أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - النشر في فلسطين














المزيد.....

النشر في فلسطين


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 4722 - 2015 / 2 / 16 - 11:17
المحور: الادب والفن
    



طالما ألحت عليَّ فكرة الكتابة عن صعوبة نجاح وانتشار الكاتب الفلسطيني المقيم داخل الخط الأخضر، لا لأنها ترسم تلك الإشكالية بين النصّ والمتلقي فقط، بل لأنها من جانب آخر، تعزِّز العزلة التي تُضرب حول أصوات عديدة لها فرادتها وتميّزها وجماليتها في الكتابة الفلسطينية الجديدة. من هذه الفجوة نستطيع أن نحدّد المسافة الفاصلة بيننا وبين الفضاء الإبداعي العربي بكثير من الحسرة وخيبة الأمل، لا بل أن نقوم بمقارنات موجعة.
يسعى الكاتب الفلسطيني دائمًا إلى البحث عن دار نشر عربية، تكفل له انتشاراً وشهرةً خارج نطاق المطابع الضيّق والمحدود الإمكانات، الذي تنقصه الخبرة والطرق الذكية والحديثة. فهو، أي الكاتب، قد جرَّب على جلده في الماضي ما معنى أن يقوم بوظيفة دار النشر أيضاً من طباعة وتسويق وتوزيع وترويج. فلا شكّ في أن مسألة اللجوء إلى دار نشر كبيرة، ذات مكانة مهمّة، وتمتلك آليةً لتوزيع الكتاب الورقي وتسويقه، لها دور فعَّال في نجاح الكثير من أصحاب التجارب الإبداعية الحقيقية، بالإضافة إلى قيمة العمل ومستواه، إلا فيما ندر.
وهذا ما حدا بي إلى نشر دواويني الثلاثة الأخيرة في القاهرة، وبالتحديد لدى دار النسيم للنشر والتوزيع. بعدما عانيت من غياب وسائل التوزيع والتسويق. إذ في ما يخصّ دواويني المطبوعة في فلسطين، فقد قمت بتوزيعها بنفسي على مؤسسات ثقافية وعلى بعض المكتبات الجامعية المحلية والعالمية، وعلى أصدقائي المقربّين الذين يبادلونني مثل هذه الهدايا. ولاحظت عبر طوافي على مكتبات كثيرة، مدى تنكّر أصحاب المكتبات التجارية للكتاب المحلي. كما لو أنّه سيجلب لهم سوء الطالع.
في حيفا هناك مكتبة "كل شيء" وهي دار نشر عربية، من سنوات السبعينيات، تهتمّ بالكتابات الإبداعية والثقافية. وكثيرًا ما تعاونت مع دور نشر عربية مهمّة مثل المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمّان، ومنشورات ضفاف والدار العربية ناشرون في لبنان في مجال إصدار الكتب. لكننا لا نكاد نجد دار نشر أخرى شبيهة بها في الجليل، في شمال فلسطين. بينما نجد الكثير من المطابع التي تتوزّع على عرض البلادِ وطولها. ومنها من يقوم بطبع عدد قليل جداً من النسخ لا يتجاوز المائة نسخة ليقينه أنه لن يفلح في بيع هذا الكتاب.
أصبح الكاتب يتولّى مهمة تسويق كتابهِ، وإقامة أمسيات التوقيع على حسابه الخاص، وتوزيعه على المؤسسات الثقافية والمكتبات العامّة والقرطاسية، وأحيانًا الجامعية وكلّ ذلك على حساب وقته وجهده.
وهذا ما جعل شاعرًا كبيرًا يطبع أيضًا كلّما نوى السفر خارج بلده، عدّة نسخ لأحد دواوينه، لا تتجاوز العشرين نسخةً، ليهديها لأصدقائه الذين يودُّ لقاءهم في البلد المضيف، بعدما نفدت نسخ طبعات ديوانه الكثيرة من السوق. وروى لي كاتب معروف أيضًا أنه يتعامل مع دار نشر خاصّة تطبع له عددًا محدودًا جدًا من كتبه الشعرية والنثرية، لا يتجاوز في أحسن الأحوال مئتي نسخة، بينما يقوم هو باستلامها من المطبعة وتوزيعها على أصدقائه القليلين، ونادرًا ما تحظى بأمسية توقيع أو بندوة بحث أو بـ "أصبوحة" شعرية أو بالتفاتة عابرة في صحيفة أو موقع إلكتروني.
يذكّرني هذا الشيء بالذي كان يجري في فرنسا في النصف الثاني من القرن العشرين، وفي دول الاتحاد السوفييتي السابق، وبعد انهياره تحديدًا، حينما كان الكاتب أو الشاعر يطبع على نفقته عددًا محدودًا جداً من كتابه، لأسباب كثيرة منها الفاقة وكساد سوق القراءة، وانكسار روح الأمل وسطوة المادة وتوّغلها في الإنسان.



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في قصيدة -حيفا تشبكُ شَعرها بيمامةٍ عطشى- للشاعر الفل ...
- القصيدة والصورة
- شتاءُ إرم
- وصايا العاشق
- تأمُّل في وقتِ الأنسنةِ الذئبية/ نمر سعدي ذات شعرية تنزع إلى ...
- قصائد جديدة / 2014
- مزامير لحبق أيلول
- وقتٌ لأنسنةِ الذئب( مجموعة شعرية جديدة للشاعر الفلسطيني نمر ...
- مجموعة مقالات أدبية
- مجموعة من القصائد المكتوبة بينَ الأعوام 2011- 2014
- ديوان وقتٌ لأنسنةِ الذئب
- مجموعة قصائد قصيرة
- تأملات نثرية
- قصائد عن رمادِ الحب والحرب
- أن تقبضَ على الشمسِ بقلبكَ
- أنتِ حديقةٌ من الغيوم وأصابعي جمرٌ لا ينطفئ
- كأنه مخضَّبٌ بالنوارس
- نساء الشاعر
- هل تفرغُ الروحُ من الذكريات؟
- طيرانٌ عمودي


المزيد.....




- سيرسكي يكشف رواية جديدة عن أهداف مغامرة كورسك
- الأفلام السينمائية على بوصلة ترمب الجمركية
- الغاوون:قصيدة (وداعا صديقى)الشاعر أيمن خميس بطيخ.مصر.
- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...
- فنانو أوبرا لبنانيون يغنون أناشيد النصر


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - النشر في فلسطين