أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عنوز - 12 عام داخل شرنقة بريمر (2)















المزيد.....

12 عام داخل شرنقة بريمر (2)


محمد عنوز

الحوار المتمدن-العدد: 4783 - 2015 / 4 / 21 - 01:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فكما بينت الوقائع لم تتم الإستفادة من المدة التي وفرتها المادة 61 من قانون إدارة الدولة، وذهبوا بنا إلى التصويت على مسودة وزعت من خلال وكلاء المواد الغذائية، في حين أتفقت الإطراف السياسية على إشراك 25 شخصية غير منتخبة كممثلين للمحافظات التي قاطعت الإنتخابات آنذاك وخلصت إلى مسودة أخرى، وهذا دليل أخر على أن العملية داخلة في تلك الشرنقة التي غدت بيئة خصبة لإنتاج أزمات تتحكم بمصير البلاد وتدفع بإتجاه إرتهانه وإضعاف قدراته ومؤشرات هذا الحال يدركها المُنصفْ من دون جدال .
وبقدرة القيّمين على العملية السياسية أصبح الإستفتاء مستوفي الشروط من ناحية العدد المطلوب، أما من ناحية " إطلاع " المواطنين على مضمون نصوصه، فهذا لا إعتبار له، المهم تمرير الدستور، وليس جدوى الدستور، وهكذا اصبح لنا دستور " دائم " وتضمن ونص المادة ( 142) التي تستحق منا التوقف عندها والتأمل فيها ( اولاً : يشكل مجلس النواب في بداية عمله لجنةً من أعضائه تكون ممثلةً للمكونات الرئيسة في المجتمع العراقي، مهمتها تقديم تقريرٍ الى مجلس النواب، خلال مدةٍ لا تتجاوز أربعة أشهر، يتضمن توصيةً بالتعديلات الضرورية التي يمكن اجراؤها على الدستور، وتُحل اللجنة بعد البت في مقترحاتها.
ثانياً : تعرض التعديلات المقترحة من قبل اللجنة دفعةً واحدة على مجلس النواب للتصويت عليها، وتُعد مقرةً بموافقة الأغلبية المطلقة لعدد أعضاء المجلس.
ثالثاً : تطرح المواد المعدلة من قبل مجلس النواب وفقاً لما ورد في البند (ثانياً) من هذه المادة على الشعب للاستفتاء عليها، خلال مدةٍ لا تزيد على شهرين من تأريخ اقرار التعديل في مجلس النواب.
رابعاً : يكون الاستفتاء على المواد المعدلة ناجحاً، بموافقة اغلبية المصوتين، واذا لم يرفضه ثلثا المصوتين في ثلاث محافظات أو اكثر.
خامساً : يستثنى ما ورد في هذه المادة من احكام المادة ( 126 ) المتعلقة بتعديل الدستور، إلى حين الانتهاء من البت في التعديلات المنصوص عليها في هذه المادة ).
فأين ديمومة هذا الدستور؟! والتعديل مطلوب بذات الدستور، ولم يتوصل الفرقاء إلى إتفاق لتعديل ما يستحق من تعديل، فبماذا نَصِفُ مضمون المادة (142) بعد أكثر من (9) أعوام؟! في حين المادة تنص على تشكيل لجنة تقدم تقرير خلال (4) أشهر، وبعد ذلك يتطلب التصويت على التعديلات في المجلس ويستفتى عليها الشعب !!!!!!!
أين نجد الجواب على عدم تنفيذ نص هذه المادة ؟؟؟ هل هناك ما هو أهم وأسمى من دستور البلاد الذي يجب أن يجسد إرادة أغلبية المواطنين ؟؟؟ علماً نحن لدينا الجواب الآتي : إن عدم التنفيذ ناتج طبيعي لوجود العملية السياسية في شرنقة بريمر، شرنقة تمثيل الموكونات وليس حقوق المواطنة كضمانات، وسوف لن يتم التعديل رغم إنه إلتزام دستوري لأن الشرنقة أقوى من الدستور في واقع الحال، والأطراف السياسية تنظر للدستور بقدر ما يوفره من مساحة للنفوذ وجمع المال.
ومن خلال المتابعة فإن جهود مجلس النواب تتركز في مناقشة القوانين، والخلافات مستمرة حول هذا القانون أو ذاك دون الوقوف عند تعديل القانون الأسمى، الدستور، لا بل جلبوا لنا بدعة التصويت بسلة واحدة، وهذا منطق البيع والشراء وليس المنطق الموضوعي الذي يستند على متطلبات المرحلة والمشتركات وقواعد العمل الديمقراطي وحرية التعبير التي منها حرية التصويت، وقدر تعلق الأمر بتأخير التعديل المطلوب للدستور، يذكرنا هذا بعملية الإصلاح القانوني التي أرادها صدام حسين عام 1976، حيث بذلت كل الجهود لتعديل جملة من القوانين آنذاك، القانون ( المدني، الجنائي، التجاري، .... ) وتم ترك " الدستور" المؤقت دون تعديل أو إلغاء وصياغة دستور جديد ليكون دستور دائم، حيث بقيت صلاحيات السلطة كما هي ، وجرى إقرار مفهوم خطير ومنافي لاسس القانون الدستوري وعموم فقه القانون بشان الدولة، وهوجعل السلطة واحدة لها وظائف ثلاث ( تشريعية – تنفيذية – قضائية )، وليس سلطات ثلاث، كل سلطة مستقلة عن الأخرى.
وللعلم، سيبقى أجمل وأفضل تعديل للدستور محكوم بنص الفقرة (رابعاً)، من المادة المذكورة أعلاه، التي صيغتها تعطينا صورة ساطعة عن الشرنقة، فالتعديل ينبغي أن يعبر حاجز ثلثي أعضاء مجلس النواب، المجلس الذي لم يعقد جلسة واحدة بكامل أعضاءه، حتى جلسة أداء اليمن الدستورية لم يحضرها جميع الأعضاء.
فإذا تجاوزنا كل ما تقدم، فكيف نتعامل مع اليمين الدستوري الذي يؤديه النواب الوارد في المادة (50) من الدستور النافذ ؟؟؟ وهو ( اُقسم بالله العلي العظيم، أن اؤدي مهماتي ومسؤولياتي القانونية، بتفانٍ واخلاص، وان احافظ على استقلال العراق وسيادته، وارعى مصالح شعبه، وأسهر على سلامة أرضه وسمائه ومياهه وثرواته ونظامه الديمقراطي الاتحادي، وان أعمل على صيانة الحريات العامة والخاصة، واستقلال القضاء، والتزم بتطبيق التشريعات بامانةٍ وحياد، والله على ما اقول شهيد ).
هل يتذكره النائب ؟؟؟ وهل يلتزم به ؟؟؟ فإذا كان الجواب نعم وهذا ما نأمله، نتسائل، أين يسهر النائب على سلامة أرض الوطن وسمائه ومياهه ...؟؟؟ وكيف يجسد إلتزامه بتطبيق التشريعات بأمانة وحياد ؟؟؟ نحن نعلم بأننا سوف لن نحصل على جواب !!!
لقد اصبح عدم الحضور للجلسات عرف نيابي عراقي بإمتياز، إلى درجة تأجيل اكثر من جلسة بسبب عدم إكتمال النصاب، وأليس مثل هذه المواقف تعتبر مصاب حقيقي يضاف إلى المصائب التي تقع على رؤوس المواطنين في كل ساعة ولا نقول كل يوم !!!
وفي ذات الوقت لم نشهد طيلة الدورات التشريعية لمجلس النواب وجلساته المتعددة أي موقف جدي يعالج هذه الحالة التي لا تنسجم مع طبيعة أوضاع البلاد والجهود التي تتطلبها تلك الأوضاع غير الخافية على القاصي والداني، فالبلاد تحتاج عمل ليل نهار وليس لبضعة ساعات بالشهر الواحد، عمل تتجلى من خلاله روح التضحية والإيثار لا روح التكسب وتجنب الأضرار، يتناسب مع حجم تضحيات الشعب ونزف الدماء، وحجم ثروات البلاد وأموال الموازنات، وحجم الزمن بقياس السنوات.

