أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود محمد ياسين - الطرابيلي والحسينى ومغزى عبارة هيكل














المزيد.....

الطرابيلي والحسينى ومغزى عبارة هيكل


محمود محمد ياسين
(Mahmoud Yassin)


الحوار المتمدن-العدد: 4337 - 2014 / 1 / 18 - 03:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تحت عنوان " تخاريف.. سودانية!" كتب الكاتب المصرى عباس الطرابيلى فى صحيفة الوفد فى 9 ياناير كلاماً مسيئاً وجهه للشعب السودانى، ممثلاً فى شخص الوزير السودانى الرشيد هارون، بأن يشربوا "مريسة" حتي لا يفيقوا ويتحدثوا عن سودانية منطقة حلايب؛ كما ذكر أن مصر لها الحق فى كل الاراضى السودانية. وتبعته الكاتبة المصرية أسماء الحسينى، المتعاونة مع المخابرات المصرية، بمقال نشر بصحيفة الاهرام فى 11 ياناير بعنوان "حلايب.. قميص عثمان للهروب من استحقاقات الخرطوم الداخلية"، ذكرت فيه أن قضية حلايب لا تعدو ان تكون قضية إنصرافية يلجأ لها الحكم فى السودان كلما أراد حرف انظار الشعب عن قضاياه الحقيقية... موقف الطرابيلى والحسينى يدل على أنهما من أضعف حلقات الجسم الإعلامى الذى يخدم السلطة المصرية ومخابراتها وهذا للؤم وحُمْق الأول وضحالة أفكار الكاتبة، ويبدو أن المكافأة التى يمنحها النظام والمخابرات فى مصر لهذين الشخصين تقابل توظيفهما حصرياً للقيام بالأعمال الاستفزازية وترويج الأراجيف السخيفة.وهذا هو كل دورهم فى خدمة النظام المصرى الذى أصبح يقوده مجموعة من الضباط المغامرين القتلة الذين جيء بهم لافراغ ثورة ياناير من محتواها والتنكر لاستحقاقاتها الديمقراطية.

ظهر الفهم ب"الناكوسى" عند الكاتبة أسماء الحسينى فى قولها أن الشعب السودانى ملَّ إثارة قضية حلايب كلعبة إنصرافية تثيرها حكومة السودان؛ فحقيقة الأمر أن الذى ملته الجماهير السودانية هو تردد حكومتهم فى طلب إحالة موضوع حلايب للتحكيم الدولي. كما لجأت الكاتبة للكذب الصراح فيما يخص مسالة سد النهضة الإثيوبى وموقف السودان ومصر منه. وفى الواقع أن ماقالته فى هذا الخصوص خطير جداًً؛ فهى تقول إن الكثير من المصريين يحمِّلون السودان مسؤولية فشل الموقف التفاوضى المصرى وحل النزاع حول السد. ولكن الحقيقة غير ذلك، فإضعاف الموقفين التفاوضى السودانى والمصرى تسببت فيه مصر برفضها التوقيع على اتفاقية عنتيبي الإطارية، وبالتالى فقدان السند الأفريقى لإقناع إثيوبيا إلتزام الشفافية فى عملية بناء السد. فالخطأ الذى ارتكبه السودان هو مولاة مصر فى الموقف من الإتفاقية المذكورة. وكما اقترح الكاتب فى مقال سابق أن موافقة الحكومة السودانية على السد يجب أن تُربط بمطالبتة إثيوبيا السماح له الإطلاع على جميع الدراسات الفنية والإقتصادية والمالية للسد، نجد أن هذا المطلب كان يمكن أن يُدعم من قبل الدول الأفريقية التى انعزل عنها السودان بسبب عدم مصادقته على إتفاقية عنتيبي مقتفياً خطى مصر.

