أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - عُمان سلطنة صغيرة....وأفعال كبيرة















المزيد.....

عُمان سلطنة صغيرة....وأفعال كبيرة


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4783 - 2015 / 4 / 21 - 23:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عُمان عضو في مجلس التعاون الخليجي...ولكن تميزت عن بقية اعضاء مجلس التعاون بثبات سياستها الخارجية...سياسة تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول...وعدم السماح كذلك بالتدخل في شؤونها الداخلية...ورؤيتها لحل الصراعات والخلافات بين الدول،او القوى المتصارعة والمتحاربة تقوم على أساس التفاوض وليس الحلول العسكرية...وهي تبقي على نفس المسافة بين الأطراف المتصارعة او المتخاصمة،وبما يؤهلها للعب دور في حل الصراعات والخلافات....ولذلك في الحرب العبثية والتي لا طائلة منها التي تشنها السعودية على فقراء اليمن،تبدو مسقط العاصمة المرشحة لإستضافة لقاء سعودي- يمني للخروج بحل سياسي للصراع الدائر هناك....وعُمان بفضل حنكة قيادتها وخصوصاً وزير خارجيتها بن علوي استطاعت أن تشكل عنواناً وقاسماً مشتركاً للكثير من الأطراف المتصارعة عربية وإقليمية ودولية،كمكان مقبول للتفاوض وحل الصراعات والخلافات بينها....فهي على سبيل المثال لا الحصر،لم تكن جزء من التحريض وخوض الصراع المذهبي السني- الشيعي الذي جيشت له السعودية وقطر ضد ايران وحزب الله، واللتان مولتا وحرضتا كل الدول والقوى والأحزاب عربية وإسلامية (سنية) على خوضه لحد الفتنة المذهبية،وكذلك دفعت السعودية المليارات للعديد من الدول،من اجل ثني الولايات المتحدة عن توقيع اتفاق بينها وبين طهران بشأن برنامج طهران النووي،ورغم كل ذلك لم تتورط عُمان في هذا الصراع،وبقيت بمنأى عنه،وبقيت تحتفظ بعلاقات متميزة مع ايران...وهذا الموقف هو الذي جعل مسقط محط ثقة طهران وواشنطن لقيادة حوار سري بينهما على أرضها،فيما يتعلق ببرنامج ايران النووي،ذلك الحوار الذي اتهمت فيه الرياض واشنطن بإدارة حوار مع طهران من خلف ظهرها...ولم تخش مسقط ردة الفعل السعودي عندما انكشف الحوار..وكذلك هي لم تتورط في الحملة الخليجية على حزب الله أو الحرب على سوريا،فقد بقيت تحتفظ بعلاقات جيدة مع قيادة حزب الله،وأبقت على علاقاتها مع سوريا،رغم القرار الخليجي ومجلس جامعة "الدول" العربية،وأبعد من ذلك لعل الكل منا يذكر بعد زيارة الرئيس المصري الراحل السادات لإسرائيل،وتوقيع اتفاقية "كامب ديفيد" اتخذت القمة العربية قراراً بطرد مصر من الجامعة العربية،ولكن عُمان أبقت على علاقاتها مع مصر،ورغم عضويتها في مجلس التعاون الخليجي ودخول القوات العراقية الى الأراضي الكويتية،لم تقطع علاقاتها مع العراق،وأيضاً وقفت نفس الموقف،عندما جيشت السعودية مجلس التعاون الخليجي ضد قطر،على خلفية تحريضها على السعودية وإحتضانها لجماعة الإخوان المسلمين،والتحريض النظام المصري القائم على انقاض حكم الإخوان.
نحن ندرك بأن ظروف وشروط الحل السياسي في اليمن لم تنضج بعد،وهناك من في السعودية يحلم بأن يفرض على الحوثيين صك إستسلام،من خلال تدمير كل البنى التحتية والمشافي والمدارس والمؤسسات الإقتصادية،متوهماً بأن ذلك سيشكل ضغطاً كبيراً على الحوثيين،وقد يفقدهم السيطرة على الوضع،من خلال تمرد الجماهير عليهم،متناسية بأن فقراء اليمن ليس لديهم ما يخسرونه،ولعل هذا الخيار السعودي أخذ بالتراجع،بعدما ثبت للقادة السعوديين بأن القصف الجوي لم يؤدي الى تعديل جدي على الأرض في ميزان القوى،وبنك الأهداف قد جرى إستنفاذه،ولم يعد هناك سوى خيار الحرب البرية المكلفة،تلك الحرب التي كانت السعودية تراهن على أن يكون حلفائها الباكستانيين والمصريين والأتراك جزء منها،بإعتبارهم القوة المركزية في هذه الحرب،ولكن هؤلاء الحلفاء والشكاء المحتملين،أثروا ان يقولوا للسعودية،نحن معك في القول والدعم السياسي والإعلامي،ولكن لن نضحي بجنودنا،فلدينا من الأزمات والأولويات ما يكفينا،باكستان القاعدة وطالبان،وليس فقط رفض البرلمان مشاركة جيشها في حروب خارجية،مصر ازمات اقتصادية واجتماعية وامنية كبيرة،وحرب على الإرهاب في سيناء،وتحديات امنية كبيرة في الداخل ناتجة عن ما يقوم به الإخوان من تخريب داخلي،والأتراك المخاوف من حزب العمال الكردي،والتورط في الأزمة السورية ودعم"داعش".
وكذلك الأمريكان الذين ورطوا السعودية،في هذه الحرب خادمة لمشروعهم الفوضى الخلاقة،تشظية وتفكيك الجغرافيا العربية،وتتفق ورؤيتهم بخوض العرب لحروب التدمير الذاتي،وكذلك مصانع أسلحتهم تزداد مبيعاتها واقتصادهم ينمو ويتطور.
لعل السعوديون باتوا على قناعة بأن الأولوية في العالم والإقليم للحرب على "الإرهاب" والقاعدة وليس للحرب على فقراء اليمن او ايران وحزب الله،والسعودية عليها أن تقنع تماماً بان المخرج من الأزمة اليمنية لن يكون إلا سياسياً،سياسياً وبما يجعل الحوثيين شركاء في القيادة والحكم،وليس بفرض شروط إستسلامية سعودية،والسعودية عليها ان تتعظ من فشلها ومازقها في العراق وسوريا ولبنان والبحرين.

