أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين السكاف - سرقة سنوات المنفى بقرار وزاري















المزيد.....

سرقة سنوات المنفى بقرار وزاري


حسين السكاف

الحوار المتمدن-العدد: 1143 - 2005 / 3 / 21 - 12:53
المحور: الادب والفن
    


يشكل " المنفى " في حياة المبدع العراقي، صورة لواقع مؤلم، واقع الزمن المسروق، صورة عجزت سنواتها الخوالي، وهي تقترب من نصف قرن، أن تجسد ملامحها الحقيقية لتضعها في معرض التاريخ العراقي، فما زالت منهمكة في رسمها على الرغم من سقوط التمثال وتزاحم أسراب الجيوش.
هذه الحقيقة - حقيقة المنفى – أصبحت ظاهرة للعيان منذ زمن بعيد، منذ أن أخذ المبدع العراقي يترجم مرارة يومه ولوعته في بلاد المنافي، فظهرت " ثقافة المنفى " و " فن المنفى " والأغنية والفلم السينمائي والمسرحية وغير ذلك. وراح الكتاب والمثقفون العراقيون يكتبون ويقيمون الأماسي والندوات والمهرجانات كي يصل صوتهم إلى أقاصي بقاع الأرض، ليقولوا " نحن نعيش المنفى ". وخير ما جمع تلك الكتابات والآراء والنشاطات مجلة تحمل عنوان " البديل " وهي من إصدار رابطة عراقية تشكلت في المنفى تحت اسم ( رابطة الكتاب والصحفيين والفنانيين الديمقراطيين العراقيين ) والتي كانت تضم خيرة المبدعين العراقيين، وكان الأستاذ مفيد الجزائري وزير الثقافة العراقية حالياً أحد أعضائها الفاعلين.
ما الذي تغير الآن؟ .. فبعد أن كان المبدع العراقي منفي من قبل السلطة الدكتاتورية، أصبح منفي من قبل الإرهابيين من الأصولين ومرتزقة النظام السابق والصوص والمنتفعين، فعجلة المنفى لا تزال في دورانها وهي تطحن سنوات الزمن المسروق من حياة المبدع العراقي.
ترى هل يجرؤ أحد أن يسرق سنوات المنفى من عمر المبدع العراقي ليحولها إلى سنوات " إغتراب "؟.
بكل تأكيد سيأتي الجواب بالنفي القاطع، لولا ما حدث في الرابع عشر من الشهر الحالي وفي العاصمة الأردنية عمان، حيث أقيم مهرجان برعاية وزارة الثقافة العراقية التي يرأسها العراقي المنفي سابقاً، السيد مفيد الجزائري الذي عاش نصف عمره في المنفى وذاق مرارته وهوانه. أقيم المهرجان تحت عنوان " مهرجان الاغنية العراقية للمطربين المغتربين "، والمفهوم الواضح من هذا العنوان، أن الهدف من المهرجان هو لم شمل المطربين الذين خرجوا من العراق بعد سقوط التمثال وكذلك الذين خرجوا قبل ذلك التاريخ بجوازات سفر عراقية وبموافقة السلطة الساقطة ولم يعودوا إلى بلدهم لأسباب غير سياسية. ولكن نجد أن الدعوة قد قدمت إلى فنانيين وشعراء عراقيين عاشوا المنفى لسنوات طويلة بسبب قرارت السلطة الساقطة التي تضمنت أحكام الإعدام وإسقاط الجنسية ومصادرة الأموال وحتى تطليق الزوجات. ترى هل ينطبق اسم المهرجان على هؤلاء .. هل كان مظفر النواب وكوكب حمزة ورياض النعماني من المغتربين العراقيين على الرغم من عضويتهم في رابطة الكتاب والصحفيين والفنانيين الديمقراطيين العراقيين؟. التفسير الوحيد الذي أجده في إختيار ذلك العنوان للمهرجان، هو أن وزارة الثقافة العراقية أرادت أن تجمع في مكان واحد رموز فناني المنفى - الرموز فقط - الذين وقفوا بفنهم وإبداعاتهم بوجه الطغمة الدكتاتورية الساقطة، بأولئك الذين سخروا كل امكناتهم الفنية والأدبية لخدمة التكتاتور، لتكون المجموعة الأولى وبمباركة وزارة الثقافة، أداة تزكية للثانية، خصوصاً وأن وزارة الثقافة والقائمين على إدارة المهرجان لم يعلنوا الهدف من إقامته.
فلكلمة " مغترب "، كانت ولا تزال كلمة مفزعة بل ومقرفة في نفس المبدع العراقي الذي عاش المنفى، وهي كذلك، فالعراقي وحده تفرد بطعم منفى مرير، لم يعرفه منفيو الدول الأخرى، خصوصاً بعد أن دس النظام الدكتاتوري الزائل مرتزقته في بلاد المنافي تحت اسم ( جمعية المغتربين العراقيين ) لمحاربة كل أشكال الإبداع العراقي الذي وقف بوجه السلطة الدكتاتورية ومخططاتها القذرة.
ترى هل وقفت الكلمات عائقاً في إختيار اسم المهرجان .. ألم يكن من الأفضل تسمية المهرجان بـ " مهرجان أغنية العراق الجديد " أو " مهرجان الملحن الراحل كمال السيد " أو " مهرجان الأغنية العراقية " أو " مهرجان الشاعر الراحل أبو سرحان " وهناك الكثير من الأسماء والعناوين التي لا تزتفز مشاعر الفرد العراقي البسيط الذي دفع الكثير من حياته وأبنائه وفرحه بسبب ظلم الطغمة الدكتاتورية الساقطة ومرتزقتها من أبواق فنية؟. ولماذا أقيم المهرجان في الأردن وليس بمدينة عراقية آمنة مثل المدن الكردستانية، في الوقت الذي يغلي فيه الشارع العراقي غضباً على الحكومة الأردنية ووزارة ثقافتها ويطالبها بتقديم الإعتذار جراء العملية البشعة التي قام بها أحد الأردنيين في مدينة الحلة، والتي باركتها بعض الصحف الأردنية التابعة لوزارة الثقافة، حيث أسمتها ( عرس الشهداء ). يبدو أن تعهد وزارة الثقافة الأردنية بدفع تكاليف المهرجان هو الذي دفع إلى إصدار قرار إقامته هناك، وليس إحترام مشاعر وتاريخ الفرد العراقي!!.
والسؤال الأخير، هو، أين تلك الأسماء العراقية التي عاشت المنفى داخل الوطن وخارجه .. لماذا لم يشاركوا في هذا المهرجان .. هل قدمت الدعوة إلى سامي كمال، فلاح صبار، شوقية، فؤاد سالم، قحطان العطار، حميد البصري، أنوار عبد الوهاب، محمد حسين كمر، فريدة محمد علي .. وغيرهم؟
أما الأسئلة الأخرى فأتركها للقارئ وهو يقرأ نص كلمة السيد وزير الثقافة في إفتتاحه المهرجان.

