أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صدام الحميد - الشعائر الحسينية ... السير والتطبير ام التفكر والتبصير















المزيد.....

الشعائر الحسينية ... السير والتطبير ام التفكر والتبصير


صدام الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 4804 - 2015 / 5 / 12 - 21:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ان مقولة الامام الحسين (عليه السلام) " ما خرجت اشراً ولا بطرا ولكن خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي " . هي الشرارة الاولى والمبدأ الاساس لقيام الامام الحسين (عليه السلام) ، ومن تحليل هذه الملحمة الكلامية المنقولة عن الإمام (ع) نعلم انه اراد ان يكون الاساس والمنهج - المستمر ودون توقف عبر الزمن – في ثورته اصلاح الرعية وتثبيت روح الوعي ، وان يكون للامة صوت مدوي وقوة شديدة لأخذ حقه الذي شرعه له الباري ، لكي يكون مصداقاً لوراثة الارض للصالحين لا الفاسدين .
ان لزيارة الحسين من الاجر والثواب ما هو يقدر وحسب الروايات بأكثر من حجة ، والسبب في ذلك هو ان الحسين (عليه السلام) لم يقدم ابناً (إسماعيل ) واحداً فقط ، بل انه قدم اهله جميعاً وذاد بنفسه معهم ، فهل صَدَقَ الرؤيا الالهية ام لا ؟ ، من المؤكد انه صَدَقَها.
والسؤال هو "متى فدى الله اسماعيل (عليه السلام) بذبح عظيم ؟ الجواب : بعد ان صدق ابراهيم الرؤيا واستسلم اسماعيل لأمر ربه".
فأين تصديقنا للرؤيا الالهية من استشهاد العترة الطاهرة (عليهم السلام) ؟ ومن لحقهم في الركب لتعظيم شعائر الله نحو تقوى القلوب.
اقول اننا نكذب تلك الرؤيا الالهية المتجسدة في استشهاد الطاهرين ، فكم عشنا تحت ظل الظلم والاستبداد ، وعبادة السلاطين وتمليكهم رقابنا ، بل حتى إننا لم نرتقي الى اليوم لمعرفة الحق وتمييزه عن الرجال ، فإننا لا نزال نقدس الرجال بالحق والباطل ، فَقُلِب مهرجان الثورة الحسينية عن منهاج التحرر والتبصير ، ليصبح مهرجاناً للسير والتطبير.
ومما زاد الطين بَلة اصبحنا نعالج جهل الوهابية والتكفيريين بجهل العناد ، وهذه هي النقطة التي اوصلونا اليها ، هي ذاتها التي ارادوا ان يوصلونا اليها اصحاب الايادي الخفية المحركة للتكفيريين الجاهلين والمجانين .
ان كان السير في الزيارة هو تطبيق لمسير السبي الزينبي ، فإن السبي لم يعد سيراً على الاقدام إلا بعد ان ختم المسيرة الحسينية ، وقال الكلمة الاخيرة امام الحاكم الجائر الغاصب للحكم بالرداء الديني – اي امارة المؤمنين - ، وان من الخزي والعار إظهار صورة السبي بمظهر الذل دون الشموخ ، فهل هنالك شموخ أعلى من الوقوف أمام الجور والبطش ، وهل هنالك شموخ يعلو الجود بالنفس من اجل إعلاء كلمة الحق ، واقول الى كل من يُجسد تلك الصور الإذلالية لأجل الإبكاء للتكسب والربح من القضية الحسينية ، او عن نية خدمة القضية الحسينية بحسن النية – اي عن جهل – ان الحسين وملحمته لا تشوه ولا تحسن ، فقد رسمت بالدم الطاهر والنية الصادقة لله وحده بأحسن الصور ، فكفاكم استرزاقاً ، وعودوا للتوبة لله (عز وجل ) واعتذروا من الرسول واهل بيته الطاهرين (صلوات الله عليهم اجمعين).
