أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيف كريبي - رواية -وجع- الجزء الثالث















المزيد.....

رواية -وجع- الجزء الثالث


سيف كريبي

الحوار المتمدن-العدد: 4783 - 2015 / 4 / 21 - 08:09
المحور: الادب والفن
    


بدأت إرتعاشة طفيفة تتملك جسدها المنتهك على الأريكة ..
إنتفضت معتدلا لعل مكروها أصابها كي أسارع إليها إلا أنها كانت بوادر إستيقاظ ملكة عريني.. إستيقظت ونظرت بعين حزينة إلى نافذتي فوجدتني مراقبا حارسا قد نال منه التعب بعينان محمرتان بالسهر ووجه شاحب إرتسم عليه عناء ليلة طويلة من العذاب .. ظللنا نتبادل النظرات وكأن العيون تتخاطب في إنسجام .. عيناها تتوسلان الرحمة وعدم كشف سترها وعيناي تجيبان باكية كيف لي أن أكشف ستري وعرضي آه لو تعلمي أنك من أمتلكت الوجدان والكيان فتجيب بكلمات متقطعة .. كيف .. كيف وأنا العاهرة التي نهشت بكارتي نهشا .. كيف .. كيف وقد فقدت شرفي على طاولة مجون وأمام ناظريك رأيت عهري وفجوري .. صرخت عيناي صرخة مزقت أوصالي لست عاهرة بل عاهر من إغتصبك .. لست فاجرة بل الفجور هو أنيابهم الحيوانية التي زرعت في جسدك الطاهر .. أنا لم أرى أمامي عاهرة بل رأيت ملاك طاهر عابرا لسبيل هذه الدنيا سلام على عهر أزقتهم والبقاء لنقائك سيدتي .. فإذ بشفتيها تبتسمان إبتسامة تراقص فيها الحزن بالفرح وإقتربت من النافذة وقالت لي .. أهلا سيدي ما بك وجه شاحب وعينان بالكاد مفتوحتان .. فجاوبت بجرأة لم أعهدها في شخصي لا تقلقي سيدتي كان لي غزال جريح خلد للنوم فجلست ليلي أحرسه حتى إستيقظ وتداركت .. نهارك سعيد .. فإبتسمت في خجل .. نهارك سعيد يا حارس الغزال .. إلى اللقاء ..
فتداركتها قبل أن تقفل النافذة هل يمكن أن أزور الغزال لأطمئن على جراحه .. فأجابت الغزال وسط ربوعك زره متى شئت .. وأقفلت النافذة
ذهبت في خطوات متسارعة غيرت ملابسي ونزلت درج العمارة متلهفا للقائها حتى بلغت عتبة الباب الخشبي العتيق تلاقفت أنفاسي وطرقت الباب وإنتظرت ورأيت تلك الجميلة تقول لي تفضل يا حارس الغزال وتعتلي فاها إبتسامة رقيقة
دخلت البيت أبحث في شغف عن تلك الأريكة التي صارت محراب أشواقي .. بلغت الغرفة .. جلست وجلست أمامي قائلة عذرا سيدي لم أحضر لك لا شاي ولا قهوة إنتظرني وهمت بالقيام .. فقاطعتها قائلا لا داعي لذلك إجلسي وإرتاحي لقد إرتويت بلقائك "قلت ذلك وقد إعتلتني حرارة تكاد تذيب عقلي من الخجل والحياة مستغربا الجرءة التي تملكتني"
فعادت وإعتدلت في جلستها قائلة ها قد إرتويت يا سيدي فما تحمله جعبتك من كلام فاض من بين رموش عينيك .. فقلت وأنا بالكاد أبتلع ريقي جلست ليلي أترقبك كي لا يصيبك مكروه أعذريني على تطفلي ولكن شدة قلقي عليك جعلتني أراقبك سيدتي فهل أنت بأحسن حال اليوم؟
فأجابت لا داعي للإعتذار فأنا يجب أن أشكرك أنك أتيت متلهفا لمساعدتي وأعتذر إن إعتبرتك مثلهم ولكن حالي لا يختلف عن البارحة أنا فقط مستاءة لقلة حيلتي فأنا وحيدة في هذه الدنيا وليس لي سند وطلبي الوحيد منك أن تكون لي سترا فلا تشهر بعاري يا سيدي ..
فقلت وقد بانت علي ملامح الغضب لا تقول عار مرة أخرى أنت بالنسبة لي أطهر نساء الأرض ..
فأبتسمت في حياء وقالت شكرا سيدي ..
شعرت لوهلة أني قد أطلت المكوث لديها مما قد يسبب لها بعض المتاعب مع الجيران ونحن مجتمع شرقي لا يرحم فطلبت المغادرة .. ودعتها على أمل اللقاء مرة أخرى وغادرت البيت وأنا تغمرني سعادة لا مثيل لها اليوم كان لقائي بقاتلتي اليوم كنت أتلاقف أنفاس سجاني وأرى كل تفاصيله ..
اليوم لا جدار بيننا ولا أسوار اليوم اليوم لامست ينابيع الحنان المنهمرة من قلبها
اليوم يمحى كل الألم والشوق وتكتب حروف السعادة على دفتر الحياة ..اليوم يومي ويومها إما سنين بين حدود ربوعها وإما ممات .. اليوم تزهر أشجار الأرز في ربيع قلوبنا
