أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين السكاف - مَنْ الذي يمثل الثقافة العراقية؟















المزيد.....

مَنْ الذي يمثل الثقافة العراقية؟


حسين السكاف

الحوار المتمدن-العدد: 1330 - 2005 / 9 / 27 - 09:26
المحور: الادب والفن
    


صحيح أن الخراب أصبح كبيراً، وصحيح أن العراق يسبح بدماء أبنائه، وما من شك بأن الإحباط والمرارة التي يشعر بها العراقي في الداخل والخارج على حدٍ سواء، أصبحت تلجم جماح الإبداع أحياناً، وتذهب بالمبدع بعيداً عن الشاشات والأوراق المكتوبة أحياناً أخرى لما فيها من زيف وابتعاد عن الحقيقة والواقع المر الذي أصبح شديد الوضوح كالشمس في كبد السماء، ولكن حين يستغل البعض هذا الواقع المأساوي، لتمرير بعض المغالطات وإعتماد قلب الحقائق، حتى تصل يد التخريب والتشويه حصن الثقافة العراقية وتاريخ نجومها، فأن الأمر لا يمكن أن يمر مرور الكرام.
كثيراً ما تستفزني بعض المقالات، ولكنها في أغلب الأحيان تكون خاوية المعنى والهدف، فتكون سهلة النسيان، ولكن الذي دعاني إلى الكتابة في هذه المرة، هو ذلك التجني الكبير على الثقافة العراقية، وذلك الهدف الغير مشروع الذي أبدته مقالة الأستاذ فيصل عبد الحسن المنشورة في موقع إيلاف بتاريخ 22. سبتمبر. 2005.
مقالة مختصرة، كل ما احتوته من حيث المعنى أو الدلالة، لا يتعدى حدود الشعارات، وكل ما بحثتُ بين سطورها عن هدف، لا أجد سوى المجاملة والتودد. هذا هو الشكل العام الذي ظهرت به المقالة، وهذا والله شانه وشأن الناشر، ولا دخل لنا في ذلك، ولا ضير منه. ولكن الذي استفزني من تلك المقالة، عبارة خطرة جداً، عبارة اختصرت الثقافة العراقية بشخص رجل واحد لم تعرفه الثقافة العراقية إلا لكونه صحفي أو رجل يمتهن الإعلام، وهذا الحيز البسيط من عالم الثقافة العراقية الواسع، لايمكن له أن يختصر كل مجالات الثقافة ليصبح هو الدالة الوحيدة إليها، بل، ليس هناك مجال ثقافي بعينه يمكن أن يكون تلك الدالة الوحيدة على الثقافة بأكملها.
العبارة التي كُتبتْ في المقالة تقول " (هو) قامة عراقية من القامات التي نفخر بها والرجل صاحب فضل كبير على الثقافة والمثقفين العراقيين. " وهنا أضع كلمة " هو " بين قوسين كوني استعضت بها عوضاً عن اسم الشخص المعني، كونه ليس المعني بكتابتي هذه، ربما لم يكن على علم بما كتبه السيد صاحب المقال، وهنا أسأل " هل هناك شخصية عراقية أو قامة أدبية كانت أو فنية، لها ذلك الكم الكبير من الفضل على الثقافة والمثقفين العراقيين؟ ". والجواب البديهي على هذا السؤال سيكون النفي، وربما يصل إلى حد الإستحالة، والسبب بسيط، كون أن الثقافة عالم واسع يجمع كل أبواب وزوايا الإبداع. الثقافة التي تميز بلد كالعراق، سماء واسعة تسبح في فلكها نجوم إبداعية لا تعد ولا تحصى، وبأشكال وألوان وأحجام يختلف بعضها عن بعض الآخر، وكل نجم يأخذ حيز بسيط من ذلك الفضاء الكوني الرحب - سماء الثقافة -، ومن هنا يستحيل علينا أن نختصر السماء بنجمة واحدة مهما بلغ حجمها، فما بالك بتلك التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة؟، لا أحد يختلف معي إذا قلت أن نجوم الثقافة العراقية، والتي أصبحت دليل كل باحث في عوالم الإبداع العراقي، كنجم السياب والجواهري وغائب طعمة فرمان وحقي الشبلي وصالح الكويتي والحاج زاير وعزيز علي والملا عبود الكرخي وجواد سليم، والأغاني والأهازيج الشعبية، وجميل بشير وجبوري النجار وحضيري أبو عزيز وغيرهم الكثير ممن كان لهم التأير الواضح في جوانب الثقافة العراقية المتعددة الوجوه والمشارب، هم نجوم لها تأثيرها المهم في تكوين سماء الثقافة العراقية – هنا أتحدث عن حقبة زمنية قصيرة من تاريخ الثقافة العراقية لا تتعدى النصف قرن -، ولكني متأكد من أن لا أحد سيقف بجانبي إذا أردت القول، بأن أحد تلك النجوم كان له الفضل الكبير على الثقافة والمثقفين العراقيين، لأني بذلك سوف أبخس دور النجوم الأخرى.
