أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - ماذا تريد الأحزاب السياسية المغربية؟














المزيد.....

ماذا تريد الأحزاب السياسية المغربية؟


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 08:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية، لابد من طرح السؤال: هل لدينا أحزاب سياسية بالمغرب؟

للجواب عن هذا السؤال يستدعي العمل (بالنسبة للبعض) القيام بدراسة أكاديمية وبمواصفات علمية. شخصيا، لا أجادل في ذلك لو تعلق الأمر ببلد آخر غير المغرب أو بتجربة سياسية لا تشبه التجربة السياسية المغربية البئيسة. طبعا، وجود الديمقراطية أو غيابها لا يصنعان الفارق، وكذلك الشأن بالنسبة لبعض التجارب الرائدة.. ففي ظل نظام لا ديمقراطي (لاوطني لاشعبي) قد تجد أحزابا سياسية حقيقية، بل مكافحة..
وتفاديا لتهمة التعميم الجاهزة، يمكن القول، يوجد بالمغرب عدد قليل جدا من الأحزاب السياسية التي تستحق حمل هذه الصفة. فرغم وجود قانون الأحزاب وإحصائيات رسمية تقر/تعترف بالعدد الهائل من الأحزاب السياسية (وحتى النقابات والجمعيات) في إطار ما يسمى ب"التعددية" (الشكلية)، فلا يغير ذلك من واقع الحال شيئا.
الى هنا المشكل بسيط. نعرف "خروب" بلادنا.. فمنذ 1934، تاريخ تأسيس كتلة العمل الوطني، و"الأحزاب السياسية" تتوالد خارج أي معايير للحزب السياسي. فهي أقرب من خلال موروثنا المغربي السياسي والثقافي الى العائلة أو العشيرة أو في أحسن الأحوال، فهي أقرب الى الجمعية أو الرابطة.. ودائما بالمعنى التقليدي، حيث غياب الضوابط والقوانين المنظمة للعلاقات والمسؤوليات والمهام (الديمقراطية الداخلية، الشفافية المالية، النقد والنقد الذاتي...).. ومنذ ذلك الحين ساد وترسخ بالقوة المادية والمعنوية مفهوم "الزعيم" أو "القائد"، ثقافة وممارسة.. وتم قتل المساحات المشعة ومنها الإرهاصات الأولية للقيادة المشتركة والجماعية..
ففي مرحلة سابقة، قبل 1955/1956، كانت المطالب واضحة الى حد ما، وعلى رأسها المطالبة بالاستقلال (بغض النظر عن الخلفيات والنوايا وشكل ومضمون الاستقلال).. ولم يطرح حينذاك سؤال "الحزب السياسي" أو سؤال "الديمقراطية".
الى هنا المشكل بسيط، مرة أخرى.. علما أن سؤال الحزب السياسي قد طرح، على الأقل، مرتين.. المرة الأولى، في أواخر الخمسينات من القرن الماضي، مع تأسيس حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية. والمرة الثانية، أواخر الستينات، مع ميلاد الحركة الماركسية اللينينية المغربية..
لكن، ماذا عن الأحزاب السياسية التي نفترض أنها تتوفر على مواصفات الحزب؟ وبالضبط، ماذا تريد؟
إن طرح هذا السؤال الأخير "ماذا تريد؟" يعفينا من أي دراسة حول وجود الأحزاب السياسية بالمغرب أو عدم وجودها، حيث يكفي طرح السؤال بطريقة أخرى: ماذا تريد الأحزاب السياسية وأشباه الأحزاب السياسية؟
وكما أكدنا على عدم الحاجة الى الدراسة الأكاديمية للجواب عن السؤال "هل لدينا أحزاب سياسية بالمغرب؟"، نؤكد أيضا على عدم الحاجة الى التصورات والبرامج للجواب عن السؤال "ماذا تريد الأحزاب السياسية وأشباه الأحزاب السياسية؟"
ودائما، تفاديا للتعميم، فجل أحزابنا السياسية، ذات "نفس" التصورات و"نفس" البرامج، تسعى الى "انتزاع" المقاعد، وخاصة المقاعد المؤدية للاستوزار. وأقصى ما تحلم به أحزابنا الخنوعة هو حقيبة وزارية (مكافأة)، أي "وظيفة" في الحكومة بدرجة "وزير". فمنصب وزير يعد حلم القائد الحزبي وباقي الأعضاء القيادية أو القاعدية للحزب أو شبه الحزب، من أجل خدمة المصالح الشخصية.. إن الوزير بالمغرب، وحتى رئيس الوزراء (سابقا) ورئيس الحكومة (حاليا)، ليس سوى موظفا طيعا (خادما مطيعا) ينفذ التعليمات والأوامر وبحرفية مقيتة..
أما الصراع على باقي المقاعد في إطار الانتخابات المهنية أو الجماعية أو التشريعية، فهدفه "انتزاع" المقاعد الضامنة لخدمة المصالح الشخصية أيضا. لكن، على مستويات أقل من مستوى الاستوزار ..
والغائب الأكبر لدى الأحزاب السياسية وأشباه الأحزاب السياسية بالمغرب هو السعي الى السلطة. فما يميز الحزب السياسي عن النقابة أو الجمعية أو عن غيرهما هو السعي الى الوصول/الحصول على السلطة السياسية، وذلك بغاية تطبيق برامجه التي أشهرها إبان حملاته الانتخابية، من موقع طبقي معين.. ففي غياب التمثيلية الطبقية يبقى "أجمل" أحزابنا السياسية كائنات بهلوانية تائهة في الحقل السياسي، ورهن إشارة النظام وتحت رحمته..
إن سقف الأحزاب السياسية وأشباه الأحزاب السياسية بالمغرب محدود، سواء السقف الذي رسمه لها النظام (احترام الثوابت الوطنية) أو السقف الذي رسمته لنفسها بنفسها موقعة على "قانون الأحزاب" الذي يفرض بالواضح أن تكون أحزابا ملكية (خدمة النظام أولا، وخدمة نفسها ثانيا).. ولنا في الحكومة الحالية التي تتشدق بقوة "صناديق الاقتراع" أكبر درس. وكبيرها، بهلوانها الأول، يسعده، كما أسعد ذلك سابقيه، أن يكون خادما/مملوكا طيعا لخدمة النظام بالواضح والمكشوف..
ملاحظات وخلاصات:
- الشق السلبي أو المظلم في الموروث التاريخي والسياسي والثقافي المغربي يعيق حضور ثقافة الحزب بالمعنى الحديث؛
- عدم وجود أحزاب سياسية حقيقية، مؤثرة وفاعلة، ساهم في إضعاف محاولات الخروج من هذه الأزمة؛
- يتم من طرف النظام والأحزاب السياسية وأشباه الأحزاب السياسية نشر وتسييد ثقافة مشوهة عن الحزب السياسي والعمل السياسي (البرلمان والجماعات المحلية...)؛
- يتم من طرف النظام والأحزاب السياسية وأشباه الأحزاب السياسية خنق الصراع الطبقي وتلطيفه (تكسير المعارك النضالية للعمال ولعموم الجماهير الشعبية المضطهدة، الاغتيالات، الاعتقالات، التضييق والترهيب...)؛
- يتم من طرف النظام والأحزاب السياسية وأشباه الأحزاب السياسية تغييب وإقصاء المعنيين بالقضية: العمال والفلاحين الفقراء والجماهير الشعبية المضطهدة؛
- كفى: إنها مسؤولية المناضلين، فرادى وجماعات.. إن القضية تستغيث..إنه التحدي الذي سيصنع الفارق/الفرز..



