أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم فتحي - السلالات الحاكمة في السياسة والاقتصاد















المزيد.....

السلالات الحاكمة في السياسة والاقتصاد


إبراهيم فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 10:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصدرت الإيكونوميست البريطانية الليبرالية أحد أعدادها الأخيرة وعلى غلافه تنويه بمحور العدد: السلالات
الحاكمة في الاقتصاد والسياسة. وتلاحظ الموضوعات أن السلطة حول العالم تظل مستمرة بين أيدي العائلات الثرية. ففي السياسة تستمر المنافسة على الرئاسة المريكية بين عائلة بوش وعائلة كلينتون طوال سبع سنوات من التسع الأخيرة. وليست تلك المنافسة استثناء فزعماء اليابان وكوريا الجنوبية والفيليبين وبنجالاديش أقرباء لرؤساء سياسيين سابقين. ويتصدر آل غاندي الهند كما يفعل آل بوتو في باكستان. ترى هل يبدآ أبناء قادة الحزب الشيوعي الصيني على القمة أيضًا؟ وماذا عن العالم العربي وعائلاته؟ وفي أوروبا من المعتقد أن قوة العائلات أحد أسباب ظهور السياسة كحانوت مغلق. فنسبة لا بأس بها من بين جموع آخر برلمان بريطاني سابق أقرباء أعضاء برلمان حاليين أو سابقين، كما أن فرانسوا أولاند رئيس فرنسا من المعروف أن له أربعة أطفال من سيجولين رويال التي خاضت انتخابات الرئاسة عام 2007. ويتعارك ثلاثة أجيال من حزب الجبهة الوطنية على قيادته. ورئيس وزراء بلجيكا هو اين وزير خارجية سابق، كما أن أسماء باباندريو وكرامانليس لها حسابها في اليونان.
وفي الأعمال الاقتصادية تواصل الشركات العائلية الصعود، وأكثر من 90٪-;- من أعمال العالم إما تملكها عائلة أو تديرها بما فيها أكبر الشركات. وتحصي مجموعة بوسطن أن العائلات تمتلك أو تدير 33 في المائة من الشركات الأمريكية، و40 في المائة من الشركات الفرنسية والألمانية ذات الإيرادات التي تزيد عن بليون دولار في السنة.
وكان من المفروض أن تنكمش أهمية العائلات القوية في مجال السياسة حينما يحصل الناس العاديون على حق التصويت، وكان من المفروض أن تفقد الشركات العائلية أساسها حينما تستثمر الشركات المساهمة المال من ملايين المستثمرين. ولكن ذلك لم يحدث إطلاقًا، جزئيًا لأن كثيرًا من مزايا القرابة أثبتت أنها مستمرة. فالسلالات السياسية تملك مزيجًا فعالا من الأسماء المتميزة والصلات الشخصية. وتستطيع الشركات العائلية أن تكون أكثر مرونة وأبعد نظرًأ من الشركات العمومية (المساهمة). ويرغب ملاك العائلة أن تبقى شركاتها للأبناء والأحفاد طيلة أجيال، كما يستطيعون القيام باستثمارات طويلة المدى دون أن يقلقوا حول أن حاملي أسهمهم يبحثون عن أرباح عاجلة. ومهما يكن من شيء، فسلطة العائلة تطرح مشكلات أمام الجمهور، وتحسب نيويورك تايمز أن ابن أحد المحافظين لديه 6 آلاف مرة ضعف فرص أن يصبح اين الأمريكي العادي محافظًا، وابن عضو مجلس الشيوخ لديه 8500 مرة ضعف فرص الأمريكي العادي عضوًا في مجلس الشيوخ. كما أن تركيز السلطة والثروة في نخبة قليلة العدد يطرح أسئلة حول الشرعية والديمقراطية. فللسلطة العائلية جانبها المظلم، وخاصة حينما يترابط البيزنس والسياسة في شبكة مال ونفوذ، كما أن صاحب أحد المناصب سيمتلئ بحافز لاستعمال صلاته السياسية لحماية نفسه من المنافسة حين يعاد انتخابه مما يمكن أن يؤدي إلى الفساد. ووجدت إحدى الدراسات التي أجريت في عام 2003 أن شركات تمثل حوالي 8 في المائة من رأس مال العالم كله يديرها أقرباء زعماء بلادهم السياسيين. وحتى دون صلات سياسية تستطيع الشركات العائلية تأثيرًا غير صحي على الاقتصاد الأوسع. ووجدت دراسة أخرى أن أغنى عشر عائلات في البرتغال تدير 34 في المائة و21 في المائة في كل من فرنسا وسويسرا.
