أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - قمة أوباما....ومشيخات الخليج العربي















المزيد.....

قمة أوباما....ومشيخات الخليج العربي


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4810 - 2015 / 5 / 18 - 15:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قمة اوباما.....ومشيخات الخليج العربي
بقلم :- راسم عبيدات

قبل اقل من أسبوع انتهت القمة التي عقدت في "كامب ديفيد" بين الرئيس الأمريكي اوباما،وزعماء مشيخات الخليج العربي،بناء على دعوة وجهها لهم الرئيس الأمريكي أوباما،تلك الدعوة التي سبقها أوباما بتصريحات صحفية حادة أدلى بها للصحفي الأمريكي المشهور توماس فريدمان صحيفة" نيويورك تايمز"،قال فيها لزعماء الخليج العربي بان الخطر على عروشهم ومصالحهم وثرواتهم،يتأتى من الداخل نتيجة سياساتهم وغياب الديمقراطية وعدم المشاركة في الحكم والقرار وغياب العدالة الإجتماعية،والبطالة بين الشباب،والتي تدفع بهم الى احضان الجماعات التكفيرية كوقود لها،وليس من ايران كما يحاولون القول،والتي أصبحت بمثابة "الفزاعة"التي يخيفون بها شعوبهم،بانها تريد السيطرة على بلدانهم لكي يستمروا في سيطرتهم على بلدانهم شعوباً وثروات.
مما لا شك فيه بان مشيخات الخليج العربي بذلت جهوداً واسعة قبل مؤتمر "كامب ديفيد" مع اوباما بغية الحصول على "التزام أميركي حازم" بحمايتها،حماية يكون له صفة التعهد الرسمي،بل والأفضل خطياً،وهي كانت تطمح لضمانات امنية شاملة،ومعاهدة دفاع مشترك،وكذلك الحصول على أسلحة حديثة ومتطورة كاسرة للتوازنات. ولكن نتائج اللقاء خيبة آمال مشيخات الخليج حيث أن مستشارو البيت الأبيض أبلغوا اوباما بأن لا"اتفاقيات أمنية" ولا معاهدات دفاعية" مكتوبة،وبالنسبة للسلاح الكاسر للتوازانات فهذا محكوم ومرتبط بسقف الإلتزام الأمريكي بتفوق اسرائيل النوعي والإستراتيجي في المنطقة،وبان امريكا تريد الحفاظ على التوازنات الإقليمية في المنطقة،وهي لن تسمح لطرف معين بالتحكم في القضايا الأمنية والعسكرية والإقتصادية في الخليج.
البيان الختامي للقاء عكس تبايناً في المواقف بين رؤية أمريكا لمصالحها في المنطقة،وبين رؤية المشيخات الخليجية،والتي كانت معتقدة بان أمريكا ستخوض الحروب عنها،فأوباما اعاد التاكيد على ان الخطر الأول في المنطقة،هو الجماعات والتهديدات الإرهابية من قبل الجماعات التكفيرية وفي المقدمة منها "داعش" و"النصرة" و"القاعدة" وليست ايران،وان امريكا ماضية وذاهبة الى إتمام توقيع اتفاقها مع طهران حول برنامجها النووي في حزيران القادم،وبغض النظر عن رؤية ومواقف أقرب حلفائها (اسرائيل والسعودية)،فهي ترى بأن توقيع هذا الإتفاق من شأنه ان يحتوي ايران،ويمنعها من إمتلاكها للسلاح النووي،وكذلك يُمكن مستقبلياً من تعاون ايران في حفظ امن الخليج،وفي حل القضايا والأزمات الإقليمية،وهو يرى كذلك بأن من مصلحة دول الخليج تأييد ودعم هذا الإتفاق،والذهاب لحوار جاد مع طهران بدل إستعدائها.
البيان الختامي بعيداً عن اللغة المعتادة في التاكيد على عمق العلاقات الإستراتيجية بين دول الخليج وامريكا،وتعهد امريكا بحمايتها والدفاع عنها في حال تعرضها لعدوان خارجي،لم يأت بأي جديد سوى الحديث عن العمل على إقامة مناورات عسكرية مشتركة،وكذلك التزود بأحدث الأسلحة،والتي تحرص امريكا على أن تبقى لإسرائيل اليد الطولى في جانب التفوق التكنولوجيا والعسكري.
أمريكا لم تتطابق مواقفها من القضايا الإقليمية مع دول مشيخات الخليج،ففي القضية اليمنية،رغم الدعم العسكري والسياسي واللوجستي الذي وفرته أمريكا ل"عاصفة الحزم" السعودية،لكنها كانت حريصة على حل سياسي تتوافق عليه كل الوان الطيف السياسي اليمني،بينما السعودية كانت تريد أن تبقى مهيمنة على اليمن ومتحكمة في الحكم والقرار اليمني،من خلال قيادة يمنية تأتمر بأمرها،ويبدو ان أمريكا أرادت ان تنقذ السعودية من ورطتها وفشلها في حربها العدوانية على اليمن،والتي باتت تنذر بنقل الحوثيين المعركة لداخل السعودية،وربما تدحرج الأمور نحو حرب إقليمية شاملة،ولذلك اقترحت ما يسمى بالهدنة الإنسانية لمدة خمسة أيام التي جرى تمديدها تمهيداً لحوار سياسي شامل بين كل مكونات ومركبات اليمن السياسية والمجتمعية دون القاعدة كجماعة إرهابية تمارس القتل برعاية الأمم المتحدة وإشرافها وليس بإشراف السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي.
وفي القضية السورية كانت مشيخات الخليج ترفض أي حل سياسي للأزمة السورية،أو أي دور للرئيس السوري الأسد في رسم مستقبل سوريا،معتقدة بأن ذهابها للنموذج الأفغاني في التعامل مع الأزمة السورية،سيمكنها من تعديل او حسم الميزان العسكري على الأرض،ونمت لديها أوهام بعد ضخها للمال والسلاح الكاسر للتوازنات والجماعات الإرهابية،وسيطرتها على ادلب وجسر الشغور،بأن النظام قاب قوسين او ادنى من السقوط،واخذت تعد العدة لعقد مؤتمرات لحلفائها من المعارضة السورية بأطيافها المختلفة في الرياض،لبحث مستقبل سوريا ما بعد الأسد،وتعلن كذلك رفضها لحضور مؤتمر جنيف،ولكن ما جرى في القلمون،والضربة القاصمة التي وجهها الجيش السوري وحزب الله لجبهة النصرة وما يسمى بجيش الفتح،تثبت بان النظام ما زال قوياً ومتماسكاً،وبأن الحديث عن "عاصفة حزم" خليجية فشلت في اليمن، ستقبر وتفشل في سوريا،ولذلك أمريكا لم تحسم خياراتها بين الحل السياسي او العسكري،رغم أنها تميل لحل سياسي وليس عسكري في المسألة السورية.
أمريكا التي تعلن بشكل واضح بأن الأولوية للحرب على الإرهاب وليس على ايران،توجه صفعة قوية لمشيخات النفط والكاز،تلك المشيخات المتورطة في دعم وتمويل وتسليح الجماعات الإرهابية من ليبيا وحتى مصر واليمن،من "داعش" ونصرة" وقاعدة" و"جيش الفتح" و"انصار السنة" وغيرها من المسميات والعناوين لنفس المنتج التكفيري الوهابي.
وهي كانت تراهن على أن اموالها قادرة على تذليل العقبات وشراء المواقف،ولتكتشف بأن دولة كالباكستان قدمت لها الكثير من الدعم المادي،والمساهمة في دفع تكاليف صناعتها للقنبلة النووية،رفضت المشاركة الى جانبها في الحرب على فقراء اليمن.