هنا أتذكر قول ذلك الشاعر الجليل الذي قال لي ونحن نقرأ بعض أبيات شعرية ركيكة كتبها شخص توهَّم بأنه شاعر، قال لي صديقي الشاعر حينها " أتعجب من إنسان يكتب بشكل هزيل يثير السخرية ويفضح الجهل الذي يعتريه، ثم يضع إسمه على ما كتب وينشره، إن مثل هذا التصرف يوحي لي بأن الأسم الذي يحمله ذلك الإنسان، لا قيمة له، ولا يحضى بإحترام الإنسان نفسه، فكيف يطلب منا أن نحترمه كشاعر؟.
تلك المقولة التي طبعها في ذهني ذلك الشاعر الجليل، أصبحت تستحضر نفسها أمامي كل ما شرعت بالقراءة، ولا أدري هل هذا من حسن حظي أم من تعاسته؟
أعود مرة أخرى إلى ما كتبه السيد عبد الحسن في سطور الإطراء والتودد التي نشرها ووقعها باسمه الصريح، فيقول " كان رجل وحيد منفيا في لندن لا يملك من المال إلا القليل ولكنه يملك القلم الشريف والرأي الحر ومحبة العراق وأستطاع هذا الرجل أن يجمع حوله من رجال المال العرب ومن الكتاب العراقيين ما أعاد بناء الثقافة العراقية من ركامها وخرابها. "، وهنا أسأل، متى كانت الثقافة العراقية ركاماً وخراباً؟ كيف حدث هذا والمئات من المبدعين العراقيين يناضلون بكل قدراتهم لخدمتها ورفدها بكل مستجدات الساحة الإبداعية العالمية كي تبقى شامخة إلى الأبد، من داخل العراق، أو بعيداً عن يد الدكتاتور الغادرة، ؟ وإذا إتفقت جدلاً مع ذلك القول، فهل لمثل الشخص المعني بمقالة الأستاذ، أن يعيد ثقافة بلد تاريخه يمتد إلى بداية الخليقة؟.
لم يكتف الأستاذ في مقالته بالتجني على الثقافة العراقية التي لم ولن يمثلها شخص واحد بعينه مهما كانت قامته الإبداعية، بل ذهب إلى مجال السياسة، فجعل من الشخص المعني بطلاً اسطورياً، عمل على توحيد كلمة المعارضة العراقية التي لم تتوحد في يوم ما، فيقول، " وله الفضل الأكبر في جمع المعارضة العراقية وتوحيد كلماتها ضد نظام الطاغية صدام حسين " ترى هل يوجد حقاً شخص فعل هذا؟، وأين كانت الصحافة والإعلام حين حدث ذلك الحدث العراقي المهم، لماذا لم نسمع عنه من قبل؟، أم أنه حدث لا يعلم به إلاّ الله وكاتب المقال؟.
ربما كان المقصود من ذكر ذلك الفضل الكبير الذي ذكره صاحب المقال بحق تلك الشخصية التي تودد إليها كثيراً في مقالته، هي تلك الأوراق المالية التي كان يدسها في جيوب البعض، أو الموائد الفاخرة التي كان يقيمها لهم ولغيرهم، وهذا شانه، وليس لنا دخل فيه، فالأمر شخصي جداً. ولكن أن تكون تلك الأوراق وتلك الموائد فضلاً كبيراً على الثقافة العراقية والمثقفين، فهذا أمر لا يقبل به الجاهل قبل العاقل.
ثم يذهب صاحب المقال إلى نقطة غاية في الحساسية من حيث التناول المفضوح لبعض الصفقات والإتفاقات، فيقول " وأنا وغيري نقول عنه أن المناصب قصيرة على قامة هذا المبدع والإنسان الذي له الفضل على كثيرين من مثقفينا وثقافتنا وتأريخنا العراقي الحديث بما أبدعه وما عقده من تحالفات فكرية ومالية هيأت له هذه الإمبراطورية من الإعلام التي تزيد في طول العراقيين وتمنحهم فرصة تقديم قضاياهم إلى العالم عبر أحدث وسائل الأعلام الفضائي " ولا أدري ما الذي يقصده بالتحالفات الفكرية والمالية، وما دخل تلك التحالفات في عالم الثقافة والمثقفين العراقيين؟. وهنا أود من الأستاذ كاتب المقال، أن يذهب إلى العراق، حيث الواقع، ويستطلع آراء الناس، البسطاء حول تلك الوسيلة الإعلامية الفضائية، ليسمع الحقيقة من أهلها، وأن يحصي عدد المناطق والمحافظات التي قررت إلغاء ومقاطعة المكاتب الخاصة بتلك الوسيلة الإعلامية، وعليه أن لا يسنى سؤال مهم يجب عليه أن يطرحه على الناس، هو، لماذا هذا القرار بالمقاطعة؟.
وأخيراً أود الإشارة إلى أن بعضاً من المثقفين العراقيين هم أصحاب الفضل الكبير على ذلك الشخص الإعلامي الذي تودد له صاحب المقال، فهو يمتلك صحيفة يومية ينشر من خلالها بعض المثقفين العراقيين مقالاتهم دون مقابل مادي، والمعروف عن تلك الصحيفة أن النشر من خلالها بالمجان، على الرغم من أنها تباع بثمن معلوم.