فلم تعد العقيلة زينب (عليها السلام) إلا مرفوعة الرأس لتلتقي بقبر الحسين (عليه السلام) ، ولتخبره بأنها عادة بعد ان أكملت مسيرتها التي بدأت معه ، ولتخبره انها لم تتراجع امام الظلم والاستبداد ، وقد عُدت بعد ان حررت نفسي من أسرِ ابن الطلقاء ، واطلقت شرارة التحرير بعد الثورة.
والفرق شاسع في المغالطة الكلامية بين ان يقال "أطلق يزيد سراح زينب" او "اطلقت زينب سراحها من يزيد" ، فكل من يريد ان ينطق العبارة الاولى فأكيد انه مغرض ومأجور من قبل من يريد ان يطفئ نور الله بأفواههم.
والفرق شاسع بين مسير اليوم والمسير الزينبي ، فلا بد لنا ان نحرر انفسنا من الجبروت والطاغوت ، الذي في انفسنا ، والذي يحكمنا ، ومن الفاسدين والمفسدين والقتلة المأجورين ، ثم نسير لنكون مصدقين للثورة الحسينية ، لا بأن نتمنى ان نُقتل على طريق كربلاء الشارع ، بل يجب ان نقتل على طريق كربلاء المبادئ – الحسين ومبادئه واخلاقه والمأمول من ثورته التي هي استمرار للدعوة الاسلامية المحمدية – لأجل رفاهية المجتمع لا الفرد ، فلا فائدة من موتنا لأجل العناد على الطريق والسير به.
وذلك اول ما يبدأ بالجهاد الاكبر ، في ان تربي ابناً كعلي الاكبر (عليه السلام) وان يكن لك اخاك يفديك وتفديه بالحق لتكن كالعباس (عليه السلام) ، وان تربي بنتاً عفيفة متنورة كالعقيلة زينب (عليها السلام) ، وان تجد اصحاباً لك كأصحاب الحسين (عليه السلام) ، وان تحمل افكار الحسين (عليه السلام) ، وان تشير بإصبعك على مَوطن الظلم والجور ، وان تحارب كل مظاهر الظلم والاستبداد والفساد ، فمن المعيب ان نقف على قبر الحسين (عليه السلام) ونحن مُستَعبدين ، وللحق كارهين ، وعن الباطل ساكتين ، ولأموال الغير سارقين ، وبجوع الفقراء راضين ، ثم نقرأ دعاء الزيارة ونقول باللسان فقط "موالياً لأوليائك معادياً لأعدائك" او "الموالي لوليكم والمعادي لعدوكم" – ولكل زيارة لفظ خاص من الكلمات حسب ما وردت الينا – ولكن ما الفائدة ، فهل حالنا مشابه لما نلفظ ، ونحن نصادق ونجاري ونوالي ونولي علينا من هو سلمٌ للحسين (عليه السلام) ولكنه معادٍ لمبادئه وخلقه في تعامله الاجتماعي والخلقي كفرد او كرب اسرة او كمسؤول او كحاكم ، لان مصداق القول هو الفعل.
هذا من جانب ومن جانب آخر عن الثورة الحسينية ، اسأل العقلاء لو ان الحسين (عليه السلام) اليوم حضر الى البلد الذي ثار به (العراق) ما كان ليفعل اليوم ؟ هل يبكي مع الباكين ؟ اقول نعم ، سيبكي على العراق الذي حارب لأجل تحريره من الظالمين ، وسيحمل السلاح ليحرره من جديد ، لان ثورته كانت صرخة ودم لا يتوقف ، دمه الذي سال على ارضنا لا يجف ولن يجف لطالما هنالك من الظلم والاستبداد والفساد في العباد والبلاد .