إذا طرحنا جانباً السخف واللكاعة، فى تناول قضايا السودان، التى يُوظف بعض شذاذ الآفاق لنشرها على الناس، فلسوف نجد أن مصر لها إستراتيجية دائمة تغذيها نظرة قديمة لأحزاب كبار ملاك الآرضى كحزب الوفد تعتبر أن السودان تابعا لها وجزءاً من اراضيها، وترسخها ذكرى استماتة مصر لحرمان السودان من الجنسية بهدف ضمه إليها فى أخريات ايام الاستعمار البريطانى. هذه الإستراتيجية يعبر عنها كبار القانونيين والكتاب المصريين بمثل ما قاله هيكل مؤخراً من أن " السودان عبارة عن جغرافيا فقط".

ما ذكره هيكل ليس كلاماً عابراُ كما ذكر أحد صحفيينا الذى اضاف، ملمحاً، ان هيكل فقط يغضب لحالنا المتردى فى جميع المجالات. عبارة هيكل واضحة لا تحمل معنى مغايراً غير الذى تحمله؛ فهو يتماهى بنظرة النخب المصرية الموالية للأنظمة البيروقراطية المصرية المتعاقبة التى تصور السودان ككيانات قبلية و مجموعات جهوية لا يربطها رباط قومى، وبالتالى مباح النيل منه وحتى المطالبة بإلحاق أراضيه بمصر (fair game).

تعرضت الدولة السودانية خلال العقود الماضية لتدخل خارجى بليغ كان له الدور الأكبر فى تدبير سيناريو فصل جنوب السودان. ومازالت فصول هذا التدخل تترى للإجهاز الكامل على وحدة السودان فى إطار الخطط التى تعدها الدول العظمى لإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية لمنطقة شرق أفريقيا وفقاً لاطماعها ومصالحها. وفى هذا الصدد يبرز تساؤل عن الدوافع وراء االهجوم المصرى الحالى على السودان وتصويره كفضاء جغرافى لا أكثر وتحميله فشل محادثات سد النهضة وعدم الإعتراف بحقوقه التاريخية فى منطقة حلاييب، فالتمعن فى أمر تلك الدوافع يجعلنا لا نستبعد تقاطعها مع تكالب الأطماع الخارجية عليه. وهذا ليس ضربا في الرمل، بل هى حقائق الواقع والمتغيرات السياسية المتلاحقة من حولنا.



#محمود_محمد_ياسين (هاشتاغ)       Mahmoud_Yassin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر حول معوقات الديمقراطية الليبرالية فى العام السابق
- السودان دولة يحكمها دستور عرفى دائم!
- مانديلا : مكانته فى السياق التاريخى للثورة فى جنوب أفريقيا
- سد النهضة: نذير الفوضى فى التعامل مع مياه النيل
- رواية مزرعة الحيوان وحقيقة أورويل كمُخبر معاد للاشتراكية (3)
- حول الديمقراطية(4-4) مفهوم الديمقراطية الجديدة وراهنيتها
- حول الديمقراطية(3-4)
- حول الديمقراطية ( 1-4)
- كلمة عن وفاة جياب
- رواية مزرعة الحيوان وحقيقة أورويل كمُخبر معاد للاشتراكية (2)
- رواية مزرعة الحيوان وحقيقة أورويل كمُخبر معاد للاشتراكية
- حول سؤال -من أين جاء سيسى مصر؟-
- مهزلة ميدان التحرير وامارة العدوية الاسلامية
- التغيير وبادئة -خطرت لى فكرة-
- ثمن قتل وتعذيب الماوماو حفنة جنيهات إسترلينية
- ضرورة اتفاق السودان مع إثيوبيا حول سد النهضة
- أوهام السيادة المصرية على السودان...الخبير المصرى -الاحمق-
- سد النهضة الإثيوبى وعقبة حق النقض المصرى
- تاتشر : - هذه السيدة لا تعرف التحول-
- حسن الطاهر زروق وعدم الامتثال للصواب السياسى


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود محمد ياسين - الطرابيلي والحسينى ومغزى عبارة هيكل