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاتح ماي 2015 بالمغرب: العرس الذي ينتهي..
- ممنوع التضامن مع الشعب اليمني بالرباط!!
- قضية الاعتقال السياسي قضية طبقية
- -المعارضة- المخجلة والجبانة بالمغرب
- تضحية وحب داخل الزنزانة..
- لماذا معانقة البيروقراطية داخل الاتحاد المغربي للشغل؟
- الشعب التونسي يتجرع مرارة المؤامرة تلو الأخرى..
- لسنا نملة، حتى -يحطمننا سليمان وجنوده وهم لا يشعرون-
- الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: لا بديل عن الصمود والمقاومة
- ليوجه المناضلون، فرادى وجماعات، سهامهم الى صدر النظام الفاشي ...
- تونس تنزف مرة أخرى: من يتحمل المسؤولية؟!!
- الاستفزاز باسم حقوق الإنسان (المغرب)
- المنتدى العالمي لقتل حقوق الإنسان بالمغرب
- عندما تخرج الى الشارع المغربي..
- المنتدى العالمي لحقوق الإنسان: المقاطعة أو الانبطاح؟!
- نداء تجديد الولاء للنظام القائم بالمغرب..
- معنى التضامن مع المعتقلين السياسيين (المغرب)
- المغرب: فضائح بالجملة.. ولا من يحرك ساكنا!!
- فضائح/جرائم النقابات والأحزاب المغربية
- ما رأي الهيئات الحقوقية بالمغرب؟


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - ماذا تريد الأحزاب السياسية المغربية؟