أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نوري بريمو - الحكم على أبو صابر لم يكن مفاجئاً...!؟














المزيد.....

الحكم على أبو صابر لم يكن مفاجئاً...!؟


نوري بريمو

الحوار المتمدن-العدد: 1333 - 2005 / 9 / 30 - 10:38
المحور: القضية الكردية
    


لم يكن هذا الخبرُ أمراً مفاجئاً بالنسبة لي...!؟،فالحكم بالسجن ((سنتين ونصف مع الأعمال الشاقة)) الذي أصدرته محكمة أمن الدولة العليا بدمشق بتارخ 25-9-2005 م، بحق الأستاذ محمود علي (أبو صابر) عضو اللجنة السياسية لحزب الوحدة الديموقراطي الكوردي في سوريا ـ يكيتي ـ ،على خلفية تلك الزيارة الإعتيادية التي قام بها ضمن وفد قيادي من حزبنا إلى كوردستان العراق لتقديم التعازي لإخواننا الذين فوجعوا بهَولِ جريمة هولير شباط 2004 م...،هو أقل ما كنت أتوقّعه من سلطة برهنت وتبرهن يوماً بعد آخر على أنها تعسفية ولن تتخلّى عن عسفها مهما ضاق بها الحال.
وأظنُّ بأنّ الخبرَ لم يفاجئ الكثيرين من المواطنين السوريين المهتمين بالشأن السياسي العام وخاصة الذين دفعوا فواتير مظالم هذه السلطة وتعرّفوا ـ نتيجةً لخبرتهم العملية التي إكتسبوها جرّاء معاناتهم اليومية ـ على طبائعها الإستبدادية في شتى مناحي الحياة وخاصة في مجال الحرّيات العامة وحقوق الإنسان ،حيث يتم حكم البلاد وفق أساليب إستيخباراتية تستنبط قوتها من سريان مفاعيل حالة الطورئ التي قضت لأكثر من أربعين سنة بالسجن المؤبد على الداخل السوري بمختلف مكوناته القومية والدينية و...الخ،إذ لم يسلم أيّ مواطن مهما كان شأنه ـ خاصة إن لم يكن موالياً للبعث ـ من هيمنة الأحكام العرفية السائدة .
أما الطريف ـ المضحك المبكي ـ في أمر أهل الحكم...!؟،فهو أنّه حتى الرئيس بشار الأسد الذي هو رأس النظام ،لم يفلت في أحيان كثيرة من لدغات تلك الطغمة القابضة على زمام الأمور،وبهذا الصدد فإنه ذات مرّة تعرّضت مقابلة أجرتها إحدى الجرائد الأجنبية مع الرئيس نفسه ،لمقص الرقابة الذي لم ولا ولن يرحم أحداً ،إذ أنه أي ـ ذلك المقص ـ أعطى الحق لنفسه بأن يحذف أثناء ترجمة نص المقابلة إلى العريبة أكثر من ربعه ،ولم تنشر منه جريدة تشرين الرسمية في حينه سوى تلك الفقرات التي توافقت مع مزاج ومصالح أصحاب السيادة والنفوذ الحقيقيين في البلد .
وهذه المرّة أيضاً جاء قرار محكمة أمن الدولة العليا ذات الصيت السيّئ واليد الطولى في مجال إطلاق الأحكام العرفية ،قراراً وجاهياً لا قانونياً ،لتضرب بعرض الحائط مصداقية ما أكّد عليه الرئيس في مقابلته مع قناة الجزيرة بُعَيد أحداث القامشلي الدموية بقوله: ليس هنالك أية أيادٍ خارجية وراء تلك الحوادث المؤسفة...!؟،إذ أنّ المحكمة لم تبالي بذلك التصريح الرئاسي بل إنها أصرّت دون أي وجه حق على إلصاق تهمة (( التعامل مع الخارج )) برفيقنا محمود…!؟،أي بعكس ما صرّح به الرئيس بشفافية للملئ...!؟،وذلك لمجرّد تصادف زيارة الوفد إلى كوردستان مع حدوث تلك الهجمة الشوفو ـ فاشية المباغتة على الشارع الكوردي في أذار 2004 م .
ولما كانت محاكمة النشطاء السياسيين تجري وفق هكذا منوال تسلّطي جائر...،فلا يمكننا تشبيه حال المحاكمات السورية الصورية هذه سوى بحال شريعة الغابة...،خاصة إذا ما كان للقبضة الأمنية هكذا صلاحيات مطلقة تخوِّلها بالدّوس على تصريحات رئيس الجمهورية نفسه...!؟، فما بالكم حينما يتعلقّ الأمر بمحاكمة رجل قيادي كوردي مدافع عن القضية الكوردية ومهتم بالشأن السياسي السوري بشكل عام .
وللعلم فإن هكذا أحكام عرفية باتت تطال القاصي والداني من المواطنين السوريين،سوف لن تتمكن من إخافة أصحاب المصلحة الحقيقة في إنعاش عملية التغيير الديموقراطي القادم إلينا لا محال ،بل بالعكس إن مثل هذه الإنتهاكات المفضوحة لحقوق الإنسان ستقوّي من عزيمة تلك القوى والفعاليات المساهمة في الحراك الديموقراطي الجاري لدَمَقْرَطة البلد بالوسائل السلمية اللاّ عنفية ،والتي قد يكون بوسعها توفير المخارج الكفيلة بالتخلّص من هذا الطوق الشمولي القابض على رقاب ومصير مختلف مكونات المجتمع السوري .
لكنّ مثل هكذا منحى محاكماتي فوقي ساري المفعول ،سيبقى يلقي بظلاله المرحلية المخيفة على حياة جميع السوريين دون إستثناء ،كونه سيدحرجهم إلى سرداب مظلم من الشعور بالمحبوسية والقهر ،ما من شأنه دفع أبناء البلد صوب المزيد من الإحتقان السياسي الذي قد يؤي إلى ردود أفعال غير مألوفة قد تهدد السلم الأهلي في البلد .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
*عضو اللجنة السياسية لحزب الوحدة الديموقراطي الكوردي في سوريا ـ يكيتي ـ



