أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - العقم البعثي في العراق















المزيد.....

العقم البعثي في العراق


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1303 - 2005 / 8 / 31 - 11:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مرت التجربة التاريخية لسلطة البعث في العراق بمرحلتين من اهم مراحل الحياة العراقية بكل أشكالها ، ففي حقبة الستينات أستطاع البعث العراقي ولأسباب اغنتها الأقلام بالبحث والتنقيب ، ان يستلم السلطة بعد اسقاط حكومة عبد الكريم قاسم ليقيم اول حكومة بعثية في العراق ، وخلال الأشهر القليلة التي هيمن بها البعث على السلطة في العراق ، عبر البعث العراقي ليس فقط عن دمويته وجنوحه للعنف وأستعمال القسوة كوسيلة من الوسائل التي يؤمن بها ويمارسها في الأختلاف ، وليس فقط في توظيف قدراته وأمكانيات السلطة القابض عليها من اجل أبادة المعارضة وأنهاء الخصوم ، وأنما أثبت خطورته السياسية والأجتماعية وتعريض الشعب و مستقبل الوطن لأخطار فادحة ، وصلت لحد التفريط بالكرامة والسيادة والأتفاقيات المهينة مع دول أخرى ، وثبت تاريخيا عدم أستيعابه للواقع العراقي ، كما فشل البعث العراقي في أدارة شؤون الدولة العراقية والمحافظة بأمانة على ثروات العراق وتسخيرها لصالح التنمية والمجتمع في العراق ، بالأضافة الى ماسجله التاريخ العراقي في فشله الذريع ان يكون رقماً وطنياً عراقياً يضم نخب المفكرين والمثقفين من العراقيين ، وهم ممن كان يشتهر بهم الشارع العراقي ، أذ تميز البعث بغير ذلك ، وهو بالرغم من الحقبتين الزمنيتين التي أستلم فيها السلطة في العراق ، وتوفرت له الأمكانيات المادية والمعنوية لم يستطع ان ينتج مفكراً او سياسيا يطرح افكاراً متناسبة مع حاجة ومستقبل العراق ، مفكراً أو مبدعاً يمكن أن تتقبله الجماهير العراقية ، بالأضافة الى العقم في تطوير نظريته التي وضعها ميشيل عفلق ، وبقاء التنظيم يلوك افكار عفلق والحوراني محافظاً على الأنجماد في الفكر والأنغلاق في العقيدة بأفكار لاتعدو الا ان تكون شعارات مرحلية لاسند لها من الواقع .
ولعل تجربة سقوطه على يد حليفه الطائفي الشوفيني عبد السلام عارف تجربة من الممكن الأستفادة منها والتأمل فيها ، ويفترض بعدها ان تتم مراجعة الذات وممارسة النقد والنقد الذاتي لتعديل سلوك ومسيرة وفكر البعث في العراق ونظرته غير الصائبة والعملية في الشأن العراقي ، غير أن الأمور لم تسر وفق ذلك ، وتمادى البعث في سلوكه الثابت والمعروف في العراق ، وتمكن من الوصول الى السلطة بطرق وأساليب غاية في الخسة والدناءة والخبث ، وعبثاً يعتقد بعض من أمكانية الأستفادة من التجارب المريرة التي حل فيها البعث على رأس السلطة في العراق ، وبعد انقلاب تموز 1968 عاد البعث ليمارس نفس الأسلوب ولكن وفق مخططات أجرامية وخطط يتم الأعداد والتخطيط لها ، وفي سبيل ذلك عمد الى توظيف الطاقات والكفاءات من اجل تخريب المجتمع العراقي ، وفي سبيل ذلك عمد الى أتباع اساليب التقريب والأبعاد ، والهدنة والتأجيل والحرب الشعواء على القوى الوطنية السياسية في العراق دون استثناء ، كما نهج منهج الأغتيالات السياسية كأسلوب تميز به ، حتى وصل الأمر أن يتم حصر السلطة ضمن عائلة واحدة حكم صبيانها وأراذلها العراق بكل تاريخه وقواه الوطنية بأسلوب الحديد والنار ، حيث تم توظيف كل أمكانيات العراق المادية والمعنوية لهامشين رئيسيين ، الأول هامش النمو والتضخم للقوات العسكرية