أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - أجنحةُ الشاعر ومقصُّ الرقابة














المزيد.....

أجنحةُ الشاعر ومقصُّ الرقابة


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 4823 - 2015 / 5 / 31 - 19:52
المحور: الادب والفن
    



من أجمل التوصيفات التي تتسمُّ بها عمليَّةُ الإبداع أنها ممارسة حرَّة.. إلى أقصى حدود الحرية المطلقة لفن من الفنون.. وهي شرط أساسي في عملية الخلقِ والابداع.. فمن دونها لا نستطيع أن نطلق على النص أو العمل الفني صفة مبتكر.. لأن ثمَّة قيود تعيق طيرانه في فضاءات الجدَّة والأصالة والانعتاق. من دون عيون الرقيب التي تحدُّ من جموح الطائرِ واتِّساع الفضاء.
واذا نظرنا إلى علاقة المثقف المبدع بالسلطة أو المؤسسة الحاكمة فإننا نجد شيئاً من الالتباس الغامض أو شبه حلقة ناقصة في فهم سيكولوجية هذا الإنسان المختلف.. علاقة ملتبسة غامضة كثيراً ما تؤججُّ الصراع والمواجهة بين الطرفين.. بين فكر سائد وفكر متغيِّر.
قالَ لي مرَّةً شاعرٌ صديقٌ أن الكتابة في المواقع الأدبية الالكترونية تتسمُ بطابع عبثيِّ ما وتختلفُ شيئاً ما عن الكتابة الأكثر أهميةً والتوثيقية التي نحتفي بها وننشرها فيما بعد في كتبٍ كما هي من دون أن نبدِّل عبارةً هنا أو جملةً هناكَ إلا تلك السطور التي من الممكن أن تلتبسُ في مفهوم السلطة فيساقُ كاتبها بسببها إلى دهاليزِ السياسةِ والسجون المظلمة.. وتابعَ بأنه يكتبُ بحريةٍ وبحماس أكثر على صفحتهِ في موقع التواصل الاجتماعي في الفيسبوك ولكنه عندما أرادَ أن يصدر ديوانهُ الجديد أسقط منهُ كل ما يتعلَّق بمواقفهِ السياسية خوفاً من تأويل خاطئ لها من قبل السلطة التي غالباً ما تحضرُ في النصِّ حسب قول الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش..
كلنا يعرف المصير التراجيدي للكاتب العباسي عبد الله بن المقفع الذي ترجم كتاب كليلة ودمنة.. ذلك الكتاب الذي ألفَّه الفيلسوف الهندي بيدبا على ألسنة الحيوانات ولكنه في مضمونهِ حوى نقداً لاذعاً للسلطة السياسية.. وقرأنا عن كتَّابٍ وشعراءٍ عالميين عانوا من الرقابة على كتاباتهم أمثال الشاعر التركي الكبير ناظم حكمت والشعراء العراقيين عبد الوهاب البياتي وبدر شاكر السياب وسعدي يوسف والشاعرين الفلسطينيين محمود درويش وسميح القاسم والشاعر الاسباني لوركا والشاعر المصري محمد عفيفي مطر الذي عانى من الرقابة وظلم المؤسسة الحاكمة معا.. والكثير غيرهم.. فمن الصعب الاحاطة بمن عانوا من نير وسطوة الرقابة على ما يكتبون.. فالنظامُ يدرك بما للكلمة الصادرة من كاتب أو شاعر لهُ مركزه وقوَّته من خطورة وسرعة انتشار لذلك نجدهُ يحاصر قرائحَ الشعراء ويقيِّدُ أفكارهم التي تتوثَّبُ للحريَّة لأنهم محرِّكُ الشعوب وضميرها اليقظ.. أتذكرُ شاعراً كان كلمَّا كتبَ شيئاً جديداً أو قامَ بنشاط ثقافي معيَّن تداهمُ بيته قوَّات الأمن بحثاً عن ما سيقضُّ مضجعها في أشعارهِ.. وكانت تدعوهُ في غرفةِ التحقيقِ إلى الكتابة عن المشاكل الوجودية والكونية أو يكتب عن المرأة.. عن كلِّ شيٍء في الحياةِ سوى عن مشاكلِ بلدهِ السياسية والتمييز الذي يعاني شعبهُ منه.
الشعراء النبوئيون أو الاستفزازيون هم من يشكِّل حالة قلقٍ مريرٍ لأيِّ نظامٍ سالبٍ لحريَّةَ شعبهِ أو يشكو من وخزة الألم والندم تجاه تقصيرهِ في قضايا كثيرة.. ولكن هذه الزمرة من الشعراء لم نرها تحيا بسعادة وتتناسلَ إلا في ظلال ديموقراطيات دول الغرب بينما انقرضت ولم يعلم بوجودها أحد في دول ذات أنظمة قمع واستبداد وظلم.. والشعراء والروائيون والفنانون الذين قتلتهم كتاباتهم في القرن العشرين وحده لا يكادون يحصون ومنهم من أبادته الشيوعية ومنهم من قضت عليهِ الفاشية. ونستطيع أن نرى أسراب الطيور المهاجرة من الشعراء من أوطانهم إلى المنافي في دول أمريكا وأوروبا.. كل ذلك بفعل مقص الرقيب الذي يتربَّصُ بأوراقهم وأجنحتهم معا.
في نظري لن تتطور أي كتابة وتصل إلى ذرى انسانية سامقة ما لم تحظى بفسح الحرية والجمال والبحث عن جوهر الحياة المطلق.



