أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين السكاف - أوبرا - سيغفريد - على المسرح الملكي الدنماركي















المزيد.....

أوبرا - سيغفريد - على المسرح الملكي الدنماركي


حسين السكاف

الحوار المتمدن-العدد: 1222 - 2005 / 6 / 8 - 10:25
المحور: الادب والفن
    


على الرغم من أنها جزء من سلسلة أوبرالية متكاملة، إلى أن أوبرا " سيغفريد " تعد من أكثر أجزاء سلسلة " خاتم الأبالسة " تناولاً في مسارح العالم. يعود سبب ذلك كونها تمثل ذروة الحدث الدرامي وإلتماعة العبقرية الموسيقية للمؤلف الألماني ريتشارد فاغنر ( 1813-1883).
تعتبر سلسلة " خاتم الأبالسة " قمة العبقرية التي وصل لها فاغنر، والتي أخذت قرابة الربع قرن حتى اكتملت بأجزائها الأربعة. والمتابع لأعمال هذا الموسيقي العبقري يجد أن أغلب قصصه الدرامية تعتمد على الأساطير الألمانية، ولكن بأسلوب التراجيدا الأغريقية في الشكل الفني والبناء الدرامي، كونه قد اطلع وبشكل مكثف على أعمال عمالقة الدراما الأغريقية مثل آيشخيلوس الذي اقتدى بنموذجه التراجيدي في بناء رباعية " خاتم الأبالسة " تلك الأسطورة التي ضل فاغنر يفكر في صياغتها زمناً طويلاً، حتى أتم كتابة النص الدرامي لها على الشكل الذي وصل إلينا ، قبل أن يضع لها الموسيقى.
ويذهب النقاد على أن التقليد السائد في عرض أحد الأجزاء الأربعة بشكل منفصل كونه عمل قائم بذاته، قادر على إشباع رغبات المشاهد، إلى ذلك الزمن الذي عُرضت فيه الأعمال لأول مرة. فلقد أتم ريتشارد فاغنر وضع موسيقى الجزء الأول " ذهب الراين " عام 1851، وتم تقديمها بعد فترة وجيزة على مسرح " بايروت " الذي شهد ولادة أعظم أعماله، وأنتهى من وضع موسيقى "الفالكورة " وهي الجزء الثاني من السلسلة عام 1856، والثالثة " سيغفريد " عام 1859، ومن ثم " غسق الآلهة " عام 1874، وكانت الأعمال تعرض تباعاً، أي بعد إتمام اللحن. وبهذا يكون ذلك الفنان العبقري قد استغرق خمسة وعشرين عاماً من أجل إتمام رباعية " خاتم الأبالسة ".
في هذه الأيام وبعد قرابة القرن والنصف من زمن تقديمها لأول مرة، تعرض في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، أوبرا " سيغفريد "، وبالتأكيد، فهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها عرض هذا العمل العظيم، فلقد عرفت مسارح العالم الأوربي والأمريكي وغيرها من المسارح العالمية، تلك الأوبرا الخالدة منذ وقت طويل، ولكن الذي يمزها هذه المرة، هو ذلك الجمع المتميز من مبدعي مسرح الأوبرا الأوربي. فلقد اجتمعت خبرات أوبرالية بأصوات أخذت شهرة واسعة في عالم التشخيص والغناء الأوبرالي العالمي. ولكن دعونا أولاً، ومن أجل الوصول إلى أحداث أوبرا " سيغفريد " أن نمر سريعاً على الأحداث التي سبقتها ابتداءً من الجزء الأول " ذهب الراين ". حيث الذهب ذات القدرات السحرية الذي يستقر في أعماق نهر الراين، مما جعل من حوريات النهر تسهر على حراسته. وكان هناك شرط التنكر لقوة الحب لمن أراد حيازته. ضل الذهب في النهر حتى تمكن " ألبريش " المخلوق البشع، من الحصول عليه أو على الأصح سرقته بعد أن غازل الحوريات اللواتي هربن منه. صنع ألبريش من الذهب الذي حاز عليه خاتماً وخوذة تخفيه من الأنظار. وفي الوقت نفسه كان " فوتان " كبيرالآلهة يبني له قصراً كبيراً كلف إثنان من العمالقة في بنائه بعد أن وعدهم بمنحهم " فرايا " آلهة الشباب أجراً لعملهم. وبعد أن أخذ العملاقان آلهة الشباب التي كان يمتلكها " فوتان " راحت الشيخوخة تدب في بقية الآلهة مما حدى بفوتان إلى التفاوض مع العملاقين في استردادها مقابل منحهم ذهب الراين الذي يستحوذ عليه ألبريش القبيح. تتم الصفقة وتعود " فرايا " إلى رهط الآلهة، ولكن لعنة الذهب تجعل الخلاف يدب بين العملاقين فيقتل العملاق " فافنر " شريكه " فاسولت " ليصبح المالك الوحيد لذهب النهر. وهنا تبدأ أحدات الجزء الثاني " الفالكورة " من الرباعية، حيث يتحول العملاق " فافنر " إلى تنين بعد أن أقام لنفسه معقلاً في أحد الكهوف، بينما يستمر ندب وعويل حوريات النهر مطالبات بإرجاع الذهب الذي سُرق. عندها يشعر كبير الآلهة " فوتان " بعدم قدرته على إسترجاع الذهب الذي يتطلب قتل التنين " فافنر "، لذا تزوج سراً وأنجب توأم ولداً وبنتاً من زوجته الجديدة، على أمل ان يكبر ولده شاباً قوياً يستطيع إسترجاع ما