ولكن هل اليوم نحن نعبر عن تلك الروح الثائرة بالشكل الصحيح ، نحن نسير عشرات الكيلومترات ونتلذذ بأشهى الطعام والشراب ، ونهدر مال الفقراء من الناس بحجة الثواب ، وان كان من يطعم الزوار – جزاهم الله خير الثواب – يكرمون الزوار عن طيب قلب وخاطر ، ولكن هل اراد ذلك الحسين (عليه السلام) ، هل اراد منا ان نأكل لقمة الفقراء ؟؟ – ذلك لان كل الاموال التي ترصد في خدمة الزائرين هي من اموال الفقراء فقط ولا يقوم الاغنياء بصرف الاموال الا القليل لأجل الجاه لا لأجل الخدمة اي عكس الفقراء الذين يبغون الاجر والثواب من وراء خدمتهم للزائرين – ام اراد منا ان ننتصر للفقراء والمظلومين والمسحوقين ونقتص لهم من الظالمين ؟؟.
ولو ان الزيارات المليونية لم يكن فيها من المأكل والمشرب بهذا الكم الذي نراه – اي تماماً كما كان معسكر كربلاء العز والاباء – فهل سنجد هذا الكم من الزوار ؟ ، اي يجب علينا ان نطبق ونأخذ معسكر الاباء كما هو بمجمله لا بجزء منه ، اي اني اقصد نأخذ ثقافة السير كما سار الركب الحسيني ، والاقتصاد بالمأكل والمشرب كما اقتصد الامام ، والاهتمام بالجانب التعبوي الديني في الاتصال بالله وتوعية الثائرين ، لكي لا تكون العبارة مفرغة من المعنى بالقول " يا ليتنا كنا معكم سيدي ... فنفوز فوزاً عظيما ".
وبإجراء حسابات رياضية بسيطة على سبيل الحد الادنى لا الحد الحقيقي لما يستنزف من اموال في " زيارة واحدة فقط "، فان المسافة بين بغداد وكربلاء المقدسة تقدر بـ(108 كم) ، وبين البصرة وكربلاء المقدسة تقدر بـ(524 كم) ، وبجمع المسافتين تكون (632 كم) ، هذه المسافة هي الادنى ، والمسافة الحقيقية قد تصل الى اربعة اضعاف الرقم الاخير ان لم اقل اكثر لاني اخذت المسافة بخط مستقيم( إزاحة ) دون تفرعات او التواءات ، وعلى سبيل الفرض نسلم بهذا الرقم للمثل والقياس ولكم اختيار الضعف المناسب ، لو فرضنا ان هنالك في كل كيلومتر واحد (30) موكب يقوم بخدمة الزائرين ، وهذا الرقم ايضا هو ضعيف وباخس للحقيقة ولكن لا بأس ان فرضناه ، فان عدد المواكب (السرادق) سيكون خلال المسافة الافتراضية ( 18960) موكب ، واقل موكب يرصد من المال (10000000 مليون دينار عراقي) - حسب ما تقصيت عن ادنى مبلغ - فان اجمالي ما يصرف في تلك السرادق سيكون (189,600,000,000) ، اي (1896) مضروب بـ(10 مرفوعة للاس 8 )، ترى كم من الاموال تصرف فعلياً ؟ ، وهل اني بالغت في الحساب ؟ ، ومن المتضرر في هذه الارقام ؟ ، وهل هذه الارقام الفلكية تخدم الحسين (عليه السلام) وثورته ؟ ، وهل هذه اهداف الثورة الحسينية بل الملحمة الحسينية ؟ ، وهنالك الف علامة استفهام استطيع ان اضعها وكل فرد يضيف عليها الف علامة استفهام وتعجب ؟؟؟!!! .
