أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صدام الحميد - شخصية الفرد العراقي ... بين الاعتبار من تجارب الماضي ... وإنارة دياجير المستقبل















المزيد.....

شخصية الفرد العراقي ... بين الاعتبار من تجارب الماضي ... وإنارة دياجير المستقبل


صدام الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 4760 - 2015 / 3 / 27 - 18:32
المحور: المجتمع المدني
    


شخصية الفرد العراقي ...
بين الاعتبار من تجارب الماضي ... وإنارة دياجير المستقبل
منذ ان عرف الانسان الكتابة واشرق فجر التاريخ ، ومع تعرق التجارب للوصول الى النتائج لايجاد الحلول لمشكلات العصر في زمانها ، وعلى ضوء المثل القائل " الحاجة ام الاختراع " ، أرخ الانسان تجاربه في الماضي لينهل منها جيل المستقبل ، وهكذا لتستمر الحياة على ضوء مقولة ابراهام لنكولن " ليس في فلسفتي صدفة ... فالماضي سبب الحاضر ... والحاضر سبب المستقبل ... وهكذا هي سلسلة الحياة " .
وعندما نقول تجارب لا نقصد منها المفهوم الضيق للتجارب المختبرية ، بل نقصد منها المفهوم الاشمل والاكمل لكل التجارب الاجتماعية والفكرية والعلمية التي خاضتها الشعوب بافرادها ، لكي يرتقي الانسان الى المدنية المعاصرة ، ويستغل ذلك الزخم الكبير من الادوات المادية والفكرية التي تحاكي العقل لاستلهام المستقبل عبر تأهيل شخصية الفرد وهديه الى السبل الصحيحة .
وكان لابد من تسطير هذه الكلمات في سنفونية المجد لنتغنى في التاريخ ، لتطمئن النفس وتستقر ،ولكن لا تستقر الانفس اذا تغنت على طريق الضلالة او الانحراف على ذات الطريق والعودة الى نقطة البدء ، وكأننا ندور حول دائرة ، بينما الطريق لابد ان يكون مستقيم ويتجه الى الامام ومن الممكن ان يكون به مطبات ولكن لابد من اشتيازها.
فما انزل في القران الكريم من قصص الاولين الا لكي نعتبر ، حيث قال عز وجل
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ {آل عمران/13}
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {يوسف/111}
واليوم نحن في العراق هل استفدنا من دروس الماضي وتجاربنا السابقة ؟؟!!
اقول كلا .. فلم نستفد من ماضينا لطالما لازلنا نندب التاريخ ونبكي ( على ومن ) نظم ولت واصبحت في طي التاريخ وذمته.
نعم اقل " على ومن " لانه لازلنا وبعد اكثر من عشر سنوات - على سقوط بغداد وسقوط البعث وقائده – وهنالك من العراقيين يبكون على ذاك الزمان وكأنه عصر رفاهية لا حصار ، او عصر سلام لا حروب ، او ازدهار لا انحطاط معماري وثقافي و ...... الخ ، ولو اردت ان اسطر مساوئ ذلك العصر لا اجد من الحبر والورق ما يكفي .
واما من الذين يبكون " من ذلك الزمان " فهم على نوعين ، اما متضررين منه او مستفيدين منه ولكنهم من المنافقين ، الذين اكلوا وشبعوا وكانوا من المتملقين في ذلك الزمان ولكي لا يفقدوا مكتسباتهم التي حصلوا عليها راحوا يسبون ذلك الزمان ويبكون من الم لم يصبهم ، تماماً كأخوة نبي الله يوسف ( عليه السلام ) ، وهم اشبه بالحية التي تسلخ جلدها بلون الزمان والمكان الجديد ، فلم تتغير في نفوسهم شيء ، وما تركوا عدائيتهم وافتراسهم واقتناصهم للمجتمع ولكن بدلوا جلودهم ، اما النوع الاول ممن يبكون من ذلك الزمن فهم لا يعرفون التملق ، وهم ... هم ذاتهم الفقراء ، وهم ... هم ذاتهم المضحين بأنفسهم ، وهم ... هم ذاتهم الرخيصة دمائهم ( طبعاً بنظر المتلونون ) ، وهم ... هم ذاتهم الذين لا يعرفون ما لهم ولكن مطالبين دائماً بما عليهم .
فما تغير اليوم الا رأس الحكم ... وبقيت الحاشية ذاتها من وعاض السلاطين ... ليبقى الخطأ نفسه في ذمة التاريخ .
وعودة على بدء ... فأن القران ذكر بصريح العبارة ان من يكتم الهدى والبينات التي بينها الله هم ملعونون ، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ {البقرة/159}
اذا هل نحن نستحق اللعنة ام لا ؟؟
سأترك الاجابة لكم ... واسترسل في الكلام لتجدوا الاجابة في الاستعراض التاريخي وعلى عُجالة السرد .