عجز عنه والده. ولكن الذي يحدث هو مهاجمة " هوندينغ " الرجل ذات الطباع الوحشية، تلك القبيلة التي يعيش فيها الشقيقين، فيتزوج من البنت " زيغلند " في حين يهيم شقيقها التوأم " زيغموند " في الغابة. تعيش زيغلند مع هوندينغ مكرهة في كوخ وسط الغابة وتحمل منه. وبعد فترة من حملها تهب عاصفة هوجاء تدفع بزيغموند نحو كوخ شقيقته، فيواجه هوندينغ ضيفه الثقيل في مبارزة أول الصباح تنتج عن تمكن زيغموند من الهرب مع شقيقته الحامل بعد أن استل السيف الكبير الذي غرسه والده كبير الآلهة في جذع الشجرة التي كانت تتوسط كوخ هوندينغ حين جاء إليه متنكراً بصيغة عابر سبيل. ثم تنشب معركة أخرى بين زيغموند وزوج أخته بعد أن لحق بهما، وفي أثناء المعركة يدفع كبير الآلهة " فونتان " برمحه باتجاه سيف ولده زيغموند، فيتحطم السيف ويسقط زيغموند أثر طعنة قاتلة، وفي هذه الأثناء تأخذ " برونهيلد " - إبنت " فونتان " من زيجته الثالثة – أختها غير الشقيقة " زيغلند " على ظهر جوادها بعد أن جمعت حطام السيف، إلى قلب الغابة لتودع أختها الحامل إلى القزم " ميمة " كي يهتم بها حتى تضع وليدها.
تبدأ أحداث الجزء الثالث " سيغفريد " من سلسلة " خاتم الأبالسة " عند مشهد يحتوي على محل للحدادة يتوسطه شاب قوي مفتول العضلات، منهمك في صهر قطع السيف المكسور. إنه " سيغفريد " إبن زيغلند الذي ولد في الغابة وتولى القزم " ميمة " تربيته حتى أصبح فارساً ومقاتلاً جباراً – يلعب دور سيغفريد الفنان المسرحي والمغني الأوبرالي الـ(تينور) الدنماركي " ستي فوخ أندرسن Stig Fogh Andersen " المتخصص بأعمال فاكنر منذ عام 1978، وهو فنان أوبرالي عالمي لعب أغلب شخصيات فاكنر، وقد انتشرت عروضه الأوبرالية في أغلب دول أوربا وأمريكا – وبعد أن يتم " سيغفريد " صهر قطع السيف المكسور، يصبها في القالب ليصبح سيفاً جديداً بيد البطل الجديد، فيهوي به على السندان الذي ينفلق إلى نصفين. عندها يتهلل القزم " ميمة " فرحاً لقرب لحظة الخلاص من التنين " فافنر " الذي يستحوذ على الذهب – يجسد دور " ميمة " الصولست السويدي " بنكت أوله مورنيBengt-Ola Morgny "، القادم من مدينة جوتنبيرج التي عمل بها كمغني أوبرالي بين الأعوام 1986-1993، لينتقل بعد ذلك ويعمل في مدينة كولن الألمانية بين الأعوام 1993-1996، ليستقر بعدها في المسرح الملكي الدانماركي – عندها يدل القزم ميمة ربيبه البطل سيغفريد إلى كهف التنين، فيتمكن البطل الهمام حفيد كبير الآلهة من قتل التنين الذي يتفجر دمه ويلطخ سيغفريد الذي يتذوق دم التنين مجبراً، وبتذوقه ذاك يكتسب القدرة على قراءة الأفكار وفهم منطق الطير، وسرعان ما يقرأ سيغفريد الغدر في عيني القزم " ميمة " فيضربه بسيفه ضربة مميتة يريده صريعاً. يأخذ سيغريد الخاتم والخوذة ويذطلق إلى خالته برونهيلد ليحررها من النار التي تحيطها والتي أوقدها والدها كبير الآلهة عقاباً لها لإنقاذها أختها غير الشقيقة " زيغلند " وإيداعها الغابة عند القزم ميمة كما حدث في الجزء الثاني من السلسلة. ينقذ سيغفريد خالته بعد أن أطفأ النار، فيعجب بها ويقدم لها الخاتم والخوذة عربوناً لإعجابه فتقبل به زوجاً لها. - لعبت شخصية برونهيلد السوبرانو تينا كيبيرج Tina Kiberg، خريجة الكونستفتوار الملكي الدانماركي والأكاديمية الأوبرالية في كوبنهاكن، والتي عرفها الجمهور الدانماركي لأول مرة عام 1983، أما شخصية العملاق " فافنر فقد جسدهاStephen Milling (باص) وهو فنان درس فن الأوبرا والتشخيص المسرحي في إيطاليا والدنمارك وإنكلترا. عرفه الجمهور لأول مرة عام 1993 – في زواج البطل سيغفريد من إبنة كبير الآلهة وخالته برونهيلد التي وقفت تغني تحيتها لشمس ذلك اليوم الذي أهداها البطل الهمام والذي استطاع أن يعيد الذهب من العملاق التنين، تسدل الستار معلنة نهاية أهم أجزاء سلسلة " خاتم الأبالسة " التي أبدعتها عبقرية الكاتب والموسيقار ريتشارد فاغنر.



#حسين_السكاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكوى مدينة تحولت من الثقافة والأدب والفن، إلى مثلث موت
- صديقي الدانماركي والفن العُماني
- سرقة سنوات المنفى بقرار وزاري
- إلى شهيد الديمقراطية، سعدي جبار البياتي
- ثمن بطاقتي الإنتخابية


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين السكاف - أوبرا - سيغفريد - على المسرح الملكي الدنماركي