أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جوابره - حق العودة كحالة موضوعية














المزيد.....

حق العودة كحالة موضوعية


محمد جوابره

الحوار المتمدن-العدد: 4454 - 2014 / 5 / 15 - 15:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يبقي الصهاينة سبيلا إلا واتبعوه بغية اقتلاع شجر الزيتون الراسخ في أرض فلسطين باعتباره أهم مكوناتها الثقافية التاريخية ذو دلالات عملية ورمزية مرتبطة بحق الشعب الفلسطيني على هذه الأرض ورمز من رموز كفاح الشعب الفلسطيني من اجل العودة والدولة وتقرير المصير . وعندما فشلت كل محاولات الصهاينة في اقتلاع أشجار الزيتون وزارعيها لجئوا إلى سرقتها والعمل على تحويلها كجزء من تراث الفكر الصهيوني القائم على الزيف والخداع فهم اليوم مستعدون لدفع إثمان باهظة مقابل كل شجرة زيتون معمرة في محاولة منهم لإلصاقها بوجودهم القائم على الاغتصاب والتهجير والاستيطان والعنصرية .
وكذلك كان ولا زال حق العودة هدفا سياسيا يشغل بال كل المفكرين والعباقرة الصهاينة في محاولاتهم البائسة للنيل من الشعب الفلسطيني وحقه الأصيل على هذه الأرض فمن التهجير والاقتلاع إلى الاستيطان الواسع وسرقة التاريخ والتراث وصياغة القراءات المزورة التي لا يمكن أن تنسجم مع حامليها الآتين من كل بقاع الأرض .. وهم اليوم وبعد إعلان فشلهم وصيرورة المشروع الفلسطيني الآتي من موضوعية حق العودة وكفاحية الشعب بتمسكه بحقوقه الوطنية بشتى الوسائل والأشكال ...
تسعى الحركة الصهيونية ممثلة بأداتها الاستعمارية "إسرائيل" وتماهي حليفها الاستراتيجي أمريكا مع أطروحاتها أن تنال من حق العودة عبر المطالبة بالاعتراف بالدولة اليهودية التي من شأنها أن تخلق منظومة فكرية تبرر ارتكاب الصهيونية لأبشع جرائم العصر بتهجير الشعب الفلسطيني واحتلاله وممارسة كل أشكال الاستعمار والعنصرية بحقه . من خلال تعزيز صوابية الفكرة الصهيونية باعتراف ذاتي من الفلسطيني بإنكار روايتهم وحقيقتهم التاريخية على ارض فلسطين .
إن النكبة الفلسطينية والتي مضى على عمرها ستة وستون عاما وحق العودة كشعار ناظم وأساسي للنضال الوطني الفلسطيني وجامع لكل مكوناته وأطيافه في الوطن والشتات يؤكد موضوعيته واستحالة نفيه من الواقع .. وها هم الفلسطينيون في كل مكان يؤكدون تمسكهم بهذا الحق رغم كل المؤامرات والمحاولات والتي يشارك فيها العدو والصديق هادفين من خنق حق العودة والتحايل عليه .
إن صيرورة الصراع بين المشروع الأخلاقي والإنساني والكفاحي للشعب الفلسطيني من ناحية والمشروع الصهيوني الامبريالي الرجعي العربي يثبت كل يوم صوابية الانحياز الواضح لمضمون الصراع والقدرة على خلق حالة كفاحية قادرة على تحقيق الشعارات النابعة من طبيعة الصراع وأحداثه المتوالية .. فعلى الرغم من سوداوية اللحظة السياسية الراهنة والتي تبدو أنها في صالح معسكر الأعداء إلا أنها في نفس الوقت تحمل مضامين إمكانية تحقيق المزيد من الانتصارات والتي بدأت بالثورات والانتفاضات المتتالية للشعب الفلسطيني .. فمن إنكار وجود الشعب الفلسطيني وحقه في هذه الأرض إلى الاعتراف العالمي والصهيوني بعدم إمكانية الاستمرار بنكران وجود شعب فلسطين ومن التمسك بالاستيطان لحالة عقيدية في الفكر الصهيوني إلى تحقيق تنازلات ملموسة عنه ومن حساسية تعامل العالم الغربي مع إسرائيل كدولة ديمقراطية في واحة من التخلف والديكتاتورية إلى حالة من المقاطعة والتي يمثل أساسها البعد الشعبي في العديد من بلدان العالم وتعميم مفهوم النكبة الفلسطينية باعتبارها أسوأ عملية تهجير وتطهير عرقي قامت به الحركة الصهيونية وإسرائيل .
واليوم فان مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بالدولة اليهودية ما هي إلا تعبير عن عمق الأزمة التي يعيشها الكيان الصهيوني "إسرائيل" والقلق الدائم من مستقبل الصراع وصيرورته المنسجمة مع الحق والعدل والنضال الإنساني العادل .
إن كل ما تقدم يستدعي منا كفلسطينيين أساسا وقبل غيرنا أن نتمسك بحق العودة ونحافظ عليه محورا أساسيا في بنياننا الفكري والثقافي ورفض كل محاولات التلاعب به من خلال محاولات تقديم حلول ترضي الصهاينة والتعامل معه وكأن الفلسطينيين أصبحوا مطالبين بحل هذه القضية .
إن مظاهر التمسك بحق العودة عبر إحياء ذكرى النكبة كل عام والآخذة بالازدياد تؤكد أن لا سبيل للنيل من هذا الحق , بل أن صيرورة الفعل الشعبي والسياسي المقاوم فكرا وعملا تؤكد أن لا مفر إلا أن ينتهي هذا الصراع بانتهاء مفاعيله الأساسية طال الزمان أو قصر .



