أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الأول














المزيد.....

كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الأول


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4795 - 2015 / 5 / 3 - 22:03
المحور: القضية الكردية
    


إخوتي الكرد والعرب احذروا التاريخ المدون من قبل السلطات الشمولية.
من السذاجة البحث في قضايا أثارها البعث سابقا لغاية، وخاصة تلك التي تعد بحكم المطلق، ككردستان، من حيث الوطن الفعلي للكرد، وحقيقة هذا الوطن، ووجوده وجغرافيته وتاريخه، والعوامل السياسية والاقتصادية التي مزقته، وأدرجته تحت استعمار استيطاني، من قبل مستعمرين آنيين. والبحث أو التنقيب عن الوثائق ودراسة تاريخ كردستان والأمة الكردية على بنية دحض الآخر الرافض لماهية الكرد، جهود غير مثمرة، فلا قوة ثقافية وحجة علمية يمكن أن تقنع مستعمري كردستان، ولا الكتاب الذين ينهلون من ثقافة البعث فقط، المتراكمة عليهم على مدى عقود بل وأجيال سابقة القبول بالكرد وطنا وشعبا. لا المستند الحقيقي، ولا المنطق العلمي يمكنهما أن يؤكدا للآخر الملغي لحقوق الفرد والشعوب أنهم على الباطل ناهيكم إقناعهم بالعدالة الإنسانية في القضية الكردية. يجدر بالمتتبعين للشأن الكردي أن يكونوا متطلعين على حيثيات التاريخ بكليته، لينتبهوا إلى البحوث الأكاديمية والمصادر والوثائق التي ظهرت وبشكل مكثف في المواقع والمراكز العلمية التاريخية، الدارسة لمجمل المراحل الزمنية، الغارقة في القدم إلى يومنا هذا، كيف تثبت بما فيه الكفاية أن كردستان جغرافية نهبها الآخرون في الوقت الذي كان فيه الكرد يشاركون في بناء الحضارات، ويدافعون عن الأمة الإسلامية على حساب أمتهم وكيانهم الكردي؛ وفي المراحل المتأخرة، كانوا يرعون الوطنية والعلاقات الإنسانية بينما كان الآخرون يتلاعبون بديمغرافية مناطق الكرد، ويخلقون الهجرات ويفرضون عمليات النزوح الاضطراري تنفيذا لبرامجهم العنصرية حيال الكرد، إلى أن أصبحت كردستان الواقع إلى وطن الحلم.
ترسخت هذه الجدلية القسرية كواقع، وهي الآن لدى الكثير حلم لا أساس علمي ومنطقي له، تلغي بأبعادها كل العهود والعقود والمواثيق، والمؤتمرات التي تناولت هذه القضية، وتدحض بذرائع مشوهة حديثا، وبوثائق مزورة، مصادر أسانيدها من مراحل تاريخ هيمنة السلطات الشمولية على مقاليد الحكم، المجندة كل خبرتها لإلغاء الآخر تاريخا وجغرافية. وأعقبت هذا بفترة تعتيم كلي على الوجود الكردي. فأبقت التذكير بهم كشعب متنقل بين الجغرافيات. واليوم تظهر مرحلة الصراع الحقيقي ضد هؤلاء؛ حيث لم يعد بإمكانهم التغطية على واقع يتحدث عنه جميع دول العالم، لذلك يلجأون إلى التحايل على التاريخ والتزوير فيه، بعرض وثائق ودراسات مشوهة، منها مبنية على ماض موبوء بالتزوير والتلفيق، ونادرا ما يتحلى كتاب وإعلام القوى المستعمرة لكردستان بمنطق الحق والدراسات العلمية أو عرض الوثائق المعترفة بها دوليا، ومعظمها تستند إلى الدراسات التي فبركت في الأقبية الأمنية، للسلطات الشمولية، حين بدء مرحلة ظهور الصراعات القومية، وبعضها تعود إلى مراحل سابقة لهيمنة السلطة الشمولية، مسنودة إلى المفاهيم الملغية للشعوب غير العربية، والمستسقاة من المنطق القريشي الملغي لحق الآخرين في ريادة الإسلام، وحصرها على ذاتهم، وهي نفسها التي تطورت وتشبعت على مدى قرون إلى أن بلغت أوجها مرحلة ظهور النزعة القومية، فتمسك بها العروبيون والفرس والطورانيون، في الوقت الذي كان فيه الكرد والأمازيغ والأقباط منهمكين في الأبعاد الوطنية وتوثيق روابط التآخي والعيش المشترك تحت سقف الوطن.
كردستان الحلم، وستبقى كذلك، طالما استمر التشتت والضعف، وعدم إدراك بنية السلطات الشمولية وثقافتها التي غرزتها بين المجتمع، وتأثرت بها شريحة واسعة من الكتاب، ستستمر إلى جيل قادم أو أكثر. رغم انتشار المفاهيم الثورية العصرية، تبقى مرفوضة ضمنا من قبل الشريحة المنتحلة صفة المعارضة، مثلها مثل السلطات الشمولية وبدون اختلاف، وهؤلاء يبحثون لإلغاء كردستان من الواقع، ودحض كيانه في أجزائه، وتشويه تاريخه ووجوده الديمغرافي، مثلما يحصل الآن بشكل مكثف في المناطق المتنازعة عليها في العراق، وجنوب غربي كردستان، وبأساليب منمقة، وحوارات فكرية وطنية. لكن في النهاية لا يحيدون عن الغاية الكلية، وهي إنكار أحد أجزاء كردستان بكليته وأقسام من الأجزاء الأخرى، وفي حقيقتها هي دراسات هشة لا تختلف عن دراسات مؤرخ يود أن ينفي ملكية قريش للكعبة ما قبل عهد الرسول.
فمن السذاجة أن يلتهي الكرد في جدال سفسطائي، ويقوموا بمواجهة كل من حركه غيرته القومية في مهاجمة الآخرين، كالكتاب الذين ظهروا مؤخرا تحت غطاء المعارضة السورية، وبأسلوب جميل، مستخدمين المنطق الوطني، لتمرير الرغبة القومية، وتشويه الحقائق، ومن بينهم كتاب كان الأولى بهم أن يكونوا منصفين، أو ينظروا من زاوية المنطق الثوري الحقيقي، لا كما تنظر المعارضة الإسلامية السياسية العروبية للواقع والتاريخ؛ ليبرزوا مفاهيمهم بأقلام يثبتون تقديرهم على الطرفين. لكن، وللأسف يكتبون بمنطق متناقض، معظمهم لم يتخلصوا بعد من الثقافة البعثية، رغم التأثر في بعضه بمفاهيم الثورة، لكن الحيرة أو التضاربات لا تزال تتصارع في لا شعورهم، وهي معضلة معظم الإخوة من الكتاب العرب والترك والفرس، ولم يتخلصوا من الثقافات الموبوءة الماضية، لهذا تظهر دراساتهم وطروحاتهم الفكرية السياسية، تجاه القوميات الأخرى كالكرد أو الأمازيغ أو الأقباط، مشوشة، وتبين مدى شكوكهم، وإنكارهم لحقوق الآخرين، كالدراسات المعروضة بوثائق بعثية، أو غير مسنودة أو متلاعبة بها أثناء التحليل والعرض، وخاصة تلك المتناولة للوجود الكردي التاريخي في جغرافيته في جنوب غربي كردستان والمسمى جدلا ًبـ (كردستان روج آفا) أو (كردستان سوريا).


