مرارة النفي داخل الوطن ( التهجير القسري )

عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 4822 - 2015 / 5 / 30 - 17:03
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

من رفح الي دهشور الي العامريه وحتي حي المطريه من اسيوط وسوهاج والمنيا واخيرا بني سويف عمليات تهجير تتم بصوره اصبحت تتكرر امام الرأي العام يساهم فيها الجميع بصمت او تجاهل او قرارات الكل يعلم دوافعها فمجمع الاساقفه للكنيسه القبطيه اصدر قرارا بإنشاء مايسمي ببيت العيله هذه الكارثه التي تقنن بشكل رسمي الجلسات العرفيه المعروفه دائما بجور احكامها ضد الاقباط

في حي المطريه في قلب القاهره قادة اجهزة الامن جلسه عرفيه والتي كانت بين عائلة "هتلر" القبطية وعائلة "الصمدية" بالمطرية واصدرت احكامها بتهجير العائلة القبطية وتغريمها مليون جنيه ومائة جمل وخمسة عجول وقطعة أرض مساحتها 200 متر، وتقديم أكفانهم لأهالي عائلة الثانية وبيع ممتلكاتهم خلال 6. شهور حضر الجلسة عدد من القيادات الأمنية وكبار شيوخ المنطقة ومحكمون عرفيون

لم تنتهي القصه علي ذلك فمنذ ايام صدر حكم قضائي ضد العائله القبطيه باحكام 15 عاما تطبيق عملي للمثل الشعبي (موت وخراب ديار ) !!

في بني سويف تم اتهام شاب قبطي أمي لا يجيد القراءة والكتابة ومقيم بدولة الأردن يدعي أيمن يوسف توفيق بنشر صورة مسيئة للرسول علي صفحته علي "الفيس بوك" والذي ترتب عليه قيام العشرات من الشباب المسلم بمهاجمة عدد من منازل عدد من أقباط قرية كفر درويش بمركز" الفشن" بمحافظة بني سويف مسقط رأس المتهم ورشق المنازل بزجاجات" المولوتوف" والحجارة مما أدي إلي إحداث تلفيات بأكثر من 10 منازل وتحطيم سيارة خاصة بقبطي يدعي" ملاك يواقيم عياد" .

جاء ذلك بالإضافة لقرار الجلسة العرفية التي عقدت بحضور عدد من القيادات الأمنية ورجال دين إسلامي ومسيحي وممثلين لبعض العائلات المسلمة والمسيحية تم خلالها الاتفاق علي طرد ( تهجير ) أيمن يوسف وزوجته وأولاده القرية لتهدئة الأوضاع !! والتطور الجديد قرار جلسة عرفية عقدت مساء اليوم بمنزل عمدة القرية احمد ماهر وعدد من رؤساء العائلات ورجال دين إسلامي ومسيحي والتي قررت تهجير كلا يوسف توفيق مقار 80 عام والد المتهم وأمه 75 عام عاطف يوسف توفيق وأسرته شقيق المتهم وعماد يوسف توفيق وأسرته ونور يوسف توفيق وأسرته ومنحهم فرصة عدة ساعات لمغادرة القرية وان الشرطة لن تكون مسئولة عن سلامتهم في حالة استمرار تواجدهم بالقرية ،بالإضافة إلي تحرير محضر بقسم شرطة الفشن ضد أيمن يوسف توفيق بازدراء الدين الإسلامي.


في محافظة المنيا وبرعاية محافظة المنيا تم عقد جلسة عرفية لحل أزمة بناء كنيسة العذراء بقرية الجلاء مركز سمالوط ، بعيدا عن تطبيق القانون بعد أحداث الاعتداء على أقباط القرية ونهب بعض ممتلكاتهم الثلاثاء قبل الماضي والقبض على 15 مسلما و21 مسيحيا بعد تحرير المتشددين لمحاضر مضادة للأقباط وافتعال إصابات بأنفسهم .

وعقد الاتفاق برعاية مدير امن المنيا وحضور القمص داود ناشد وكيل مطرانية سمالوط والمهندس فرح القائم بالأعمال الإدارية بالمطرانية وممثلين عن الجانب المسلم ، وبعد مفاوضات بين الجانبين في حضور الأمن تم التوصل لاتفاق صلح جديد بعد عقد عدة جلسات سابقة واتفاقيات لم يلتزم بها الجانب المسلم وتم التوصل في هذه الجلسة إلى الاتى :

- تبنى الكنيسة بارتفاع 12 متر يعلوها القباب
- تبنى الكنيسة على المساحة الواردة في الرسم الهندسى المقدم إلى المحافظة طبعا للتصريح وهى 400 متر مربع
- يحق للأقباط بناء قباب للكنيسة
- لا يحق للأقباط بناء منارة أو وضع أجراس للكنيسة
- يتنازل الأقباط عن كافة المحاضر المقدمة ضد الجانب الأخر وعن التعويضات في الخسائر التي لحقت بهم

القائمه تطول لمواقف كارثيه لتغييب القانون وتاكل الدوله ومفهومها العصري بسبب سياسات فاشله لحكومات متعاقبه هل وضع احد نفسه مكان من تم تهجيرهم من قراهم ومنازلهم وزويهم الذين عاشوا وتربوا بينهم هل شعر هؤلاء بتلك المراره في عيون هؤلاء وهم يتركون ارضهم قرءنا في كتب التاريخ ان الزعيم الفلاني تم نفيه خارج البلاد لاجل قضية وطنيه عادله

لكن لم نقرء او نسمع عن مواطن يتم تهجيره ونفيه داخل وطنه إلا في ارض المحروسه وفي هذا العصر المنكوب وبقضايا ملفقه يتم النفخ فيها والمزايدات عليها ممن يجلسون علي كراسي السلطه خوفا علي مكانتهم ولا استثني هنا رجال سلطه سواء مدنيه او دينيه مسيحيه او اسلاميه كل هؤلاء يعملون في دائره واحد ويقتسمون السلطه وسيف الاذلال يذبحون به الغلابه من الاقباط

الدوله تتبخر يوما بعد اخر مفهوم القانون والعداله في مهب الريح الجميع يسرع في هذا الاتجاه وكله تحت مسمي الامن القومي فالمفاهيم انعكست في هذا الزمان اجراءات تهدد كيان الدوله يدعون انها لآمنها القومي !!!

#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات