أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - السعودية....الحسابات الخاطئة ....والرهانات الخاسرة














المزيد.....

السعودية....الحسابات الخاطئة ....والرهانات الخاسرة


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4777 - 2015 / 4 / 14 - 21:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



واضح بأن "عاصفة الحزم" السعودية،ليس فيها من الحزم غير اسمها،فالتحالف الذي سعت إلى إقامته السعودية من اجل شن حربها العدوانية على الحوثيين تحت حجج وذرائع إعادة "الشرعية" للرئيس اليمني ال"هادي" المنتهية ولايته والهارب هي رسالة واضحة الى حكومة طهران،بأن السعودية لن تسكت على تمددها الى اليمن وسيطرتها على الملاحة في باب المندب،وبالتالي تقزيم دور المملكة عربياً وإقليمياً.
فالحلف الذي سعت السعودية الى إقامته معتقدة بان موائد رحمانها واموالها التي قدمت لأطراف ذلك التحالف وإقامة ودفع المزيد منها من شأنه أن يجعل أطراف هذا التحالف "تخلص" في العمل من اجل السعودية ومساعدتها في حربها المتسرعة على اليمن....ولكن هذا الحلف الذي شكلته السعودية على عجل،والذي يبدو بأن هناك أطراف دولية ك(امريكا) وخليجية ك(قطر) وإقليمية ك(تركيا) سعت لتوريط السعودية فيه خدمة لأهدافها ومصالحها،فلكل طرف أسبابه ومنطلقاته وفوائده من هذه الحرب،والتي لن تعود لا على السعودية او اليمن او العرب مجتمعين سوى بالخسارة الصافية،فالحلف السعودي المذهبي (السني)،يحمل بذور فنائه في تكوينه،وفيه الكثير من التناقضات والأولويات لأطرافه.
السعودية كانت تعتقد بأن الحرب على اليمن،قد لا تطول وستكون نزهة قصيرة،يرتدع من خلالها الحوثيين،وتنجح في إعادة الرئيس الذي تريده لليمن،وحتى في إطار حربها لعودته،لم تكن لديها لا رؤيا ولا إستراتيجية لأية عملية سياسية قائمة على المشاركة في القرار والحكم لكل مكونات ومركبات الشعب اليمني،راهنت على حدوث إنشقاقات في الجيش،وتصدع في مراكز قيادة الحوثيين،ولكن نحن اليوم ندخل اليوم الواحد والعشرين للحرب،ولم نرى او نلمس أي علائم ضعف او تراجع او تمرد على الحوثيين،بل نجد بأن الحوثيين،لا يخشون الحرب البرية،بل باتوا يستعجلونها.
السعودية لم تقرأ الخارطة جيداً،فالتحالف العربي- الإسلامي الذي كونته لشن الحرب معها،انفرط من اول "غزواته" وليس هذا فحسب،فدولة مثل قطر تنازع السعودية على زعامة العالم العربي،هي لم تغفر للسعودية تحريضها مجلس التعاون الخليجي لفرض عقوبات عليها بسبب إحتضانها لجماعة الإخوان المسلمين ووقوفها الى جانب الرئيس المصري المعزول مرسي وتحريضها على النظام المصري الحالي،بقيادة السيسي،فقد وظفت أسطولها الإعلامي واموالها للتحريض على السعودية،ولذلك فهي لن تلطم على تورط السعودية المباشر ومكلف الأثمان مالياً وبشرياً في الحرب على الحوثيين،اما امريكا،فرئيسها في لقاءه مع الصحفي الأمريكي الشهير توماس فريدمان (نيويورك تايمز) الأمريكية قبل عشرة أيام،فقد قال:- بأن امريكا لن تحارب عن السعودية او غيرها من حلفائها،فهذا الزمن ولى،بل هي ستحميها من أية اخطار إقليمية،وهي كذلك شجعت السعودية على خوض هذه الحرب،لكي يسهل عليها تمرير الاتفاق مع ايران حول برنامجها النووي،واستمرار هذه الحرب لا تضر امريكا في شيء،فهي تسير وفق الإستراتيجية التي رسمتها للمنطقة والأمة العربية على وجه التحديد،التدمير الذاتي لها شعوباً ومقدرات وخيارات،وإنعاش وتنمية الإقتصاد الأمريكي،وتشغيل مصانع سلاحها،ناهيك عن العقود والأموال الطائلة التي ستدفع لصيانة تلك الأسلحة.
أما تركيا فهي في صراع مع السعودية على زعامة العالم الإسلامي (السني)،وبالتالي إضعاف السعودية من شأنه ان يوفر الفرصة لتركيا من أجل وضع السعودية تحت إبط تحالفها مع قطر.
وكذلك السعودية لم يدر في خلدها،انه رغم كل الأموال التي أغدقتها على باكستان،وساعدتها في برنامجها النووي،لن تشارك الى جانبها في الحرب على الحوثيين،حيث أن البرلمان الباكستاني رفض أي مشاركة للقوات الباكستانية خارج حدود باكستان،وتركيا هي كذلك "دوزانها" أصبح واطي كثيراً،بعد زيارة أردوغان الى طهران،حيث دعى الى حل سلمي للقضية اليمنية،وباقي الأطراف مشاركتها كانت في الإطار السياسي والرمزي،كمصر والأردن،فهذه الدول لها اولوياتها،على المشاركة في الحرب على اليمن،فمصر لديها الكثير من المشاكل الأمنية والاقتصادية والعسكرية وغيرها،وكذلك هي الأردن لها مشاكلها الداخلية من "داعش" وغيرها من الجماعات التكفيرية.
المتحمسون لتوسيع الحرب السعودية على اليمن والإنتقال من الحرب الجوية الى البرية،هم لا يريدون خيراً بالسعودية،بل جزء كبير من مكونات تحالف السعودية، يريدون ان يرى السعودية مكتوية بالحرب التي شنتها،وكذلك فالسعودية لن تكون بمناى عن تداعيات هذه الحرب،فالحوثيين لن يبقوا مكتوفي الأيدي يتلقون الضربات السعودية،وواضج انهم بعد إمتصاصهم للضربة،ينتقلون الى مرحلة الرد،وبالتالي الحرب ستتسع وستطول والشعبين سينزفان دماءاً ومقدرات،والهدف الأمريكي والغربي الإستعماري سيتحقق التدمير الذاتي للأمة العربية،فكها وتركيبها جغرافيا حدود المذهبية والطائفية.
السعودية عليها ان تراجع سياستها بشكل جذري في المنطقة،وليس من المسألة اليمنية فقط،آن الاوان ان تدرك وتعي،بأن امريكا ليس لها صداقات وحلفاء دائمين في المنطقة،بل لها مصالح دائمة،عليها ان تخرج من هذا المأزق وهذه الحرب،من خلال مبادرة سياسية تطرحها دول،لم تتورط في مثل هذه الحرب،وطرحت الحل السياسي منذ البداية،كعُمان التي قادت المفاوضات الإيرانية – الأمريكية،مبادرة سياسية تتوافق عليها كل مكونات ومركبات الشعب اليمني،تنهي هذه الحرب،وتترك لليمنيين،حرية اختيار قيادتهم بعيدة عن الوصاية من أي أحد.
وبغض النظر الآن توقفت الحرب ام لم تتوقف، فالسعودية خلقت مع الشعب اليمني ثارات من الصعب لها أن تندمل،حيث مئات المواطنين الأبرياء قضوا بالقصف السعودي،ودمار واسع طال الكثير من البنى التحتية والمؤسسات الطبية والتعليمية والمدنية.