وتخزين مجنون للأسلحة المستوردة والتي يتم تصنيعها ، حيث تم ادخال العراق بحروب عديدة أولها الحرب التي شنها البعث العراقي على شعب كردستان ، ومن ثم الحرب التي شنها على أيران ، وبعد تلك احتلال الكويت والحرب التي تلت الأحتلال ، ومن ثم الحروب الأخيرة ، والهامش الثاني تنمية قدرات وأمكانيات الأجهزة المخابراتية والأمنية والأستخبارية داخل أو خارج العراق ، ومايستلزم ذلك من توظيف فضائيات وصحف وشراء ضمائر وأستئجار أحزاب وشخصيات ، ووصل الأمر الى تحويل السفارات العراقية الى أوكار للمخابرات العراقية للتجسس على العراقيين ، بالأضافة الى توظيف كل الأمكانيات من اجل زرع الخوف والريبة والخشية داخل المجتمع العراقي الذي بات مرهقاً من الرعب السلطوي تحت سيطرة البعث العراقي ، بنفس الوقت فأن البعث العراقي كان لاينفك يجاهر بالعداء العميق لسلطة البعث السوري ويعمل جاهداً من اجل الأيقاع بتلك السلطة المجاورة والفتك بها ، مع قطيعة حادة دامت 35 سنة تخللتها مؤامرات واعدامات واتهامات ، بالأضافة الى توظيف الأساليب الرخيصة في تلك الحملات التي شنتها سلطة بعث العراق على النظام السوري وقيادته وحزبه .
وأمام حالة لايمكن ان تتشابه مع ما يحدث في كل الأرض من تعسف وأنحطاط وابتذال وديكتاتورية وطغيان ولأسباب عديدة انعزل فيها البعث عن الواقع العراقي ، سقطت سلطة البعث وتم احتلال العراق .
لم يستطع البعث العراقي ان يبرهن على قدرته في الدفاع عن العراق ، ولاتمكن من كسب العراقيين لحمايته ، ولم يستطع أن يحمي نفسه على الأقل ، وتفرقت عنه الملايين التي كان يحشدها أعلامياً ، وصار بدلاً من ذلك يوظف فلوله المنهزمة واوكاره النائمة وخلاياه المنتشرة لتفتك بالعراقيين مرة أخرى ، تحت مسميات دينية هذه المرة ، فصار البعث مرة جيش محمد ، ومرة كتائب عمر بن الخطاب ، ومرة اخرى الجيش الأسلامي ،ووصل به الأنحطاط ان يضع نفسه تحت خيمة الارهاب والتنظيمات المتطرفة ، وبقي يدور في حلقة أنتحال الأسماء الدينية والأستمرار بأراقة دماء العراقيين ، موظفا كل امكانياته ليس في ايصال الخبز والمستلزمات الطبية للفقراء من اهل العراق ، وانما انتظار عمالهم وفقرائهم لقتلهم بالمتفجرات والتفخيخ ، وتوظيف البهائم العربية للأنتحار وسط جموع العراقيين ومحنتهم ، انتقاماً من العراقيين ودلالة على كونه يمارس نفس النهج البعثي في الجريمة التي أصبحت خطاً متميزاً من خطوط سلوكه .
التستر بأسماء اسلامية والقيام بأعمال أجرامية وأرهابية لا يؤدي فقط الأساءة الى الدين الاسلامي وقيم الأسلام ، وانما يخفي حقيقة المتسترين الذين لايجرؤون أن يكشفوا عن أسم تنظيمهم أو التصريح بأنهم من يقف وراء عمليات ترويع الأبرياء العراقيين .
والمتمعن في مسيرة التاريخ العراقي يجد ان الجرائم المرتكبة في تخريب العراق وترويع العراقيين وتدمير مستقبلهم وفق منهج مستمر يوغل في تطبيقة فلول البعث بأمتياز ، بالرغم مما لحقهم من تهميش أو استخفاف وتطويع من قبل الطاغية وعائلته .
وأزاء ماحصل للعراق نجد ان الفكر البعثي لم يجد له مجالاً للتطبيق الأنساني ، وفشل في ان يجد له موطأ قدم بين مدن العراق ، حتى صار الأنتساب للبعث مسبة وعاراً يتعاير به اهل العراق بعضهم الاخر ، اذ برهن البعثيون خلال الفترات التي كانوا بها في العراق تنظيما وسلطة وفكراً أنهم غير مؤهلين للبقاء ضمن الحياة العراقية ، وشكلوا الحالة الشاذة والنتنة من القيم والأخلاق العراقية ، بما أشتهر عنهم من تكريس لقيم الغدر والمخاتلة والدس والأفتراء واتباع اساليب خسيسة في الأختلاف السياسي والفكري ، ولهذا فقد البعث العراقي ليس فقط مصداقيته امام العراقيين ، فقد عمل جاهداً على الحط من قيمته بنفسه حين اجبر وبوسائل رديئة أستمالة سياسيين وأسقاطهم وأجبارهم على الأنتماء للبعث العراقي مع معرفته ان هذه الشريحة ، ليس فقط لاتؤمن بفكر البعث ، وانما ستكون عامل مساعد لهدم تنظيمه الكارتوني الهش بشكل غير مباشر .
