أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نوري بريمو - بين حانة و مانة ضيّعنا لُُحانا...!؟ حيرة الحركة الكردية في سوريا ـ نموذجاً















المزيد.....

بين حانة و مانة ضيّعنا لُُحانا...!؟ حيرة الحركة الكردية في سوريا ـ نموذجاً


نوري بريمو

الحوار المتمدن-العدد: 1137 - 2005 / 3 / 14 - 10:00
المحور: القضية الكردية
    


الحيرة والضياع...!؟،هذا هو حال أبناء شعبنا الكوردي في سوريا الذين ارتبط مصيرهم وفق اتفاقية سايكس ـ بيكو عام 1916،بمصير جيرانهم العرب السوريين الذين يشكلون بتعدادهم السكاني الأكثرية القومية في البلد...،وهنا بالضبط تكمن معاناتهم الحقيقية وشعورهم بالتنكّر والتمييز والغبن ،فبين استحقاقات هذا الانتماء القومي الكوردستاني اللاإرادي وذاك الإلحاق الوطني السوري القسري ،تتأرجح مشاعر وأحلام المواطن الكوردي وينقلب من إنسان عادي له مشاعر وآمال وتطلّعات...،إلى مجرّد كرة يتم تقاذفها ما بين هذا الشقيق القريب منّا رحماً والبعيد عنّا مسافة وذاك الجار القريب منّا مسافة والبعيد عنّا رحماً...!؟، فتضيع الطاسة كما يُقال وتتشربك الأمور وتتعقد المسائل والحياة مع انقضاء الأيام ،وتصبح المسألة أي الدعوى أشبه ما تكون بلعبة شد الحبل ما بين هذا الحلم القومي الكردستاني وذاك الشعور الوطني السوري...!؟.

هذا ما يحدث للمواطنين الكورد العاديين الذين تصطدم جلّ طموحاتهم بمرارة الواقع ويتحول ذلك الواقع إلى معاناة وحرمان لمجرّد أن تراودهم مثل تلك الأحلام القومية الممنوعة في نظر الأكثرية السائدة...!؟,لكن عندما يتعلق الأمر بخطاب الحركة الوطنية الكوردية التي من حقها الطبيعي أن تحسم الأمور كما يجب أي كما تقتضيه المصلحة القومية لشعبنا المضطهَد ، بالتوافق مع المصلحة الوطنية لسوريا...، يصبح للحديث معنىً آخر وأولويات أخرى ،إذ لا يمكنها أبداً أن تسلك أحزابنا سلوك الأفراد لكونها بمجموعها حركة سياسية تمثل الكورد جميعاً وبالتالي فعليها أن تخوض نضالها كفعل مرهونٍ بإطار الممكن والمتاح والمراد في آن واحد ،وأن تبحث عن موجبات العمل السياسي المنتج وفق الظروف الموضوعية الراهنة و الذاتية الوافرة والتي من شأنها ـ إن أحسننا الاستفادة منها ـ أن تجلب لشعبنا ما هو حق مشروع حتى ولو كان ذلك الخيار غير مُستَحَب لدى البعض أو غير مباح في نظر الآخرين...!؟، وبالتالي يغدو من واجبها كمرجعية سياسية أن تشخص الحالة السياسية القائمة ثم تختار لنفسها موقفاً عقلانياً وأسلوباً وقائياً وموقعاً صحيحاً في الوقت المناسب دون أي تردد يذكر ،أي أن لا تبقى تائهة كما المواطن العادي لتتأرجح بين هذا الخيار المقبول أو ذاك اللا مقبول لدى الطرف المقابل سواءً أكان المعني بالأمر جهة مجتمعية أكثرية أو طرفاً سياسياً موالياً للسلطة أو معارضاً لها .

وبعيداً عن فلسفة تعقيد الأمور وبالركون إلى قوة العقل والمنطق بدلاً من الحيرة القاتلة والتخوّف المفرط من خلفيات وتداعيات ونتائج خطابنا وسلوكنا ومستوى أدائنا ونمطية تفكيرنا ،مع قليل من الجرأة في الطرح والوضوح في الرؤيا وبالاحتكام إلى لغة الحساب والتحسّب مع احترام رؤى ومقدسات الغير...،تصبح المسائل أكثر سهولة والأبواب أكثر مشرَعة والأجواء أكثر ألفة،وتغدو معها آفاق تفعيل العمل وفسحة تحقيق الأمل أكثر وسعة ومردودية .