#محمد_جوابره (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمال العالم في ظل المتغيرات العالمية
- الضمان الاجتماعي العام والشامل مطلب شعبي وعمالي وواجب حقوقي ...
- المرأة كحالة صراعية
- العمال الفلسطينيين ضحايا الاحتلال الإسرائيلي والعنصرية الصهي ...
- العمل النقابي العربي بين الثابت والمتغير
- حراس نار فلسطين الابدية وعروبة دمشق النابضة
- شعار -هنا دمشق - ومعركة الوعي
- فلسطين جوهر الصراع وديمومة مفاعيله
- الاول من ايار
- الرأسمالية تنزف دما من كل مساماتها
- قراءة في متغيرات الواقع العربي
- هوجوا تشافيز استحق ان نكتب عنه
- المرأة كيان مضطهد وحرية منشودة
- الحد الادنى للأجور في فلسطين .. خطوة جديدة من الاضطهاد والاس ...
- دور المنتدى الاجتماعي في صياغة البدائل
- المتغيرات في تركيبة الطبقة العاملة ودورها، والعلاقة مع الأحز ...
- هم المواطن والهم الوطني الفلسطيني
- الانتفاض الشعبي العربي .. والدور المطلوب
- الانتفاض الشعبي العربي .. والدور الطلوب
- نحو حركة عمالية نقابية فلسطينية جديدة


المزيد.....




- أهالي رامز يحتجّون على تهديد حقّهم في المياه جرّاء تحويل منا ...
- فشل بفحص الرصانة.. رائحة كحول تفضح طيارًا قبيل إقلاعه في الل ...
- الإمارات ترحب بـ-اللقاء التاريخي- بين ترامب وبوتين في ألاسكا ...
- تصاعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة في صربيا.. والسلطات تنفي ا ...
- كيف يوظّف رئيس بنين -دبلوماسية الجوازات- مع نجوم أميركيين
- خبيران عسكريان: احتلال غزة خطة مبهمة ويُحضّر لها بالقصف والت ...
- جنازة رمزية في ستوكهولم لصحفيي الجزيرة الذين اغتالتهم إسرائي ...
- تحليل.. لماذا يُعدّ إقناع بوتين بالجلوس مع زيلينسكي الاختبار ...
- مواجهة في الظل بين تل أبيب وطهران.. هكذا تعمل إيران على إعاد ...
- نظام -العقوبات الثانوية- الأمريكية .. أداة ضغط لتحييد الطرف ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جوابره - حق العودة كحالة موضوعية