أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - الباحثون عن الله فى اتلانتس














المزيد.....

الباحثون عن الله فى اتلانتس


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 4824 - 2015 / 6 / 1 - 02:03
المحور: الادب والفن
    


فى اتلانتس تتقابل مع مجموعة من الناس يفكرون، يتمردون، يتجادلون، هم منبوذون مُضطَهَدون، مثابرون، حقيقيون وشجعان حتى النهاية.

هم ليسوا ملحدين
هم فقط عن الله باحثين

فى اتلانتس تلك المدينة الغارقة فى بحار جهلنا، تلك المدينة التى غرقت معها حقائق عن الإنسانية والعقل، وصبر للفهم والعدل.

فى اتلانتس ذلك العرض المسرحى الذى قدمه فريق (شمعة وملّاحة)، عابرا بانسيابية بين نقاشات شائكة وأفكار قلب غامضة لأفكار ذهن، مشيرة إلى ذاك الخيط الرفيع الذى يُفرِّق بين الباحث عن الله وبين من كفر به، بين من يهرب ممن يتحدثون عنه هاربا إليه، وبين من يهرب منه غير نادما عليه.

ذلك الخط من النور الذى قُدم فنيا على خشبة مسرح يكشف أسباب مجتمعية ومأساة ذهنية ، تجبر أناس على التساؤل ثم يمضغهم السامعون إدانة، باصقينهم رجما بأحكامهم غير الفاهمة ولا المتفهمة أو العادلة.

ولا شك أن الدراما هى إحدى وسائل التنوير القوية التأثير فى النفس البشرية، مرتفعة بتميزها فوق النقاش والوعظ، فهى تُجسد مشاعر ثلاثية الأبعاد وأفكار تتحرك أمامك فى تجارب حياتية لبشر يخطئون ويتغيرون ويتعلمون، ويُقدَم أمامك كمتفرج المشكلة والحلول على طبق درامى حىّ يؤثر فى كيانك المتفاعل مع القضية المطروحة، خاصة وإن كان طبق مسرحى من وجبة درامية حيّة أمامك على المسرح من لحم ودم يشاركك آلام التساؤلات الخاصة بك أو بمجتمعك.

واعتناء فريق مسرحى بمناقشة تلك القضية الإنسانية لهو تعبير عن جرأة وقوة قرار، وحقيقة حُجة نوقشت فى العرض تُبين الفرق بين الزيف والحق، وبين المزيف والحقيقى، فنحن لا نحتاج أن نحرق الأسئلة بنار الإيمان بل أن نجيبها بنور إجاباته وان نتعامل إنسانيا مع المتسائل أولا، حتى نستطيع ثانيا أن نُجلط نزيف تساؤلاته روحيا.

ولم أشأ أن أتحدث عن العرض فنيا وانقده بشكل اساسي، إنما أردت أن أسلط الضوء على الفكرة المعبرة فى الاختيار، والتى لاقت نجاحا حقيقيا عند من حضرها ولمست أعماق نفسية وروحية غير متدخلة دينيا على الإطلاق، إنما تعاملت مع المساحات الروحية المشتركة بينى وبينك وبين الآخرون أيا كانت انتمائهم الدينية، فالله واحد ونحن جميعا له.

ولقد اعتنى العرض جيدا بالكتابة، وكان من أعلى مشاهده، ذاك الذى باح فيه الباحثون عن الله عن أسباب حيرتهم وعثرتهم فيه من البشر، ولقد اخذنى ذاك الحوار داخل أعماق هؤلاء المتعبون المتألمون من خبرات مجروحة من بشر مختلفين تحدثوا بإسم الله الواحد، هؤلاء المائتين روحيا والواعظين بإسم الإله الحى!!، انه عبث دفع ثمنه نفوس رقيقة بحثت عن الله ووجدت إجابات ضالة عند روحانيين مزيفين، ولقد أجاد المؤلف والمخرج مايكل تادرس كتابة هذا المشهد، فلقد عبَّر بسهولة عن تداخلات فكرية صعبة، ومشاكل تقع تحت وطأة تأثير الانزعاج النفسي والروحى عليها معا.

فلقد قرر القائمون عن العرض أن يتجاوزوا الكلمات والبرامج ليقدموا عرضا فنيا يُعبَّر بالعاطفة وبالعقل بتوظيف فنى يشرح الفكرة والسؤال وينير إجابة، فقد كان ما قدموه هو السهل الممتنع بجدارة.