وخلف كل هذه الارقام ارقام تضاف اليها من خسارة للوقت في دولة تقف على ابواب الخراب ، وهنالك ارقام تضاف للمستفيدين من مفسدي الدولة الذين يتصيدون ويتحينون الفرص لافتراس العباد ، بل هنالك أرقام تضاف الى أرصدة دول حتى إنها ليست إسلامية ( كالصين ) التي تطبع فيها الرايات الحسينية وغيرها الكثير من الأشياء المستوردة من الصين ، وهنالك غلاء في التسعيرة لما يستخدم وما يزداد الطلب عليه ، حتى إني أتذكر أن اسطوانة الغاز قد ارتفع ثمنها الى أكثر من سبعون ألف دينار أي ضعف ما كانت عليه حينها – قبل أربعة سنوات تقريباً – فمن المستفيد ومن المتضرر ، وهنالك أجساد تموت على طريق كربلاء الاسفلت لا الطريق الذي ارادنا الحسين (عليه السلام) ان نسير عليه وهو ازاحة المفسدين ونصرة المظلومين.
وهذا الرقم يتكرر بشكل سنوي لخمس مرات على الاقل ، واترك لكم بقية الحساب ، لكي لا اكون من المُغالين في الحساب ، وارجو ممن يقرأ هذه الكلمات ان لا يأخذ كلامي على نحو القاصد بالسوء ، والمتعرض للشعائر الحسينية ، فاني ادعو الى الروح الحسينية المكملة للمنهج الرسالي للإسلام المحمدي ( صلوات الله على محمد واله الطاهرين ) ، ولكن ادعو الى ان نأخذ الروح الحسينية بمجملها دون تجزئة او اضافة ، لكونها ملحمة كاملة ، واذا اردنا ان نجسدها بالرسم فلا يجب علينا اضافة الوان دم اخر فوق دم الحسين (عليه السلام) فإننا سوف نفسد اللوحة ، ولا نصل الى حقيقة الملحمة الحقيقية .
وترى هل اليوم مراجعنا الدينية واقفة على تلك الارقام ؟ ، وهي التي تدعو للإعداد والسير ، وهل ان مراجعنا الدينية تقف على نفس المسافة بين وجوب الامر بالمعروف والسير للزيارة ، اي مع الاقرار من الائمة (عليهم السلام) في السير والتطبير – باعتبار ان اقرار الائمة الاطهار (عليهم السلام ) بوجوب الزيارات سيراً على الاقدام والتطبير وغير ذلك من الاعمال التي تعتبر من الشعائر الدينية – وباقي ما اقره الرسول الكرم والائمة الاطهار (صلوات الله عليهم اجمعين) من حقوق المسلمين الدينية والدنيوية.
اقول كلا ... لا تقف المراجع اليوم بنفس البعد ، فهي لا تركز اليوم على توعية المقلدين لها بالحجم المطلوب ، توعيتهم بحقوقهم وواجباتهم ، حقوقهم في العيش الكريم في دولة كالعراق الغني بثرواته التي تنهب يومياً على حساب دم الفقراء ، وتهدى الاموال الى الارهابيين لقتلهم ، وواجباتهم اتجاه العراق البلد الناهض من كبوة الظلم والاستبداد ، والساقط في حضن المفسدين والظلمة الجدد ، وقد تناسينا ان هنالك من الظلمة منهم من هُرب خارج البلاد ، ومنهم من قابع في سجون مبردة صيفاً ، وابناء العراق المظلومين يجلسون وينامون وهم يتصببون عرقا في بيوتهم ، ويسيرون في حر الصيف اللاهث ، يدعون الاجر والثواب ، وكأن الدم الحسيني الطاهر سال لأجل مسح الذنوب ، على غرار ادعاء النصرانية بان المسيح يمسح الذنوب ، وكان المختار الثقفي لم يقم ويقتص من قتلة واقعة كربلاء ، وكأنه لم يؤسس دولة على مبادي الاسلام المحمدي العلوي.