ويضمن وجود منافسة حماية ضد الجانب الرديء لسيادة الممارسات العائلية، وفي نظام مفتوح من الأسواق الحرة يحكمه القانون وتسائله صحافة حرة تتضاءل المحسوبية. فقوة العائلة مثل أي قوى تحتاج إلى المتابعة وإذا لم يكن من المستطاع منازعتها فلا ينبغي الترحيب بها. وكانت العائلات دائمًا في قلب الأعمال الاقتصادية، وهي من أقدم تلك الأعمال التي قامت بدور فعال في تطور الرأسمالية مثل آل بارنج وآل روتشيلد في البنوك أو آل فورد وفيات في صناعة السيارات. وكانت الشركات العائلية مثالية في توافقها مع المراحل المبكرة من الرأسمالية وهيأت اثنتين من أهم مكونات النمو الثقة والإخلاص في عالم بدائي البنوك والمؤسسات القانونية، كما أن المواصلات الصعبة وقتها ارتبطت بصعوبة قيام الأنشطة من بعد. وتتيح المشروعات الاقتصادية للآباء وسيلة لنقل ثروتهم ومكانتهم إلى الأجيال القادمة. وأحيانًا ما تفرض آليات العائلة استراتيجيات عمل الشركات، فبنك روتشيلد ساعد على عولمة المصارف حينما أرسل مؤسس البنك أبناءه الخمسة لإنشاء بنوك في بلاد مختلفة. وأسوأ شيء يتعلق بشركات العائلة هو مشكلة الخلافة، وهي صعبة في كل التنظيمات، ولكنها شديدة الصعوبة في الشركات العائلية، فهي تحصر الورثة في الأبناء ويمكن أن يكون الخيار بين أغبياء، كما ان الثراء مفسدة للأبناء. ولكن شركات العائلة من المتوقع أن تبقى ملمحًا بارزًا من الرأسمالية العالمية طول المدى المنظور بسبب اقتران عاملين. فهذه الشركات تتحسن إدراتها التنظيمية وتتعلم كيف تقلل نقاط ضعفها وتعظم نواحي قوتها. وفي الوقت نفسه فإن مركز الاقتصاد الحديث يتحول إلى أجزاء من العالم وخاصة آسيا حيث تظل شركات العائلة مسيطرة.
وقد عرفت مصر الشركات العائلية منذ مطلع القرن العشرين، وكانت أغلب الرأسمالية المحلية ذات نمط عائلي، وعلى الأخص في التجارة والزراعة. واختقت الشركات العائلية جزئيًا بعد تأميمات 1961، ولكنها عاودت الظهور بقوة مع قوانين الانفتاح الاقتصادي في السبعينيات، وقامت العائلات بتأسيس شركات مساهمة مغلقة أي دون أن تطرح حصة من رأس المال للإكتتاب العام. ويرصد د. عاصم الدسوقي أن الشركات العائلية شكلت 50٪-;- من القطاع الخاص. ولم يسمح التنظيم العائلي في الإدارة والتحالفات العائلية القائمة على المصاهرة والنسب والدمج الكامل بين الملكية والإدارة بالتطوير والمراقبة علي مصادر المال واستخداماته. ومن ناحية أخري فإن هذه الشركات كما يلاحظ د. عاصم الدسوقي تعزف عن الإستثمارات الإنتاجية وتركز علي النشاط الخدمي في الفندقة والسياحة والخدمات المصرفية والصناعات الإستهلاكية التي لا تحتاج إلي وقت طويل للإنتاج وتؤدي إلي الربح السريع .
.



#إبراهيم_فتحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الاختلال- العالمي الجديد
- تطور تقنيات الرواية في مصر
- صعود اليسار في جنوب أوروبا
- كيف قرأت أمل دنقل
- الحرب العالمية والأدب
- اليسار الراديكالي والسلطة جنوب أوروبا
- هنرى كورييل ضد الشيوعية العربية فى القضية الفلسطينية -
- الحاضر والتاريخ عند نجيب محفوظ
- حيرة ومتاهات موقتة في القاهرة
- إبراهيم أصلان ساحر البيان
- الشباب والسلطة في مصر
- مشاكل الشريعة الإسلامية والدستور المصري
- علاقة الإخوان والفاشية
- صورة العالم بين عناق مستحيل وعناق دموي -رواية -عناق عند جسر ...
- الماركسية وأزمة التقليد الإيديولوجي الليبرالي
- الماركسية - التناقض بين المنهج والنصوص
- أزمة الماركسية (1)
- أزمة اليسار
- إبراهيم فتحى - كاتب ومفكر يساري مصري - في حوار مفتوح مع القا ...


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم فتحي - السلالات الحاكمة في السياسة والاقتصاد