أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان الهواري - قربان الزهراء في ليلة الشهادة














المزيد.....

قربان الزهراء في ليلة الشهادة


سليمان الهواري

الحوار المتمدن-العدد: 4804 - 2015 / 5 / 12 - 17:05
المحور: الادب والفن
    


بيروت و الليل و هذا الصمت القاتل ،، وحده نبض قلبك يدوي في الضاحية ،،
و ألم بحجم السماء ،،
القهر يذبحني ،، نطقتها أم ساجد و قد ترسب في عينيها ملح آخر الدموع ،،
ساجد ياسمين الشام ،، ساجد ضحكة دمشق و باكورة الايام ،،
مذ حلت الغربان بحي الميدان ، لملمت زينب آخر اشيائها ثم عانقت صورة زوجها الشهيد و ركبت موج الرحيل ،،
ثلاثة صبيات و رابعهم ساجد ،،
مسافة الرحلة بين السيدة زينب و بيروت كانت كافية ليصير ساجد رجلا ،، و ما اقسى ان تغادر الصبا في ليلة و تصير رجلا ،، ليلتها سمع كل من كان في الطريق الى بيروت صوتا مثل تمزق السماء او تمزق الروح ،، لا فرق ،
ساجد رجل البيت و هو الابن و المعيل و هو كل شيء ،،
اربع سنوات من عمر المحنة كانت كافية لتتزوج بنتا الزهراء وراء البحار و تتفرغ زهراء أم الصبر لصغيرتها العليلة في احدى ضواحي الضاحية ،،
ساجد كراء الشقة الصغيرة ، ساجد فاتورة الماء و الكهرباء ، ساجد الدواء ، ساجد ،، الحمى تاكل لحم أختك يا ساجد ،، وحدها زهراء واقفة كالجبل في وسط الاعصار و هي التي ينخر الحزن جسدها النحيل كل لحظة اكثر ،، زهراء لا وقت لديها لكي تمرض او على الاقل لتعلن مرضها ،، زهراء بنت الوجع الصامت ،
الليلة يا زهراء غربتك الثانية ،،
اي قلب يحضن وجع أم تستعد لوداع ابنها الوحيد الذي سيغادر الى الجبهة بعد ساعة ؟
ساجد يعانق أمه في غرفتها و هو يجاهد نفسه الا يضعف في حضنها ،،
ادع لي يا أماه بالشهادة ،، ادع لي بالرضى ،،
كانت كلمات ساجد في أذن زهراء كما سكين يمزق الصدر ،، خليط من المشاعر يملأ زهراء و صور ساجد تهطل عليها لحظة واحدة ،، ساجد يضحك ساجد يلعب ساجد يبكي ساجد يستظهر دروسه ساجد يداعب شعيرات لحيته الاولى ساجد يتسلم شهادته ساجد يقبل يد امه ساجد يصلي ساجد ساجد ،، ساجد يلتحق بصفوف حزب الله ،، ساجد يودع أمه و الوجهة الشهادة ،،
هذه الليلة كان الوضع متوترا في البقاع و القلمون تشتعل أكثر ،، و ساجد ينحني ليقبل يد أمه للمرة الاخيرة قبل ان يغادر ،،
زهراء تجمع نفسها و تركن في مصلاها ،،هو آدان الفجر ،، و هو الدعاء ،،
اللهم انك تعلم ان لا شيء اغلى من الشهادة ، و انه ابني الوحيد ،، اللهم ارض عنه كما هو قلبي راض و ارزقه ما تحبه لعبادك الصالحين ،، اللهم ارزقه شفاعة الزهراء و صحبة الحسين ،، اللهم تقبل منا هذا القربان ،،
سجدت زهراء و وحده الدعاء ظل يغطي السماء



#سليمان_الهواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبيبتي و ليلة بحر
- أحذرك .. فاسمعيني
- على قيد اشتياقك ،، أنا أعترف
- أنا أعترف
- الحب .. اكبر من قصيدة
- لي رغبة
- نبي للعشق جئتك
- قل لا يستوون
- اروني زلال الغرام
- سميتك شهقة الارض
- ساقترفك قصيدة عشق
- قبليني ثأرا ،، او ضميني كما ترغبين
- مواسم الشوق
- حب و نبيذ على مذبح الصلاة
- صباح منقوع في بلل انثى
- قلب الحرف انت
- حيثما كنت ارفعي عينيك
- نصف أرض .. و ألف شوق
- ثم كبرت صلاة ولادتي
- حين كان عطرك .. أقرب مني الي


المزيد.....




- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...
- محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي ...
- بعد 35 عاما من أول ترشّح.. توم كروز يُمنح جائزة الأوسكار أخي ...
- موقع إيطالي: هذه المؤسسة الفكرية الأميركية تضغط على إدارة تر ...
- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان الهواري - قربان الزهراء في ليلة الشهادة