أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رغد علي - نحو عراق صلب














المزيد.....

نحو عراق صلب


رغد علي

الحوار المتمدن-العدد: 1320 - 2005 / 9 / 17 - 08:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تتصاعد الأصوات بهذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراق, البعض يؤيد الفيدرالية والبعض الأخر يعارضها, البعض يؤيد الدستور والأخر يعارضه, لكن النظرة الدقيقة للواقع العراقي تفرض أمورا لا بد أن نأخذها بالحسبان عند طرح أي فكرة جديدة علي المجتمع العراقي.

إن النقلة التاريخية الحاصلة بالعراق من نظام ديكتاتوري يقمع شعبه ويفرض راية بنظرية نفذ ولا تناقش إلي نظام ديمقراطي يطالب الشعب فيه إبداء الرأي في أمور هي جديدة علي ثقافته , هذه النقلة خلقت فجوة في عقل المواطن العادي, لهذا فان المواطن العراقي يعاني من حالة الضياع والتشتت الفكري , فمن جانب تفرض بعض الأحزاب اتجاهاتها علي المواطن دون أن توضح له بصورة علمية مفهومة طبيعة المفردات المتداولة حاليا مثل الفيدرالية والديمقراطية والدستور , فكل هذه المفردات لم يألفها الشارع العراقي لان السياسة السابقة كانت سياسة الفرد الشمولي ولم تسمح بأي ثقافة أخري, من جانب أخر فان التيارات الإسلامية أيضا تمارس نفس الضغط علي المواطن فيستغل البعض نقطة حساسة في كل المجتمعات ألا وهي الدين للوصول إلي المواطن , وتتناسى هذه التيارات أن اول كلمة نزلت علي هادي البشرية النبي محمد عليه السلام كانت اقرأ , أي ان الرب دعا البشرية إلي الاطلاع والتفكر ومن ثم طالبهم بالإيمان والتوحيد بعد خلق القناعة العقلية , لكني لم اسمع عن تيار إسلامي أو سياسي يدعو الشعب لدراسة هذه المفاهيم الجديدة علي القاموس العراقي فكلهم يدعون الناس إلي رفض أو قبول ولا يدعوهم احد لاستعمال عقولهم التي وهبها الله لهم ليميزوا بها الصالح من الطالح كأنهم بهذا يتعمدون أهانه عقل المواطن العراقي لأنه لا يفهم وهم يفهمون !!.
هذا ناهيك عن المؤثرات الخارجية من تلاعب مخابرات بعض الدول في العراق وتاثيرها المباشر واللامباشر علي القرار العراقي بل حتي علي فكر المواطن العادي , كل هذا جعل حق المواطن الحقيقي مسلوبا وأصبح مشدودا بحبلين , احدهما يؤيد والثاني يعارض, حتى صارت قرارات الفرد تابعة لحزبه أو مذهبة او قوميته , أما قرار المواطن العراقي مع الأسف صار مصادرا , فبكل هذه العوامل لم تعد المواطنة الحقيقية للعراق هي الأساس, فالانتماء صار لمن نتبعهم وهذه التبعية تكون أحيانا عمياء حين تقوي الحس المذهبي أو القومي أو الطائفي علي حساب الانتماء الوطني البعيد عن هذه التقسيمات التي فرضتها الأحزاب والظروف الخارجية والداخلية علي المواطن المسكين .
من زاوية اخري كيف يفهم الشعب العراقي هذه المفاهيم وهو يحمل علي ظهره هذا الإرث الثقيل من الماضي ؟, هل يستطيع الشعب تجاوز المؤثرات التي حوله كلها بنفس اللحظة التي تشتد فيها الصراعات السياسية؟, بل هل للمواطن قابلية نفسية لبحث هذه المفاهيم بكل ما يحصل بالعراق من سفك للدماء وضعف للخدمات وهموم يومية تؤرق نومه؟؟!! أولا ترون أننا نحمل المواطن العادي أمورا فوق طاقته!!
ومن هنا لابد التأني في طرح الأفكار الجديدة علي المجتمع , حتى نضمن بقاؤها بقوة أو حتى رفضها من وجهة نظر وطنية خالصة بعيدة عن المؤثرات , لا أري طريقا نحو فيدرالية صلبة سوي مناقشة مفهومها بأسلوب علمي , ومن البديهي أن أي تغير يحصل فجأة يواجه بالرفض لكن إن جاء بطيئا مدروسا يكون صلبا .
لابد أن تكون البداية تنظيف عقول الناس من الرواسب السابقة , وطرد كل المؤثرات الخارجية علي قرار الشعب وتعليم الشعب أن يأخذ قراره بنفسه حين نحثه علي الاطلاع وفهم هذه المفاهيم ومناقشتها علنا بعيدا عن أسلوب التشنج أو التحيز أو المنظار الطائفي الضيق, إن الهدف هو خلق الإنسان العراقي الذي ينتمي للوطن ,لا بناء حجر أو وضع دستورقد لا يستوعب أبعاده الشعب, أو إقرار لفيدرالية تثبيتا لمكسب طائفي أو قومي , نريد كل هذا لكن كمكاسب وطنية , فلابد ان يكون العراق أولا والمواطن العراقي ثانيا , لذا من حق الشعب إن يفهم ما يدور وعن أي شيء يتحدث الساسة الكبار ولماذا يرفضون أو يقبلون ؟ إما أسلوب الفرض علي الشعب بان ندعوه للقبول أو الرفض بأي قضية هذا أسلوب لا يختلف عن أساليب النظام السابق الذي فرض أفكاره ,إن دعاهم للفرح فرحوا وان دعاهم للحزن حزنوا , كان محرك الشعب وقتها الخوف , واليوم يحرك الشعب كل شيء الا الانتماء الوطني , فعلي الساسة احترام المواطن وعقله وقراره ,وحتى يشارك بالقرار لابد أن يستوعب كل هذه الكلمات بالأسلوب العلمي الصحيح دون تهجم أو تجريح , فالفكر الإنساني واسع ,العراق الصلب لايكون الا بتنوير الشعب بالمعرفة العلمية الحقيقة بكل ما تحمله المفاهيم الجديدة علينا من سلبيات أو ايجابيات, حتى يستطيع أن يقرر بنفسه اختياره الصحيح دون أسلوب الفرض والتلقين والولاء لجهات كثيرة ما عدا الوطن ..
ياساسة العراق أين نحن من هذا ؟؟