حسين السكاف
[email protected]
------------------------------------------------------------
كلمة وزير الثقافة الاستاذ مفيد الجزائري
في افتتاح (مهرجان الاغنية العراقية للمطربين المغتربين) عمان – 14 اذار 2005

الحضور الكريم
تقيم وزارتنا (مهرجان الاغنية العراقية للمطربين المغتربين) في مفتتح توجه لإحتضان الأصوات العراقية الاصيلة، لإيماننا أن كلّ أغنية هي وعدً، وقَسَم، وصباح جديد، هي إشارة خير تطلّ مع إشراقة الانتخابات التي مارسها شعبنا اخيراً ،لأول مرة، عندما ترك وراءه الخوف والتهديد والارهاب ليقترع ممارساً حقه المغتصب حتى الامس القريب، ويبدأ يقرر مصيره ومستقبله.
ايها الاخوة الفنانون ... المطربون.. والملحنون.. ايها الشعراء .. والموسيقيون... والفنيون....
إنّ مهرجانكم هذا غير عاديّ لأنه إلتأم في وقت غير عادي.. واسمحوا لي ان اذكّر بان بعضكم نال الشهرة حتى في عهد النظام السابق، بفضل مواهبه قبل كل شيء وهذا لا يدعه ولا يدعنا أن نحسبه على الماضي الذي ولّى.. . فانتم – جمعياً - حصة العراق .. وصوت العراق ..واغنية العراق .. فالعراق وطن الجميع .. وطن الحرية الذي لايقبل أن يكون أسير الظلم والظلام .. انه وطنكم أيّها المبدعون الرائعون.. فأهلاً بشاعر العراقيين مظفر النواب
وأهلاً بكوكب حمزة
أهلاً بسعدون جابر
وأهلاً بحسن الشكرجي
اهلاً برياض النعماني
أهلا بحمزة الحلفي
أهلاً بجمعة العربي
أهلاً بباسم العلي
أهلاً بمحمد عبد الجبار
أهلاً بماجد الحميد
أهلاً برعد حبيب
أهلاً بنرمين
أهلاً بمظفر الأمير ..وفيصل حمادي .. واسماعيل فاضل.. وهمام ابراهيم ..... وبدور .. ودالي.
أهلاً بالموسيقيين والفنيين كافة.
وأقدم شكري الخاص .. وشكرَ وزارة الثقافة العراقية .. للحكومة الأردنية .. ولوزارة الثقافة الأردنية الشقيقة.. لدوريهما في إقامة مهرجاننا الفني هذا وإنجاحه.
ودعوة ُ مفتوحة – باسم وزارتنا – لكم جميعا أيها المتألقون في أمسية بغداد العمانية .. للمشاركة والإسهام في (مؤتمر المثقفين العراقيين) الذي يعقد يوم 12 نيسان المقبل لتحددوا مسار الابداع العراقي ومدياته..
أهلاً بقدومكم وسهلاً..
وشكراً لجميل حضوركم.

عن موقع وزارة الثقافة العراقية www.cultureiraq.org



#حسين_السكاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى شهيد الديمقراطية، سعدي جبار البياتي
- ثمن بطاقتي الإنتخابية


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين السكاف - سرقة سنوات المنفى بقرار وزاري