أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إبراهيم فتحي - الشباب والسلطة في مصر














المزيد.....

الشباب والسلطة في مصر


إبراهيم فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 4170 - 2013 / 7 / 31 - 08:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


نتغنى جميعاً في مصر، حتى الشيوخ منا، بالشباب ودورهم المجيد في انطلاق وتحول يحقق المستقبل الزاهر لبلادنا. وكان لفاعلية الشباب طوال فترة التقلبات السياسية أثر في وصول كثيرين إلى اعتقاد شائع بأن مسؤولية إدخال مصر في القرن الواحد والعشرين ومسايرة روح العصر، موكلة إليهم.

كان ذلك على رغم انقلاب الربيع في رأي الشباب المحتجين إلى شتاء يتاجر بالدين نتيجة لسنة كاملة من حكم «الإخوان». فهم استخدموا الديموقراطية أو الحرية وسيلة لإرضاء الأميركان وإضفاء شرعية كاذبة على حكمهم الاستبدادي الذي ارتاحت له إسرائيل. ويعتقد هؤلاء الشباب أن محمد مرسي عزلته ثورة شعبية كاسحة آزرتها القوات المسلحة.

ومن الملاحظ أن مصر عانت من فترتين وصفتا بأنهما انتقاليتان، فترة الحكم العسكري وفترة مرسي، لم تفعلا شيئاً لتخفيف الضائقة الاقتصادية المتفاقمة. وطبع سوء الأحوال نتائج الانتفاضات في أذهان بعض الجماهير الفقيرة الأمية وشبه الأمية بطابع العجز عن تخفيف أعباء معيشتهم التي ساءت بالنسبة إلى أوضاعها أيام مبارك. (في الحقيقة لم تقترف الانتفاضات ذنباً، فالذين بدأوها من الشباب لم يشاركوا في السلطة). ولم تخرج مصر من ثورة يناير 2011 ولم تخرج تونس أيضاً، كما لم يخرج أي بلد من بلاد الربيع العربي بصفته نموذجاً ناجحاً جديراً بالاحتذاء، بل ظل بعض الإحباط مخيماً على تلك البلاد. وظلت مصر وتونس بلدين من الممكن زمناً أن يتصفا بالاضطراب والفاقة، مهما اختلف الحكام.

ومن المعروف أن الشباب المحتجين لم يكن لديهم هدف اقتصادي سياسي أيديولوجي متكامل محدد، بل مجرد شعور بالسخط والاستياء من الأوضاع كافة. وحاولت الولايات المتحدة إعادة توجيه مسار الانتفاضات الشعبية إلى مجرى السوق الحرة أولاً. وتعلم بعض الشباب المحتجين أن الأصولية «الإخوانية» المتشددة وأصولية السوق الحرة لدى الأميركان لا تستبعد كل منهما الأخرى، بل تعملان متشابكي الأيدي، فلم يختلف الاقتصاد في عهد «الإخوان» عن عهد مبارك في تنفيذ سياسات صندوق النقد الدولي.

وتختزل الولايات المتحدة الحرية في الطقوس الانتخابية المعتمدة على تمويل الأثرياء من الداخل والخارج، وهي عملية منافسة تنفق أموالاً طائلة على الدعاية والإعلان، وتدور بين أحزاب قد يكون من الصعب التمييز بين برامجها.

لكن اقتصاد السوق الحرة لم يعمل على حل أو تخفيف مشكلة بطالة الشباب العربي المتفاقمة، فبطالتهم ضعف المتوسط العالمي، وظلت معدلات الإنفاق على التدريب لمواجهة البطالة بتوسيع فــــرص الــعمل أقل المعدلات في العالم كله، كما تقول منظمة العمل الدولية. وليس الشباب كتلة موحدة متجانســــة، فهناك فروق كبيرة بين أوضاع الشباب المتعلــــمين، أبناء الطبقة الوسطى والشباب غير المتعلميــــن أو قليلي الحظ جداً من التعليم، أبناء الأســـر الفلاحية والعمالية.