#رغد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيب علي تصريحات الخزاعي عن المجتمع المدني
- الاعلام العربي والحقيقة
- ملامح عن السيد اياد جمال الدين
- استفتاء عن القضايا الساخنة بالدستور
- النصاب النسوي في الجمعية الوطنية
- ردا علي تصريحات الامين العام لجامعة الدول العربية
- مؤتمر وزارة حقوق الانسان/الدستور الخطوةالاولى نحو بناء مجتمع ...
- النساء فى الجمعية الوطنية العراقية


المزيد.....




- جندي كوري جنوبي يوجه بندقيته نحو برلمانية خارج المبنى.. شاهد ...
- -بيلبورد- تطلق على بيونسيه لقب -أعظم نجمة بوب في القرن الـ 2 ...
- زلزال يضرب شمالي مصر بقوة 4.8 درجة ريختر
- بعد هجوم حلب.. بشار الأسد يرفع رواتب العسكريين بنسبة 50%
- بوتين يعلق على تهديدات ترامب لدول -بريكس-
- حقنة التخسيس: بين النجاح والمخاطر
- بوتين: عدد من الدول أثبت أنه شريك غير موثوق به في 2022
- اكتشاف فائدة جديدة للقرفة!
- -كان- العبرية: إسرائيل تنتظر رد حماس على المقترح المصري لوقف ...
- معارك محتدمة قرب حماة والجيش السوري يرسل تعزيزات لتأمين المد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رغد علي - نحو عراق صلب