ويهب نسيم الجبال العليل على صحراء وحدتي ليجعلها واحة تفوح بريحها
أصبحت الأيام تمر مسرعة ويتسارع معها نبض القلب تجاه سجانتي .. وكل مغيب شمس يحمل معه أحلى ليالي السهر على نافذة العشاق ولكن ملكة عريني لم تجهر بحبها ولايزل سجين ضلوعها هذا إن وجد أساسا.. صحيح أننا صرنا أقرب ولكن القلب أخذه الطمع فلم يكتفي بالقرب لسد رمقه من عطش السنين بل صار يريد الخلود في سبات أبدي بين ربوع قلبها .. لا زال حاجز المجتمع الشرقي وخوفها ونفورها من الرجل يتملكها ولكن لا لوم عليها لبؤة جريحة وأنا لم أصارحها بحبي لها .. وقد عجزت عن تبليغ ما يختلج القلب ويذيب شرايينه .. صار قلبي يتخبط ويكاد يخترق ضلوعي ليخرج من قفصه صارخا أحبك يا من إمتلكت الشريان والوريد أحبك يا من نضبت فيك كل حروف العاشقين ولم يزل في جعبتي المزيد .. لم أعد قادرا على لجم وجداني فقد هام القلب وانهمر فيك الكيان ..
لست صبورا على مصارحتها فلا سمك يترعرع خارج ينابيع المياه وكم عاشقا في غياهيب الصبر تاه .. قررت أن أجمع كل حروفي وكل مستحقاتي من حبر العاشقين لأقرر لقاء إما أعبر فيه جسر حبها أو أحمل كلماتي وأحرفي وأحرق كل قصائدي وأغادر الزقاق .. لقاء .. إما خلود وإما فراق
كان حينها الظلام حالك وهي لم تفتح النافذة بعد وكنت أتردد ذهابا وإيابا مرتبكا متى يحل طيفها على سراب وحدتي كيف نتفق متى اللقاء .. ذهني صار عاجزا ن التفكير وإرتعاشة مريبة تنتابني تأخذني إلى المجهول أين يقطن اللا مصير .. وإذ بنافذتها تفتح وهي تبتسم إبتسامة عريضة مبادرة بالسؤال .. أيرتبك الحارس لهذه الدرجة عذرا فالغزال كان يراقب عبر النافذة مرتابا من إرتباك لم يعهده في حارسه منذ أول لقاء فما السبب ؟
تاهت مني كل الكلمات وتسمرت في مكاني بنظرة لم تفارق عيناها .. فكررت السؤال .. فقلت يا سيدتي الفاتنة أريد لقائك غدا في المساء في منزلك لقد قارب الكأس على الفيضان ولم أمتلك من الصبر إلا قليلا .. إرتسم على وجهها سماة التعجب وقالت بصوت بالكاد سمعته ستجدني في البيت أنتظر قدومك وأتمنى أن يكون الخبر الذي ستزفه لي خبرا سارا فلم يعد جسدي ولا عقلي قادرين على مجابهة الصدمات أكثر أرجوك .. فقلت وقلبي ضاق بي ذرعا سأتركك الليلة وغدا لنا لقاء .. صمتت قليلا وإستدركت قائلة .. آمل أن يكون خيرا .. فقاطعتها مرتبكا لا شيء غير الخير أترككي بين أحضان القمر الغائب الحاضر يجب أن أخلد للنوم الآن .. وأقفلت النافذة وإتجهت إلى فراشي أين إستلقيت هائما أعد الساعات التي أصبحت تراقص السنين طولا أنتظر يوما جديدا أجهل مايحمل في طياته.



#سيف_كريبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -وجع- الجزء الثاني
- رواية -وجع- الجزء الأول
- القطر التونسي وتداعيات المسألة الوطنية
- لن تسكت شهرزاد
- الجهل الجنسي المقدس
- الماركسية اللينينية .. والمناضلين -الجدد-
- -أبناء الفعلة-
- كهنة القرون الوسطى
- -الإرهاب لا دين له-؟؟
- -النهقة ونداء الخراب .. ضد الإرهاب-


المزيد.....




- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...
- كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
- المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر ...
- دور النشر العربية بالمهجر.. حضور ثقافي وحضاري في العالم
- شاومينج بيغشش .. تسريب امتحان اللغة العربية الصف الثالث الاع ...
- مترو موسكو يقيم حفل باليه بمناسبة الذكرى الـ89 لتأسيسه (فيدي ...
- وفاة المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد عن 70 عاما
- بسررعة.. شاومينج ينشر إجابة امتحان اللغة العربية الشهادة الا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيف كريبي - رواية -وجع- الجزء الثالث