القدس المحتلة – فلسطين
14/4/2015
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوضى سياسية فلسطينية ....إرتباك و-أزمة قيادة - في اليرموك
- السعودية ....وتداعيات المغامرة على اليمن
- كلام أوباما عبور بوابة القتل بالدم العربي
- مخيم اليرموك ....مأساة انسانية وسياسية ذات أبعاد استراتيجية
- من لوزان.....ايران تنتصر
- مقابل النووي الإيراني....جوائز ترضية أمريكية للسعودية واسرائ ...
- ما الجديد في القمم العربية ..؟؟
- -عاصفة الحزم- السعودية تورط غير محسوب النتائج
- غزة ما بين المصالحة والإنفصال
- وعود اوباما مجدداً للفلسطينيين شيكات بدون رصيد
- ما الذي يجري....غزة في خطر...؟؟؟
- ليبرمان :- الموت لعرب الداخل بالفؤوس...والإعدامات للأسرى
- لماذا زيارة ناصر جوده لطهران الان...؟؟
- نتنياهو حاكماً -فعلياً- للولايات المتحدة الأمريكية
- الجهاد الإسلامي ....حاضرة في الأزمات
- من المسؤول عن تدمير الدولة القومية وضياع الهوية..؟؟
- مصر....السعودية ونهاية شهر العسل
- غزة ....برميل بارد سينفجر
- لماذا كل هذا الإجرام والقتل الوحشي ..؟؟
- لماذا عملية شهداء القنيطرة ..؟؟


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - السعودية....الحسابات الخاطئة ....والرهانات الخاسرة