أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناصر المعروف - هل نحن أحرار من ( ورق ) !؟















المزيد.....

هل نحن أحرار من ( ورق ) !؟


ناصر المعروف

الحوار المتمدن-العدد: 1334 - 2005 / 10 / 1 - 08:34
المحور: حقوق الانسان
    


هناك كلمات ( أغنية ) عامية عربية قديمة ، تقول مطلع كلماتها :

علـى خــدي أحـط إيدي ، وأحاسـب روحـي بـروحي
وأقول بيدي جرحت إيدي ، وزدت جـروحي ( بنوحـي )

وكلمة النوح والتي قد جاءت مابين القوسين تعني ( شدة البكاء والعويل ) !!

ولترجمت تلك المعاني لتلك الأغنية ( النقد ذاتية ) والتي أجزم كل الجزم ، أنّ غالبية أخوتنا وأحبتنا ( العراقيين ) يعرفون تمام المعرفة أبعاد معانيها ومغازليها ، بل حتى تلك المعاني ( المستترة ! ) والتي جاءت ما بين حروف تلك كلماتها بل وحتى مابين سطريها !!
فلهذا ، فنحن نعتقد أنّنا لسنا هنا معنيين تماما لشرحها لهم، فكما يقال دائما وأبدا ( اللبيب بالإشارة يفهم ) !!

ولكنّنا هنا نحن والله ( ملزمين ) بذلك الشرح والتفصيل وتلك الإضاءة والتنوير ، للباقية الباقية ، من بني يعرب ، من أبناء جلدتنا من هذه المنطقة الحزينة البائسة من العالم ، وخاصة للذين قد هربوا بجلدهم وعقولهم خارج نطاق هذا المستنقع ، لهذه المنطقة ، والتي نعيش ونحيا ما بين ( ربوعها !! ) بكل جدارة واستحقاق !! والعمل كذلك لمساعدتهم قدر الإمكان والمستطاع لفهم معاني الحقيقة لتلك الأغنية العربية القديمة الحزينة ، وخاصة للذين أيضا مازالوا لم يستوعبوا تماما الاستيعاب والفهم ما حدث، ومازال يحدث، بالعراق الذي قد تم تحريره !!

وهم الذين كانوا مازالوا ، لديهم بارقة الأمل والرجاء ، فيما كانوا يحلمون به ، من ذلك العراق الحر ، ومن ذلك العراق الجديد ، والذي لو بحثنا الآن ( وبكل أسى وحزن ) بكافة أرجائه وأركانه ( من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه !! ) لم ولن نجد إلا ذلك السراب الكاذب الكريه والقائم فقط على خيبة الأمل والرجاء من تلك الشماء والتي تدعى ( زاخو ) إلى الغالية العزيزة والتي تسمى بمنطقة ( الفاو ) !!

وباختصار شديد نقول : ـ

( أنّ الإنسان العاقل منّا يجب عليه أن لا يلقي اللوم ( كل اللوم ) على كائن بعينه ، وخاصة بأمر من الأمور، تسبب بجزء كبير في حدوثه وصنعه )!!

فلقد كانت ( الكرة ! ) والمتمثلة تماما بتلك الانتخابات العراقية والتي جرت فيما سبق ، وكذلك كتابة الدستور العراقي والذي يجري الآن العمل على قدم وساق لعملية إشهاره واعتماده ( كدستور دائم للعراق الحر والجديد !! )
فقد كانتا ( معا ! ) في مجملها بساحة أحرار العراق وشرفائهم ، وبالتحديد في نطاق ملعبهم وما بين أيدهم تماما ، ولكنهم والله ( واحسرتاه ! ) فقط أضاعوا الكرة والملعب معا ، وذلك عندما قاموا برميهما ( بقصد منهم أو بدون قصد !! ) بالمكان الخاطئ والقاتل والمفجع والمؤلم وتحديدا نحو الساحة الدينية حيث ( المذهبية والطائفية !! ) أو كما يعرفونها أهل العقل والتعقل نحو( الجحيم ) !! ولا شيء غير ذلك الجحيم !!