هل ان ازدياد الفقراء والايتام اليوم يعيننا على التمسك بالإسلام ؟ وهل ان وصول من هم غاصبين للرداء الديني والمدعين بالانتماء للإسلام يزيدون من تماسك الفقراء بالدين ام يعمل على نفورهم في وسط صمت ولي الامر "المرجعيات" على المفسدين بالصبر والصبر ؟ حفاضاً على كيان الدولة والقانون الذي يطبق على الفقراء والضعفاء فقط رغم تفكك المجتمع والفرد بسبب ما يراه من نهب ثرواته امام ناضريه ،والى متى سيصبر ، دون ان يشارك السراق في سرقة الفريسة ، ترى لماذا قال الامام علي (عليه السلام) " لو كان الفقر رجلاً لقتلته " ، ولماذا نهض الحسين (عليه السلام) وقدم دمائه الزكية ، وهل سيصبر المجتمع دون ان يتأثر بثقافة المفسدين ؟؟؟؟ ، وما هو واجب المرجعيات الدينية في مثل هذا اليوم وفي مثل هذه الظروف ؟ ، وهل ان سياسة حقن الدماء من قبل المرجعية حقنت دمائنا بشكل فعلي ؟ .
اني اليوم لا ادعو الى الثورة ، ولكن ادعو الى التربية الحسينية ، لكي ننهض بالبلاد والعباد ، فلتكن ايام الزيارة ايام اغاثة المظلومين ، ولنذهب لنصرتهم على غرار دعوة الحسين التي دوت ويدوي صداها من افواه المسحوقين ، صرخته التي قالت " اما من ناصر ينصرنا " ، فنبني مسكناً ليتيم او فقير او معاق او .... غيرهم ممن ظلمتهم الدولة وتجاهلته ، وننهي ذلك البناء بقراءة دعاء الزيارة ، ولتتحقق النصرة بالفعل ، ولنبني صروحاً من الباقيات الصالحات ، نهدي ثوابها واجرها لابي الاحرار صاحب صرخة نصرة المظلوم ، او قد نكسو يتيماً او محتاجاً ثوباً ، ونخبره هذه من بركة الحسين (عليه السلام).
وللتمهيد لدولة الامام المهدي (عليه السلام) ، دولة الصلاح والفلاح وخير العمل ، الذي سينهض عن قريب وان طال الزمن ، ليعلن الثورة ضد الظالمين والمستبدين والمفسدين والمُلَونين والقتلة . من العراق سوف ينهض ليفرح الكون ، ويعلن دولة الاسلام المحمدي ، والدولة التي وعدنا بها الله ، دولة العدل والمسامحة والحق وانتهاء الظلم ، واني لأطمح ان اسير في تلك الدولة الى الحسين (عليه السلام) ، وأصلي عند قبره ، واقول له لم تذهب دماء شهادتك سداً ، بل انك سيدي نِعم الناصر ، ونِعم الداعي ، ونِعم المصلح ، ونِعم السبط ، دعوت للإصلاح بصرخة وصلت الى زماننا ، وانتهت بدولة الحق.
فلأجل تلك الدولة اني ادعو الى تسخير تلك الاموال لبناء المدارس العلمية الحديثة والمستشفيات ، لان الامام في نهضته بحاجة الى اتباع متنورين علمياً وجيل قوي بالبنية الصحية والعقلية ، وهذه الدعوة للعودة الى الذات ، ليس الا لأجل نصرة المظلومين ، وهي اول الطريق لتلك الدولة . يجب ان نعارض من يدعون الى افساد البلاد لتعجيل ظهور الامام ارواحنا له فداء ، ويجب ان نعمل على تسخير رسالة الامام علي (عليه السلام) الى مالك الاشتر (رضوان الله عليه) في نفس الاجيال القادمة ، واني كلما صابني هم او غم اتوجه لقراءتها ، لترتاح النفس وتطمأن ، وارحل في بحر دستور دولة الامام المهدي (عليه السلام) ، كوني اطمح الى تلك الدولة ، وتأخذني العَبرة ، ترى لماذا لا تدرس تلك الرسالة في طريق الملحمة الحسينية ؟ ، ولماذا اليوم نغزل اشعار عن الحسين والعباس (عليهم السلام) على رؤية الشعراء بعين القبلية والجاهلية ؟ ، وليس على رؤية الحسين (عليه السلام) من قيامه ؟؟؟؟ ، نعم ... اني انظر دوما الى حسينٍ يختلف عن الحسين في أعين كثير من الشعراء ، فهم يهدفون ويهتفون الى شخص غير الحسين ، وكانه شخص عشائري صاحب قوة عضلية وجسمانية فقط ، ولكن حسيني الذي انظر له دوماً هو ذلك الذي يروي عنه من اتبعه واستشهد على نهجه ، حيث انهم أضافوا صورة ، ووضعوا بصمة للثورة الحسينية ، وجسدوها حقا ، وقد اذكر منهم ممن قرأت لهم السيد الشهيد محمد باقر الصدر والشيخ الشهيد مرتضى مطهري والاستاذ الشهيد علي شريعتي (رضوان الله عليهم وطيب الله ثراهم) ، وغيرهم كثيرين من القدماء والمعاصرين.
