بالله عليك يا كاظم الساهر

رغد علي

الحوار المتمدن-العدد: 1336 - 2005 / 10 / 3 - 12:02
المحور: الادب والفن
    

بالله عليك ياكاظم أن تفعلها , بالله عليك ياكاظم أن ترد عليهم , بالله عليك ياابن العراق ياسفير الأغنية العراقية أن تغرد بأقوى ما في صوتك من مدي ,صوتك الذي يستطيع أن يفتت الحجر...
رد عليهم ياكاظم ...
فالعراق ليس بحاجة لأي فنان عربي يتصدق علية ويتنازل ليغني له تبرعا لإعمال خيرية, لان العراق كله خير ,العراق الذي أنجبك يا كاظم الساهر يبقي كله فن أليس هكذا ياكاظم؟؟ !!!!
لكن العراق يتساءل لم هذا الصمت منك ؟؟ العراق كله يعاتبك
لا لست أنت ياابن الجنوب الذي تسكت علي الحق , ولست أنت من ينسي أهلة ووطنه وناسه وهم في محنه تشتد أفاتها , وتتفق الذئاب علي نهش لحومهم وسفك دمائهم , لست أنت الصامت أبدا, لعلك مرهق أو متعب, ما عودتنا الغناء الخافت الذي لا يسمع , نريد الصوت القوي المدوي العالي,اجمع صوت العراق الجريح كله ياكاظم في حنجرتك, وغرد حين تقول للعالم قصة العراق, قصة الدماء التي يحلون سفكها ,قصة الأطفال الذين تغتصب ضحكاتهم , والفقراء الذين يحاربون في لقمة عيشهم , قصة وطن يغرقونه بالدماء ويشمت به الشامتون , نريد الصوت الثابت الواثق ليس المتردد الذي لا يسمع ,صوتا يمتد للأفاق يسمعه كل من به طرش!! .
كل ما قدمته لوطنك اقل بكثير من المطلوب منك , لأنك فنان, وفنان بلا قضية ليس بفنان , فنان لا يشعر بأهله وناسه وجروح وطنه ليس بفنان , فنان بلا وطن يشدو له بأعلى صوته من قلبه , وبكل قوة حنجرته يبقي فنانا ناقصا غير مكتمل ..
أين عمق وأبعاد قضية العراق فيك يا كاظم ؟؟؟
كل ما سمعته منك دون المستوي ,فالمرحلة التي نمر فيها تجاوزت كل المستويات اللانسانية , نريدك علي مستوي الحدث , لان كاظم الساهر إن غرد اهتزت ضمائر وبكت البلابل , تتبدل علي صوتك عقول , وأنت علي هذا قادر يا كاظم , أنت قادر أن تغير النفوس الرديئة النفوس الجاهلة التي لم تعرف عن العراق إلا ما يشوهه الإعلام الزائف , استحلفك ياكاظم باسم العراق وأطفال العراق وجنوب العراق وشمال العراق , استحلفك بدجلة والفرات , بالاهوار والشناشيل , استحلفك بكل دماء بريئة زكية سالت علي تراب العراق بلا ذنب, أن تجعل العالم يتحدث عن القضية حين ينقلها ويصورها فقط صوت كاظم الساهر ...وليس لديك قضية أولي ولا أهم من العراق , الوقت اليوم ليس للغزل والغرام إلا بالحبيبة الجريحة, بغداد ياكاظم ,بغداد التي طالما غنيت لها بالأمس , بغداد كعروس اغتالوا عريسها يوم عرسها فلم تعرف الفرح لحظة ,عروس خائفة حتي من التعبير عن حزنها , بغداد تريد اليوم صوتا وطنيا من ابنها, صوت يحمل كل أهات العراق وأهله بنبرته , صوت يرج العالم , ليصل لأهلك لتمنحهم الأمل بأنهم عائدون للحياة الكريمة رغم كل ما يفعله الآخرون , إننا من قلب العراق بحاجة لصوت بمستوى الصوت الذي ابكي الدنيا حين غني للحصار وتحدث عن الأطفال, فهل وفيت لأهلك وناسك ياكاظم ؟
ليس بالأموال والتبرعات إنما بصوتك الذي بإمكانه أن يفعل الكثير ويحرك الجامدين, ويوقد النار في الباردين , صوتك ياكاظم صدقني بإمكانه تغير سياسة الشعوب , لان الفن الوسيلة الوحيدة لجمع الشعوب باسم الإنسانية ,الفن لغة تفاهم راقية , فإذا كنت لا تعرف ما قد يفعله صوتك ياكاظم جرب ثم وانتظر...
اقترح عليك اوبريتا لا تشرك معك فيه احد من العرب الذين رفضوا الغناء للعراق في عمل خيري , لأنه لم يدفع لهم , صوتك ياكاظم أتمناه الرد الحاسم الذي يكون مثابة القنبلة في وجه كل من يحوك للعراق , ولا تستفزنا فتشرك معك من كان يقبض من نفط العراق أو من كان يشد علي اليد التي تقتل العراق , نريد صوتك وحده لا سواه قويا مدويا في الأفاق, صوتا عراقيا يعرف حجم ألامنا ومعاناتنا لأنه منا وفينا , فإذا غرد كاظم نقول هذا صوت ابن العراق يغني للعراق وبلا ثمن لان العراق ليس له ثمن ياكاظم!! !!
بالله عليك ياكاظم علمهم أن الثمن الحقيقي هو بسمة أطفالنا, وضحكة أمهاتنا واشراقة الغد بعيون شبابنا ,علمهم ياكاظم أن نفوس العراقيين ما تغيرت, رغم ألامهم التي لا يشعر بها احد, إلا أن ميزة وطيبة الانسان العراقي مازالت حية لا احد قادر علي اغتيالها , ذكرهم بنا ياكاظم ...
ليس اقل من اوبريت ياكاظم , او ليس اقل من شريط كامل عن قضيتنا وهي الحق بالحياة كما نختارها نحن ليس كما يفرضها الآخرون , قضيتنا أن يكون لنا وطن كما للآخرين أوطان ... قضيتنا ان نعيش بسلام ,دون دم ... ودون إرهاب ... ودون دمار ... قضيتنا أن يضحك أطفالنا بأمان مليء قلوبهم دون أن يقطع كركراتهم دوي المفخخات , او دموع غضبهم وحزنهم حين يقطعون إبائهم بالسكاكين باسم الدين ..
ياسفير الأغنية العراقية ... العراق هو القضية , ليكن صوتك علي مستوي القضية , كل ما قدمته ليس بالمستوي , من هنا ادعوك للاطلاع علي قصيدة الاستاذ زهير الدجيلي الرائعة التي تناول بها حالنا , وكم تمنينا كشعب أن يغرد بها كاظم الساهر صوت العراق الناطق الناقل المعبر الرافض لكل ما يدور ,غرد ياكاظم ودعنا من قلب العراق نشعر بقوة الحياة لنتماسك ونحن في صراع مع الموت , بالله عليك أن تفعلها ياكاظم , فهل تسمع اصواتا من قلب بغداد تناديك ؟؟
كن علي مستوي الحدث ياكاظم ..
و بالله عليك ياكاظم رد عليهم ...وبرد قلوبنا

#رغد_علي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات