أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعاد الخراط - رواية جميلة سيفاكس (فقرة 2)














المزيد.....

رواية جميلة سيفاكس (فقرة 2)


سعاد الخراط

الحوار المتمدن-العدد: 4807 - 2015 / 5 / 15 - 19:33
المحور: الادب والفن
    


الفصل الثاني : لحظة الانفجار (جزء من الفصل الثاني)
-1-
كنت أقف في الطرف المقابل من الطريق كنّا على موعد مع الحبّ. لكنّنا ألغيناه في اللحظة الأخيرة. أمّا شبح طيفي فلم يلغه من ذهني. ذهبت إليه أنا شبح الطيف لألتقي بالوهم. كنت في الحقيقة على موعد مع لقاء التزم الوهم بتحقيقه. كاد شبح طيفي أن يقطع الطريق ليلتحق بطيفك في الطرف المقابل عندما دوّى الانفجار. ارتفع الدخان تطايرت شظايا الزجاج في المكان. كانت عمليّة انتحاريّة فاشلة حاول فيها المجنّد لها أن يتراجع عن العمليّة التي كلّفوه بها. هرب من أمام النزل الذي كلّفوه بتفجيره. أراد أن يلقي حمولته في البحر. اعتبروه خائنا. وفجّروه عن بعد. حدثت هزّة في المكان. كلّ من كان موجودا صار يهرب لينجو بنفسه. كدنا نصل لتحقيق اللقاء المؤجّل كدنا نصل. كدنا ننفجر في عمليّة حبّ. أضعت طيفك فيما بعد وسط المارّة وذعر السياح وقدوم سيّارات الشرطة والحماية المدنيّة ومحاصرة المكان.
كدنا نلتقي ولم نلتق. كنّا على موعد مع الحبّ فصرنا على موعد مع الموت. تهاطلت الأنباء عن وجود عمليّات إرهابيّة في أمكنة أخرى من البلاد. كلّها في نفس التوقيت. أرادوا في لحظة جنون طائفيّ أن يفجّروا الأحياء والأموات. قبر بورقيبة كان على موعد مع الانفجار. رجل قهرهم حيّا وقهرهم ميّتا.
صارت الأسلحة تتجوّل في بلادنا في كلّ ركن وفي كلّ شبر. تتحرّك بطرق أغرب من الخيال. تصلنا بين الحين والحين حكايات عن كيفيّة إيصالها. شيخ وعجوز يركبان عربة محمّلة بالسلاح يقودها حمار في عمق المناطق الريفيّة بجهة سيدي بوزيد. قلعة الثورة وشرارتها الأولى.
عدد اللحيّ يتزايد. سوس ينخر جسد الشعب. يجنّد المهمّشون الذين يتضاعف عددهم يوميّا. يلجؤون إلى وسائل شتّى لإقناعهم بضرورة اتباع السلف. لم يعرفوا أنّ السلف فيه الصالح وفيه الطالح. لم يعرفوا أنّ هذا السلف قد قتل أعدل حاكم على وجه الأرض وهو يصلّي. طعنوه من خلف.
صاروا يقيمون خيامهم في كلّ مكان ليمارسوا شعوذاتهم وللتبشير بالخلافة السادسة. وضعوا أيديهم على الله وعلى كلّ ما هو مقدّس. استولوا على المساجد. كفّروا الناس. أطردوا أيمّة ونصّبوا آخرين. صارت الحركة نشيطة كلّما سيطروا على مسجد.
انتشار البطالة وغلاء الأسعار ونقص المواد الأوّليّة في الأسواق زاد في تفقير الفقراء وتضاعف عدد المهمّشين. انكفأ الناس على أنفسهم. اشتغلوا في ما أسموه الدعوة والجهاد. صنعوا عدوّا وهميّا وصاروا يحاربونه باسم الدين والخوف على الإسلام الحقيقيّ. فهموا الدين على الطريقة الأمريكيّة وصاروا يبشّرون به. يسيرون بالناس نحو ماضي الدروشة ويدمّرون المستقبل.
هنا تتوقّف الساردة في لحظة تأمّل عن السرد. الإرهاب ينتقل من الجبال إلى وسط المدن. صارت تفكّر في صنع شخصيّات جديدة لتحيط بالظاهرة من مختلف جوانبها لم تعد الشخصيّات التي نسجتها كافية لخدمة الغرض ولكتابة الرواية.
انتشرت الانفجارات في كلّ مكان. قد تلقى الساردة مصرعها في إحداها. فتصمت وتبقى شخصيّاتها معلّقة لا هي بالحيّة ولا هي بالميّتة. لا بدّ من إكمال القصّ. من البلوغ بالحكاية إلى منتهاها.
لن يخرس قلمها مادام فيه نبض. مادام يتنفّس. مادام يتحرّك. طالما هناك حياة يتهدّدها الموت. طالما هناك حبّ تنتحر أشواقه على عتبات الإرهاب.



#سعاد_الخراط (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل من رواية -جميلة سيفاكس-
- سيمرّ موتك من هنا
- هوليوديّات
- هوليوديات
- آخر حبّة قمح
- المارد والمصباح
- هنا تونس
- هل أخبروكم كيف ترقص الأعياد
- وَصَايَا طِفْلٍ يَحْتَضِر
- يا سادة الولائمْ
- نزيف مرتجل
- آخر من كان يرعى النجوم
- العازف الفنّان
- آه ... يا زمن
- قفǃ-;- لحظة حب
- أحبّك يا بلدي
- ومضى وهو يغنّي
- من القاتل (ق ق ج)
- ق ق ج
- موؤودة أوراقنا في لحظة الهروب


المزيد.....




- كيت بلانشيت تتذكر انطلاقتها من مصر في فيلم -كابوريا- من بطول ...
- تظاهرة بانوراما سينما الثورة في الجلفة بطبعتها الثانية
- -بطلة الإنسانية-.. -الجونة السينمائي- يحتفي بالنجمة كيت بلان ...
- اللورد فايزي: السعودية تُعلّم الغرب فنون الابتكار
- يُعرض في صالات السينما منذ 30 عاما.. فيلم هندي يكسر رقما قيا ...
- -لا تقدر بثمن-.. سرقة مجوهرات ملكية من متحف اللوفر في باريس ...
- رئيس البرلمان العربي يطالب بحشد دولي لإعمار غزة وترجمة الاعت ...
- عجائب القمر.. فيلم علمي مدهش وممتع من الجزيرة الوثائقية
- كيف قلب جيل زد الإيطالي الطاولة على الاستشراق الجديد؟
- نادر صدقة.. أسير سامري يفضح ازدواجية الرواية الإسرائيلية


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعاد الخراط - رواية جميلة سيفاكس (فقرة 2)