وارجو من جميع من يقرأ هذه الكلمات ان يعلق عليها بإسلوب الحوار البناء ، وان ينشرها لكي يقرأها اكثر عدد من المسلمين ، واني ادعو الى تحرير العقل لمعرفة الحقيقة ، ودون تجريح للآخرين ، ولا استطيع اليوم الى التطرق الى الخرافات ، وتأثير الغرب والديانات الاخرى على شعائرنا ، واني محترم لتلك الديانات ، لطالما احترمها رسولنا الاكرم وائمتنا الاطهار (صلوات الله عليهم) ، ولكن ادعوكم الى تنقية شعائرنا من تلك الشوائب ، فليس عيباً ان ننتقد انفسنا ، ولكن العيب ان نسمع غيرنا ينتقدنا ، والعيب كل العيب ان نستمع لصراخ المظلومين والجياع والفقراء ، وفينا الحسين الداعي للنصرة فلا ننتصر لهم ، وخصوصاً وقد تكالب من حولنا علينا من المتطرفين والحاقدين ، احفاد يزيد ومعاوية ، يكفروننا ويقتلوننا ، بعد ان احسوا بخطر عقيدتنا المستمدة من روح الاسلام ، ومن النبع المحمدي الصافي المتمثل بالعترة الطاهرة.
فاذا كان احد ائمتنا الاطهار انتقد الحجاج في شعيرة الحج الفريضة الخامسة ، بالقول " كثر الضجيج وقل الحجيج " فما المانع من انتقاد شوائب شابت في شعيرة الزيارة المنضوية تحت شعيرة الحج.
وانهي كلامي بقبس من نور الشهداء ، والاساتذة الاسلاميين الاجلاء ، من الذين ساروا على درب الملحمة في كربلاء ، ما ابدوه في نصرة الدين والضعفاء.
يقول الشهيد مطهري ( قدس الله ثراه وجعله من شهداء درب كربلاء ) :-
"... أنا باعتباري فرداً احس بمسؤوليتي الإلهية اوجه تحذيري الى زعماء النهضة الاسلامية العظام ، وأتم الحجة بيني وبين رب العالمين وأقول لهم : ان نشر الافكار الغربية والتقاطها بإسم الفكر الاسلامي بعد اضفاء الطابع الإسلامي عليها ، سواء كان ذلك عن سوء نية أو عدم سوء نية ، خطر يهدد كيان الإسلام .
طريق المواجهة هو عرض المدرسة الإسلامية بشكل صحيح في كل المجالات وبلغة العصر.
حوزاتنا العلمية التي تموج اليوم بالنشاطات الإجتماعية يجب ان تعي مسؤولياتها العظيمة والفكرية ، يجب ان تضاعف أعمالها العلمية والفكرية عشر مرات ، يجب ان تعلم ان الاقتصار على الدراسات الفقهية والأصولية الرسمية لا تلبي حاجات الجيل المعاصر."



#صدام_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكام العرب ... لا يجتمعوا الا للقتل والغدر
- شخصية الفرد العراقي ... بين الاعتبار من تجارب الماضي ... وإن ...


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صدام الحميد - الشعائر الحسينية ... السير والتطبير ام التفكر والتبصير