أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عدنان نجم - القدم الاخيرة من كرسي بثلاث اقدام














المزيد.....

القدم الاخيرة من كرسي بثلاث اقدام


احمد عدنان نجم

الحوار المتمدن-العدد: 4792 - 2015 / 4 / 30 - 22:46
المحور: الادب والفن
    


صوان و عتمة , احسست باليبوس الفرائي و انا انتقل بنظري الثقيل مثل منارة تبحث عن حطام سفينة عندما لمحت كرسي قديم وسط الغرفة ، النافذة تطل على الحديقة المليئة ببقايا السكراب و محرك سيارة رينو 16موديل 1967 ، اقتربت بثلاثة خطوات مبتذلة من نصف المكان عندما احسست ببخار رغبة ما في ان اتفحص الكرسي الذي استعبد انتباهي بمنظره الموناركي الوديع لذا قرفصت بهدوء حوله عندما احسست في تلك اللحظة برطوبة العتمة وهي تثقل سيور تنفسي الذي يتحرك داخل صندوقي الصدري الذي يمخره ثقل فيزيائي مثل اعواد ثقاب مريبة وهي كلها مشاريع للأحتراق ، اصبحت الرغبة في الاكتشاف مثل البحث في بكارة جثة بلا جنس معين ، لكن ها هو المشهد من جديد و الذي يدور حول سيارة رينو 16 موديل 1967 ! لذا اردت ان اخرج من الغرفة لتفحص تلك المنحوتة الفولاذية لكن مرة اخرى جذبني الكرسي ذي الثلاث اقدام و القدم الرابعة كانت هناك تعمل عمل مؤقت بشفتين وهو مزلاج للنافذة هذا ما رأيته للتو بعد ان تمعنت جيدا بالمحرك ، لون القدم كان باهتا و تعابير النحت التي تملئه كانت مغطاة بالطين الاسود هو ربما زيت محرك يابس و لست متأكدا من هذه المعلومة لكنه على الاقل كان اكثر تعرضا للعوامل الجوية و الاهانات من رئيس العمال الذي يدعى الزمن من باقي اقرانه الملتصقين بالكرسي الذين لا زالو يحملون نفس العز او الليبيدو في جذب الانظار نحو الحجر الاسود في داخله ، الكرسي من طراز ارابيسك و ربما لو كان بكامل تاريخه وقيافته لكان له سعر معقول ربما ! ، تذكرت المحرك وسط الحديقة لذا تركت قصة الكرسي لأقترب من الباب الشاخص وسط الغرفة مثل فزاعة لطرد غربان الغبار المتطاير مثل ندف ثلج في جو بارد ، نظرت الى المحرك و تصفحت بيداي انبوب الكابريتر لأجدها مليئة ببقايا رماد محترق ! ، تاريخ هذه السيارة بدئا من السيد هنري رينو الى البرازيلي من اصول لبنانية كارلوس غصن والذي اصبح مديرا لهذه الشركة بالاضافة لعمله السابق مديرا لشركة نيسان ! ، مليئ بالمطبات و الانجازات ، هي السيارة المفضلة لجدي و التي استعاض عنها مثل العديد منا بالتابوت غادرت الحديقة الفولاذية نحو داخل البيت و الذي غادرته الاصوات المعتادة منذ زمن طويل و اصبحت تلوكه فكوك الوحدة و اهواء الورثة التي توقفت عن الاضطرام بسبب الاوضاع الامنية التي تمر بها المدينة لبيع الآن بثمن خيالي لكن تجارة الحروب لا مكان فيها للمستجدين و الامر لا يعدو Sarx kai haima ، اسمع انفجار بعيد ، بعيد ربما و قد تبعه الصمت و لم اسمع اصوات الاسعاف و هذا بسبب لان الانفجار ربما كان بعيدا من هنا ، انطفأت الكهرباء فجأة لأستخدم الموبايل لكي انحت طريقي في الظلمة التي شققتها داخل البيت و بغمرة هذه الاجواء سمعت انفجار بعيد لذا صعدت لغرفة النوم في الطابق الثاني لأجد النافذة مفتوحه ! ، هناك خلفها تقع منارة جامع تحت الانشاء و التي راقبت سابقتها تسقط بنيران قاذفات الار بي جي قبل عدة سنوات ، بحثت عن قدم الكرسي لكنها كانت ملطخة بصبغ ما لا يرى في العين المجردة ، اختفت تماما من المكان لذا كان الكرسي الباقي وسط الغرفة هو المرشح الاوفر حظا لنزعات المطرقة التدميرية ، الانفجار من بعيد وضوء ساطع خفت بعد ان ترك بقعة حبره وسط عيني ، اتجهت نحو النافذة و بيدي فخذ من الكرسي لأغلقها ليستعبد انتباهي مرة اخرى فقاعات ملونة كبيرة تكبر و تنطفأ في السماء مثل دوائر في سطح ماء تولد وتخب ! ، ما الذي يجري !؟ ، احسست بقبضة بالفراغ وهو يسقطني بالضربة القاضية و انا اجد العالم ينتهي ، من دوني !






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شغف
- عمود و بيكتوغراف
- صور روائية
- فن الغرق
- انا جمهورية
- نصف بلا اكتماله
- حاسر
- المدنية الفردية


المزيد.....




- توقف عن التسويف فورا.. 12 كتابا تكشف علاقة الانضباط بالنجاح ...
- فيلم -ضع يدك على روحك وامشِ- يفوز بجائزة في ختام الدورة الـ8 ...
- هل انتهت أزمة الفيلم المصري؟ مشاركة لافتة للسينما المصرية في ...
- صدر حديثا ؛ من سرق الكتب ؟ قصة للأطفال للأديبة ماجدة دراوشه
- صدر حديثا ؛ أنا قوي أنا واثق أنا جريء للأديبة الدكتورة ميساء ...
- صدر حديثا ؛ شظايا الذات - تأملات إنسانية للكاتبة تسنيم عواود ...
- صدر حديثا : رواية اكسير الأسرار للأديبة سيما صير ...
- -أتذوق، أسمع، أرى- لـ عبد الصمد الكبّاص...
- مصطفى محمد غريب: خرافات صنع الوهم
- مخرج إيراني يفوز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان باكو السينمائي


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عدنان نجم - القدم الاخيرة من كرسي بثلاث اقدام