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الأبنودي والفيتوري.. وقسوةِ نيسان
- أشعارٌ محكومةٌ بالشغف/ مجموعة قصائد جديدة
- عبد الله رضوان.. الشغفُ الأبيضُ بالقصيدة
- ديوان وصايا العاشق/ الصادر عن دار النسيم للنشر والتوزيع في ا ...
- ديوان تشبكُ شَعرها بيمامةٍ عطشى/ الصادر عن دار النسيم في الق ...
- حرائقُ أدونيس
- أوجاعٌ نثريةٌ / حبقٌ مضافٌ للقلب
- بدر شاكر السياب.. أسطورةُ شاعر
- النشر في فلسطين
- تأملات في قصيدة -حيفا تشبكُ شَعرها بيمامةٍ عطشى- للشاعر الفل ...
- القصيدة والصورة
- شتاءُ إرم
- وصايا العاشق
- تأمُّل في وقتِ الأنسنةِ الذئبية/ نمر سعدي ذات شعرية تنزع إلى ...
- قصائد جديدة / 2014
- مزامير لحبق أيلول
- وقتٌ لأنسنةِ الذئب( مجموعة شعرية جديدة للشاعر الفلسطيني نمر ...
- مجموعة مقالات أدبية
- مجموعة من القصائد المكتوبة بينَ الأعوام 2011- 2014
- ديوان وقتٌ لأنسنةِ الذئب


المزيد.....




- توم يورك يغادر المسرح بعد مشادة مع متظاهر مؤيد للفلسطينيين ف ...
- كيف شكلت الأعمال الروائية رؤية خامنئي للديمقراطية الأميركية؟ ...
- شوف كل حصري.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على القمر الصناعي ...
- رغم حزنه لوفاة شقيقه.. حسين فهمي يواصل التحضيرات للقاهرة الس ...
- أفلام ومسلسلات من اللي بتحبها في انتظارك.. تردد روتانا سينما ...
- فنانة مصرية شهيرة تكشف -مؤامرة بريئة- عن زواجها العرفي 10 سن ...
- بعد الجدل والنجاح.. مسلسل -الحشاشين- يعود للشاشة من خلال فيل ...
- “حـــ 168 مترجمة“ مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة ال ...
- جائزة -ديسمبر- الأدبية للمغربي عبدالله الطايع
- التلفزيون البولندي يعرض مسلسلا روسيا!


المزيد.....

- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - أجنحةُ الشاعر ومقصُّ الرقابة