أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جوابره - من كي الوعي إلى شيطنة الانتفاضات الشعبية














المزيد.....

من كي الوعي إلى شيطنة الانتفاضات الشعبية


محمد جوابره

الحوار المتمدن-العدد: 4788 - 2015 / 4 / 26 - 19:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما اشتدت حدة التناقضات وتوسعت رقعه الصراع وتناثرت الرؤى والأفكار بين قوى تسعى للمزيد من سفك الدماء دون أي وازع أخلاقي وإنساني , وتحاول جاهدة أن تبقي سطوتها وهيمنتها لإبقاء قبضتها ممسكة بكل تفاصيل الحياة ومسار تطورها الموضوعي والذي لا يمكن لأي كان أن يضفي عليه مشيئته وتصوراته ..
ومن جهة أخرى فأن الصراعات والحروب أيا كانت عقيدتها ومرجعياتها فأن ضحاياها لن يكونوا إلا من تلك الطبقات والشرائح الاجتماعية والتي كانت على مر العصور أداة البناء وأداة التضحية وأول العطاء وأخر المغانم . تل القوى التي تبحث لها عن رؤيا تشق لها دروبا بين طغيان الصراعات الدينية والمذهبية والطائفية وغير ذلك من اختراعات العقل الامبريالي وتوابعه الرجعية .
ولعل اخطر ما واكب حدة الصراع واتساعه في المنطقة العربية على وجه الخصوص إبان الانتفاضات الشعبية المحقة , والتي كانت تعبيرا ونتيجة منطقية لسنوات طوال من الطغيان والدكتاتورية وكل مظاهر الظلم والقهر السياسي والاجتماعي هو تشويه هذا الحراك وتحويل مساراته إلى مسارات مختلفة ومتناقضة تماما مع منطلقاته ودوافعه , وكما كان شعار الاحتلال الصهيوني ردا على الانتفاضة الفلسطينية الثانية "كي الوعي الفلسطيني" بهدف جعل الفلسطينيين يحرمون التفكير في مواجهة هذا العدو والمطالبة بحقوقهم المشروعة إلا وفق ما تتيحه لهم فسحة العمل ضمن آليات استمرار الاحتلال من ناحية واليات المجتمع الدولي بزعامة الامبريالية الأمريكية والأوروبية وتوابعها من الرجعيات العربي التي تعمل على إدارة الصراع بدلا من حله وفق الحقوق التاريخية المسلم بها واقعيا من الأمم المتحدة وقراراتها المختلفة .
واليوم وبعد أن مضى على الانتفاضات العربية ما يقارب الأربعة أعوام أو يزيد وما واكبها من نتائج بدأت بصعود القوى الدينية إلى سدة الحكم في أكثر من بلد " الإخوان المسلمين وحلفائهم من القوة الدينية مرورا بسعيهم إلى ديمومة بقائهم في الحكم عبر سياسة التمكين التي أدت بهم إلى التحالف أو إرضاء الأمريكان بالإبقاء على مصالحهم وإعادة إنتاج الدكتاتورية بطربوش ديني مما أدى إلى إعادة إنتاج الأزمات ومسببات الحراك الشعبي العربي وخاصة ما يتعلق بالإبقاء في دائرة التبعية والسياسية والاقتصادية وانعدام آفاق التنمية .
من ناحية أخرى فأن القوى الامبريالية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التقطت اللحظة وحولت هذا الحراك عبر القوى المحلية المتحالفة معها من أنظمة رجعية عربية أو قوى دينية متطرفة أو عملاء مباشرين منفدين للسياسات في محاوله منها لضرب محور المقاومة والممانعة .. عبر ضرب سوريا كدولة وشعب وجيش ونقلها من موقعها الممانع إلى فلك الرجعيات العربية , ومن ثم امتدت هذه العملية لتشمل ليبيا واليمن ومحاولة إخضاع تونس في نفس السياق ونقل مضامين الصراع إلى بوابات جهنم حيث تم إنتاج صراعات جديدة تحمل طابعا دينيا وطائفيا وصراعات محلية في كل بلد بهدف تحطيم الهوية الوطنية للبلد الواحد وصولا إلى تحطيم الهوية القومية الجامعة للأمة العربية عموما .
وأن اخطر ما يواجهه العرب اليوم هو تغييب العقل والوعي وإغراق الشعوب العربية بصراعات جانبية لا بد من حلها بطرق ديمقراطية تساهم في توحيد الدولة الوطنية أولا والهوية القومية ثانيا لأن مسببات ودوافع بناء الأمة في إطار قومي وسياسي واحد ضرورة لا بد منها أولا بحكم معطيات الواقع الذي يجمع هذه الأمة وتوافر كل عوامل بقائها واستمرارها وإمكانية توحيدها طال الزمن أو قصر ..
وفي نفس الوقت فأن الظروف الموضوعية التي نشأة فيها القضية الفلسطينية واستمرت كقضية صراعية مع المحتل وحاضناته , والواقع الذي تعيشه الشعوب العربية وضرورات التغيير باتجاه حل كافة قضايا والتي تتمحور بالخلاص من الاستعمار والتبعية وعملية تنموية قادرة على توظيف مقدراتها بما يخدم أبنائها ويحل مشاكلهم ويعزز دورهم على الصعيد الإنساني العالمي كل ذلك جعلنا جزءا من المعسكر الإنساني الطامح للحرية والعدالة الاجتماعية وهذا ما يجب أن يكون منطلق أي محاكمة أو محاكاة لهذا الموقف أو ذاك وهذه القضية أو تلك سواءا كانت محلية أو عربية أو عالمية .
ومن اجل كل ما تقدم فان الإيمان العميق بعدالة قضايانا الوطنية والديمقراطية والاجتماعية أولا , وثقتنا العالية بإمكانيات التغيير هو المبرر المنطقي والأخلاقي لاستمرار إيماننا بضرورة وجود حركة عربية قومية تقدمية تقدم البديل لكل ما يجري من صراعات تحمل طابعا دينيا تارة وطائفية تارة أخرى , وهذا يمثل المدخل الأساسي لأي عمل سياسي هادف ولا بد منه لتوفير عوامل التغيير ..
وإذا كان كل ما يجري يهدف إلى تغييب الوعي وتحريم العمل الثوري والمطالبة بالتغيير فان المطلوب هو التحليل العلمي السليم المبني على القناعة بعدالة قضايانا والثقة المطلقة بإمكانيات التغيير والانتقال من حالة الهزائم وتشويه الواقع إلى فتح آفاق وإمكانيات عوامل التغيير نحو الأفضل .