#نوري_بريمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصان طروادة الشرق أوسطي
- أوراق القوة الكوردية باتت متوفرة
- ثقافة مقاومة.... أم مقاومة الثقافة...؟
- تبت يدا أبو مصعبٍ وتبَْ...!؟
- العراق الجديد إلى أين يسير
- نِعْمَ الاختيارـ الطالباني رئيساً مُنتَخَباً لعراق ما بعد صد ...
- صبراً أيتها الشعوب المقهورة.....إنّ موعدك هو الديمقراطية...! ...
- من أجل أوطان
- بين حانة و مانة ضيّعنا لُُحانا...!؟ حيرة الحركة الكردية في س ...
- المرأة الشرقية بين سندان العادات البالية ومطرقة الرجال العرف ...
- كي تكونوا خير أمة أُخرِجت للناسِ جميعاً ...!؟
- الفتـنة أشـدّ كـفراً مـن القـتل...!؟. محمد سيد رصاص ـ نموذجا ...
- العلاقات الاخوية الكردستانية بين المشروعية القومية ... والمم ...
- الحج لايمكن أن يتم بالمراسلة
- العالم الحاسم ...
- العامل الحاسم
- بين الميشيلين عفلق وكيلو... هل ثمة قواسم مشتركة...؟
- المجلس العام للتحالف يجتاز عتبة عامه الرابع رغم الصعوبات
- لماذا هذه المعزوفة ..؟!


المزيد.....




- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...
- مميزات كتييير..استعلام كارت الخدمات بالرقم القومي لذوي الاحت ...
- تقاذف الاتهامات في إسرائيل يبلغ مستوى غير معهود والأسرى وعمل ...
- غورغييفا: 800 مليون شخص حول العالم يعانون من المجاعة حاليا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نوري بريمو - الحكم على أبو صابر لم يكن مفاجئاً...!؟