في قراءة لتأريخ العراق الحديث ونحن نستعرض الانقلاب على ثورة 14 تموز 1958 ، ولاننا نعيش اليوم آلام الانقلاب الاسود في تأريخ العراق بأحداث ( 8 شباط 1963 ) – رغم اني كنت اود ان اتجرد عن ذكر كلمة الاسود ، لم استطع ان اكون ناقلاً لتاريخ يوم دون ان اتعرض له بوصف الحقيقة ، حيث ان الايام التي تلت ذلك اليوم هي ايام حمراء – حيث ان الجماهير التي خرجت لنصرة الزعيم عبد الكريم قاسم قد اضمحلت وذابت بمجرد مقتل الزعيم ، ولم تبحث عنه الا في ضوء القمر ، ولم تقف الا لترفع رأسها ليلا لترى وجه الزعيم في القمر ، هذا من جانب القاعدة الشعبية او الجماهيرية .
اما من جانب الحكام من بعده فلم يتعظوا الى اليوم من الزعيم الذي قرب اليه الانتهازيين وابعد عنه الوطنيين – ولا اعلم السر وراء ذلك – فقد عاش الزعيم بسبب ذلك في عزلة عن النصيحة والاستشارة الوطنية ، واغفل بصره عن الجرائم التي يقوم بها الانتهازيين ، وكانت اول جريمة اغفل النظر عنها هي مقتل العائلة الملكية ونوري سعيد باشا ، وتركهم يسحلون في شوارع بغداد ، لا اعلم اغض البصر ام امر بذلك ام فرح بذلك ، تكون سنة ومنهج وعادة اجتماعية بعد ذلك القتل في الشوارع والتمثيل بالجثث ، ولا ادري ما يقول اطباء النفس في تأثير ذلك على نفوس الشعب ، ولكن اعلم علم اليقين ان له اثر سيء جداً بالتجرؤ على خلق الله من النفوس المحترمة ولاجله نهانا رسولنا الاكرم ( صلى الله عليه واله وسلم ) من التمثيل ولو بالكلب العقور .
واليوم نعيش نفس الايام العصيبة من تاريخ العراق ، وكان الزمان قد وقف دون حراك ، والمكان هو المكان ، ولكن الوجوه الحاكمة تغيرت ، والشعب هو ذاته ، والانتهازيين من وعاض السلاطين باقين ذاتهم ، نعم لم يتغير المخرج والمسرح والجمهور والممثلين والكمبارس ، فهل نستطيع ان نغير الحدث قبل ان يسدل التاريخ ستاره ، وهل نستطيع ان نجد البطل ... بل الابطال ... وفي تأريخنا الابطال كثر ... ولكن في العراق على عكس المألوف في النصوص حيث يعيش البطل ويموت الاشرار ، الا في العراق المعادلة عكسية ، دائماً يموت البطل ليصبح في ذمة التاريخ ، لننشده في اشعارنا الحزينة ونبكي عليه ، او نستحضره في مرحلة ما لغرض استغلال الجماهير ، كما استغل الحكام العباسيون شعار ثارات الحسين ليستولوا على مقاليد الحكم ولقرون .
ان العراق لا يكتسب مما اصابه شيء من القوة ، وكأنه مصاب بمرض " نقص المناعة المكتسبة " ، حيث انه لايزال يحارب نفسه ، وحيث ان الجسم المصاب بهذا المرض لا يملك من الذاكرة شيء ولا يميز بين ما هو نفسه وما هو غريب عن جسمه ، ولطالما لازلنا لا نميز بين ما هو مشروع وما هو غير مشروع ، ومن هو فاسد ومن هو غير فاسد ، لن نتعالج ولن نشفى .
لازلنا نشخصن الحكم ... ونعلق الامال على فرد وفق نظرية " القائد الضرورة " ... ولا نسعى لايجاد الحلول ونبحث عن المشاكل لتعريقها في نفس الفرد العراقي ، اننا لا نفكر بالمستقبل حتى فاننا ننتظر الكارثة تحل علينا لنرد عليها ، فمتى نُمَنِع انفسنا من الامراض لكي لا نمرض ؟؟ ، ومتى سندرس الامراض لكي نتعالج منها ؟؟ ، وخصوصاً ان الكشف المبكر للمرض يعطي بريق امل واسع وكبير في العلاج ... ولكن عند استفحال المرض لا يمكن علاجه.
فعلينا ان لا ندع الدماء الطاهرة التي تقربت الى الله بالشهادة من اجل الانسان والانسانية تذهب سداً ، ولنقف معا صفاً واحداً من اجل بعث روح الشهداء ، ولنكن لهم اوفياء ، فان العراق يستحق المجد والخلود لطالما فيه العظماء ، ولا ندع دمائهم تتسامى وكانهم ذبحوا لاجل ان نعود الى الوراء.
فرحم الله السيد الشهيد محمد باقر الصدر الذي قال " اني ارى ... ان استشهد لتستثمر الجماهير دمي ، المهم ان اعمل ما اعتقد انه يخدم الاسلام حتى لو كان ثمنه حياتي ولا افكر بنصر سريع " .
فهل نصرنا السيد الشهيد ؟؟ ... اترك الاجابة لكم ولكن اعلموا انه كان يعلم ان النصر ليس قريب . لعلمه ببواطن النفوس ... وغريزة حب الذات التي لطالما انتقدها وأراد منا ان نسعى لمحاربة النفس الأمارة بالسوء .



#صدام_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صدام الحميد - شخصية الفرد العراقي ... بين الاعتبار من تجارب الماضي ... وإنارة دياجير المستقبل