أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - نعم للدستور














المزيد.....

نعم للدستور


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1338 - 2005 / 10 / 5 - 11:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يزل العراقيين ساعون لأستكمال كل مستلزمات حريتهم وسيادتهم بعد ان تخلصوا من نظام الظلم والموت والطغيان ، النظام الذي صادر منهم حرياتهم وحقوقهم ،وفرض عليهم نظاماً شوفينيا وطائفياً ودكتاتورياً مقيتاً ، وقدم ابناء العراق التضحيات الجسام ، وقوافل من الضحايا في سبيل الخلاص من هذا النظام الذي مرمر حياتهم وأحرق ارواحهم ودمر ثرواتهم وأعاق مستقبلهم ، لم يزل أهل العراق يسعون لرسم دستور يليق بالعراق وبالنضال العراقي ، هذا الدستور يتم تطبيقه عملياً وفق ضوابط وأسس متينة تشترك فيها كل مكونات العراق ، مع الأشارة بوضوح الى كل هذه المكونات العراقية القومية والدينية ، ومن خلال هذا المنطلق باشرت لجنة أعداد الدستور عملها ، ومع كل الأعتبارات التي ترافق المرحلة ، حيث يمر العراق بمرحلة توصف بالصعبة وهو ينازل الأرث الصدامي البغيض مع كل المتحالفين معه بشكل مباشر أو غير مباشر لأعاقة عملية أستقراره السياسي وأستكمال مستلزماء البناء الفيدرالي والديمقراطي ، بالأضافة الى تحالفات أقليمية تسعى لأيقاع أكبر الأذى بشعب العراق عقاباً له على عدم تمسكه بسلطة الدكتاتورية التي أدمنت عليها الأنظمة العربية .
ووفقاً للتوافقات السياسية والقومية ضمت لجنة أعداد مسودة الدستور نخبة عراقية وطنية من مختلف الشرائح الأجتماعية والفصائل السياسية ، وتجمعت الأراء والأفكار ونوقشت وتم الأختلاف والأتفاق لكنها خرجت بنتيجة موحدة لتضع مسودة أعداد الدستور ، وهذه المسودة ليست مثالية ولاتلبي طموح الجميع ، الا انها حققت القواسم المشتركة في الحقوق والحياة الدستورية العراقية ، بالأضافة الى كونها شكلت أرضية وقاعدة ثابته لأقرار بعض الأسس التي ترسم مستقبل الحياة في العراق ، فقد وازنت المسودة بين ثوابت الأسلام ومباديء الديمقراطية ، كما أشارت بشكل واضح وصادق ولأول مرة في تاريخ العراق المعاصر الى حقوق الأديان بما فيها ( المندائية والأيزيدية ) ، وهما من الأديان العراقية القديمة التي كانت الدساتير المؤقتة تغبن وجودهما وتخفي حقيقتهما في العراق ، وهما من الأديان التي تدين بهما شريحة جاهدت وناضلت وساهمت في بناء العراق منذ القدم ، كما نص الدستور القادم على تداول السلطة سلميا وعبر الوسائل الديمقراطية بعد ان كانت الأنقلابات العسكرية السمة البارزة في حياتنا حيث تسلق العديد ممن لايستحقون أن يتبوأ المركز السياسي الذي أضر بمستقبل العراق ، وحظر الدستور كل الكيانات العنصرية والأرهابية والتكفيرية بالأضافة الى حظر التحريض والترويج لها ، وحظر تكوين الميلشيات العسكرية خارج أطار القوات المسلحة ، وربط جهاز المخابرات بالسيطرة المدنية بعد ان كان هذا الجهاز الذي أرعب العراقيين دولة داخل الدولة ، بالأضافة الى أخضاعه لرقابة السلطة التشريعية ، وأعتبر الدستور الجنسية العراقية أساس المواطنة مع جواز تعدد الجنسية ، وحصر المناصب السيادية بحملة جنسية العراق .