د. محمود عباس
نائب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا.
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا فعل المربع الأمني بالعامل والمستثمر الكردي-الجزء الثالث
- ماذا فعل المربع الأمني بالعامل والمستثمر الكردي- الجزء الثان ...
- ماذا فعل المربع الأمني بالعامل والمستثمر الكردي- الجزء الأخي ...
- هل ستتحرر إيران؟ ما بين لوزان وحرب اليمن -الجزء الثاني
- هل ستتحرر إيران؟ ما بين معاهدة لوزان وحرب اليمن- الجزء الأول
- إبراهيم هنانو والمقاتلات الكرد - الجزء الثاني
- إبراهيم هنانو والمقاتلات الكرد الجزء الأول
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الحادي عشر
- أخطأت السعودية الهدف
- نتيجة ثقافة الائتلاف الوطني السوري
- الأمة الديمقراطية طمسٌ للقومية الكردية
- الواقع الاقتصادي في جنوب-غربي كردستان لمحة مقتضبة الجزء الأخ ...
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء العاشر
- الواقع الاقتصادي في جنوب-غربي كردستان لمحة مقتضبة الجزء الثا ...
- الواقع الاقتصادي في جنوب-غربي كردستان- لمحة مقتضبة- الجزء ال ...
- عندما يتخلى الكردي عن سلاحه
- مستقبل جنوب-غربي كردستان-الجزء الأخير
- مستقبل جنوب-غربي كردستان الجزء الأول
- لا تموت الثورات
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء التاسع


المزيد.....




- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الأول