إن الفلاح الشاب مضطر للعمل منذ طفولته، والعامل الشاب يرغب في النزول إلى العمل بأقصى سرعة لأن ذلك دخول إلى عالم الكبار والقدرة المالية وقدرة تأكيد الذات. وذلك على العكس من أبناء الطبقات الوسطى والعليا، فعندهم يتيح الصعود على درجات سلم التعليم صعوداً اقتصادياً واجتماعياً، وأن يصير الطالب مدرساً أو طبيباً أو محامياً أعلى درجة.

فالمؤهل الدراسي الأعلى يرفع الذين يحملونه بمقدار محسوب ويبقي الذين لا يحملونه على الدرجة السفلى. كما أن الكثيرين من شباب الطبقة الوسطى لا يعثرون على عمل مناسب لمؤهلاتهم الدراسية ويظلون متذمرين باختلاف شباب الطبقة العليا بفضل أوضاع عائلاتهم. ويجعل انقسام حياة الإنسان إلى مراحل رئيسة ثلاث (الطفولة والشباب والشيخوخة) الشباب فئة عمرية في سنوات التكوين تهزهم التحولات ويتشربون تجربتها العاصفة بصورة أعمق وأشد حدة من الذين يصغرونهم ويكبرونهم. إنهم جيل الزلزال الذي اصطدم بتناقضات وتحولات المجتمع المصـــــري واستجاب لتحدياتها، وإخفاق الطموحات الماضية واستشــــراف آفاق جديدة، وكـــان قـــادراً على هضم وتمثل التجارب السياسية والاجتماعية بطريقة أعمق، بيد أن الشباب الذين سبـــــق القـــــول إنهم ليسوا كتلة ملتحمة متجانسة موحدة الإرادة من الخطأ اعتبارهم صفوة متميزة فوق عامة الشعب قادرة على توجيه الأحداث، فذلك يخفي انقسام الشباب إلى فئات متباينة.

ويتألف «الثوريون» الذين دار الحديث عنهم طويلاً باعتبارهم الشباب، من طلاب جامعيين ومحامين ومهندسين وأطباء ومحاسبين وصحافيين وإعلاميين وأدباء وفنانين، وينتمون في غالبيتهم إلى الطبقة الوسطى، وهم يجمعون بين ما يمكن أن يكون رأسمال وبين بيع قوة العمل في الوقت نفسه.

وفي مصر الآن يقال إنه بعد ثورة 30 يونيو لجأ بعض شباب «الإخوان» الذين تربوا على السمع والطاعة إلى وسائل توصف بالعنف والإرهاب في تحقيق مطلب إعادة مرسي إلى كرسي الرئاسة. فهم يقطعون الطرق ويعتدون أحياناً على مواقع الشرطة والجيش محدثين قتلى وإصابات، ويستخدمون كما يقال «البلطجة» في ترويع المواطنين، رافعين الصوت بأنهم استشهاديون يشنون ضد «الكفار» غزوة إسلامية إلى أن يعود الرئيس المعزول. وطبع ذلك الجو العام بالتقلقل والاضطراب. بيد أن الأمل في الهدوء يشترط وجود حكم مدني حديث تنضم إليه شخصيات ذات كفاءات عالية وتواريخ في الدفاع عن مصالح الجماهير وعن حقوق المرأة والشباب.

ويرجو كثيرون أن تتضمن حركات الشباب «الاحتجاجية» اتجاهات إلى البناء لتخفيف وطأة الضائقة الاقتصادية ويرحبون بتوطيد العلاقات المصرية - العربية ويرجون أن تؤثر تأثيراً إيجابياً في أوضاع الشباب واتجاهاتهم السياسية.



#إبراهيم_فتحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاكل الشريعة الإسلامية والدستور المصري
- علاقة الإخوان والفاشية
- صورة العالم بين عناق مستحيل وعناق دموي -رواية -عناق عند جسر ...
- الماركسية وأزمة التقليد الإيديولوجي الليبرالي
- الماركسية - التناقض بين المنهج والنصوص
- أزمة الماركسية (1)
- أزمة اليسار
- إبراهيم فتحى - كاتب ومفكر يساري مصري - في حوار مفتوح مع القا ...


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إبراهيم فتحي - الشباب والسلطة في مصر