حسين السكاف
[email protected]


للإطلاع على مقال السيد فيصل عبد الحسن، الرجاء استخدام المفتاح التالي:
http://www.elaph.com/ElaphWeb/AsdaElaph/2005/9/92447.htm

للإطلاع على مقالة الدكتور عبد الإله الصائغ، والتي دعت السيد فيصل عبد الحسن إلى كتابة مقاله المذكور، يرجى استخدام المفتاح التالي:
http://kitabat.com/alsegh_11.htm




#حسين_السكاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار شامل مع الفنان باهر هاشم الرجب - الجزء الثاني
- حوار شامل مع الفنان باهر هاشم الرجب - الجزء الأول
- مناجاة عازف عود عراقي
- - الطريق إلى بغداد - ألبوم موسيقي يغازل قامات النخيل
- أوبرا - سيغفريد - على المسرح الملكي الدنماركي
- شكوى مدينة تحولت من الثقافة والأدب والفن، إلى مثلث موت
- صديقي الدانماركي والفن العُماني
- سرقة سنوات المنفى بقرار وزاري
- إلى شهيد الديمقراطية، سعدي جبار البياتي
- ثمن بطاقتي الإنتخابية


المزيد.....




- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري
- الزنداني.. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان
- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين السكاف - مَنْ الذي يمثل الثقافة العراقية؟