ولم يسبق لتنظيم سياسي في العالم ان أجبر الناس على الأنتماء لتنظيمه بالقوة والترغيب والتهديد واجبارهم على توقيع التعهدات الخطية ، ولم يسبق لحزب أن اصدر قانوناً يحكم فيه بالأعدام كل من ترك تنظيمه وأنسحب من صفوفه ، ولم يسبق لتنظيم سياسي في العالم أن ربط الوظيفة والعمل بالأرتباط بالتنظيم فصار العراقي لايحصل على قوت عياله مالم يرتبط بحزب البعث ، كما لم يسبق لتنظيم سياسي في العالم ان صدق اكذوبته التي اخترعها من ان أنصاره يفوق عددهم المليون عراقي .
ومع ان البعث العراقي فقد قاعدته وأرضيته التي يقف عليها ، فقد بقي يمارس نفس الدور محاولاً الأيحاء أن الزمن لن يتغير ، وان الأستقرار لن يكون دونه ، وانه الأقدر على استتباب الأمن والتفاهم مع الأوكار والعناصر الأرهابية المسلحة ، كما انه لم يزل يعتقد واهماً انه يمكن له العودة الى السلطة بأساليب يمارسها خلال الفترة المضطربة والحرجة من تاريخ العراق ، ولو التفت اهل العراق لهذا الحزب وماجره عليهم من ويلات ، لما بقي له من الأسم سوى العث العراقي التي يتم مكافحتها وطردها بالكنس من ساحة العراق وتنظيف البلاد منها .
وبعد مرارة التجربة البعثية التي ملأت الذاكرة العراقية بكل ماهو سيء وقبيح ، وبكل مالحق العراق من ويلات ودمار ، وبكل معاني الفشل والتردي ، لم نزل نسأل ازاء تحرك الفلول والذيول والأذناب داخل أو خارج العراق ، سواء بتنظيمات لها أغطية دينية أو طائفية أو تحت عباءة أسماء تغطي قباحة الوجه البعثي، وسواء بمؤتمرات تعلن عدائها للعراق كما في مؤتمر بيروت الذي جمع النقائض والمتبارين في العداء للمستقبل العراقي ، من الذين يصطفون الى جانب الأعداء منتشين من رؤية دماء اخوتهم وأهلهم ، كتفا الى كتف مع ممثل البعثيين ، من الذين يشترون بأموالهم السحت أصوات وأقلام وصحف وفضائيات ، مستمرين بوهمهم أنهم سيتمكنوا مرة أخرى من شعب العراق ، وبعد كل هذه التجربة المريرة ماذا يريد البعث من الشعب العراقي ؟ وماذا يريد ان يثبت البعثيون للشعب العراقي .؟ وأين هم الان و أين سيقفون غداً ؟؟



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يتم انصاف الشرفاء من ابناء القوات المسلحة ؟؟
- وجهة نظر في بعض نصوص مسودة الدستور العراقي
- ملفات التحقيق الغافية
- رسالة الى خالد مشعل مع التحيات العراقية
- فضيحة الدبلوماسية العراقية
- القواسم المشتركة للدستور القادم
- هل ستخطو اوربا على خطى لندن في محاربة الأرهاب ؟
- نداء الى الامم المتحدة والى المنظمات الدولية والانسانية كافة
- قتل المخطوفين
- فارسية الكرد الفيلية
- هل تكفي ثلاثة دقائق للصمت ؟
- حرب الأرهاب ضد الأنسانية
- صدام أخذنا بقانون القوة فلنأخذه وأعوانه بقوة القانون
- ياسالم البدراني
- نداء الى الأخوة في الجمعية الوطنية العراقية
- رسالة الى الوطن
- فيلق العراق الاعلامي
- مرثية الى العامل احمد عبد الأمير
- الأبيض والأسود
- نريده عراقيا


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - العقم البعثي في العراق