ومنح الدستور الحرية لأتباع كل الأديان في ممارسة شعائرهم وعقائدهم ومنع الدستور تشكيل المحاكم الأستثنائية والخاصة التي أكلت من أعمار العراقيين والتي أستهانت بالعدالة وبالقضاء العراقي الذي جسدته المؤسسة القضائية المتمثلة بمجلس القضاء الأعلى ، وأكد نص المادة 107 من الدستور نصاً يعتبر صفعة بوجه كل القوى الشوفينية والمغرضة التي تحاول أن تجد لها موطأ قدم بالأساءة لشعب العراق ، او اتهام شعب كردستان العراق الذي بقي مصراً على المطالبة بالفيدرالية ، والتي تعني الأصرار على التوحد أصراراً يؤكد الأمانة التي قررها في برلمانه بخيار الفيدرالية ، وتوسعت المادة 107 المذكورة لتؤكد على محافظة السلطات الاتحادية على وحدة العراق ، وأيضا على سلامته واستقلاله وسيادته ونظامه الديمقراطي والأتحادي .
واكد الدستور على وجوب توزيع ثروات العراق بشكل منصف وعادل بعد ان كانت السلطة تقتطع من افواه العراقيين ومن مستقبلهم اتصنع وقود الحروب وتخصص كل عائدات الثروة العراقية في بطون المرتشين والهبات والحروب ومغامرات الحكام البائدين .
نعم نقول للدستور ونعرف حقاً انه لايلبس طموحنا ولاكان مثلما نريد ونحلم ، ولكنه حقاً حقق الحد الوسط من قواسمنا العراقية المشتركة ، حقق حلــولاً ستراتيجية كان العراق يريدها بصدق ، والتزم الدستور بالنظام الأتحادي الديمقراطي ، وحقق للأسلاميين ألتزامه بالأديان وأحترامه للشعائر ، وحقق للعلمانيين توجهاتهم وأطر طلباتهم العامة ، وحقق للعراقيين الحماية من التعسف وخرق الدستور والقوانين ، ونص على الديمقراطية والنظام الأتحادي ووضع مساند للمستقبل ، بالأضافة الى كونه شكل الركيزة الأساسية للمستقبل العراقي التي يمكن ان نبني صياغة نصوصها مجدداً وبأقرب فرصة بعد ان يستقر العراق دستورياً .
بنعم للدستور سيكون العراق قد انجز استحقاقا هاما من استحقاقات العملية السياسية الجارية، وسيشكل ذلك تطورا مشهودا في اتجاه ترسيخ الديمقراطية ومؤسساتها ، وبنعم للدستور ستنتهي الفترة الانتقاليةالتي رافقت حياتنا من العام 1958 ولحد اليوم ، كما سيشكل خطوة كبيرة نحو اعادة الامن والاستقرار وتطبيع الاوضاع، واطلاق عملية البناء والاعمار وانعاش الاقتصاد الوطني ، وبناء دولة القانون والمؤسسات.
بنعم للدستور نقول نعم للعراق ، نعم للعراق .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطر القاعدة على الخليج العربي
- المصافحة والتطبيع
- تنظيم القاعدة الارهابي في مواجهة شعب العراق
- تضاريس الايام التي لم تزل في الذاكرة
- قراءة في كتاب تضاريس الايام ليوسف ابو الفوز
- مشيناها خطى كتبت علينا
- العقم البعثي في العراق
- متى يتم انصاف الشرفاء من ابناء القوات المسلحة ؟؟
- وجهة نظر في بعض نصوص مسودة الدستور العراقي
- ملفات التحقيق الغافية
- رسالة الى خالد مشعل مع التحيات العراقية
- فضيحة الدبلوماسية العراقية
- القواسم المشتركة للدستور القادم
- هل ستخطو اوربا على خطى لندن في محاربة الأرهاب ؟
- نداء الى الامم المتحدة والى المنظمات الدولية والانسانية كافة
- قتل المخطوفين
- فارسية الكرد الفيلية
- هل تكفي ثلاثة دقائق للصمت ؟
- حرب الأرهاب ضد الأنسانية
- صدام أخذنا بقانون القوة فلنأخذه وأعوانه بقوة القانون


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - نعم للدستور