#محمد_جوابره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول قضية نقابة العاملين في الوظيفة العمومية في فلسطين
- صمود الشعب الفلسطيني والمهام المطلوبة
- عذرا شعوبنا العربية ... عذرا شعبنا الغالي في مصر ... نحن لن ...
- الوحدة في مواجهة العدوان
- حق العودة كحالة موضوعية
- عمال العالم في ظل المتغيرات العالمية
- الضمان الاجتماعي العام والشامل مطلب شعبي وعمالي وواجب حقوقي ...
- المرأة كحالة صراعية
- العمال الفلسطينيين ضحايا الاحتلال الإسرائيلي والعنصرية الصهي ...
- العمل النقابي العربي بين الثابت والمتغير
- حراس نار فلسطين الابدية وعروبة دمشق النابضة
- شعار -هنا دمشق - ومعركة الوعي
- فلسطين جوهر الصراع وديمومة مفاعيله
- الاول من ايار
- الرأسمالية تنزف دما من كل مساماتها
- قراءة في متغيرات الواقع العربي
- هوجوا تشافيز استحق ان نكتب عنه
- المرأة كيان مضطهد وحرية منشودة
- الحد الادنى للأجور في فلسطين .. خطوة جديدة من الاضطهاد والاس ...
- دور المنتدى الاجتماعي في صياغة البدائل


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جوابره - من كي الوعي إلى شيطنة الانتفاضات الشعبية