وإرهاب وكذب السلفيين
- صول-أطفيح وشرع الله ومصر المأسوف عليها
- القوات المسلحة وشرعية الميدان وهيبة الدولة المصرية


المزيد.....




- نجا بأعجوبة.. صاعقة تضرب قريبًا جدًا من رجل توصيل
- -هذا هو الهدف الاستراتيجي الأكبر لإسرائيل في سوريا- - مقال ر ...
- كل ما تريد معرفته عن خليفة حفتر.. رجل ليبيا القوي وحلفاؤه في ...
- أضرار بالغة.. الهجوم الإيراني على مصفاة حيفا كبّد إسرائيل خ ...
- لوحة جدارية عملاقة في فرنسا تنتقد سياسات ترامب في مجال الهجر ...
- اكتشاف علمي سويدي يعيد الجدل حول تجدد خلايا المخ البشري
- فرنسا تطوي وجود عسكري استمر 65 عاما في السنغال
- القوات السورية تنسحب من السويداء وإسرائيل تقصف دمشق.. ما الت ...
- قتيلان وجرحى إثر هجوم على كنيسة كاثوليكية في غزة والبابا يدع ...
- ماذا تريد إسرائيل من قصف دمشق؟


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوزيف بشارة - هجوم الأقصر الإرهابي وما أشبه الليلة بالبارحة