عدم اتخاذ السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي موقفاً عدائياً من عُمان،بسب رفضها مشاركتهم حربها على فقراء اليمن،يفسر على انه ربما يدرك السعوديين،بأن حربهم على اليمن طالت او قصرت،لا بد من مخرج سياسي لها،وطبعاً الحوثيين لن يقبلوا ان تكون الرياض او الدوحة مكان التلاقي لمثل هذا الحوار،فهم يقبلون بان تكون عاصمة غير متورطة في الحرب عليهم،والأنسب لذلك هي العاصمة العمانية مسقط،التي استضافت ورعت اكثر من حوار،وكل المعلومات تقول على الرغم من لغة التشدد والقصف الجوي الذي تقوم به السعودية على اليمن،فإن هناك اتصالات جارية مع الحوثيين للوصول الى مخرج سياسي،وهذه الإتصالات والحوارات ترعاها مسقط،وحتى تنضج الشروط،تخرج الإتفاقيات الى العلن ،شروط ،إتفاقيات تحفظ للسعودية ماء وجهها ولا تخرجها مهزومة او منتصرة،اتفاقيات لربما يدعي كل من السعوديين والحوثيين انه حقق انتصاراً،ولكن في النهاية اتفاقيات تحقن دماء الفقراء،وتجبر السعودية على القبول بالحوثيين كشركاء في الحكم والقرار وإدارة البلاد،وحتى تحين اللحظة المناسبة على السعودية مراجعة سياساتها تجاه اليمن والمنطقة،فهي ليست بحاجة للمزيد من الهزائم والخذلان.
القدس المحتلة – فلسطين

22/4/2015
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس....وأملاك الغائبين
- في يوم الأسير ...الوحدة واللحمة الداخلية هي الأهم
- السعودية....الحسابات الخاطئة ....والرهانات الخاسرة
- فوضى سياسية فلسطينية ....إرتباك و-أزمة قيادة - في اليرموك
- السعودية ....وتداعيات المغامرة على اليمن
- كلام أوباما عبور بوابة القتل بالدم العربي
- مخيم اليرموك ....مأساة انسانية وسياسية ذات أبعاد استراتيجية
- من لوزان.....ايران تنتصر
- مقابل النووي الإيراني....جوائز ترضية أمريكية للسعودية واسرائ ...
- ما الجديد في القمم العربية ..؟؟
- -عاصفة الحزم- السعودية تورط غير محسوب النتائج
- غزة ما بين المصالحة والإنفصال
- وعود اوباما مجدداً للفلسطينيين شيكات بدون رصيد
- ما الذي يجري....غزة في خطر...؟؟؟
- ليبرمان :- الموت لعرب الداخل بالفؤوس...والإعدامات للأسرى
- لماذا زيارة ناصر جوده لطهران الان...؟؟
- نتنياهو حاكماً -فعلياً- للولايات المتحدة الأمريكية
- الجهاد الإسلامي ....حاضرة في الأزمات
- من المسؤول عن تدمير الدولة القومية وضياع الهوية..؟؟
- مصر....السعودية ونهاية شهر العسل


المزيد.....




- راغب علامة يوضح مضمون اتصاله بنقيب المهن الموسيقية في مصر
- لجنة التحقيق في أحداث الساحل السوري تصدر تقريرها النهائي: ال ...
- وسط تهديدات الرسوم الجمركية.. -أسترازينيكا- تعتزم استثمار ...
- رفع اسم الناشط المصري علاء عبد الفتاح من قوائم الإرهاب، يجدد ...
- سوريا.. لجنة التحقيق ترصد تفاصيل فظائع مأساة الساحل
- ميرتس يواجه ضغوطاً لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل
- ما العلاقة التي كانت تربط دونالد ترامب مع جيفري إبستين؟
- لجنة تقصي الحقائق في مجازر الساحل السوري تسلم تحقيقها على وق ...
- ماذا يمكن للاتحاد الأوروبي فعله ضد إسرائيل لوقف الحرب في غزة ...
- حرفيون بجنوب السودان يحوّلون إطارات السيارات إلى أحذية رخيصة ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - عُمان سلطنة صغيرة....وأفعال كبيرة