ولكن مهما كان حال المعادلة السياسية الكوردية في سوريا ،ومهما كان واقع المجتمع الكوردي يطاق أو لا يطاق ،فإنه تبقى هنالك ثمة أجندة وتوازنات كثيرة ستفعل فعلها السلبي أو الإيجابي في المنحى الذي تسير وفقه حركتنا الديمقراطية ،وستكون هنالك عوامل معيقة وأخرى مسّهِلَة ستلعب دورها المفروض بأي شكل من الأشكال :

1ـ شكل السياسات والعلاقات الدولية والإقليمية المهيمنة على العالم والمنطقة الشرق أوسطية في هذه الأيام التي يبدو أنها ستشهد الكثير من المتغيرات والمفاجئات بل المنقلبات المتوَقّعة منها وغير المتوَقّعة .

2ـ مدى استعداد السلطة السورية بالانفتاح على الداخل وإجراء الإصلاح السياسي الذي من شأنه وضع الحلول الديموقراطية لمختلف المسائل...،ومدى تقبّلها الانفراج على الشعب الكردي من خلال التخلّي عن عقليتها الشوفينية وعن تعاملها الأمني مع قضيته التي لازالت حتى الحين ملفاً ديموقراطياً أليفاً ينتظر حلاًّ عادلاً لا بل عاجلاً ومنصفاً .

3ـ آلية العلاقة الجدلية التي لا يمكن لأي طرف كان التخلي عنها بحكم الظروف الحالية ، والتي ينبغي لها أن تكون تحالفية لا تخالفية ،ما بين الحركة الكوردية وأطراف الحراك الوطني الديموقراطي الجاري في سوريا ،فالتوافق والبحث عن القواسم المشتركة ومراكمة المشتركات ينبغي أن يكون سيد الأحكام ،في ظل سيادة منطق ضرورة حل المسألة الكوردية في إطار الحل الديموقراطي العام في البلد .

4ـ حدود قبول الأكثرية العربية بالأمر الواقع من خلال مقدرتها على التخلّي عن تلك العقلية الإقصائية المتمادية التي تشطب على الوجود الكوردي وتتنكّر لدوره الوطني المشرّف لا بل تتهمه بالارتباط مع (( الأجنبي )) ،علماً أن هكذا اتهام هو ليس سوى ضرباً من خيال الأوساط الشوفينية التي لا يحلو لها أن يسير المجتمع السوري نحو الألفة والدمقرَطة .

5ـ نوعية العلاقات الأخوية الكردستانية التي كانت ولا تزال ممنوعة إقليمياً ومشروعة كوردياً ،إذ من المفترض اعتبارها صلات رحم وقربى طبيعية...،وهي ليست كما يعتبرها البعض تعاملاً مع الخارج ،فإخواننا الكردستانيون هناك ليسوا أجانب بل هم أقرب المقرّبين منا ،والكورد أمة واحدة مهما كانت مجزّأة ومها كثر حولها التحدي والقيل والقال .

6ـ مستوى وتيرة ومصداقية الجهود المبذولة من أجل إعادة ترتيب البيت الكوردي الذي بات ممجوجاً بالكثير من الاختلافات والإصطفافات المجاكراتية اللاّمقبولة ...!؟،ومدى قدرة الأحزاب المتواجدة في الساحة على تجاوز أزماتها الذاتية الكثيرة ،للارتقاء جمعاً إلى صيغة أو إطار شامل قد يشكل مرجعية سياسية كوردية سورية تقود النضالات بواقعية وعقلانية وأجندة هذا الزمن .

7ـ درجة تحمّل الجسد الكوردي السوري لجملة السياسات الشوفينية والضغوطات المنهالة عليه تاريخياً والتي باتت تزداد حدّة وتحرّشاً كلما ازدادت الضغوط الخارجية على سوريا ،وهنا لا بد من الإشارة إلى أنّ ما يخشاه المرء هو أن ينفد صبر هذا الشعب الآمن وأن يحدث ما لا يُحسَد على عقباه أحدٌ ،أي أن يفقد أبناء شعبنا صوابهم الوطني السوري الذي لطالما إلتزموا به في الصرّاء والضرّاء وفي أحلك الظروف السورية الماضية...!؟.