لقد كانت هناك خيبة كبيرة في الملفات الخلافية بين أمريكا ومشيخات النفط والكاز العربية،حيث أدركت دول الخليج، متأخرة،أن مفهوم"الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة" لا يعادل "اتفاقاً استراتيجياً" روجت له طويلا وأخفقت في حث الجانب الأميركي على رفع سقف الشراكة إلى مستويات أرقى على الرغم من "توحيد" مصادر ترسانات السلاح الخليجية. أما الملفات الساخنة في الإقليم، إيران وسوريا واليمن،وبدرجة أقل ليبيا، فلم يفلح قادة الخليج في التأثير على الموقف الأميركي الداعي للالتزام "بالحل السلمي والتفاوضي" رغم انقضاء سنوات دامية أربعة على اعتماد الحل العسكري دون جدوى.
قد يمر وقت طويل ويستمر القتل والتدمير والتخريب في المنطقة،والتدمير الذاتي،وتتفكك وتتحل الجغرافيا العربية ويعاد بناؤها خدمة للمشاريع الإستعمارية المشبوهة،ولتصل النار الى عقر دار مشيخات النفط والكاز العربية،الممولة والمزودة مالً وسلاحاً وبشراً،ويصبح الخطر يتهدد عروشها وبلدانها امنها واستقرارها ووحدتها الجغرافية،قبل ان تدرك بأن المفاوضات والحوار والحلول السياسية،هي الخيار المثل للخروج من الأزمات،وليس القتل والتدمير الذاتي ودعم الجماعات الإرهابية.

القدس المحتلة – فلسطين
18/5/2015
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى النكبة......نكباتنا مستمرة ومتواصلة
- حكومة نتنياهو ....حكومة عنصرية وتطرف وإنعدام أفق سياسي
- معركة القلمون....ومصير المنطقة
- المشروع الوطني..والضياع
- ما يجري بين حماس و-اسرائيل - أبعد من -دردشات-
- السعودية ....وهندسة نظام الحكم
- في ذكرى عيد العمال استغلال قائم وعدالة اجتماعية غائبة
- المرجل المقدسي يغلي ....ولا أنتفاضة في الأفق
- الأمن القومي الإسرائيلي ...وصناعة الخوف
- عُمان سلطنة صغيرة....وأفعال كبيرة
- القدس....وأملاك الغائبين
- في يوم الأسير ...الوحدة واللحمة الداخلية هي الأهم
- السعودية....الحسابات الخاطئة ....والرهانات الخاسرة
- فوضى سياسية فلسطينية ....إرتباك و-أزمة قيادة - في اليرموك
- السعودية ....وتداعيات المغامرة على اليمن
- كلام أوباما عبور بوابة القتل بالدم العربي
- مخيم اليرموك ....مأساة انسانية وسياسية ذات أبعاد استراتيجية
- من لوزان.....ايران تنتصر
- مقابل النووي الإيراني....جوائز ترضية أمريكية للسعودية واسرائ ...
- ما الجديد في القمم العربية ..؟؟


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - قمة أوباما....ومشيخات الخليج العربي