أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود محمد ياسين - خيبة أمينة النقاش














المزيد.....

خيبة أمينة النقاش


محمود محمد ياسين
(Mahmoud Yassin)


الحوار المتمدن-العدد: 4827 - 2015 / 6 / 4 - 21:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أوردت السيدة أمينة النقاش (الأهالى- 29 مايو 2015) تعليقاً حول خطاب رئيس حزب الامة السودانى الصادق المهدى للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتاريخ 18 مايوالذي طلب فيه من السيسي العفو عن قادة الاخوان المسلمين المحكوم عليهم مؤخرا بالإعدام. رأت النقاش أن المهدى أخطا العنوان فقد كان عليه مخاطبة الاخوان لانهم هم من يتسبب فى الأزمة التى تمر بها مصر. والعرض أدناه يشمل تعليقاً على تعليق الكاتبة.

إن خطاب المهدى لا جديد فيه وهو تعبير عن موقفه من جماعة يلتقى معها فكرياً إذ أن كليهما من نفس الجنس (genre) والتفاوت بينهما وخاصة على صعيد المواقف السياسية تفاوتاً فى الدرجة. وتعليق النقاش وإنزعاجها إزاء خطاب الصادق المهدى أتى فى إطار الهجوم على جماعة الاخوان وتحميلهم مسؤولية الازمة السياسية الطاحنة التى تعيشها مصر؛ ولكن الكاتبة قدمت الصراع السياسى المصرى فى صورة متناهية السذاجة السياسية : قوى إرهابية معتوهة ليس لها الكفاءة التى تؤهلها للحكم تحارب نظاما سياسيا حاكما لمحت الى إنه يعمل من أجل الإستقرار والتنمية الإقتصادية! إن التمادى فى الثبات على وصف حركة الاخوان المسلمين بالإرهاب والتخلف ولا أكثر يعتبر فشلاً سياسياً يعجز عن التحديد الصريح للمضمون الإجتماعى لحركة الأخوان المسلمين وبالتالى تفسير الدينامية السياسية المعقدة العاملة فى مصر.

ومن الأشياء التى لا تصدق عيناك وانت تقرأها لأول مرة ما ذكرته النقاش من أن عيوب الاخوان عيوباً خلقية ولدوا بها، ولم تتكشف للناس كاملة إلا بعد أن جربوا حكمهم، ولكن هذا ما كتبته هذه الكاتبة. هل يعقل فى ممارسة العمل السياسى وصف الخصوم بأن عيوبهم خلقية أو أنهم متخلفون.

خلال الاربعة عقود الماضية ظلت الدينامية السياسية فى مصر تتسم بالصراع بين كتلتين هما الجيش ( يمتلك على أكثر من 40% من الاصول الإقتصادية فى البلاد) والاخوان المسلمين؛ والكتلتان تنتميان لطبقة واحدة هى الطبقة الرأسمالية التابعة (الكمبرادور) تشاركتا النشاط السياسى حتى بعد زوال حكم مبارك فى فترة حكم المجلس العسكري، ويلتقيا فى معاداة الحركة الشعبية وقمع حركتها السياسية التقدمية والمطلبية، والصراع بينهما تفاقم فى الفترة التى اعقبت صعود الأخوان المسلمين للسلطة السياسية وهى فترة تميزت بالإحتجاجات والإضرابات العمالية والفئوية.

حسم الجيش الصراع لصالحه بإنتزاع السلطة من سيطرة الاخوان عن طريق الإنقلاب العسكرى مستغلاً إنتفاضة 30 يونيو. ضحى الجيش بشريكه القوى الذى لفظته جماهير 30 يونيو وإستاثر بالحكم وخلق دينامية سياسية جديدة تحت شعار مواجهة الإرهاب.

قمع الإنقلابيون الحراك المطلبى للشعب ومحوا كل اثر لثورة ياناير بإيداع الشباب الذى كان فى قيادتها السجون وإسدال الستار على شعارها ” عيش.. حرية..عدالة اجتماعية“، وأعادوا التوجهات السياسية للحكم السابق لإنتفاضة ياناير المعادية للشعب بصورة أكثر وحشية. ولم يحدث فى تاريخ مصر الحديث أن تعرض الشعب للقتل وقمع حركته المطلبية لمثل ما يتعرض له تحت ظل السلطة الإنقلابية الحالية: حالة طوارئ بقوانين جديده، سياسات التقشف برفع الاسعار والضرائب وزيادة الرسوم على بعض الخدمات، إنحياز الحكومة الصارخ لصالح أصحاب رأس المال على حساب الملايين الفقيرة، الإفراط فى التبعية السياسية والإقتصادية التى اخذت بعداً تصاعدياً.

إن محاكمات الأخوان هى جزء من الصراع بين جنرالات الجيش والاخوان وهو صراع يمثل أحد ملامح الازمة المصرية ويدور حول السلطة السياسية ولكنه بعيد عن القضايا الملحة التى تواجه المصريين؛ وأياً كانت نتائجه فلن تخرج عن المحافظة على الوضع القديم.

إن النقاش تتناول خيارات الشعب على نحو خاطئ بحصرها بين الجيش ودعاة الإسلام السياسى، وهو الخط السياسى لحزب التجمع ورئيسه رفعت السعيد الذى أصبح ذيلاً للنظام الإنقلابى المستبد مدافعاً عنه بشكل فاضح تماماً كما كان حاله مع حكم مبارك، وهكذا فإن حزب التجمع يمثل الحالة النموذجية لإنحطاط البرجوازية الصغيرة عندما تقف فى الجانب الخطأ من التاريخ (ولا يسارية ولا يحزنون !).



#محمود_محمد_ياسين (هاشتاغ)       Mahmoud_Yassin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود محمد طه والماركسية
- سد النهضة: غموض الإتفاق الإطاري....بؤس الدراسات (2-2)
- الدبلوماسية السودانية وعاصفة الحزم
- سد النهضة: غموض الإتفاق الإطاري....بؤس الدراسات (1-2)
- السودنة فى إطار كلى
- حسني مبارك لم يحاكم على الجرائم الكبرى
- ماذا لو رفعت داعش راياتها فوق البيت الأبيض الأمريكى؟
- ميزورى: الوجه الآخر لمظالم السود فى أمريكا
- سد النهضة الإثيوبى: الغموض وانعدام الشفافية
- مصر: المعادلة السياسية..الملاءة المالية..سيادة السودان
- يسار تحت حذاء عبد الفتاح السيسى!
- فى ذكرى أول مايو: التناقض بين رأس المال و العمل فى أمريكا
- أوكرانيا: النفاق الامريكى ومطامع القياصرة الجدد
- دولة جنوب السودان: الملهاة والمأساة
- الطرابيلي والحسينى ومغزى عبارة هيكل
- خواطر حول معوقات الديمقراطية الليبرالية فى العام السابق
- السودان دولة يحكمها دستور عرفى دائم!
- مانديلا : مكانته فى السياق التاريخى للثورة فى جنوب أفريقيا
- سد النهضة: نذير الفوضى فى التعامل مع مياه النيل
- رواية مزرعة الحيوان وحقيقة أورويل كمُخبر معاد للاشتراكية (3)


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود محمد ياسين - خيبة أمينة النقاش