8ـ حجم المساعي الإنسانية ـ السياسية المبذولة هنا وهناك في سبيل تعريف الرأي العام العالمي بمدى عدالة القضية الكوردية في سوريا ،من خلال الاستفادة القصوى من كافة الإمكانيات والسبل المتوفّرة ووسائل الإعلام العالمية التي من شأنها تسليط الأضواء عليها .

وما بين الأخذ بهذه الأولوية المفيدة أو بتلك الأكثر فائدة وأماناً...،وما بين رجحان كفة هذا الرهان المجدي على حساب ذاك اللا مجدي ،وبالنظر لما تقتضيه مصلحة شعبنا التواق لنيل حقوقه المشروعة في إطار هذا البلد...،تكمن الخيارات المرحلية لحركتنا السياسية التي لا يجوز لها البتة أن تضيع بين حانة و مانة ،أو أن تتوه وسط هكذا متاهات وفبركات دبلوماسية عالمية قادمة ومحلية حاضرة ،مما قد يجعلها تقع في أفخاخ قاتلة تُدَحرِجها إلى مصيدة إضاعة الفرص التاريخية ،من خلال تغافلها لما يعانيه الجسد الكوردي المحتَقَن الذي ستزداد جراحه عمقاّ ونزفاً كلما جاءت الحلول متأخّرةً...!؟،إذ على عاتقها تقع مهمة تبنّي الموقف الحاسم لصالح أهدافها الديموقراطية المشروعة مع الأخذ بالحسبان خلفيات ومرامي كل الجهات و الأقطاب التي تحيط بالكورد بل تطوّقهم ، وكل من له مصلحة أو علاقة صميمية مباشرة بالقضية الكوردية في سوريا .

دون أي نسيان بأنّ خيارنا كجانب سياسي كوردي ينبغي أن يكون ديموقراطياً لا عنفياً ،فنحن شعب نعشق الحياة المجتمعية المدنية الحضارية بعيداً عن إلحاق الأذية بالآخرين ...، ونتوق إلى التمتع بالعيش المشترك مع جيراننا بحرية وأمان وبلا أي نوع من الإقصاء السياسي أو التمييز القومي أو التفرقة العنصرية بكل أشكالها وأنواعها البغيضة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* عضو اللجنة السياسية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (( يكيتي ))



#نوري_بريمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة الشرقية بين سندان العادات البالية ومطرقة الرجال العرف ...
- كي تكونوا خير أمة أُخرِجت للناسِ جميعاً ...!؟
- الفتـنة أشـدّ كـفراً مـن القـتل...!؟. محمد سيد رصاص ـ نموذجا ...
- العلاقات الاخوية الكردستانية بين المشروعية القومية ... والمم ...
- الحج لايمكن أن يتم بالمراسلة
- العالم الحاسم ...
- العامل الحاسم
- بين الميشيلين عفلق وكيلو... هل ثمة قواسم مشتركة...؟
- المجلس العام للتحالف يجتاز عتبة عامه الرابع رغم الصعوبات
- لماذا هذه المعزوفة ..؟!


المزيد.....




- تعذيب وتنكيل وحرق حتى الموت.. فيديو صادم يظهر ميليشيا موالية ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون شخص في غزة يواجهون انعدام الأمن ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون غزي يواجهون انعدام الأمن الغذائ ...
- زاخاروفا تضيف سؤالا خامسا على أسئلة أربعة وضعتها برلين شرطا ...
- مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلس ...
- الأردنيون يتظاهرون لليوم الرابع قرب سفارة إسرائيل ومسيرات بم ...
- أكاديمي أميركي: المجاعة في غزة قد تتسبب بإدانة إسرائيل بالإب ...
- حرية الصحافة في أوروبا.. بين القرارات البرلمانية والتطبيق عل ...
- اعتقال 3 أشخاص بعد اكتشاف مخبأ أسلحة في مرآب سيارات في شمال ...
- إصابات.. الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة والقدس


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نوري بريمو - بين حانة و مانة ضيّعنا لُُحانا...!؟ حيرة الحركة الكردية في سوريا ـ نموذجاً