تعقيب علي تصريحات الخزاعي عن المجتمع المدني

رغد علي

الحوار المتمدن-العدد: 1317 - 2005 / 9 / 14 - 11:09
المحور: المجتمع المدني
    

نشرت جريدة الصباح في عددها 652 الصادر يوم 13 أيلول 2005في الملحق الأسبوعي الذي يعني بشؤون الديمقراطية والدستور والمجتمع المدني نشرت تصريحات للسيد خضير الخزاعي رئيس لجنة الحقوق والحريات في اللجنة الدستورية, حيث وصف السيد الخزاعي منظمات المجتمع المدني بعبارات غير لائقة بتاتا حين قال بأنهم يطالبون بالإباحية الأخلاقية والحريات ألا محدودة بل وطالب الناس بعدم التوافق مع هذه المجاميع .
هذه اللهجة التي يتحدث بها مسئول في اللجنة الدستورية لعلها تهدف إلي تشويه صورة المجتمع المدني في أذهان الناس , قطعا الجميع يرفض هذه الإباحية الأخلاقية و كاتبة هذه السطور أولهم.
أحب أن أوجه سؤالا إلي السيد الخزاعي ما الذي طالبكم به المجتمع المدني يدل علي الإباحية الأخلاقية لكي يكون الناس علي بينة ويتجنبون هذه الإباحية فلا يخدعون بها ؟ هل كانت مطالبة النساء ببقاء قانون الأحوال الشخصية إباحية أخلاقية ؟؟! , هذا القانون الذي كان مطبقا في السنين السابقة أيعني هذا إن المجتمع كان اباحيا ؟ وهدفت مسودة الدستور جعل المجتمع أخلاقيا..!!
إن أول مبادئ الديمقراطية هو تقبل الرأي الأخر وعدم الإساءة إليه بعبارات لا تحمل مضمونها فمن سيسمع هذا الحديث للسيد الخزاعي يتصور مدي رداءة الأخلاق في المجتمع المدني ... فهل هذا هو أسلوب لتضليل الناس لمنعهم من الإصغاء للمجتمع المدني ؟ , أما كان من الأفضل إن يوضح للناس مطالب المجتمع المدني ليترك الحكم للناس أنفسهم ولا يكون هو القاضي علي أخلاقيات المجتمع المدني
نعم ما هي الحريات الا محدودة التي طالب بها المجتمع المدني لينال منكم هذا الوصف ؟
لقد طالبكم بتوضيح المقصود ببعض المواد الواردة بالدستور , مواد يراها المجتمع المدني غير واضحة وتحتمل التفسيرات المتعددة وهذا حق الشعب العراقي كله لا المجتمع المدني وحده.
مثلا الم تلاحظ أستاذي الفاضل انكم تارة تقولون في المسودة كلمة العراقي ثم المواطنين رجالا ونساء ثم تستعمل كلمة العراقيون , تساءلنا هل هناك فروق مقصودة بين كل تلك الكلمات ؟ استعمالكم تارة صيغة الذكر ثم الجمع ثم تتحدثون بصيغة اخري هذا خلق التساؤل لا ن المسودة برأي البعض غير واضحة القصد ,فهل كان هذا التساؤل او غيره إباحية أو مطالبة بحرية زائدة كما تدعون .
السيد الخزاعي
,من هم الإفراد العاملون في المجتمع المدني ؟ أليسوا هم إخوانكم وأخواتكم من العراقيين والعراقيات لا تفضلونهم انتم بشيء , لا يقل دينهم عنكم شيئا , أليسوا هم من خيرة أبناء وبنات العراق من ذوى الشهادات العليا والخبرة , فكيف تصفهم بالإباحية هذه الصفة الشنيعة ؟؟ وان كنت تقصد فئة معينة اطلب منك تحديدها فمن يخطى فلنفسه ومن يصيب فعليها , ثم من عينك قاضيا علي أخلاقيات المجتمع المدني لتحكم علية بهذه الصورة ؟, وكيف تمنح نفسك الحق بمنع الناس من الإصغاء لهم , ان للناس عقولا في رؤؤسهم وهم أحرار فيما يؤمنون أليس هذا من ضمن النصوص الدستورية؟؟ .
المجتمع المدني الذي تتحدث عنه لا يقل حرصا علي دينه أو وطنه من أي مواطن اخر , وان اختلف في رؤيته عنكم فالكل أحرار في الطريقة التي يفكر بها ,ولم اسمع يوما من المجتمع المدني قولا أو إساءة إليكم لكن الغريب حقا أن المسئول عن لجنه الحقوق والواجبات يسيء للمجتمع المدني بهذا الهجوم الصريح , تري هل تعلمون الظروف التي تعمل بها المنظمات , أتعلمون أنها كيف كانت تتنقل بين المحافظات كافة رغم الظروف الأمنية الشديدة السوء في بعض المناطق لغرض توعية الناس وإفهامهم معني الدستور هل لديك سجلا عن المخاطر التي يتعرض لها المجتمع المدني وهو لا يمثل حزبا أو حركة سياسية ولا يسعي لتحقيق أي مكتسبات شخصية أي كان نوعها , قد يخالفكم الرؤى ببعض الأمور لكن هذا لا يعني الانحلال الخلقي الذي حاولت تصويره إلي الناس لإرعابهم من المجتمع المدني, الذي يحاول إفهام الناس مفهوم تقبل الأخر وان اختلف بالرأي عنة ويرفض الإساءة إلي الآخرين بأي شكل , لكن الغريب أن رئيس لجنة الحقوق والواجبات هو الذي يتعمد الإساءة , ولست ادري أين دور الحقوق والواجبات بهذه التصريحات ؟.!!

#رغد_علي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات