أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - تحية اعتراف وتقدير إلى أتباع جميع القوميات والديانات والمذاهب والفكر الإنساني بالعراق














المزيد.....

تحية اعتراف وتقدير إلى أتباع جميع القوميات والديانات والمذاهب والفكر الإنساني بالعراق


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4823 - 2015 / 5 / 31 - 12:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على مدى العقود الخمسة المنصرمة تعرضت جميع مكونات الشعب العراقي القومية، ومن ثم الدينية والمذهبية والفكرية إلى التهميش والإقصاء المتعمد وإلى العنت والقمع والإرهاب والسجون والتصفيات الجسدية وإنكار للوجود وإلى تغيير ديموغرافي وتطهير عرقي وثقافي وديني ومذهبي مدمر. وتعمقت هذه الظواهر السلبية الحادة في الصراعات التي شهدها العراق خلال السنوات الأخيرة التي أعقبت سقوط الدكتاتورية البعثية الفاشية الغاشمة وإقامة نظام سياسي طائفي ومحاصصة طائفية وظهور شديد الوطأة للأحزاب الدينية والمذهبية ومليشياتها الطائفية المسلحة، شيعية كانت أم سنية، وبمسميات مختلفة وبدعم خارجي متعدد الأشكال والأهداف والسبل. وإذا كان العراق قد تعرض لهجوم شرس على المسيحيين والصابئة المندائيين في الوسط والجنوب وبغداد والموصل منذ العام 2004 بحيث أجبر عشرات الألوف من أتباع الديانتين المسيحية والصابئة المندائية النزوح إلى إقليم كردستان العراق أو الهجرة إلى خارج الوطن، وإذا كان الصراع بين الأحزاب الإسلامية السياسية وميليشياتها المسلحة وميليشيات القوى الخارجية والدول المجاورة الداعمة لها في فرض نزوح واسع للسنة أو للشيعة في مختلف أنحاء العراق أو الهجرة إلى خارج الوطن، فأن ما لحق بالمسيحيين والإيزيديين والشبك والتركمان والكاكائيين على أيدي عصابات وقطعان داعش المجرمة يفوق كل ما كنا نتحدث عنه سابقاً، إنها جرائم إبادة جماعية بشعة تفوق كل تصور بحق جميع هذه الجماعات القومية والدينية والمذهبية وبحق الإنسان العراقي وروح المواطنة.
إن عمليات تطهير عرقي وثقافي وديني مروعة وإبادة جماعية منظمة مورست وما تزال تمارس ضد القومية الآشورية الكلدانية السريانية، إضافة إلى كونها موجهة ضد الكُرد الإيزيديين والتركمان والشبك والكاكائيين والصابئة المندائيين. إنها جرائم بشعة يندى لها جبين البشرية كلها. إنها لطخة عار في جبين من مارس ويمارس مثل هذه الأعمال الإجرامية بحق أبناء شعبنا.
إن هذه الوقائع، التي جعلت نسبة كبيرة من أبناء وبنات الشعب من هذه القوميات والديانات والمذاهب إما نازح داخل العراق أو مهاجر إلى خارج الوطن. كما أصبح الشعور القومي لدى أبناء وبنات هذه القوميات وأتباع تلك الديانات الذين تعرضوا للاضطهاد والتهميش والإقصاء والقمع والتصفيات الجسدية بالغ الحساسية. من هنا يفترض على كل القوى الديمقراطية والتقدمية العراقية وكل العاملين في منظمات المجتمع المدني المؤمنة بحق هذه القوميات بالعيش الآمن والمستقر بالعراق كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات أن يهتموا بهذا الأمر ويراعوه ويتجلى في ذكرهم كقوميات أو أتباع ديانات مضطهدة فعلا بالعراق. وإذا كانت هذه الوقائع في البداية من فعل النظم الحاكمة، فإنها اليوم أصبحت من فعل قوى سياسية حاكمة وغير حاكمة ومن قوى طائفية وإرهابية دموية، بل حتى ممن يطلق عليهم بالإسلاميين السياسيين المعتدلين!
أقول هذا لأني أعيش هذه التجربة حالياً من جانب أكثر الأخوة والأصدقاء قرباً إلى الفكر الديمقراطي والتقدمي والذين لا يمكن بأي حال اتهامهم بالنزعة القومي، بالشوفينية أو ضيق الأفق القومي، أو بالتعصب الديني. وبالتالي لا بد من التفكير الجدي بالتعامل الواعي والمدرك لحقيقة الواقع العراقي وما يجري فيه وأن لا نبتعد وكأن المبادئ والإيمان بها وحدها تعوض عن الواقع المزري الذي يعيش فيه أبناء هذه القوميات وأتباع هذه الديانات والمذاهب.