أما تعليقا على الصعيد الفنى بشكل خاص، فأود لو أن هذا العرض يأخذ فرصته الحقيقية ليُقدَّم بإمكانيات أفضل بما يستحقها حقا، من حيث توفير خشبة العرض اللائقة به، وأتمنى لو أن يتعاطى مسئولى المسارح المتميزة الخشبة مع تلك القضايا المهمة، وان يكفوا عن توحد التعامل مع أسماء كبيرة يزعمون أحقيتها على الحصول على فرص الوقوف عليها عن الفرق الشبابية التى تحمل ما لا ينشغل به كبار الاسم الفنى فى مجتمعنا!!، بالإضافة إلى أن العرض سيدعمه أيضا توفير السينوغرافيا (الديكور والملابس والإضاءة) اللائقة به.

ولكن بهذا الخصوص يجب أن يُشكر هنا الفريق الذى لم تمنعه الإمكانيات البسيطة والمتاحة له، من تقديم قيمة إنسانية كبيرة، وقيمة فنية ساعدت على توصيل الرسالة، وانه لم يكُفّ بحثا عن إيجاد منفذا لإبداعه ومناقشة القضايا التى تشغله وتشغل مجتمعه، ولا اغفل عن التنوية بأن الفريق بإمكانه أن يجود بتعبيرا أعلى فى الأداء ليصل إلى ترجمة الكلمات المكتوبة فى مستواها الحقيقي، ومع ما يتناسب من مواهب يضمها الفريق.

ومن الجدير بالذكر هنا عن القائمين على العمل، هو أن فريق شمعة وملاحة يتعمد اختيار القضايا الاجتماعية الصعبة ليطرحها على جمهور المسرح بطريقة سلسلة ومبسطة، ولقد تجلى ذلك فى مسرحيته الأولى المدينة ثم مسرحية البساتين وفى اتلانتس أيضا، فهو فريق لا يتساهل مع المواضيع التى يتناولها، ولا يستسهل اختيار قضايا ساذجة، ومعالجات سطحية يتهافت عليها جمهور يبحث عن ملء فراغه بمراهقة فنية، إنما يختار الأصعب فى انتقاء أفكاره ويسعى مع كل تجربة مسرحية بأن يجمع بين الفن والرسالة.

هذا العمل المتميز من تأليف بيشوى سمير ومايكل تادرس، تصوير ميشو موريس، فيديو بلاى باك: ديفيد صلاح، الموسيقى التصويرية من إعداد مايكل تادرس، ومكساج وتنفيذ موسيقى: مفيد منير ومايكل تادرس، مادة فلمية ومونتاج: مفيد منير ومايكل تادرس، تصميم إضاءة: مريم رأفت، قراءة تعليق: سامى سعد، عزف لايف ابانوب جمال، غناء لايف: مايكل رضا، وإخراج مايكل تادرس.

تمثيل: بولا ارسانى، شيماء وهدان، دعاء دسوقى، مايكل تادرس، ناريمان عبدون، منير عادل، أندرو حسام، يونان قنان، حسام رضوان، محمد كامل.

ولقد تميز فى الأداء التمثيلى (حسب يوم العرض الذى حضرته فى ابر يل 2015 على مسرح الجزويت)
سمر القاضى عن دور الزوجة وإحدى الباحثات، فيليب سامى فى دور البائع والعجوز، مفيد منير فى دور الأب وأحد الباحثين، احمد عنتبلى كأحد قادة الباحثين، مايكل تادرس كأحد الباحثين.



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يحتاج مؤتمر الرقابة والمسرح إلى رقابة؟!
- إزرع الصفر
- يا آدم غرقان فتفاحك
- بين فهلوة عادل إمام وفهلوة محمد رمضان تشكيل اجتماعى
- أنا هذا الصفر الذى نبذه العالم
- الشمس ليست بفاشلة
- من شَبعَِت أيامه من الأوهام
- لا تتاجروا بالشمس
- فى عرض *وحيدا* إحساس *دالى* لا يرقص وحيدا
- أعطنى بصمتى
- كرامة الدموع
- يوم الجمعة العظيمة هو عيد الحب الحقيقى
- لا تبكون المسيح اسبوعا وتصلبونه عاما!!
- البحر مايعرفش إن لونه ازرق
- تهويد الأهرامات وألحدة النبي موسى فى فيلم آلهة وملوك
- لن تسلبنى بصمتى (إهداء لسارقى الفنون)
- فاجِئنا بمجيئك كما فاجِئت المعمدان
- بين لحى ماركس ورجال الدين
- النار حُرة فلا تحاول امتلاكها
- فى فيلم *غدى* جورج خباز يبحث عن الإنسان بين ملاك وشيطان


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - الباحثون عن الله فى اتلانتس