10/ 4/ 2015
ملاحظة : لنا مقال كتب بتاريخ 19 / 9 / 2007
بعنوان : ( نصاب أم مصاب )



#محمد_عنوز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 12 عام داخل شرنقة بريمر (1)
- في بلادي هل بالإمكان النصر يلد نصر؟!
- في بلادي هيئات مُستَقِلّةُ أم مُستَغَلّةُ
- سؤال طريف في لقاءٍ ظريف
- في بلادي هل ينتهي (حوار الدم ) ؟!
- في بلادي آفة الفساد أم الصح آفة
- حقاً - رؤية عراقية - ؟؟؟ (2)
- جملة حول حملة
- أحقاً - رؤية عراقية - ؟؟؟ (1)
- حقاً - رؤية عراقية - ؟؟؟ (4)
- أحقاً - رؤية عراقية - ؟؟؟ (3)
- هموم عراقية في برقية على المسرح في مالمو
- خروقات دستورية أم تناقضات دستورية
- نداء على نداء
- نِصابْ أم مُصابْ
- الهروب لمن ... للسرقاوي أم للنزاهوي؟؟!!
- أشرف قاضي
- عار العار في سنجار
- مساجلة في قضية ساخنة
- لنستمع معاً إن أمكن


المزيد.....




- واشنطن بوست: الاستخبارات اخترقت اتصالات بين مسؤولين إيرانيين ...
- مخاوف دولية حول مصير السجناء الأجانب.. إيران تعترف بمقتل 71 ...
- القضاء التركي على موعد مع قرار حاسم: هل يطيح بزعيم المعارضة؟ ...
- نتنياهو: -النصر- على إيران يوفر -فرصا- للإفراج عن الرهائن في ...
- من أجل سوسيولوجيا معادية للصهوينة
- مستشار كوفي أنان: إدارة ترامب تفكك الحكومة الفدرالية وتقوض ا ...
- رئيس صربيا يرفض الرضوخ لمظاهرات المعارضة
- غسان سلامة: الشعوب العربية تخاذلت عن نصرة غزة
- التحقيق بتحطم الطائرة الهندية يطرح جميع الفرضيات
- تسريب جديد يقلل من أضرار البرنامج النووي الإيراني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عنوز - 12 عام داخل شرنقة بريمر (2)