إن عدد العراقيات والعراقيين المهاجرين إلى خارج الوطن ارتفع اليوم عن سقف الملايين الأربعة، كما ارتفع سقف النازحين من مناطق سكناهم بداخل العراق إلى ما يقرب من أربعة ملايين أيضاً. إنها أرقام مخيفة حقاً وقابلة للارتفاع المستمر في ظل أجواء الحكم الطائفي والمحاصصة الطائفية والصراعات الطائفية السائدة بالعراق، وتلك القوى والأحزاب التي تتصارع في ما بينها في غير صالح العراق وأبنائه وبناته بأي حال.
لنتوجه إلى أبناء وبنات القوميات العربية والكردية والكلدان الآشوريين السريان والتركمان، لنتوجه إلى أتباع الديانات والمذاهب من مسلمين، شيعة وسنة، ومسيحيين وصابئة مندائيين وإيزيديين وشبك وكاكائيين وبهائيين وبقية الديانات والمذاهب بالعراق ونؤكد لهم بأن العراق هو عراقهم ولهم الحقوق والواجبات المتساوية والمشتركة وعلينا، وفي هذه الحملة الوطنية في الذكرى الحزينة لاجتياح واستباحة وسبي أبناء وبنات وطننا المستباح بالطائفية والإرهاب في أكثر من ثلث العراق أن نرفع صوتنا لصالحهم جميعاً وأن نشير بالاسم لما تعرضوا ويتعرضون له من القمع والاضطهاد والتهميش والقتل والاغتصاب.
لنرتقي إلى مسؤولياتنا الوطنية والديمقراطية في هذا المجال الذي لعب الطائفيون والإرهابيون والمحتلون الأجانب دورهم في تشويه لوحة الوطن والمواطن والعلاقات بين المواطنين والمواطنات من مختلف القوميات والأديان والمذاهب، ودفع العراق إلى مواقع الرثاثة الفكرية الحاكمة والحياة الاجتماعية والثقافية الرثة. إنها المأساة الجديدة التي يفترض مواجهتها وكسر شوكة المشاركين في تكريسها وتعميقها.
فإلى الأصدقاء والأحبة من العرب والكُرد والكلدان الآشوريين السريان والتركمان والفرس المقيمين بالعراق، إلى أتباع الديانات والمذاهب من مسلمين ومسيحيين وإيزيديين وصابئة مندائيين وشبك وكاكائيين وبهائيين وزرادشتيين أتوجه بمشاعر الود والاعتزاز وتأكيد بأننا وفي مختلف المجالات التي نعمل فيها سنرفع صوتكم واسمكم عالياً، فأنتم العراق، والعراق أنتم.
31/5/2015 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة إلى فكر البعث والإسلام المتشدد: أياد السماوي نموذجاً - ...
- لتندحر قوى القتل والسبي والاغتصاب والتدمير ولتتطهر أرض العرا ...
- عودة إلى فكر البعث والإسلام المتشدد: أياد السماوي نموذجاً -ا ...
- لتتوحد صفوف القوى الوطنية والديمقراطية وكل الطيبين بالعراق ض ...
- عودة إلى فكر البعث والإسلام السياسي والطائفي المتشدد: أياد ا ...
- هل من جديد في الصراع على السلطة ببغداد؟
- ماذا يجري بالعراق، وإلى أين تتجه المسيرة؟
- لنتحاور بهدوء ونناقش أفكار وملاحظات السيد أياد السماوي بموضو ...
- لنتحاور بهدوء ونناقش أفكار وملاحظات السيد أياد السماوي بموضو ...
- لنتحاور بهدوء ونناقش أفكار وملاحظات السيد أياد السماوي بموضو ...
- كيف يمكن تحقيق حلم الكرد بإقامة دولتهم الوطنية في إطار دولة ...
- من أجل تنشيط النقاش حول عمل منظمات ونشطاء الدفاع عن حقوق الإ ...
- رسالة شكر وتقدير إلى الأمانة العامة لهيئة الدفاع عن أتباع ال ...
- نظرات في كتاب -نبوة محمد- للكاتب الدكتور محمد محمود*
- عدة مسائل جوهرية لم نخطئ بتشخيصها !!!
- حين لا تقف مع المظلوم في الدفاع عن حقوقه، لن تجد من يقف معك ...
- تحية ودٍ واعتزاز وشكر جزيل
- أصالة الفن وأصالة الموقف الإنساني لدى الفنانين فيصل لعيبي ون ...
- أصالة الفن وأصالة الموقف الإنساني لدى الفنانين فيصل لعيبي ون ...
- أفكار للنقاش: هل من خلاص لشعوب الشرق الأوسط مما هم فيه الآن! ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - تحية اعتراف وتقدير إلى أتباع جميع القوميات والديانات والمذاهب والفكر الإنساني بالعراق