فها هي الحرية ( الوليدة ) تذبح بلا رحمة في بلاد الرافدين من جديد !!
وها هي الديمقراطية ( الناشئة ) والتي قد جيء بها بعد أنهار عظيمة من الدماء الغزيرة الطاهرة النقية قد سرقت من أفواه الأحرار الشرفاء !!
إلى جانب الكثير من ( الأموال والمقدرات والإمكانيات ) التي أهدرت وضاعت في مهب الرياح، والتي قد رست بنهاية أمرها بأحضان أعداء الحرية والديمقراطية !!
والذين هم ( بكل تأكيد ) أعداء العراق الحر والعراق الجديد !!

بل المؤلم أنّه حتى تلك ( الفسيفساء ) الجميلة الرائعة لمكونات الشعب العراقي والتي كانت كحبات ( المسباح ) الواحد ، والتي كان طاغية العصرين ونظامه الجائر يتغنى بوحدتها ليلا ونهارا !! ومن أنّه كان هو ونظامه العفن ، كان ممسكا بزمامها ( بالطبع بقوة الحديد والنار !! )
نرها الآن ( أي تلك الفسيفساء المترابطة ) وبكل ألم وحزن قد تقطعت وتناثرت حبات مسباحها الواحد في مواضع ومواطن وأماكن شتى ومختلفة ومتباعدة !! ولم يبق الآن من الشأن العراقي ( بمجمله ) شيئا مفيدا وجميلا ليتم ذكره بالخير الكثير والوفير!!
بل لم يعد كذلك ما يستحق حتى الالتفات إليه ولو كان قليلا !!
فالظاهر والعلم عند المولى وحده أن بعض الأخوة بالعراق أو حتى خارجه !! وحتى ما بعد تحرير بلادهم من طاغية ونظام جائر ( لم يبق ولم يذر) لم يستفيدوا من درس الظلم ( الصدامي ) ونظامه شيئا يذكر !!
بل ( وكما نرى وبأمهات أعيننا ) أنّ عدوى الظلم الصدامية هذه قد انتقلت ( وبقدرة قادر !! ) إلى صفوف المظلومين أنفسهم !!

ولهذا كله ولغيره، نقول: لا عزاء بعدها لكم أيها الأحرار الشرفاء، ولا حتى عذر مقبول لديكم !!

فشعلة المؤازرة والمساعدة والمساندة لكم ( من داخل العراق وخارجه ) نرها ( وبكل حسرة وندم ) قد أصبحت تخبو وتنطفئ رويدا رويدا !!
إن لم نقل من أنّها قد خبت وانطفأت فعلا !!

فلقد ( استسلمتم ) أيها الأخوة والأخوات من أحرار العراق وملحه الأصيل وبكل سهولة ويسر، برفع تلك الرايات البيضاء لقوى التخلف والتزمت الدينية المتأسلمة المتشددة المتطرفة ( الشعية منها أو حتى السنية !! ) لتسرح وتمرح بالساحة العراقية وحدها !! ودون أدنى حسيب لها أو حتى مجرد رقيب !! بل ولتقرر ( هي وحدها !! ) مصيركم ومصير أجيالكم ومصير بلادكم الحاضرة منها والمستقبلية عبر ذلك ( الظلام الدامس والمخيف ) والتي سطورها بكل خبث ومكر شديدين بدستور بلادكم !!

ودون حتى أن يكون لكم ذلك الأثر الواضح و الجلي والمستنير، ليسجله التاريخ العراقي الحديث لكم ، ويحسب فيما بعد لصالحكم !!
ويؤسفني كذلك أن أقول أن البعض منكم قد تساقط ( كالذباب الجائع ) على غنائم حرب التحرير ونسوا وتجاهلوا بأطماعهم وشهواتهم وأهوائهم المعركة الكبرى والعظيمة المتمثلة بتلك الانتخابات السابقة ، والتي لم يستعد لها كما استعد لها تماما غيركم !!
والتي كان من أعظم آثارها الجسيمة والخطيرة ، هو ضياع كلمتكم العليا التي كانت يجب أن تقال في كتابة دستور بلادكم الدائم ، لهذا نقول من أنّنا جميعا ودون استثناء قد ( رسبنا !! ) تماما بالساحة العراقية المحررة ، وذلك في أول اختبار حقيقي وواقعي لنا !!
فلقد ضاعت الفرصة التي كانت متاحة لأحرار العراق، لأنّنا وباختصار شديد وبالفم الواضح والصريح: لم نكن في حقيقة أمرنا إلا ( أحرار ) من الورق !!

ملاحظة هامة :-

قد يقول قائل أن هذا التوقيت لمثل هذه المقالة النقد ذاتية، غير مناسبة تماما وخاصة لتلك الأخبار المؤلمة المفجعة ، والتي تتوالى كل لحظة وأخرى للحديث عن تلك الأنهار من الدماء البريئة الطاهرة النقية ، والتي تجري الآن ( وبلا رحمة تذكر ) بالعراق المحرر !!
ولكن ليعلم الجميع وخاصة أخوانا وأخواتنا من الأحرار الشرفاء ، أنّه بينما نحن مشغولين تماما بالفعل و ردة الفعل الغاضبة الحانقة لمثل هذه الأعمال الإرهابية المجرمة ، فإنّ غيركم وتحديدا من ( خفافيش الظلام ) من أصحاب التيارات الدينية ، يواصلون الليل بالنهار( وعلى نار هادئة ) بإصدار تلك الطبخة الدستورية القانونية الدائمة للبلاد والعباد ، ظاهرها والله رحمة وداخلها الكثير من العذاب والسم الزعاف ، ونظرة ولو بسيطة وقليلة لبنود ذلك الدستور المقترح ، والذي كتبوه وسطروه بأياديهم الظالمة لنفسها ووطنها وللشعب الذي ائتمنهم في غفلة من أمره ، لتضح لنا وبالدليل القاطع ما نرمي إليه تماما !!
فمتى إذن يكون ذلك الصحيان والاستيقاظ من قبلكم ؟! هل بعد ( خراب البصرة ) وللمرة المليون !!



#ناصر_المعروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية والتصويت العبثي
- أيّها الملك ( فهد ) كان لك أجر المحاولة
- أحيانا .. عراقي واحد يساوي مليونا
- الكويت والعراق والنهاية السعيدة
- المحافظون الجدد ( الإيرانيون ) إلى أين !؟
- شرم الشيخ والمثلث الأصولي
- فقراء العرب جمعوا ( النيرين !! ) معا
- الماركة ( المصرية ) المسجلة
- يا روح ما بعدك ولا قبلك روح
- انتبه !! مرجعيتي أمريكية
- هل نلوم القرضاوي وغيره !؟ أم نلوم أنفسنا !؟
- يا حزب الله في أمان الله
- ربنا على المفتري
- دعوة للتفاؤل
- امنعوا حتى ( سكاكين المطابخ !! ) عنّا
- مراهنو ( الحب بالعافية !! ) يخسرون
- صدّق أو لا تصدّق !! ( مقتضى الصدر ) حمامة سلام
- البنك ( السوري !! ) الشّكاك
- أحسنت صنعا ( يا ريس ! ) بالأخوة الأعداء
- اتّق الله يا حزب الله


المزيد.....




- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب ويطالبون نتنياهو بإعاد ...
- خلال فيديو للقسام.. ماذا طلب الأسرى الإسرائيليين من نتنياهو؟ ...
- مصر تحذر إسرائيل من اجتياح رفح..الأولوية للهدنة وصفقة الأسرى ...
- تأكيدات لفاعلية دواء -بيفورتوس- ضد التهاب القصيبات في حماية ...
- خبراء ومحللون: فيديو الأسرى الذي بثته القسام مهم في توقيته و ...
- الداخلية السعودية تعلن تنفيذ حكم إعدام بحق مواطن وتكشف عن - ...
- خلال تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين..اعتقال مئة شخص في جامعة في بو ...
- فض اعتصام وموجة اعتقالات للطلبة المتضامنين مع غزة بالجامعات ...
- استشهاد مقاوميْن وارتفاع عدد المعتقلين في الضفة
- سفينة مساعدات إماراتية في طريقها إلى غزة بحرا لأول مرة بعد م ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناصر المعروف - هل نحن أحرار من ( ورق ) !؟